لصبر أهل الشرق حدود

عصب الشارع

صفاء الفحل

في الطرفة أن ضيفاً ثقيلاً نزل عند أحدهم لفترة طويلة وحاول كثيرا التخلص منه بالمضايقة دون جدوى، وتصادف أنه كان يجلس الضيف والمضيف أمام باب المنزل، فحط صقر على قمة عمود الكهرباء، فقال المضيف “بالله شوف الغنماية دي في رأس عمود الكهرباء.. !!”
فرد الضيف باستغراب لكن دي ما غنماية، ده صقر.. فرد عليه المضيف في غضب أسمع يا زول صقر غنماية قوم شيل حاجاتك وأرحل.. جنك (غوليط)..
وثوب إيرا إن كان بيجاوياً أو فرنساوياً لا يمثل القضية ولا يتجاوز ابتزاز مبطن بالوطنية وهو يقول: يا جماعة شيلوا حاجاتكم وأرحلوا أو ادفعوا ضريبة تواجدكم بيننا.
أما في الجانب الآخر فعندما سمع القادة بما يجري قالوا وهم يضحكون: (شيبة ضرار أدوهوا شوية قروش وقولوا ليهُ البرهان عايزك.. وتمثيلية احتجاج مجموعةً من أنصار شيبة داخل مباني التلفزيون عبارة عن حركة في شكل وردة لامتصاص غضب (البيجاوية) وعمل متكرر للاصطياد في الماء العكر من أجل التكسب الذاتي فهو يظل (ربيب كيزان) مصلحجي في ثوب بيجاوي ظريف، وثقوا إن ليس له ما بعده فلا الكوز البزعي سيرحل من التلفزيون ولا القيادات الكيزانية ستأخذ (بقجها) وترحل عن بورتسودان.
ولو أن هذا العمل خرج من لجان مقاومة البحر الأحمر لرأينا الرصاص والقتل والاعتقالات ولكنه يظل بلا قيمة إذا خرج من واحد من (ثلاثي) بورتسودان (ترك وشيبة وأوبشار) فهم في الأصل يضحون بالشرق بأهله لمواليهم الكيزان واللجنة الانقلابية الذين يدفعون لهم ثمن تصديهم لوقف الاحتجاجات وامتصاص الغضب.
ومثل هذه (الثمثيلية) ما هي إلا أدوار متبادلة حتى لا تفقد تلك المجموعة شعبيتها في قلوب المغيبين من الغلابة من أهلنا البسطاء في الشرق.
الغضب الحقيقي المكبوت في صدور الغلابة والبسطاء من أهل الشرق سينفجر يوما بلا شك في ظل تردي الأوضاع المعيشية المستمر، وهم يشاهدون الصرف البذخي لوزير المالية على مجموعاته وحاشيته والتجاهل التام لإنسان الشرق الذي يعاني ما يعاني من كافة النواحي، وبلا شك إن ذلك الانفجار القادم سيتجاوز هؤلاء الكهنوتات الجاثمين على صدور الفقراء ليتمتعوا هم وحاشيتهم بكافة الامتيازات ويقتسمون قوت الفقراء مع المجموعة الانقلابية ولكن يظل لصبر أهل الشرق حدود وسيستيقظون بلا شك يوماً من غفوتهم التي تصنعها تلك المجموعة وتغذيها باسم الدين، وذلك اليوم ليس ببعيد، فالشباب قادمون بلا شك.

والثورة مستمرة..
والقصاص ات لا محالة..
والرحمة والخلود للشهداء..

الجريدة