وداعا جوليا

عبدالقادر دقاش
قصة الحرب واليأس والانكسار .. والأنفصال
الحياة عبارة عن قصة .. لذلك يحب الناس القصص .. فصول القصة هي المسافة ما بين صرخة الميلاد وحتى توقف القلب عن الخفقان ، توقف الخطوات ، وتوقف الذاكرة عن الانتقاء والاختزال .. تتيح القصص للإنسان أن ينسى ، فا(الإنسان) : والاسم وحده يحمل قيمة كافية ضد الاعتراض أو النزاع حول جذر ومصدر الاشتقاق (النسيان) .. والنسيان والتذكر والروح والنفس .. كلها تدل على الضعف والرهافة والهشاشة والانكسار .. الصفات التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات .. التي يفوقه بعضها مكرا ودهاء وذكاء وعنفا وطموحا ..
وكثير من القصص تكتب وتحفظ وتنسى .. فتذروها الرياح والذاكرة .. لكن بعضها يبقى حيا لا يطمسه الزمن ولا المنفى ولا الأسفار .. ليست لأنها جميلة ، فالجمال يذوى ويتلاشى .. بل لأنها أكثر إنسانية. والإنسان لم يأت إلى هذا العالم ليتغنى بالجمال المطلق، أو يكسب المحبة المجانية ، فالجمال المطلق والمحبة المجانية لا تكون إلا وسط الأغبياء الذين يرتجفون أمام الحقيقة المرعبة. ولذلك تكتب القصة عن القبح والجمال ، الخير والشر ، الحياة والموت .. لكن يجب أن تكون إنسانية .. فالإنسان هو الدائرة والمركز والهامش .. ودور الفن هو دفع الناس لمزيد من الإنسانية .. استيلا قاتيانو تدفعنا في قصصها إلى رؤية الجانب الإنساني. في (كل شيء يغلي) تتحدث عن النساء صانعات المريسة .. (عندما كانت تأتي الكشات وتسكب المريسة البيضاء على الارض وتقود الأمهات نحو السجون فيرتاح ضمير السلطات لانها نهت عن المنكر بينما يرى (شاربو المريسة) إن في ذلك إهدار لنعمة يتغذى بها الكبار والصغار وتشعرهم بالامتلاء والنشوة ليوم كامل .. وتعطيل لمصدر دخل الأمهات .. مما يزيد الفاقة والعجز والغبن الاجتماعي المفرخ الاساسي للمشردين والحانقين والغاضين والمجانين الذين يبحثون عن بصيص امل للهروب) .. لكن التشريعات والقوانين لا تتناسق مع العادة والمألوف والسائد الذي ترسخ في السلوكات والثقافات .. والتشريعات لا تعني بالمبادرات الرحيمة بقدر ترسيخها ثقافة القهر والشعور بالاغتراب ، لأن التشريع يتطابق في كثير من الأحيان مع الهوية الاجتماعية السائدة والمهيمنة .. تقول استيلا : (أعرف الكشة وقسوة رجال الشرطة ، أعلم الابتزاز وطلب الرشاوي من الامهات اللائي يفضلن وضع عصارة جهدهن وقوت أولادهن ورسوم مدارسهم في أيدي الجنود بدلا من أن تؤخذ الى السجن وهذا كان صداما اجتماعياً وثقافياً بين الدولة المعروفة دستورياً بالعربية الاسلامية ومجموعة من مواطنيها الذين ليس لهم علاقة بالتوجهات الايدولوجية للدولة لذا كانت صناعة الخمور بالنسبة لهن هى مصدر رزق تسد الرمق وتوفر كسوة وتدخل عدداً لا بأس من الاطفال المدارس على سوئها ولكنها ترضي الامهات ، أما نظرة الدولة فلم يكن هؤلاء المواطنون إلا مجموعة من المنتهكين للحرمات الدينية لدين ليس لهم به أي التزام روحي ولا يعرفون حتى شعائره ، لذا حاربت الدولة تلك الصناعة بكل ما اوتيت من قوة وللاسف من غير تقديم بدائل محسوسة لكسب العيش الكريم و..الحلال طبعا!).. و(محمد كردفاني) يدفعنا إلى مزيد من الإنسانية .. فـ(وداعا جوليا) من أكثر (الأفلام السينمائية السودانية) ملامسة لجراح السودانيين ، فقد مس (كردفاني) الجراح المكشوفة وحدد مواضعها من جانبها (الإنساني) لا الاجتماعي ، وهذه ميزة المبدع الحق ، أن يكون مرآة عاكسة.
وفي القصة التي جمعت بين (منى) الشمالية و( جوليا) الجنوبية يثير (كردفاني) قصة الهوية والعنصرية واليأس من النظام المتجانس المكتفي بذاته القامع لغيره والقانع بوعيه والمصادر لكل ما عداه والرافض للتحالف مع التعدد والتنوع فحول المتعدد إلى واحد والمتنوع إلى متجانس .. وتحولت الوطنية إلى وثن يعبد من دون خالق الكون الآية .. والذي جعل شرط الإيمان به الإيمان بالتعدد والاختلاف في الشكل والنوع واللسان .. لكن الوعي المخادع لم يأبه للنسيج المتنوع الكثيف ولم يتجاوب معه .. فوضع حدا فاصلا .. والحدود الفاصلة تكونها الأوهام والأفكار شديدة الارتياب وتجعلنا نظن أن بين ال(نحن)و ال(هم) مسافة يصعب اجتيازها .. هي مسافة الأحرار والعبيد .. دون أن ندرك أن الحرية مستويات أعلاها أن تكون إنسانيا .. وأن الضعف والخوف والارتياب شكل من أشكال العبودية … وداعا جوليا ، فيلم يحكى عن الكثير ويقول الكثير .. إضافة إلى قصة الانفصال .. ووجع وداع (منى) الشمالية ل(جوليا) الجنوبية .. وللوداع وجع أشد من تحمل الفراق بذاته.
باالعكس السودانيين غير الشعوب العربية او الغربية ومابيعرفوا شئ اسمو عنصرية تلقي الجنوبي في البيت مثله ومثل اهل البيت ومش الفلم دا مدعوم امارتي واالكردفان الاماراتي ومعه امجد الاماراتي ديل ناس حاقدين وجزء من المليشة هم عاوزين يقولوا انو الشعب السوداني عنصري كيف معاملة الاماراتي ليهم طيب مش بيعملهم كاعبيد برضو هههههه ودا فلم حاقد علي الشعب السوداني وعاوز يشوه وجهه الشعب السوداني الطيب الخلوق ويعني شنو لو انا ماعاوزه اشرب من كوب جوليا مافيها شئ ومفروض كل زول يكون عندوا كوب لوحده او تغسل الكوب بعد شراب اي زول منه دا شئ صحي وليس عنصرية كل شئ مفروض يستعملوا اشياءوا لوحده ماتشارك معي الهدوم او اي شئ ولكن شعب السودان اطيب من طيب يشارك مع اي زول جنوبي غير جنوبي شوف الازيار في الشوارع كوب واحد وتلقي الماشي والجاي شارب منو مافي اي عنصرية