فرص السلام .. وجاهزية “تقدم”

عادل إسماعيل
تداولت الأنباء خبر ترتيب الجارة مصر لمسعى جمع الأطراف السودانية التي تتجاذب تفسير الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب السوداني ، ونحن هنا نطلق عليه مجازا الصراع السياسي . وليس هناك صراع سياسي في واقع الأمر ، إنما أفكار قديمة مبعثرة تجاوزها الواقع السوداني بحربه الأهلية وبثورته قبل ذلك .
فعقب الثورة التي أطاحت بحكومة الإسلاميين ، لم يكن لدى القوى السياسية والنقابية ، التي تصدرت المشهد ، برنامج عمل للانتقال السياسي من حكومة الحزب الواحد صاحب المشروع الحضاري الملفق ، إلى حكومة في مقام التحديات الكبيرة وقد اشتكى الدكتور حمدوك ، قليل المعرفة بالفعل السياسي السوداني حينها ، من غياب هذا البرنامج .
وفي حقيقة الأمر ، لم يدع شباب ثورة ديسمبر 2019م الفخيمة ، ولا يزالون لا يدعون أنهم يملكون تصورا لما بعد الإطاحة بالحزب الإسلامي الحاكم ، فكانوا يقولون “تسقط بس” ، وكانوا يعتقدون أن بعد “بس” هذه تقع مسئوليته على عاتق القوى السياسية التي كانت في المعارضة ، وهو شيء منطقي منهم .
وفي حقيقة الأمر ، قاد الثورة السودانية في ديسمبر 2019م ، وعيان إثنان : وعي شبابي وهو كثير الطموح وقليل المعرفة ، ووعي الطبقة الوسطى الجديدة وهو وعي قليل الطموح وكثير المعرفة . وقد تحدثنا عن ذلك في غير مقال بالتفصيل . ولكن ما نحب التوكيد عليه ، هنا ، أن هذين الوعيين لم يخرجا من مواعين الأحزاب ، حتى تساءل أحد الكتاب مندهشا : من أين خرج هؤلاء ؟ في تناص معكوس مع سؤال الطيب صالح الشهير .
وكما ترى ، جاء وعي الشباب قليلا لأنهم لم يتلقوا تعليما جيدا ، فقد جاء في استراتيجية فلسفة التعليم لحكومة الإسلاميين ، إن التعليم ينبغي أن يلبي أشواق “الأمة” والمقصود بهذا “أهل القبلة” بحسب فهم الإسلاميين للأهل و للقبلة . وتوكيدا لهذا الاتجاه ، فرضت مادة “الثقافة الإسلامية” في الجامعات والمعاهد التي وضعها الدكتور عبد الحي يوسف ، وهو من السلفيين حلفاء الحزب الإسلامي الحاكم حينها ، وقيل إنه كان يشغل خمس عشرة وظيفة حكومية ويتلقى من الرئيس المطاح به شعبيا ، عمر البشير ، أموالا ضخمة (لنشر الإسلام) . ولكن مع هذا التعليم الهزيل ، كان الشباب يتلقون معرفة بصرية مبعثرة صبتها ، على عقولهم الجائعة الضيقة ، نوافير الري الفضائي المنهمرة من الأقمار الصناعية ، بما يتيح لهم مقارنة حياتهم الرثة بالحياة التي يستحقون . وهذا هو السر في مزيج الوعي القليل مع الطموح الكبير . وأما الطبقة الوسطى الجديدة ، وهم مفصولو “الصالح العام” وصغار الموظفين الذين يعتقد أنهم غير حسني الإسلام ، فقد تفرقوا في دروب الحياة يعافرونها في قطاع الاتصال والمواصلات وصناعة الأطعمة وبقية المهن الموقوتة ، وذلك لتوفير مستلزمات الصحة والتعليم بعد ما افتخرت سلطة الإسلاميين بجعل الأخرين موردا من مواردها . فأكسبهم ذلك وعيا عمليا عنيدا استغرقه هذان البندان الملحان اللذان مثلا سجنا لطموحهما . وهذا هو السر في مزيج الوعي الكثير مع الطموح القليل هذه المرة .
فلو أدركت القوى التي تصدت لقيادة التغيير “قوى الحرية والتغيير” ، طبيعة الوعي الذي صنع الثورة ، لأدركت أن هذين الوعيين تكشحا خارج المواعين الحزبية ، وبالتالي كان عليها العمل خارج جنازيرها الحزبية ، وكيدها السياسي الكلاسيكي الصبياني .
أهدرت حكومة الانتقال زمنا ثمينا في محاكمات عقيمة وتسيير “مليونيات” تستهدف شركاءهم العسكريين ، الذين كانت تتظاهر بالعداء معهم ، كما كشفت ذلك عضو المجلس السيادي المستقيلة حينما قالت إن وزراء الحكومة المدنية لا يلتقونهم عندما يزورون القصر الجمهوري ويكتفون بالجلوس مع الشق العسكري .
لو أنجزت حكومة الانتقال شيئا حياتيا واحدا ، لثبتت الفترة الانتقالية ، ولكنها كانت في حالة تلمظ دائم للاستحواذ على السلطة ، ولم تعاد العسكر إلا بعد أن فكر العسكر في استبدالهم بمدنيين آخرين كانوا جزءا منهم . وهذا التلمظ للسلطة زين لهم إهمال الشباب وهم الركن الركين في تفجير ثورة ديسمبر 2019م الفخيمة ، حتى أنهم كانوا يتزاوغون من لقائهم حين يزورهم الشباب في مكاتبهم بحجة أنهم مشغولون . وفي واقع الأمر لم تكن الحكومة الانتقالية تفعل شيئا بل كانت تنتظر البعثة الدولية (اليونيتامز) لتعمل عملها بدلا عنها ، على كل المستويات ، حتى أن وزارة الإعلام نقلت لليونسكو ملفات الوزارة لتصيغ منها برامج إعلامية لتحقيق أهداف الثورة .. وشجع هذا الجو الخمولي أحد الوزراء الخملاء أن يقول إنهم لم يجدوا قاعدة بيانات يشتغلون عليها ، دون أن يكلف نفسه أن يشرح لنا ماذا يفعل كل يوم في مكتبه الوثير .. إن هذا العطب الأدائي ، إن لم تقل المعرفي ، جعلهم يتحججون بعرقلة “الدولة العميقة” الإسلامية لهم ، كأنهم أخذوا منها عهدا لمساعدتهم في إنجاح الانتقال . وهذا ما أتلف الانتقال وبدد زخم الثورة وأحبط الشعب السوداني ، حتى أن كاتبا محترم الكتابة ، وهو عبدالله مكاوي ، قال إن أسوأ ما في هذه الحكومة أننا مضطرون لدعمها .. وعندي ، إن هزال أداء “قوى الحرية والتغيير” وتفاهة أفكارها هو الذي نفخ الروح في الحركة الإسلامية وأطمعها في السلطة مجددا .
وكما ترى ، فإن فشل الحكومات المدنية يغري العسكر بالتدخل الغليظ في إدارة الدولة ، وهذا الأمر ينتظم كل التاريخ السياسي في السودان وفي غيره . وحتى إنقلاب 21 اكتوبر الأخير ليس استثناء من ذلك ، وقد تناولناه بشئ من التفصيل في مقال حمل عنوان “نعم انقلاب ولكنه ملء تلقائي للفراغ” ، ولا ضرورة لإيراد محتواه مجددا . وما نحب الإشارة إليه هنا ، هو أن هذه الحرب البليدة الدائرة الآن ، ما هي إلا وجه من تجليات فشل الحكومة المدنية الانتقالية وخوائها السياسي . ولا يهمني في هذا المقال من بدأ الحرب ، سواء أكانوا إسلاميي المؤسسة العسكرية أم إسلاميي ا”لدعم السريع” ، أو غيرهم . ما يهمني بالدرجة القصوى هو كيفية وقف هذه الحرب التي احتشدت فيها القبور وامتد فيها الموت حوالي هذا الشعب الكريم ..
وعندما تريد أن توقف فعلا عن الاستمرار ، فإنك تضع يدك على الفاعلين المباشرين ، وهم ، هنا ، قيادة الجيش السوداني وقيادة “الدعم السريع” ، وليس غيرهم .
والجيش قديم ، وا”لدعم السريع” حديث . والجيش كيان قومي ولعل هذا ما يفسر ميله ذات الشمال مرة وذات اليمين مرة . كما إنه لم يصطنعه حزب سياسي ، إنما تستغله المجموعات السياسية التي نطلق عليها مجازا أحزابا في صراعها البليد والإفنائي على السلطة . فما أن وطأت مجموعة سياسية أرض الجيش ، حتى سفحت الأخرى الدمع على موطئها ..
وفي ميله ذات اليمين وذات الشمال ، تعرض الجيش لتخريب كبير ، جاء جله مع الإسلاميين الذين كان انقلابهم قبضة إسلامية بقفاز عسكري عام 1989م . وبالرغم من هذا التخريب المدروس ، لم يطمئن الإسلاميون له ، وهم محقون في ذلك ، فأنشئوا ترياقا له قوات “الدعم السريع” ، وسامحوها في إذلالها لكبار الضباط وحموا فظائعها من إدانة المجتمع الدولي الذي يستعطفون ، الآن ، إدانته لها ..
أما “الدعم السريع” تحت قيادة حميدتي ، وهو الطرف الثاني المباشر الذي يحمل السلاح ، فأمره غريب ومسيرته درامية . كان لحميدتي رغبة جامحة ، ودعني أتجرأ وأقول وصادقة أيضا في مساعدة الشعب السوداني ليكون مقبولا رائدا لحقبة ما بعد ثورة ديسمبر 2019م . فكان انحيازه لهذه الثورة عاملا حاسما منقطع النظير لإنجاحها . فإذا كان إطلاق الرصاص حاسما في تاريخ الثوارات ، فإنه في حالة حميدتي كان صمت الرصاص هو العامل الحاسم . وكما تعلم ، يا ابن ودي ، إن في الصمت كلاما .. وبالرغم من قدرة حميدتي للتعلم السريع ، إلا أنه لم يجد حوله من يرسم له طريق القبول والريادة . فوجد نفسه صاحب أموال ضخمة وقوة عسكرية كبيرة ولكن بلا “دماغ” ، أي بلا فكرة تعبر عنها هذه القوة والثروة ، فجعل يبحث عن “فكرة” كما سنرى .
غني عن القول ، إن كل حركات الكفاح المسلحة بدأت بفكرة تكافح من أجلها ، بغض النظر عن صوابية هذه الفكرة وبغض النظر عن إحسان منتسبيها للتعامل مع الفكرة وغاياتها ، لكن لابد من وجودها أولا . فالفكرة إنما هي الكتاب المنير لحركة الكفاح المسلح ، تمشي على هداه ، وتجتذب بها مؤمنين جددا ، وتفتح بها مدرسة كادرها لتعلمهم السلوك المنضبط في الحرب والسلم لتحقيق مراميها . ولكن حميدتي انفصل عن الفكرة التي أنشأته فأصبح يبحث عن فكرة تعبر عنها قوته وثروته . ولعل هذا ما يفسر تيه وضياع مستشاريه ، فمرة هم يكافحون دولة 56 ومرة هم يكافحون التهميش ومرة هم يكافحون الإسلاميين “الكيزان” ، ومرة هم يكافحون من أجل المدنية والديمقراطية . كما يفسر السلوك البربري لمسوبي الدعم السريع في المناطق التي يسيطرون عليها . ففي غياب الفكرة ، لا شيء يغري بالقتال سوى أن يقال لهم إن ما تتحصلون عليه يعتبر ملكا لكم . وبالرغم من غياب الفكرة إلا أن وجود حميدتي في بداية الحرب كان له أثر كبير في ضبط سلوك منسوبيه . فالرجل الذي كان يرغب في إعادة كتابة سيرته ليكون مقبولا في المجرى العام للمشهد السوداني ، يعلم بفطرته القوية أن الاعتداء على ممتلكات الغير ونهبهم وتخريب البنى التحتية إنما يحطم أحلامه للأبد . ولكن سرعان ما أختفى الرجل ، فانطلق قمقم البربرية والإجرام من محبسه الموقوت ، فماذا تنتظر من ثروة وسلطة بلا “دماغ” ؟؟
عاد حميدتي وهو طويل الظهر ، لكنه وجد خرابا لا يمكن إصلاحه ، ولا يمكن قبوله . على أية حال ، أنا أحب أن أصدق أنه حميدتي لكى أوقف به هذه الحرب البليدة ، فما يزال للرجل نفوذ على قوات “الدعم السريع” وإن طال ظهره .
وفي الجهة المقابلة ، تجد أن “قوى الحرية والتغيير” ، وهي القلب النابض لجبهة “تقدم” ، بعد فقدانها للسلطة بانقلاب البرهان ونائبه حميدتي ، ظنت أن رفض الشارع للعسكر إنما هو دعم تلقائي لها ، فأطلقت تصريحات مهينة للعسكر ، وتأففت من الجلوس معهم مجددا ، وصل حد وصفهم بالبوت ، وللرمز دلالته ، أما حميدتي أصبح مجرد الجلوس معه انتقاصا لوزنهم “النضالي” . ولما شعرت “قوى الحرية والتغيير” بسحب السلطة من تحتها ومن فوقها ، باستدراج البرهان لمجموعة منها ، عرفت في الأدب أو قلة الأدب الصحفي ، بجماعة الموز والمحاشي ، لتكون وجها مدنيا للعسكر وهي جماعة ظهر فسادها وهي داخل معطف “الحرية و التغيير” ولم تحرك الأخيرة ساكنا بشأنها . وأما فقدان السلطة من فوقها ، فقد جسدته السفيرة الأمريكية مولي في ، التي كانت تشرف على “الرباعية” في بيت السفير السعودي ، بقولها إن الولايات المتحدة على استعداد للتعامل مع أي حكومة مدنية وليس بالضرورة أن تكون “قوى الحرية والتغيير” شريكا فيها . فلم تجد “قوى الحرية والتغيير” القلب النابض لجبهة “تقدم” ، سوى الرجوع للشوارع التي لا تخون . ولأن الشوارع لا تخون بالفعل ، فقد رفضت وجودهم بينهم وشوهدت أكثر من حالة لطردهم الخشن من “مليونيات” هذا الشارع .
وكما ترى ، أصبحت هناك “فكرة” تهيم على وجهها في طريق العراء السياسي تبحث عن ثروة وسلطة .. ثم لمع برق الحرب الخلب في هذا الطريق ، فإذا بها ترى في نهايته “ثروة و سلطة” تبحث عن فكرة . فهرول الهائمان نحو بعضهما ، فلما الركب بالركب التقى ، قضى حاجاته الشوق الملح (ضم الميم إلى صدرك وأشدد من أزر الحاء المهملة) .. وهذا هو السر في الانجذاب المغناطيسي بين “تقدم” و”الدعم السريع” .. إنه تحالف مصيري ، إنه تحالف سيامي يلتصقان بالرأس والسواعد .. وغني عن القول ، إن السواعد في زمن الحرب تكون أعلى كعبا .
الدكتور عبد الله حمدوك الاقتصادي الأممي ، تقبل العمل رئيسا لوزارة الانتقال ، وبالرغم من براعته الاقتصادية ، إلا أنه كان شحيح المعرفة بالفعل السياسي . وهذا ليس مستغربا ، حيث تمنع منظمة الأمم المتحدة كبار موظفيها للتوغل في العمل السياسي ضمانا لحيدتها .. هذا الرجل يملك برنامجا اقتصاديا كبيرا ، قسم فيه السودان لخمس ولايات انتاجية ، تحدث هو عنه في أخريات أيامه في الوزارة . وظني أنه في فترة الثلاث سنوات قد عرف قدرا لا بأس به من الفعل السياسي الضروري لإنجاح هذا المشروع الاقتصادي الكبير .
قلنا أعلى هذا المقال ، إن وقف الحرب يتطلب الاقتصار على اتفاق وقف النار بين الفاعلين المباشرين . وهذا يعني بتر الصلة بين أي تفاوض عسكري الطابع وأي عمل آخر اصطلحنا عل تسميته مشروعا سياسيا . ولتستمر المجموعات السياسية أن تعك عكها بمؤتمرها الوطني أو بدونه . ما يهمني أنا وقف القتل والتشريد والعذاب ، وتوصيل الأغذية والأدوية لهذا الشعب الكريم .
بعد ترتيبات وقف الحرب ، اقترح تكوين حكومة تسيير للتعافي والانتقال برئاسة حمدوك بعد استخلاصه من أيدي “تقدم” ونزعه منها . ولتتقدم “تقدم” من دونه كما تشاء ، وليتقدم الإسلاميون كما يشاءون ، فموعدهم المجلس التشريعي الانتقالي بنسبة 25% أجمعين و 25% أخرى للحركات المسلحة و 50% للشباب ، وذات النسب للجنة إعادة الإعمار . فلا وجود ل”تقدم” أو غيرها في حكومة التعافي والانتقال ، إنما قيادة الجيش وقيادة “الدعم السريع” فحسب ، فهما اللذان أوقفا الحرب ، وهما اللذان يقع على كاهلهما فرملة منسوبيهما والقضاء على متلفي السلام فيهما إذا لزم الأمر ، سواء أكانوا إسلاميين أو غير ذلك . ثم تشكيل الحكومة من الصف الثاني في الوزارات الحالية ، الذي أطلقنا عليها من قبل “حكومة النواب” .
كان في النفس شيء يقال بشأن تضخيم “تقدم” و”الإسلاميين” لبعضهما البعض من أجل إظهار أهمية ذاتية تجعلهم مهمين في هذا المشهد الدرامي العجيب ، لكن هذا المقال قد طال ، ويحسن ختامه هنا .
هضربة ساكت ليس هذا بمقال …….. تتغزل في هالك مجرم شبع موت اسمه حميتي بعد كل جرائمه المعروفة للداني والقاصي ……. لو ان القوات الاميريكية حاولت تجميع شتات الدعم الصريع لن تستطيع ناهيك من هالك شبع موت اسمو حميتي …………هضربة …….. بعدين البلاوي ده كلها من تقزم الامارات وهم من صنع الهالك حميتي كموديل جديد عند البشير كان مجرد كلب صيد ولكن عند حمدوك وجماعته والامارات كان مطلوب لدور معلوم الحمد لله فشل ……… ولكن هو صانع هذا الخراب مهما يكن من امر وقد هلك وسوف يهلك كل من عاونه ولو بكلمة وعند الله تجتمع الخصوم …………
هل هذا التعليق يخص مقالي هذا ؟؟
مقال اعتبره رصين و لا يهمك سيد / عادل اسماعيل من تعليقات الفلول امثال ما ورد بعاليه تحياتي ولكم التجلة