أمين الهلال الأحمر الليبي: عملنا على تخفيف معاناة المهاجرين السودانيين وتقديم الدعم لهم
بذلت جمعية الهلال الأحمر الليبي جهدا كبيرا حيال التدخل العاجل في الاشتباكات التي حدثت في البلاد طيلة السنوات السابقة.
ولم يتأخر متطوعو الهلال الأحمر عن تقديم أعمالهم رغم الظروف القاهرة التي عملوا فيها، كما أثبتوا جهودهم في انتشال الجثث التي خرجت قبالة الشواطئ الليبية للمهاجرين غير الشرعيين.
بالإضافة إلى ذلك، فلقد قامت فرق الهلال الأحمر الليبي بجهود كبيرة بعد ارتفاع أعداد المهاجرين من دولة السودان القاصدين مدينة الكفرة جنوب شرقي ليبيا.
كان لـ “سبوتنيك” حوار خاص مع الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الليبي عمر عبد السلام اجعودة، في مقر الجمعية في مدينة بنغازي.
حوار: ماهر الشاعري
ما هو دور الهلال الأحمر الليبي حيال المهاجرين السودانيين؟
جمعية الهلال الأحمر الليبي هي جمعية إنسانية أهلية تساند السلطات العامة في ليبيا في الجوانب الإنسانية، وتعمل في عدة مجالات، منها مكتب الهجرة الذي يختص بتقديم الخدمات للمهاجرين في مدينة الكفرة، حيث حدثت حركة نزوح كبيرة من السودان بسبب النزاعات المسلحة هناك مما أدى إلى تدفق عدد كبير من المهاجرين إلى مدينة الكفرة ومدن ليبية أخرى.
وما هي الخدمات التي قدمتموها لهؤلاء المهاجرين؟
عمل فريق الهلال الأحمر الليبي على تخفيف معاناة هؤلاء المهاجرين من خلال تقييم أوضاعهم الإنسانية والصحية، وكذلك تقديم الدعم والمساعدة اللازمة لهم، كما قام الهلال الأحمر الليبي بتحديد احتياجاتهم الأولية والتواصل مع المنظمات المحلية والدولية لتوفير الاحتياجات الطارئة لهؤلاء المهاجرين.
عملنا من خلال فروع الجمعية المتواجدة في أكثر من ثمان وثلاثين مدينة في ليبيا، ومنها فرع الكفرة، بالإضافة إلى ذلك انتقلت مجموعة من الإدارة الرئيسية للهلال الأحمر الليبي إلى مدينة الكفرة لتقييم الوضع الإنساني هناك.
وفرنا العديد من الخدمات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية، والاحتياجات من الطعام والشراب والأغطية، كما قمنا بتقييم الأوضاع الإنسانية للأطفال والنساء.
ولا يزال العمل مستمرًا سواء في مدينة الكفرة أو في المدن الأخرى التي يتواجد فيها المهاجرين من السودان، جهودنا مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء المهاجرين لتخفيف معاناتهم.
كيف يتعامل الهلال الأحمر الليبي مع أزمة المهاجرين؟
عمل جمعية الهلال الأحمر الليبي في جانب الهجرة يعد من الأعمال المهمة للجمعية، حيث تولي الجمعية هذا الملف اهتماما كبيرا، وتعتبر من الجهات الرائدة في هذا المجال.
نعمل في عدة مجالات متعلقة بالهجرة، منها انتشال جثث المهاجرين الذين يفقدون حياتهم في مياه البحر، وإتمام الإجراءات بالتعاون مع السلطات العامة في ليبيا، كما نعمل على توفير الخدمات الإنسانية في مراكز الإيواء للمهاجرين من رجال ونساء وأطفال، بالإضافة إلى توفير إمكانية الاتصال بذويهم في دول أخرى وتقديم البرامج الصحية لهم، وتعد جمعية الهلال الأحمر الليبي من المؤسسات الرائدة في هذا المجال.
كيف يعمل الهلال الأحمر في ظل الاشتباكات الدائرة بين الحين والآخر؟
جمعية الهلال الأحمر الليبي منذ تأسيسها هي منظمة غير حكومية تقدم المساعدات الإنسانية في ليبيا بلا تمييز، منذ عام 2011، كانت الجمعية نشطة في المجال الإنساني لتقديم المساعدات وتخفيف معاناة ضحايا النزاعات المسلحة، نحن نفخر بنجاحنا في هذه المهمة منذ عام 2011، حيث نسعى لتوفير الاحتياجات الأساسية والدعم النفسي لضحايا هذه النزاعات، بالإضافة إلى ذلك نعمل على رفع الوعي حول القانون الإنساني وننفذ عدة مبادرات للتخفيف من حدة هذه النزاعات المسلحة.
كيف تقيم عمل فرق الهلال الأحمر الليبي في ظل الأزمات؟
بكل تأكيد، أن المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الليبي هم عماد عملنا الإنساني، فهم مدربون بشكل متميز على التعامل مع الأزمات والتدخلات الطارئة، لقد قاموا بدور بارز وحيوي في التصدي للكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة في ليبيا، وفقدنا العديد منهم في هذه العمليات، نحن نترحم على فقدانهم ونفخر بتضحياتهم، إذ يمثلون نموذجًا يحتذى به في الأعمال الإنسانية التطوعية على مستوى العالم وبفضل جهودهم نحن راضيين عن الأعمال التي تقدمها الجمعية بالاستجابة في مختلف الكوارث وفق الإمكانيات المتاحة.
كيف يعكس الاستقرار الإداري سير العمل في الأمانة والجمعية العمومية؟
الاستقرار الإداري هو عنصر أساسي لأي مؤسسة سواء كانت حكومية أو غير حكومية، حيث يضمن استمرارية العطاء وتقديم الخدمات بشكل مستدام، منذ تأسيسها في عام 1957، تعمل جمعية الهلال الأحمر الليبي كمؤسسة واحدة موحدة تمتد نشاطاتها إلى 38 مدينة في ليبيا بإدارة مركزية.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهنا في مجال الإدارة، إلا أننا بفضل التزام المتطوعين والتعاون بين جميع فروع الجمعية وقياداتها نستطيع بسرعة التعامل مع هذه التحديات والاستمرار في تقديم العمل الإنساني القيم.
جمعية الهلال الأحمر الليبي تشكل جزءاً حيوياً من المشهد الإنساني في ليبيا، وهي تعمل بفخر كأول مؤسسة إنسانية في البلاد وهي جزء أساسي من الحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، حيث للحركة دور مهم في مساندة الجمعية في أحلك الظروف، فنحن نمثل جسم واحد يعمل وفق سبعة مبادئ أساسية على رأسها مبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والخدمة التطوعية ومبدأ الوحدة الذي نقوم بتجسيده في وحدة الحركة الدولية ووحدة الجمعية.
سبوتنيك