عن “خطرفات” الجنرال المهزوم ، أقول

د. معتصم بخاري

لا يزال الجنرال الهارب من مقر قيادته تحت جنح الظلام يهذي ويخرف ويتصايح كأن به مس … هذا الشخص المنفصل عن الواقع لا يري ما نراه .. غارق في أوهامه وأحلامه وتهيؤاته .. هناك خلل واضح في قدرته علي الإستيعاب وإدراك الواقع .. بل هناك ما يؤكد أنه لا يملك قراره وإنما تملي عليه إرادات “قوي” أخري يماليها ويتبعها دون تبصر أو روية.! .

من الواضح أن ما يمر به الشعب السوداني من ذل اللجوء ومسغبة النزوح ليس من أولويات تفكيره القاصر .. الأسر تفرقت وتشتت ، والأحباب تباعدوا .. البيوت دمرت وأحرقت وأغلقت .. الأرواح هامت في الفلوات والصحاري والشعاب. تبحث عن ملجأ ومأوى .. ومن وصلوا وإستقروا ، تلاحقهم قوانين الدول المضيفة بتعقيدات تجعلهم في خوف كأنه يوم الفزع الأكبر ! .

المدن تسقط الواحدة تلو الأخري في يد عصابات الجنجويد المتفلتة .. البيوت والممتلكات تنهب ، والناس تقتل ، والأعراض تنتهك ، والملايين بين لاجئ وهارب ونازح .. والأمل في بقاء الدولة يتلاشي مع مطلع كل شمس ومغيبها.

الحاميات والمقار العسكرية يستلمها رعاع الجنجويد دون مقاومة أو قتال .. الجيش يترك المواطنين العزل يواجهون الموت والسلب والنهب والاغتصاب بينما العسكر بين متحصن وراء جدار أو مولي الأدبار أسوة بقائده العام ! .

رغم ذلك خرج البرهان الهارب أمس ، يتحدث كأنه القائد الصحابي الجليل خالد بن الوليد أو الجنرال باتون أو مونتقمري ، ومما “لعلع” به انه لن يتفاوض ولن يعرض هيبة الجيش ( ! ) للمساس وأنه سيسلم الدولة خالية من المتمردين !. كما لم ينسي أن يبشرنا بقرب الإنتصار !! .

لا أدري عن أي هيبة جيش يتحدث ، بل لا أدري أي جيش يقصد !. وهل حقآ لدينا جيش؟. رأينا للأسف أفراد هذا المسمي جيش عندما يقعون في الأسر وهم يتصرفون بطريقة يندي لها الجبين .. يُجبرون علي إصدار أصوات منكرة مما يدل علي ضعف عقيدتهم القتالية وخوار عزيمتهم وهوان تدريبهم. إن الذي مرغ هيبة الجيش في الوحل ، هو وجود البرهان علي رأس هذه المؤسسة العريقة.

ما كنا نتمني أن نري جيش بلادنا يهان بهذه الطريقة من مليشيا غارقة في الشر ، وليس هذا هو الجيش الذي صرفت عليه الدولة جل ميزانيتها وهي تعده ليوم كريهة ، ولكنها فعال الأبالسة الكيزان عليهم لعنة الله .. أحالوا عرين الأسود إلي حظيرة نعام !.

أما حديثه عن أنه سيهزم الجنجويد فحديث تكذبه الوقائع علي الأرض .. وجيش يحتفل بتحرير مبني أو حي ليس بجيش سيهزم قوة غاشمة باطشة ، كان هو نفسه من سلحها

وقواها ومكنها بكل غباء وجهل ، وربما “غرض” من مفاصل الدولة وثرواتها ..

أقول ،

هذا الفاشل الدعي لا يصلح لإدارة متجر في قرية ناهيك عن إدارة دولة في حالة حرب .. التخلص منه ومن بقية قيادات الجيش المؤتمرة بأمر الفلول وأراذل ومجرمي المؤتمر الوطني لا بد من إختفاءها وتنحيها ولابد من وجود رجال بحق يقودون مؤسسة الجيش أو ما تبقي منها .. ثم إيقاف هذه الحرب الخاسرة بأعجل ما يمكن ثم تسليم الحكم إلي إدارة مدنية حتي لو إستدعي الأمر إعمال أحكام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويبدو أن هذا أصبح الأمل الوحيد لإدراك النجاة بما فيه من محاذير وتعقيدات .

لقد بلغت الروح الحلقوم وما تبقي من فتات الوطن لا قبل لهذه القيادة الفاشلة المؤدلجة بلم شتاته ، ولا أمل يرتجي منها .. فهي تعمل لصالح الفلول حتي وإن إحترق ما تبقي أو أصبح هشيمآ ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

[email protected]