مقالات وآراء سياسية

خطة الجيش الماكرة

يوسف السندي 
ظل الجيش على الدوام هو العامل الاكثر نفوذا في السياسة السودانية منذ انقلاب عبود في عام ١٩٥٨م ، وهذا النفوذ هو السبب الرئيسي في كثرة الحروب وتفشي سياسة العنف والقوة والانقلابات ، حتى وصلت البلاد مرحلة صناعة المليشيات للدفاع عن سلطة الدولة في وجود الجيش ، الذي تفرغ تماما للسياسة وأصبح حزب سياسي مسلح ، ونسى او تناسى تماما وظيفته الرئيسية وهي الحرب والدفاع عن الوطن.
لذلك في ٢٠١٤م خرج قائد مليشيا الدعم السريع وقالها في وجه حكومة الكيزان وقادة الجيش بدون اي مواربة وعلى الهواء مباشرة : (نحن الجيش ، وكت الحكومة تعمل ليها جيش التجي تتكلم).
وحين تضخمت المليشيا وبلغت حدا موازيا للجيش ومتحديا لسلطته ونفوذه التاريخي المتمثل في تغيير اللعبة السياسية عن طريق القوة العسكرية متى اراد ، لم يجد قادة الجيش بد من محاربة هذا المنافس الوافد ، فمنافسة السياسيين المدنيين للجيش لم تكن تشكل خطرا ضخما ، فهي مهما بلغت تظل في النهاية في حدها الاضخم اشعال انتفاضة شعبية ، ينحني لها الجيش حين تبلغ اوجها العارم ، ومن ثم يعود مرة اخرى للانقضاض على السلطة بعد ان يستغل قدراته التاريخية في تحريك قطع المؤسسات الفوضوية مثل القبائل والادارات الاهلية والصحافة المرتشية والاحزاب المندفعة لبلوغ السلطة بطرق غير قانونية.
ذهب قادة الجيش إلى عبدالعزيز الحلو قبل زمن طويل من الحرب الحالية وطلبوا منه التحالف معهم لشن حرب ضد الدعم السريع ، وذهبوا لمصر وجاءوا بقواتها في معسكر مروي ، ثم انقلبوا على الاتفاق الاطاريء ، الذي كان سيحجم نفوذهم وحركتهم بسلطة القانون والسياسة ، وجمعوا الاحزاب الغاضبة من الثورة ، والمجموعات القبلية والجهوية وحركات دارفور ، وصنعوا منهم كما ظلوا يصنعون دوما ، كتلة انتهازية داعمة للعسكر ، يقفزون فوق اعناقها للسلطة.
لكل ذلك كان قرار الحرب الحالية هو قرار الجيش نفسه ، وهدفه لم يكن سوى إزاحة نفوذ وافد جديد هو الدعم السريع الجيد التسليح والسريع الحركة الذي صارعه على السلطة والقوة.
حين استعرت حرب ١٥ ابريل وعرف الجيش حجم قوته الضعيفة ، وضعف قدرته في مواجهة الدعم السريع ، عاد مجددا لاستغلال القوى السياسية الانتهازية الغاضبة من الثورة والقبائل والحركات المسلحة وصف طويل من النشطاء مدفوعي القيمة والصحفيين الذين يكفيهم مدفوع بنكك الشهري والجماهير الغاضبة والحانقة من ممارسات الدعم السريع ، ودفع بهم لخط المواجهة العسكرية وتخندق هو في الخلف في انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على السلطة التي كادت ان تفلت منه بهذه الحرب.
لذلك هذه حرب الجيش لاستعادة السلطة ، ولترتيب مسرح السياسة بحيث يظل الجيش وسدنته من الانتهازيين هم أصحاب النفوذ الاقوى في الساحة ، وهو واقع السودان منذ ١٩٥٨م الذي قاده للتدهور يوما بعد يوم حتى وصلنا للحضيص الحالي ، ودعاة لا للحرب هم الوحيدون الذين يفهمون هذه الخدعة الماكرة ، ويعلمون ان الشعب اذا لم ينتفض ضد الحرب ليكون هو صاحب النفوذ الاكبر في وضع سيناريو نهايتها ، بما يوحد الجيش ويعيده لثكناته وينهي عهد المليشيات والطبقة السياسية الانتهازية ، فانه سيظل شعبا غارقا في الفقر والجهل والمرض والحروب ، وشعب كهذا لا مكان له في الصدارة بين الامم ، وانما مكانه في أسفل سافلين.

‫21 تعليقات

  1. يا كاتب المقال الفريق عبود لم ينقلب علي حكومة عبدالله خليل
    ( رحمهم الله ) و لم يحرك الدبابات لاحتلال القصر و القيادة و الاذاعة و التلفزيون بل تم استدعائه من قبل رئيس الوزراء عبدالله خليل ( حزب امة ) اللي هو حزبك و تم تسليم السلطة للفريق عبود و إنقلاب مايو 69 قام به ( الحزب ) الشيوعي و ما يسمون انفسهم بالقوميين العرب
    و إنقلاب يونيو 89 قام به ( حزب ) الجبهة الاسلامية القومية و هذا يعني فشل الدولة السودانية سببه الرئيسي النكب السياسية و احزابها المنكوبة و هذا ايضاً يعني كل النكب السياسية لا يؤمنون بالديقراطية و التداول السلمي للسلطة و احزاب الأمة و الشيوعي و الأخوان المسلمين و افندية قحت المركزية خير دليل علي ذلك.

    1. وهل ضباط الجيش اطفال ليسيرهم السياسيين، ليه ما بينهروا السياسيين ويقولوا ليهم امشوا العبوا بعيد من الجيش ده خط احمر لازم يكون بعيد من السياسة. بلاش كلام فارغ

      1. يا دكتور نفسي الأحزاب السياسية المنكوبة لماذا تلجأ الي الانقلابات و هي احزاب من المفترض ان يكون لها مبادئ و تؤمن بالديقراطية و التداول السلمي للسلطة و ليس القيام بإنقلاب عسكري ضد حكومة مدنية منتخبة.. حقيقة تعليقك محاولة بائسة و يائسة لتبرأت النكب السياسية و احزابهم المنكوبة.

    2. هل قران عن جورج واشنطون وكيف اسس الدولة الأمريكية وهو عسكري… يعني عبود ان كان واعيا كان عليه ان يرغم عبدالله خليل أو غيره بالرجوع للدكتور…؟!لكنو طبعا ما صدق جاتو مدردقه…؟! ومن ديك وعيق…؟!

  2. لابد من نقل القيادة العامة وبقية الوحدات العسكرية الى خارج العاصمة وايضا نقل جملونات التصنيع الحربي الى ولاية قريبة وانشاء قوة باسم قوات الحرس الوطني وتكون تابعة لرئيس الوزراء ومهمتها حراسة موسسات الدولة وحماية الدستور. والاهم من دا كلو هو اعلان الانفصال بين الدول المختلفة والشعوب المختلفة المكونة لهذه الخريطة المشوهة الاسمها السودان وان نعود الى مكوناتنا الطبيعية المعروفة وان يحكم ابناء كل بلد منطقتهم كما كنا منذ الازل كالاتي..
    دولة وادى النيل كوش قديما
    دولة دارفور
    دولة جبال النوبة
    دولة الفونج

    1. كلامك صحيح أيها المهندس الوطني الغيور في كل العالم لم يوجد مقرات للجيوش داخل المدن والاحياء ولكن هؤلاء أنصاف الرجال من عبيد الكيزان من العسكر ورتبهم المزيفة التي جاءت بالولاء لا بالكفاءة لمرشد الاخوان الدواعش والدليل المشيرة سناء التي ينبطحون لها وتحقق معهم إذا خرجوا عن أهداف الكيزان الخبيثة ولم نجد جيش في العالم يمتلك صحيفة وشركات ويتاجر في المواشي والذهب وقادته يشترون في الفلل في مصر وتركيا ، رئيس فرنسا التي تعتبر من الدول الكبرى لم يستطيع الرئيس جاك شيراك شراء مسكن يأويه وتكرم عليه الرئيس الراحل رفيق الحريري بشراء منزله ونميري رغم سواءته لم يمتلك العمارات ولا الفارهات ولا الشركات وكان يستطيع أن يملك كل السودان ولكن المشكلة في الضمير والتربية والصدق والامانة ، ستنتهي الحرب شاء من شاء وأبي من أبى وأتمنى من الشعب السوداني وأن يجهز نفسه وعلى رجال المقاومة الوطنيين بالداخل والخارج يكونوا يد واحدة للإطاحة بعسكر الكيزان وجنويدهم وفلولهم من حركات الارتزاق المصلح ، نعم يجب نقل المقرات العسكرية من داخل المدن والاحياء اليوم وليس غداً.

  3. في الوقت الراهن السودان لا يمكن ان يحكم الا بواسطة الجيش وهذه الحرب نتيجة حتمية لتفريط الجيش في امر ادارة البلد والتي كانت عبارة عن براميل من المتفجرات هناء وهناك منذ ما يربو على عشرات السنين تساهل الجيش مع الصبيان الذين قاموا بما عرف بالثورة السوداء ( مهلكة ديسمبر) هو ما قاد لهذه الحرب فقد كان واضحا وجليا الاطماع في موارد السودان من جهات مختلفة كما كان واضح اندفاع عملاء الاستعمار مثل قحط وتقدم لاحقا نحو الحكم دون برنامج او رؤية مع ازدياد الاطماع الخارجية على الثور المعقور ( السودان ) لسرقة موارده واستفحال امر الدعم الصريع كان نتيجة طبيعية للعوامل المذكورة انفا …….. تم حصار الجيش من صبيان الثورة السوداء وسمح للدعم الصريع بالتمدد بتهريب الذهب وجلب السلاح والمرتزقة حتى وصل الامر لهذا الركام الماثل من الدماء والاشلاء والتهجير والخراب …….. الان الان على الجيش ان يستفيد من السند الشعبي الذي توفير له بسبب انتهاكات المليشيا وتهافت عملاء الامارات والغرب من تقزم وخلافه على انقاذ الميلشيا والتي تواجه حصار وفناء حتمي ان شاء الله بفضل الله ثم وقوف الشعب مع الجيش ……… على الجيش بعد نهاية الحرب ان يستمر في فترة انتقالية مدتها لا تقل عن 10 اعوام ليضع الامور في نصابها الصحيح …….. انتهى دور الخونة من عملاء الغرب والامارات من تقزميين وخلافهم ……….

    1. يا إحسان ح تفهموا متين..!! اما قرأت ( ان تتركه يلهث او تحمل عليه يلهث) ! الأمر لله يا إحسان.. ماكو فايدة ع رأي اخوانا العراقيين

    2. ده عشم ابليس بالجنه يا كمبالا.
      يتو جيش ده الحيغلب الجنجويد ويتو شعب ده الحيناصر جيش الكيزان وياتو عشرين سنة الحتكموا فيها السودان تاني؟

      أرجي موتك ساي كان حضرتي جزء من أوهامك دي تحقق.

    3. يا كمبالا منذ تاسيس، هذا الجيش الخائن، والسودان ينحدر من هاوية الى قاع اسفل منها، المؤسسة التي يصرف عليها شعبها من ثمن ادويته وكتبه وابناءه ويقتطع من لقمته من اجل تسليحه وتدريبه حتى شراء الازباليطة وتلميع احذيته، هذا الجيش كان يخون شعبه ويبيع ما اؤتمن عليه، عبود العسكري باع حلف للمصريين ونميري باع حلايب وجاء البشير وكيزانه وباعو الجنوب والفشقة، وها هو البرهان يقتل شعبه ويشردهم ويبيع كل السودان للغادي والرايح، فكيف تريدين هذا المسخ الاسلامي المسمى بالجيش، ليجلس، ١٠سنوات على رؤوس، الجثث الذي سحلها بنفسه؟

    4. يا برفسور احسان من سمح للدعم بالتمدد والتضخم غير الجيش ..الم تقل فحت والشارع معها بان الجنجويد ينحل وطلع قائد الجيش وقال ولد من رحم الجيش ..بالله انت زول عاقل تقول على شرفاء الحرية والتغيير بأنهم عملاء ..اذن انت اكيد ممول مثل جماعة الموز من دوائر الفساد التي تستخدم العسكر لتدمير البلاد لصالح مطامعها ..تأمل فقط في شخصيات مناصري الحكم العسكري تعرف الى اية مدى هم فقراء علم وفكر وشرف .. السيد مناوي والسيد جبريل والسيد عقار والسيد حجر والسيد الهادي وهم امراء حروب بامتياز وعندك هجو واردول وعسكوري جاكومي والسيسي وترك ومبارك الفاضل ونور الدائم جميعهم انتهازيون طفيليون لا يتنفسون إلا الفساد وتحت البوت العسكري
      حكومة حمدوك كانت تسير بخطى ثابتة نحو مدنية الدولة ولكن المذكورين اعلاه تضرروا وتحالفوا مع العسكر والدعم السريع لقلب الحكومة المدنية والنتيجة ما يحدث الان من خراب وحروب ودمار ..
      نرجو اعمال العقل جيداً في قراءة منطقية لما يحدث وما يحاك لوطن الحدود

  4. عندما يكتب الرجرجة والدهماء وطحالب المستنقعات الكيزانيه امثال ( ابو عفنه) وهذا/ه الاحسان كمبال وترتفع عقيرتهم بالنباح لنصرة المليشيات الارهابيه ويذهب بهم الوهم كل مذهب فيصور لأذهانهم المريضه وعقولهم المغسوله بقاذورات الدعايه الاعلاميه لجيش على كرتى وسناء حمد أن هذه المجموعات الارهابيه بقياده البيدق الهارب من ساحة المعركه المدعو السجمان وزمرته من خنازير اللجنه الامنيه ستنتصر فى يوم من الايام عندها تنتابني احاسيس مختلطه فلا اعرف اهم يستحقون الشفقه على ما آل اليه حالهم من تهافت وعمى البصر والبصيره وهم يُساقون كالخراف والنعاج إلى حيث حتفهم المؤكد ام انهم يستحقون لعنة الشعب بسبب مواقفهم الداعمه لمن خان العهد ثم قتل وذبح وشرد ونكل وجوع وأرهب وحرق القرى ودك البيوت وسرق قوت الشعب ونهب ثروات البلد.
    جيش على كرتى المهزوم المنكسر الخائر بقياده هذا الأهطل المجرم وصحبه من مصاصي الدماء ياسر وكباشى
    ورهطه من تجار الأزمات ولوردات الحرب فى حركات الارتزاق المسلح الجهلول أركو مناوى واللص جبريل هذه المليشيات الارهابيه قد وصل بها الهوان والذل لدرجة هروب قادتها وتسليم المدن للدعم السريع (بأخوى وأخوك) كما حدث فى مدنى وأقاليم دارفور . ولكى لا تظهر عورتهم وهم يولون الدبر ويُفتضح خذلانهم وجبنهم كان لابد من تجنيد امثالكم من الدهماء والسواقط كى يخوضوا المعركه الأعلاميه خلف الانصرافى وينشروا اخبار الانتصارات الوهميه لعيال حاج نور والترابي خلال معركه الكرامه ( الربط هنا صعب جدا بين حاج نور والترابي ومصطلح الكرامه كما انه يصعب الربط بينه وبين هروب البرهان المخزى من خوض معركه الكرامه) وتجنيد نفر من اصحاب العقول البسيطه كمستنفرين ليخوضوا حرب الميدان بدلاً عن عيال على كرتى الذين ولوا الادبار.

    1. المدعو وليد مؤيد المغتصبين الذي تطلق عليه بيدق هارب يتجول داخل و خارج السودان و يتجول وسط المواطنين تقدر تقولي أين المجرم حميدتي و شقيقه المجرم الآخر عبدالرحيم دقلو و بقية قيادات مرتزقة عربان الشتات الافريقي ؟؟؟
      هههههه كبيرهم مات و شبع موت و شقيقه المجرم الآخر عبدالرحيم دقلو هرب الي دارفور محتمي بقبيلته و علي يعقوب
      مشي الخور و مع هذا يطلع واحد موهوم و غلبان مثلك و يشبه قائد القوات المسلحة السودانية بالبيدق.

      1. وعاد الكوز المطرقع ابوعزو الشهير ب اب عفنة تبا لك من كوز عفن يا اب عفنة صدق اللى سماك اب عفنة يا كوز يا عفن

  5. استغرب من المدافعين عن المرتزقة المخربين القتلة النهابين hglyjwfdk ولا يدافعوا عن جيش كمؤسسة وليس افراد اجيش
    تبا لكم

    1. اتعجب ان هناك من لا زال يسمي هذه المليشيا الكيزانيه جيش رغم ان راعي الضان في بادية الكبابيش قد اتضح له ان هذا الجيش ماهو الا الذراع العسكرى لتنظيم الكيزان وهذه حقيقة لا ينتطح حولها عنزان الا المغيبين والذين في اعينهم غشاوة واولئك المقفولة ادمغتهم برتاج ذهني نسأل الله ان يزيل عن اعينهم غشاوتها

    2. الاخ عاصم… الرعاع و القطيع اياهم منهم من ينظر للحرب من منظور قبلي و جهوي و منهم من ينظر للحرب من منظور حزبي و منهم المأجورين و العملاء و منهم المغفلين النافعين الذين يرددون ما يردده الذين يريدون تفكيك القوات المسلحة السودانية بنفس سيناريو تفكيك الجيش العراقي بحجة انه جيش حزب البعث و بعدها انقسم العراق و اصبحت بغداد محافظة ايرانية و هؤلاء الجهلة لا يعلمون ان تفكيك و سقوط الجيش يعني تفكيك و سقوط الدولة و بعدها نصبح شعب واحد في 4 أو 5 دويلات كما هو مخطط له.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..