التنازلات الكبرى لأجل الحقيقة والمصالحة (٢)

عادل محجوب علي
• بالتشخيص السليم لوضعنا الأليم ، ومواجهة المخاطر وفق حقيقتها بلا تزييف. واتخاذ أسبابها طريق توجيه وليس مدعاة تشاكس حيث يمكننا عبر الإعتراف بالأخطأ وضع قدمنا فى الطريق الصحيح لتعاطى الدواء والأمل فى الشفاء .
• تحدثنا فى الجزء الاول عن واقع معلوم الاعتراف به سيفتح الطريق الملغوم ، نحو الحقيقة والمصالحة وإبطاء الحديث عن الإقصاء ، ومسالب تدخل الغرباء .
• يقول الحق المبين بالآية ١٠٢ من سورة التوبة ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
•وتسهل الحلول عند النظر بتجرد لأسباب المشكلة السودانية ويمكننا أن نحدد أهمها فى الآتى :-
أولا / التمترس فى المواقف من منطلقات حزبية وقبلية وجهوية مع وجود تدخلات خارجية سالبة .
ثانيا / تبعات الانتماءات وما يتبعها من إستقطاب وفزع وإنفلات التسليح الشعبى ومخاطر هذا الأمر فى ظل التعدديات القبلية والحزبية والجهوية غير الرشيدة .
ثالثا / سيادة الخطاب العاطفى وتسخيره عبر منابر عديدة لسوق حطب وقود الحرب من البسطاء من كل الاطراف .
رابعا / الحلقة الخبيثة للإمداد البشرى واستمرارية السلب والنهب التى يغذي تيار استمرارها ما عاد به أفراد الدعم السريع والمجرمين الذين هربوا من السجون وتعاونوا معهم من سيارات وذهب وأموال منهوبة إلى مدنهم وقراهم الأصلية بالسودان وخارجه الامر الذى يدفع الكثيرين من رصفائهم لركوب ذات الطريق للظفر بالبريق على حساب شقاء عمر السودانيين .
خامسا / وجود القوة العسكرية والإعلامية والاقتصادية الواضح وما تستقطبه من سند لدى الأطراف العسكرية المتقاتلة وضعفها لدى الأطراف المدنية الساعية للحل .
سادسا / سيادة روح القطيع لدى عدد كبير من الشعب السودانى تجعلهم لقمة سائغة للهياج العاطفى السالب لدى الطرفين وتشكيل رأى عام مصنوع وكاذب .
سابعا / ما يفرزه الوضع من خطاب الكراهية الحزبية والقبلية والجهوية ووجود منصات عديدة تنفخ فى نيران تفشيه واستغلال أصحاب الأجندة الخارجية القذرة والداخلية المتطلعة لهذا الأمر بصورة بشعة تداعياتها كارثية على الوطن
ثامنا / فقدان الحراك السلمى بتشتت شباب الثورة السودانية بدول اللجوء وولايات النزوح ذات القبضة العسكرية والأمنية الباطشة وضعف تأثيرهم الراهن على الرأى العام العالمى والداخلي كوسيلة ضغط مدنى مجربة لقوة موازية وتشاكس القوى المدنية حول مصالح آنية ومستقبلية مرتبطة بالمواقع التنظيمية والغيرة السياسية رغم حال الوطن .
تاسعا / إعتقاد البعض بأن الحسم العسكرى يقضى على مشكلة وجود قوات الدعم السريع من جذورها ، وتطلع البعض إلى زوال الإسلاميين من الفضاء السياسى السودانى رغم أن حقائق التاريخ ومؤشرات الواقع لا تؤيد إمكانية حدوث ذلك.وليس كل ما يتمنى المرء يدركه .
عاشرا / آفة الحقد والحسد المستشرية فى جل الأوساط السودانية وأثرها المباشر على تعويق اى إنجاز وطنى يصنعه الغير .
• فكيف الخروج من هذا المأزق الوطنى الذى تزداد خطورته كل يوم قبل أن يصبح عصيا على الحل ، فتأخير كل يوم يعقد الأمور لشهور ويزيد أمد الحرب لسنوات .
•ولأجل هذا الوطن المنكوب ، والشعب المغلوب ، وإستنهاضا لشيم الخير فى ابناء الوطن بكل الانتماءات والتوجهات والجهات وتحقيقا لمبدأ الصدق مع الذات يجب إمتثال الجميع لقيم الدين الحق والوطنية المتجردة التى تحض على الصدق والحلم والإيثار وتقديم التنازلات الكبرى نحو سيادة روح الحقيقة والمصالحة للخروج من المأزق.
•وإعلاء روح القيم الكريمة لأجل منع تمزق الوطن ونشوب حروب أهلية لا تبقى ولا تزر مؤشرات حدوثها واضحة ومنع تدخلات أجنبية بدأت تطل ملامحها يسعى إليها الكثيرين ، بدون محاذير أو كوابح فى دوامة البحث عن مخرج .
• يقول البرت إينشتاين :- (لايمكننا حل المشكلة بنفس طريقة التفكير التى استخدمناها عندما نشأت المشكلة)
• وفى طريقنا للبحث عن الحلول يمكننا أن نقول :-
ليس الحل عصى ..
لو كان الفكر سخى
وضوء الحق يضيء
دروب تاهت فى الظلمات
من وطأة حب الذات
سيعود الوطن وضىء
لينعم بالخيرات
متابعين .. التشخيص و التداعيات المحتملة على العشره نقاط لا تسريب عليها .. المطلوب : محاولة البحث عن خارطة طريق لحل سياسي يستوعب او استيعاب القسط الأكبر من التناقضات على الساحة .. المساعدة و لاسترشاد : الرجوع للمبادرات التي قدمت او نشرت مؤخراً و كان آخرها مبادرة شيخ الطريقة ( لا استحضر الاسم ) و التي اقترح فيها عودة آخر برلمان سوداني منتخب مع مراعاة التغير الديموغرافي في الدوائر الانتخابية و اتفاقيات سلام تم التوقيع عليها على صعيد الجانب التشريعي و كان اقتراح طيب .. ثم تطرق لمدة الفترة الانتقالية و كان ايضا مقترح جميل .. عملية الدمج و بناء قوات مسلحة قومية .. تلافي الخطأ الكبير الذي احدثته الوثيقة الدستورية و ازدواجية الجهاز التنفيذي … نتمني ان تتطرق المقالة الثالثة لذلك .. دمت بخير يا استاذ
التحية والتقدير لك ولشجاعة رايك وان دل يدل على صدقك ووطنيتك السودان يحتاج رجال صادقين شجعان الشجاعة ليس ان تسب وتشتم اخيك السوداني او تسلبه او تقتله للاسف نخب الغفلة والقيطع واحد …….قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِمُوا». أخرجه الترمذي عن حذيفة وحدَه، وقال فيه: «لا تكونوا إمَّعَة». فجمع. والأول: ذكره رزين. انتهى.