حقائب الذكريات

إدوارد كورنيليو
في محطة القطار القديمة ،
تتبدد الأصوات بين صدأ السكك وهمسات الريح … وقفتُ أتأمل رحيل الزمن في عيون المسافرين.
كل وجه يحمل قصة ،
كل قصة تخفي وداعًا.
القطارات تأتي وتذهب ،
وأنا أبقى ،
أجمع حقائب الذكريات ،
أعدّها لرحلة لا تنتهي.
السماء تبكي بدموع المطر ،
تغسل آثار الأقدام على رصيف الانتظار.
أشجار ( البابايا ) تنحني ،
تودع بأغصانها المتعبة كل قطار يغادر.
أسمع صوت الرحيل يناديني ،
يغريني بالمجهول ،
لكن قدماي راسختان في تراب هذه المدينة التي علّمتني كيف أحب البقاء.
أتذكر كلمات جدي ،
“الرحيل لا يعني نسيان ما تركت خلفك
بل احتضان ما هو آت”
أغمض عيناي ،
أستشعر نسمات الوداع تلفح وجهي ،
وأدرك أن كل رحيل هو بداية جديدة ،
فصل آخر في كتاب الحياة.
القطار يصفّر للمرة الأخيرة ،
إشارة لانطلاقة جديدة.
أفتح عيناي على وجه المدينة التي أودعها بصمت.
أخطو
نحو
القطار ،
أحمل
معي
حقائب
مثقلة
بالأماني
والأحلام.
وأعلم أن في كل ركن من هذه المدينة سأترك جزءًا من روحي ،
وفي كل زاوية سأجد بصمات أصابعي.
الآن ،
مع صوت دقات عجلات القطار على السكك ،
أشعر بالحرية تسري في عروقي.
شكرا لك على هذه النص الجميلة
تصحيح:
شكرا لك على هذا النص الجميل