مايكل أشر وركوب الصعاب

الحلقة الخامسة
د. محمد حمد مفرح
تفكر اشر في وضعه فيما يلي الوجهة التي يتعين عليه زيارتها ، بعد تحطم اماله ذات الصلة بالوصول الى درب الأربعين ، فقرر لسبب او اخر ، الذهاب الی مدينة الجنينة. كانت الحقيقة المرة التي نقلها له مدير مركز شرطة مليط عن درب الأربعين ، والتي تقول انه أصبح مهجورا منذ سنين طويلة ، كانت صادمة ما جعله يعتبر رحلته حتی مليط مجرد تمرين علی السفر عبر بيئة كردفان و دار فور القاسية.
وصل الى الجنينة و زار ، حال وصوله ، احد شيوخ المدينة ووجد بمنزله جمعا من الناس الذين التأم شملهم حول الشيخ فأخذوا يتجاذبون واياه اطراف الحديث و يتناقشون في بعض شؤونهم. رحب به الشيخ وحياه الحاضرون ثم جلس واياهم ونظرات البعض ترشقه من وقت لاخر ، معبرة عن الدهشة للظهور المفاجيء لهذا (الخواجة) ومتساءلة عن الهدف وراء زيارته.
ذكر أشر انه تقطن بالجنينة العديد من القبائل منها المساليت والرزيقات وغيرهما. وقد اشار الى ان قبيلة الرزيقات ، والتي تقطن في اقصی الغرب من السودان الشمالي ، بين الفاشر ومدينة أبشي التشادية ، تتألف من خمس مجموعات قبلية أشهرها المحاميد و الماهرية. وزاد بقوله أن اولئك الرزيقات ينتمون الی الرزيقات المقيمين بجنوب دار فور ثم ذكر انهم يعتبرون من المحارببن الشرسين الذين كانوا ضمن قوات الامام المهدي.
ومضى أشر بقوله انه وشخص يدعی حسن ، ارتيري الجنسية ، جلسا علی كرسيين يغطيهما الغبار ، علی مبعدة من الناس الذين كانوا جالسين حول الشيخ. وظلا هكذا ينصتون الى الشيخ ومن معه وهم يتجاذبون اطراف الحديث ويتناقشون في شؤونهم. الخاصة. وقد بدا الشيخ وجماعته في شغل شاغل عن أشر وحسن الارتيري.
وبعد ان مكث جماعة الشيخ من اهالي المنطقة بعض الوقت بمنزل الشيخ انفض سامرهم وتركوه ومعه اشر وحسن لوحدهم.
وبعد مغادرتهم ذكر الشيخ لأشر ان ابنه اخبره بأنه ، اي اشر ، ينتوي مرافقة العرب الی تشاد ، فرد أشر بالايجاب. عقب الشيخ فذكر لأشر ان قتالا عنيفا يدور حاليا بتشاد وان القبائل الحدودية مثل القرعان والبديات مسلحة وخطرة. واردف قائلا ان الأهالي بتلك القبائل يمكن ان يقتلوا أي شخص خاصة إذا كان (خواجة) وذلك نظرا لكراهيتهم للفرنسيين. ثم مضی قائلا ان (البارشوت) هم الوحيدون الذين يتجرأون علی دخول تشاد.
واوضح حسن لأشر ان (البارشوت) هم المهربون. ثم قال أشر للشيخ انه يطلب مساعدته لدخول تشاد ، غير ان الشيخ ذكر له انه لا يعرف شيئا عن التهريب والمهربين حتی يساعده.
ومضی اشر بقوله ان الشيخ ابتسم ، حينها ، ابتسامة خبيثة ذكرته بضبع شاهده بكردفان ، ما جعله ، أي أشر ، يدرك حقيقة خوف الناس منه واحترامهم له. وزاد بقوله أنه يبدو ان الشيخ نوع من البشر الذين يمكن للواحد منهم التبسم في وجه الشخص ثم طعنه من الخلف.
وقال اشر انه ذكر ، وقتها ، حديث الناس بالسوق عن الشيخ وكيف انه جمع ثروته عن طريق الغارات والتهريب. ثم اردف قائلا انه ذكر أيضا ما قاله له حسن الأريتري عن منزل الشيخ والذي شبهه بالميناء من كثرة ما به من بضائع وأشياء أخری.
من جهة أخرى وصف اشر مدينة الجنينة وموقعها الجغرافي وطبيعتها ثم ذكر ان قبيلة المساليت هي القبيلة الرئيسة بتلك المنطقة وان اهلها يدينون بالولاء للسلطان عبد الرحمن بحر الدين ، سلطان دار مساليت. كما اشار الی انه يجاور المساليت من الناحية الشمالية قبائل أصغر مثل تاما وارنقا وجبل.
ومضی قائلا ان الرزيقات ، والذين يعتبرون ابالة ، يشاركون المساليت الاقامة بهذه المنطقة ، غير ان هناك قبائل اخری تمتهن ، وفقا لأشر ، رعي الابقار بهذه المنطقة مثل بني هلبة والمسيرية. وتوجد في الناحية الشرقية جيوب معزولة من الابالة كأولاد راشد ، كما توجد في الشمال وعلی طول الحدود التشادية المنطقة التي تقطن فيها القبائل القوية كالزغاوة والبديات والقرعان.
واشار الی ان الجنينة تأثرت ، خلال تلك الفترة من العام 1980م ، بالحرب التي كانت رحاها تدور في تشاد بين قوات الرئيس التشادي ، وقتها ، جيكوني عويدي المدعوم من العقيد معمر القذافي ، وببن المقاتلين المناوئين له بقيادة وزير دفاعه السابق حسين هبري المدعوم من السودان ومصر.
وذكر أشر ان هبري قام بتسليح القبائل الحدودية كالقرعان والبديات ، لكنهم استغلوا الاسلحة الحديثة التي حصلوا عليها منه في الاغارة علی ابل العرب ومهاجمة الاسواق السودانية النائية وذلك بالرغم من ان الحكومة السودانية تدعمهم بصورة غير مباشرة من خلال دعمها لهبري. وتبعا لذلك فان العرب بهذه المنطقة ، والذين يعتبرون انفسهم ليسوا بسودانيين ولا تشاديين بل لهم احقية الانتماء لكلا البلدين ، اضحوا يتعاطفون مع جيكوني عويدي نظرا لان رجال هبري كانوا يسرقون بهائمهم.
وقد وظف الرئيس جيكوني هذه الظروف من خلال استخدامه للعرب كمصادر استخباراتية ، ما ادی الی تمتع شيوخهم بمكانة متميزة جعلتهم وسائل ربط استخباراتي هامة.
ووفقا لأشر فان العرب كانوا ايضا طرفا في الحرب ، بصورة اخری ، حيث قام النظام الليبي ، حسب أشر ، بتدريب قوات سودانية تسمی الجبهة ، بقيادة احمد الهندي ، وكان قوام تلك القوات هو القبائل العربية. ومضي بقوله انه كان مخططا لأفراد تلك القوات دخول العاصمة ، الخرطوم ، للعمل في مهن عمالية توطئة لتنفيذ المخطط المرسوم عندما تحين ساعة الصفر المحددة.
من جانب اخر ذكر اشر انه وجد نفسه منغمسا في تلك الأجواء بمدينة الجنينة واصبح ضيفا منتظما بمنزل ذلك الشيخ ، وكذا صديقه حسن الاريتري. وقد أشار الی ان صديقه الاريتري يدعي انه مسلم في حين انه مسيحي و يدعی مايكل. واردف قائلا ان ذلك الارتيري كان يقاتل في صفوف جبهة تحرير اريتريا لكن تم اعتقاله بواسطة الجبهة نفسها لمخالفته الاوامر فهرب الی الخرطوم ومنها الی الفاشر.
وفي الفاشر التقی حسن بارتيری اخر يدعی يعقوب هرب ايضا من جبهة تحرير ارتيريا فصحبه الی الجنينة.
عمل حسن و يعقوب في مهنة اصلاح (الراديوهات) بالجنبنة ، لكن يعقوب أدمن الشراب لدرجة مدمرة. اما حسن فقد كان ، وفقا لأشر ، أكثر استقامة من يعقوب ما جعلهما يتخاصمان ولا يتحدثان مع بعضهما.
أشار اشر الی ان حسن اعد العدة لمغادرة الجنينة لجهة ما. ثم اردف قائلا انه ، اي حسن ، التقی ، قبل مغادرته ، بيوغنديين احدهما يدعی جون بوسو والاخر يدعی الكس. ومضی اشر بقوله ان جون يعمل محاضرا بمعهد للفنون الجميلة بالخرطوم حيث يدرس الخزف. ووفقا لأشر فان جون ينوي القيام برحلة بالجمل في تلك المنطقة بغرض القاء محاضرات عن الفنون الجميلة، يساعده الكس. وقد وافق الشبخ علی تزويدهما بجملين و (دليل) من العرب لانجاز مهمتهما.
اعار أشر ، وفقا لقوله ، (كاميرته) لجون بوسو الذي كان ينتوي ، في اطار رحلته المرتقبة ، السفر الی كتم بعد أن أخبر أشر بأن (كاميرته) قد سرقت. وقد اعطاه أشر أيضا خطاب تعريف لزميل له ، يعمل معلما بكتم ، يدعی دونالد فريند.
غادر بوسو الجنينة لوحده متوجها صوب كتم ، حيث قرر الكس الا يرافقه كما ان (الدليل) لم يسافر معه. مضت أسابيع علی سفر بوسو لكنه ، وخلافا لما كان متوقعا ، لم يعد. وقد قام الكس ، خلال تلك الأيام ، ببيع جمله والعودة الی الخرطوم.
وعندما التقی أشر بدونالد فريند ، لاحقا ، أحاطه الأخير علما بأنه قد استضاف بوسو بكتم لكنه تسبب ، من خلال تحركاته المشبوهة ، في ان شكت السلطات المحلية فيه ، اي في دونالد ، وطردته من كتم. وأردف دونالد ذاكرا لأشر ان بوسو باع الجمل لشخص يدعی علی تميم ثم استعاره منه لكنه اختفي. وهكذا اختفی بوسو بعد ان باع الجمل واستلم ثمن البيع ثم استعاره ممن اشنراه منه واختفی ومعه (كاميرة) أشر.
دار حديث ، ذات يوم ، بين ابن الشيخ وأشر عن بوسو فاخبره أشر ان بوسو ذكر له أنه يعمل محاضرا بمعهد للفنون الجميلة بالخرطوم ، فعقدت الدهشة لسان ابن الشيخ ثم أفاد أشرا بأن بوسو يعمل مديرا لمصنع سجاير.
أما حسن الاريتري فقد غادر ، وفقا لأشر ، الی تشاد برفقة قافلة تهريب. وقد روی يعقوب الاريتري الاخر ، لاحقا لأشر ان حسن وصل الی العاصمة التشادية ، أنجمينا ، وبحث عن عمل هناك لكنه لم يوفق. وزاد يعقوب بقوله لأشر ان حسن قرر ، والحال تلك ، العودة الی السودان ، فاشتری بندقية كلاشنكوف لبيعها في الحدود حتی يجني ربحا منها ، غير انه خضع لتفتيش في مدينة ابشي التشادية فصودرت بندقيته واردي قتيلا من قبل القوات التشادية المرابطة بالحدود.
ظل أشر متواجدا بالجنينة لفترة ليست بالقصيرة ، لكنه كان ما زال ، حسبما ذكر ، يطمح في السفر عبر درب الأربعين متجاهلا كل نصائح وتحذيرات مدير مركز شرطة مليط بعدم المجازفة بالسفر في قلب الصحراء. فدرب الأربعين أصبح تاريخا بعد أن لم يعد مطروقا منذ مئات السنين ، وفقا لمدير المركز. وذكر أن عليه ، وهو يتلمس طريقه الی درب الأربعين ، ألا يتعدی واحة العطرون حيث الماء و عدم مواجهة خطر الموت عطشا. كما قال أن طريقه المباشر لتلك الواحة يمر بدار زغاوة وهو علی علم بأنها مضطربة أمنيا جراء التداعيات الأمنية الناتجة عن الحرب الدائرة في تشاد. فالبديات يقومون بهجمات عبر الحدود السودانية التشادية جمال ادم الثمانية التي تمت سرقتها بواسطة مجهولين.
اتفق ادم وأشر علی اللقاء عند جبل كنديبي خارج الجنينة ليشرعوا من هناك في القيام برحلتهم.
كان لدى أشر جملين أحدهما سيء الطباع وشرس والاخر عمره حوالی أربع سنوات من النوع الذي يسمی (حق) وذلك لزوم حمل كمية اضافية من الماء نظرا لأنه ربما يسافر عبر الصحراء بمفرده. كان أشر قد جهز، حسب قوله ، كميات مناسبة من الدقيق و الشرموط و البهارات والشاي استعدادا للرحلة الی العطرون والتي من المتوقع أن تستغرق خمسة عشرة الی عشرين يوما. بالاضافة الی هذا فانه جهز (قربتي) ماء وبعض متطلبات النوم.
كما أشار الی ان عمر ، ابن الشيخ راشد عمر ، قد أحضر له مسدسا حديثا وطلب منه اخذه معه. وقال انه مانع ، في باديء الأمر ، ذاكرا له أن هذا ربما يوقعه تحت طائلة القانون ويسبب له مشاكل هو في غنی عنها ، لكن عمرا أصر عليه وذكر له أن اللصوص سيتربصون بجمليه ويلاحقونه من أجلهما. اقتنع ، أخيرا ، واخذ المسدس.
التقی ادم وأشر في المكان المحدد وسافرا سويا. مرا في طريقهما بوادي يسمی وادي سيربا وظلا يسيران لمدة ثلاثة أيام بمحاذاة ذلك الوادي مارين بمنطقة ارنقا وتاما.
ذكر أشر أنهما مرا ، في طريقهما ، بالعديد من المزارع التي كانت تعمل بها نساء ناعمات السواد ، تلبس الواحدة منهن (الشنف) والاقراط وهن منهمكات في الزراعة وحولهن اولادهن الصغار.
أبدی جمل أشر (العاصي)، سيء الطباع تمردا لا تخطئه العين وأصبح سلوكه يشي بشعوره بانه منفي قسريا الی مكان مجهول بعد ان فارق دياره. حاول عدة مرات ان يعض أشرا كما اضحی (حرونا). قام ادم بركوبه وتبين له أنه فعلا سيء الطباع فذكر لأشر أنه يتعين عليه أن يبيعه والا سيغدر به ويقتله.
كانا يمران علی مزارع منتشرة علی طول الطريق. ونظرا لأن رحلتهما تزامنت مع موسم الحصاد (الدرت) فانهما كانا يشاهدان الأهالي وهم (يدقون) العيش في (الجرون). وقد كان ادم ، حسبما أشار الی ذلك أشر ، يمر علی بعض أولئك الناس ويساعدهم في العمل في حين يبقی أشر مع الابل. ووفقا لأشر فان جائزة ادم مقابل مساعدته الأهالي تكون ، في الغالب ،(كورة/كورية مريسة).
وصف أشر تلك المنطقة بناسها ومكوناتها وكل مفردات الحياة بها والموسومة بعدم وجود سيارات أو وسائل حياة عصرية ، وصفها بأنها تعد أرضا بكرا وجميلة كما أن الناس فيها يعيشون علی السجية. وقد أردف قائلا أن مرد هذا ليس لما بها من مفردات مختلفة يمكن استكشافها ولا لمقابلة الأهالي فحسب بل للاستمتاع براحة البال و السعادة ، لبعض الوقت ، بعيدا عن أزيز السيارات وأصوات الماكينات وصخب المدن.
مر ادم وأشر أثناء سيرهما بقافلة مكونة من خمسة عشرة جملا بها مجموعة من الأشخاص ينتمون الی قبيلة قمر. كانت تلك القافلة عائدة من كلبس ، حاضرة قمر والتي تعتبر سوقا كبيرا لبيع الدخن وغيره. تبادلا معهم التحايا وسألهم ادم عن الاخبار في الشمال ، افادوهما بأن أربعة أشخاص من قمر قد تعرضوا بالأمس القريب لهجوم من البديات عندما كانوا في طريقهم الی كلبس. وزادوا بقولهم أن المهاجمين قتلوا قمر ونهبوا ابلهم.
كانت لتلك الأخبار صداها المخيف في نفس أشر حيث جعلته يوقن ، وفقا لقوله ، بأن كل ما تم تناقله عن خطورة تلك الناحية من المنطقة يبدو حقيقة. وقد قال في نفسه انه سيسافر وحيدا في المنطقة الوافعة شمال كلبس وبالتالي سيكون عرضة لخطر شديد. لكنه كان ، وفقا لما ذكر ، سعيدا بمسدسه.
بعد مسير لمسافة قصيرة وصلا قرية ادم حيث قام بدعوة أشر الی منزله لكن اشرا شكره وأبدی رغبة في مواصلة رحلته كسبا للوقت. وودع ادم اشرا ونصحه بأن ينتبه من البديات ولا ينوم في العراء مردفا بأنه سيكون امنا متی ما وصل الطينة.
واصل اشر سيره بين الوهاد والنجود والفيافي الممتدة الی ما لا نهاية حيث ظل يستريح وقت ما كل من السير ويقوم باعداد العصيدة والشاي ثم يواصل رحلته بعد ذلك.
اشار اشر الی انه وبينا كان يأخذ قسطا من الراحة في وسط الأحراش ، ذات يوم ، اذا بفتاة عربية جميلة ، عسجدية اللون تخرج فجأة من بين الأشجار وهي تسوق أبقارا امامها. حياها من علی البعد فبادلته التحية ثم ذهبت الی حال سبيلها. وزاد بقوله انه سمعها ، وهي تبتعد رويدا رويدا عنه ، تتغنی بأغنية.
اطل أمام أشر ، بعد لحظات ، رجل فحياه ورد عليه التحية. استفسره الرجل عن قبيلته فأفاده أشر بانه انجليزي. عقب الرجل مستفسرا أشر عما اذا كان الانجليز يركبون الابل فرد بنعم.
ذكر ذلك الرجل لأشر انه من قبيلة تدعی عريقات ثم طفق يسأله أسئلة كثيرة مثل من أين اتی والی أی مكان ذاهب وما هو هدفه من رحلته وما الی ذلك. تضجر اشر من استرسال الرجل في الاسئلة وانتابه الشك في أمره.
وفجأة احتد الرجل في حديثه مع أشر وقال له ان جمله هذا ، اي جمل أشر ، به (وسم) قبيلة العريقات. قال الرجل لأشر ايضا انه من المحتمل ان يكون (همباتي). لكن أشر رد عليه بأنه اشتری الجمل من الشيخ راشد عمر بالجنينة ثم تحسس مسدسه ورأی الرجل المسدس فذهب ، حينها ، لحال سبيله وترك أشرا حيث كان.
وهكذا أثبت اشر جسارة متفردة وشجاعة متناهية مع عزم أكيد على ركوب الصعاب والمخاطر ، مهما كلفه الأمر وذلك من اجل اشباع روح الاستكشاف المتجذرة فيه واستكناه المجهول اذا لم يكن من اجل تحقيق حلمه للوصول إلى درب الأربعين ، الذي يبدو انه تبدد.