مقالات وآراء

سلام لا انتقام

طه هارون
في زمننا هذا ، نعيش فيه في ظل انهيارات هائلة في بنية المجتمع والبنية الجسدية للأفراد ، حيث يعاني الكثيرون من التهميش والازدراء والفقر المدقع. يبدو أن الانتقام يتجاوز حدوده الطبيعية في مجتمعاتنا المعاصرة ، ويتحول إلى ظاهرة تشكل تهديداً حقيقياً للسلام الاجتماعي وهدمه وعدم اللامبالاة والمبالغة في الفجور والاستقفال السياسي والخصومة الحقد الدفين بين مختلف القوى المجتمعية .
تتسبب الظروف المتردية والظروف الطبيعية والبيئية الاخري والفساد المستشري في الشعور بالإحباط والغضب العارم بين الناس ، ويعتبر البعض الانتقام خياراً وحيداً للتعبير عن استيائهم والتصدي للظلم الذي يعانونه. لكن ، هل يعتبر الانتقام الحلاّ الأمثل؟ .
الإجابة بالطبع تكمن في السلمية وبناء المجتمعات على أسس من العدالة والمساواة .
ودولةالقانون والمساءلةوالحكم الراشد. إن اللجوء إلى الانتقام يزيد من دائرة العنف ويولد غبن وصراعات تعقد المشهد وتعقد المشكلات الاجتماعية بدلاً من حلها. يجب علينا أن نسعى جميعاً لاحتواء الغضب وتوجيهه نحو حلول إيجابية وبناء مجتمع يستند على العدل والاحترام المتبادل والتسامح وبناء الثقة بين السكان والرجوع الي الحياة الطبيعية للشعب السوداني .
إذاً ما الذي يمكننا فعله؟ يجب علينا العمل على تعزيز الوعي والمساهمة في تحقيق التغيير من خلال الحوار والمشاركة المدنية. يجب أن نعمل معاً لمكافحة الفساد  وبناء مؤسسات فعّالة وشفافة. كما يجب أن نسعى جاهدين لتحسين ظروف الفقراء والمهمشين ، وضمان حقوق الإنسان للجميع بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين أو المنطقة .
التحول من الانتقام إلى العمل المشترك من أجل المصلحة العامة يمثل السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للجميع. إن الجوع والمرض وأمراض الجوع والاستبداد ليست قوانين ثابتة يجب أن نقبلها ، بل هي مشاكل يمكننا معالجتها وتغييرها إذا عملنا سوياً بجدية وإخلاص وتفان .
لذا ، دعونا نضع يدنا معاً ونبني مجتمعات أكثر إنسانية وعادلة ، حيث لا مجال للانتقام  بل المجال  للفرص  السلمية والتقدم والتعاون.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..