مقالات وآراء سياسية

بهدووووووء (بدون زعل) (9)

ب/ نبيل حامد حسن بشير

تحدثنا في الحلقات السابقة عن أن لهذه الحرب أطراف داخلية (قديمة وجديدة) وأطراف خارجية (عالمية ودول جوار وغيرها). بدأنا وتحدثنا عن الداخلية أولا من جيش ودعم سريع وكيزان ، مع ربط تحليلي لكل ما جري ، ودوره في (تهيئة المناخ للحرب) التي لا أقول كما يقول الأخرون بأنها (عبثية) بل هي (مؤامرة مكتملة الاطراف) ضد الوطن والمواطنين من كل القبائل والاثنيات وحدوثها كان متوقعا ، بل حتميا لكنا غفلنا عنها وما نقول دراجيا (طنشناها) كعادتنا في كل أساليب حياتنا. وصلنا في تحليلنا الي المرحلة الأخيرة للانقاذ (2013-2019م) التي أسميتها مرحلة (نخر السوس لمنساة الانقاذ) حتي خرت ساقطة علي الأرض (جثة هامدة) في رأي البعض (يعني سقطت) ، و(شبه هامدة) في رأي الأخرين ، ومنهم شخصي الضعيف ، بمعني أنها (لم تسقط بعد)!!!!
لماذا اقول أنها لم تسقط؟ تحدثنا في الحلقة السابقة عن الأجيال من الثاني حتي الرابع للانقاذيين بمؤتمريهم الوطني والشعبي ، ومسرحيتهم السمجة الساذجة التي كانت سيئة التأليف والاخراج والحوار والتمثيل والتوقيت ، حتي مرحلة (تهيئة المسرح) للاعتصام أمام القيادة العامة!!! وأقول تهيئة المناخ لأنه لا توجد قيادة جيش في أي دولة أو جيش أو وزارة دفاع ، مهما كان حجمها ، تقبل بذلك الاعتصام أمام ما يكتب عليه عادة منطقة عسكرية (ممنوع الاقتراب والتصوير). من الذي أعد المسرح وهيأه للمعتصمين؟ المنطق يقول من بيده السلطة وقتها!!! بوضوح أكثر جهاز الأمن بقيادة صلاح قوش واللجنة الأمنية التي هو منسقها والعضو الفاعل قبل بن عوف وهو العضو الذي تضرر من الانقاذ عندما اتهم بأنه يعد لانقلاب وخضع للاعتقال ، ثم أطلق سراحه دوم اعتذار وبقية قصته منذ لجوئه الي اهالي منطقته والاسترزاق من العمل الخاص ثم اعادته مستشارا … الخ . اللاعب الأخر هو (اللجنة الأمنية) نفسها التي وضع لها قوش السيناريو الذي سيعتمد عليه كوسيلة وسيلة ضغط علي النظام والرئيس وهو أن الجماهير في حالة عصيان مدني ومتجمعة في أعتصام بالقيادة العامة ولن تبارحه خاصة وأنها تجد الدعم الدولي والداخلي ، عليه فليس أمام سيادتكم وأمامنات الا التنازل ، وهنا جاء دور الثلاثي (قوش والبرهان وحميدتي) الذين ذهبوا اليه فجرا ودون تخوف ليطلبوا منه التنازل أو الحل الأخر أنهم سيجبرونه عليه ، لكنه للمفاجأة وافقهم واستسلم لهم بسرعة غير متوقعة. ان سالتني عن سبب الاستسلام السريع فهو أن من كان يحميه من وقوف مراكز القوي بحزبه ضده ، ومن الناقمين عليه من الجيش (صغار الضباط وغير الاسلاميين) الأن ثلاثتهم أمامه ويطلبون منه التنازل.
نأتي لنقطة سقطت أم لم تسقط. منذ أول يوم اتضح لي أنها لم تسقط. لماذا؟ أولا ، أن اللجنة الأمنية المكونة من 12 عضو كيزاني يمثلون جميع القوات النظامية هي نفسها التي (ادعت) أنها انحازت للثوار!!! ملا كان علي الشعب الا أن يصدقها لأنه غريق وينتظر قشة ليتعلق بها. يا سادة ، منذ متي يستسلم الأخوان المسلمين في السودان أو غيره من البلاد ، خاصة الجبهة الاسلامية بكل مكوناتها ، أي الحركة الاسلامية ، لمطالب الجماهير التي فرضوا أنفسهم أوصياء عليها وعلي الدين والافكار التي يتبنونها؟!!

الشيء الأخر ، لارضاء المعتصمين أقالوا بن عوف واثنين أخرين وتبقي 9 منهم يستطيعون ادارة السيناريوهات المتفق عليها منذ فترة الاعداد بدون الثلاثة المستقيلين (شكليا).

النقطة الثالثة هي استمرارية الاعتصام لقرابة الشهر مع (توفير الماكل والمشرب ومتطلبات الكيف والمال) والسماح لكبار راسمالية البلاد بتوفير الاحتياجات للاستمرارية دون تفتيش أو التضييق عليهم وتعرفون من أعني!!!

رابعا، السماح بقيام الليالي السياسية المحضورة والمتنوعة حتي قرب الفجر في مكان الاعتصام وكان دورها أخراج الهواء الساخن من صدور الثوار ، ثم طمأنتهم بان متطلباتهم ستنفذ دون محالة ، والدليل علي ذلك أن كل أحزابكم ونقاباتكم وتنظيماتكم فد شاركت دون تدخل من الجهات الامنية.

خامسا ، ظهور البرهان بانتظام مع المعتصمين وادارة حوارات معهم ينقلها للجنة الأمنية. سادسا ، ادرت أنا بعض الحوارات مع اجيال مختلفة من العضوية الفاعلة للمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وتملكني أحساس جازم بأن لا أحد منهم حزين لسقوط النظام!!! بل كنت أردد لهم تسقط بس ، فما كان منهم الا أن يرددوها معي بذات الحماس. يدل هذا علي ما ذكرته أعلاه بأنهم كانوا يودون التخلص من العصابة المكونة من الصف الأول لكنهم كانوا وما زالوا علي ثقة بأنهم مازالوا في الحكم والسلطة ، وأن لا أحد يستطيع أن ينتزعها منهم حيث أن كل مفاصل الدولة في حوزنهم : المال والقوات النظامية والاعلام والمناصب ، بل حتي القوانين واللوائح التي قاموا بتفصيلها علي مقاساتهم طوال 30 عاما من الدمار الممنهج. هل سقطت؟
عليه، ماذا نتوقع من نتائج في وجود سلطة بيد اللجنة الأمنية ، شرعنة الدعم السريع ووضع قائده كنائب ثان ، عدم محاكمة منسوبي النظام المخلوع بالشرعية الثورية ، عدم اتباع الشرعية الثورية في القرارات ، اختراق قوي الحرية والتغيير ، الوثيقة الدستورية المعيبة وقبول الحرية والتغيير بها ، تكوين مجلس السيادة وتشكيلته والفترات التي حددت للعسكر والمدنيين ، عدم وجود برنامج للحكم بعد الثورة حتي وان كان محدودا ، عدم تكوين برلمان انتقالي ، تمسك قوي الكفاح المسلح بكينونتها وعدم الاندماج في قوي الثورة كجسم موحد واصرارهم علي الاحتفاظ بقواتهم وفي نفس الوقت يريدون التعامل معهم كأجسام سياسية  (أحزاب) ، بل أصرارهم والحاحهم بان يكون هنالك (مفاوضات) وليس (حوارا) بينهم وبين حكومة الثورة التي ادعوا أنهم جزء أصيل منها ، وعلي أن يكون خارج السودان ، والفرق شاسع ما بين المصطلحين ، اضافة الي استمراره بجوبا بما يقارب عام كامل يقوم الشعب السوداني المنكوب بالصرف عليه ، ثم مخرجات المفاوضات بمسمي اتفاقية جوبا التي لم يجني منها الوطن ولا المواطن سوي الدمار والخراب ، ثم تمزق الحرية والتغيير وخروج البعض منها بغرض اضغافها وتنازل التجمع النقابي عن (حقوقه الشرعية والثورية) وتهميشه علي حساب الانتماء الحزبي ، ثم تكوين الكيان الديموقراطي (الموز)!!!! اليست كل هذه العوامل من أهم أسباب (تهيئة المناخ للحرب).
لم نتحدث بعد عن مرحلة د/ حمدوك المؤسس حتي قيام انقلاب 25 أكتوبر والاتفاق الاطاري والقشة الني قصمت ظهر البعير. اللهم نسالك اللطف بنا وبوطننا (أمين).

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..