هل الحركة الإسلامية متمسكة بالبرهان أم ليست لديها بديل

إبراهيم سليمان
ليس من شك أنّ الفريق عبدالفتاح البرهان ، ابن شرعي للحركة الإسلامية ، رضع من ثدييها ، وبنى أمجاده العسكرية من فضلها ، ومن ريع جرائمه في دارفور لصالحها وصل قمة هرم القيادة العسكرية بمباركة عجولة منها فيما يبدو ، ومع ذلك يظل ولائه المطلق لقياداتها الحالية ، محل شك ، وفي وضع شبهه ، ذلك أنّ الإسلاميين بعد 11 أبريل 2019م اصبحوا “خشوم بيوت” جمعتهم لجنة إزالة التمكين ومشروع الاتفاق الإطاري في سلة مصيرية واحدة ، لكن قلوبهم شتى.
سقوط الحاميات العسكرية الواحدة تلو الأخرى ، بعد اندلاع حرب 15 أبريل ، آخرها السقوط الهين للفرقة ــ 17 مشارة بمدينة سنجة ، وانهيار المنظومة الدفاعية في رمشة عين ، والطريقة المدهشة لاستسلام الفرقة الأولي بود مدني ، وما تلاه من سقوط لولاية الجزيرة في يد قوات الدعم السريع جميعها تعتبر مواقف غامضة تثير الشكوك حول ولائه المطلق للحركة الإسلامية. وقبل ذلك إبداء جديته في المضي قدما في التوقيع النهائي على مشروع الاتفاق الإطاري ، قبل أن يباغت بإشعال الحرب لقطع الطريق أمام ذلك المشروع المميت بالنسبة للحركة ، ووضع الجنرال البرهان أمام الأمر الواقع.
تمكين الفريق البرهان قوات الدعم السريع على المفاصل الحيوية في الدولة بعد سقوط حكم البشير ، والسماح لها بمضاعفة أعدادها عشرات المرات ، وإصراره على أن يكون الفريق حميدتي نائبة في قيادة الجيش ، ورئاسة المجلس السيادي الانتقالي ، دليل آخر ومؤشر قوي ودامغ على عدم ثقة البرهان في جنرالات الجيش المؤدلجين ، وأنه أراد أن يكون الفريق حميدي “حمايتي” كما كان يعتقد البشير ، وربما كان بمقدور قائد الدعم السريع توفير الحماية لحكم وقيادة البرهان من أي سوء من قبل الجيش أو الحركة الإسلامية ، لو لا أنه طفق يلعب بالبيضة والحجر ، برضوخه لابتزاز الإسلامين بعد انقلاب الـ 25 من أكتوبر ، والشروع في إعادتهم إلى السلطة ، ورد أموالهم المنهوبة من الدولة إليهم ، رغم امتعاض نائبه حميدتي ، وهي القشة التي قسمت ظهر البعير بين الرجلين. إذ أن عودة الإسلاميين للسلطة بالنسبة لفريق حميدتي ، يعني الموت الزؤام.
بكل تأكيد أن الحركة الإسلامية ، لا ترغب في بقاء الفريق البرهان في المرحلة الحالية ، لكن لا سبيل للتخلص منه إلا عبر انقلاب عسكري ، أو اغتياله ولا نظن أن الوقت مناسباً لأي الخيارين. فقد تمادت أقلامها الصحفية وأجهزتها الإعلامية في النيل منه ، وظلت مؤخرا تنتاشه بلا رحمة ، وتشكك في ولائه إلى حد التخوين. لذا ليس مستبعداً ، أن يلوذ البرهان بحميدتي إن ضاقت به كيد الحركة الإسلامية ، وكتائبها ، لينجوا بجلده ، وربما يفلت من المحاسبة ، إن سلم بقية الفرق العسكرية ، أو وقع اتفاق استسلام بحضور تنسيقية “تقدم”.
وحسبما أورد الأستاذ فايز السليك المستشار الإعلامي السابق للدكتور حمدوك أن بعد الإطاحة بالفريق أول عوض بن عوف ، أشارت مصادر عليمة إلى أن قيادات من الحركة الإسلامية عقدت اجتماعاً بمزرعة رئيس البرلمان السابق أحمد إبراهيم الطاهر ، وأوصت بتولي الفريق عبد الفتاح البرهان، رئاسة المجلس العسكري ، وبعد قبوله للتكليف أصر البرهان ، على ضرورة موافقة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ”حميدتي”، لتولي منصب نائب قائد المجلس العسكري ، وأوضح الأستاذ فايز ، رغم تحفظ أحد القياديين الإسلاميين على صدق الرواية ، مرجحاً أن يكون ما حدث من إبدال وإحلال بين ابنعوف ، والبرهان حدث عن طريق تيار محدد ، لا عن طريق كل قيادة التنظيم ، حيث يتعذر وقتها وجود قيادة موحدة للحركة الإسلامية ، حسب إفادة القيادي الإسلامي.
وهذا التشكيك يؤكد أن اختيار البرهان ربما لم يكن محل إجماع من قبل الحركة الإسلامية ، وهو ما يفسر ، الغموض الواضح الآن ، والتضارب في المواقف بشأن الحرب ، والتفاوض من أجل إيقافها.
ورغم أنّ المحققة الإسلامية الدكتورة سناء حمد قد أمسكت عن البوح عن جميع من تحققت معهم من القادة العسكريين ، اللذين كانوا ضمن اللجنة الأمنية لنظام البشير ، اغلب الظن أنها تحققت مع الفريق البرهان ذات نفسه ، فقد ذكرت أنها حققت مع أعضاء اللجنة الأمنية ، على رأسهم الفريق عوض بن عوف ، نائب البشير ورئيس المجلس العسكري الذي عزله ، والفريق صلاح عبدالله قوش ، مدير جهاز الأمن والمخابرات ، ونائبه جلال الدين الشيخ ، بينما تحفظت عن ذكر بقية الأسماء.
لكن كما تمرد الرئيس المعزول عمر البشير ، على شيخه الترابي ، عندما ذاق طعم السلطة ، ليس مستبعداً ، أن يتمرد الفريق البرهان على بقايا الحركة الإسلامية ، الذين زجوا به في حرب عبثية حسب توصيفه ، ويضغطون عليه لكسبها رغم أنفه ، ورغم الخسائر المتتالية ، ويتهمونه بالخيانة ، إن جنح للتفاوض ، رغم فشل كتائبهم الجهادية ومستنفريهم من الشباب ميدانياً.
يبدو للمتابع ، أن الفريق البرهان مراوغ أو تائه ، لكن الأقرب أنه مغلوب على أمره ، وأن كافة المعطيات تأكد أنّ قيادات الحركة الإسلامية ، وكتائبها الجهادية ، لا يرغبون في استمراره على قيادة الجيش ، وبالتأكيد لهم عدة بدائل له ، لكن قد يكون توقيت التخلص منه لم يأتِ بعد. وليس واضحا عامل الوقت في صالح من، الفريق البرهان ، أم الحركة الإسلامية؟ ننتظر ونتابع .
ليس الكيزان و انما ( الوطنيين ) من الشعب السوداني متمسكين بالبرهان حتي انجلاء الحرب و دحر مرتزقة عربان الشتات الافريقي لأن سقوط القائد يعني سقوط الجيش و سقوط الجيش يعني سقوط الدولة و تفتيتها و بالتالي سوف تحدث مجازر لم يشهدها العالم من قبل و إن شاء الله بعد انجلاء الحرب يجب محاسبة الجميع دون استثناء و علي رأسهم من دعم و ساند المرتزقة من ( قبل ) و بعد الحرب.