
يمكن لأي أحمق أن يعرف
فالصعوبة تكمن في الفهم
لا المعرفة
البرت اينشتاين
(1)
حبى الله الناشط الأسترالي جوليان أسانج الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بذكاء خارق وقدرات مذهلة لفك رموز الكومبيوتر منذ تأسيسه موقع (ويكليس) وبرزت مواهبه في البرمجة منذ ولوجه لعالم المراهقة عام 1995م حيث اتهم بجرائم تتعلق بالتهكير أهمها الكشف عن صور فيديو لجنود أمريكيين يطلقون النار على قتلى مدنيين عراقيين من طائرة مروحية وجرائم أخرى كانت ساحتها أفغانستان تتحدث عن قتل مئات المدنيين في انتهاكات لم يتم الكشف عنها من واقع 10 مليون وثيقة عسكرية لسلاح الجو الأمريكي ودبلوماسية لوزارة الخارجية الأمريكية تم سبر أغوارها رغم انها كانت تحمل تحذيرا يقول (سري للغاية) وهي تقارير هزت العالم عليها ووصفت بأنها انتهاك صارخ للسيادة الأمريكية .
(2)
عام 2009م حصل على جائزة العفو الدولية وفي 2010م على جائزة سام آدامز وجائزة سيدني للسلام عام 2011م .. عام 2019م تم ترشيحه لجائزة نوبل . لكن كل هذا لم يكن كافيا للحد من شأفة مطاردة حامية قادتها ليس الولايات المتحدة فحسب حكومة بل حكومة وطنه استراليا والسويد .. منذ عام 2012م خاض أسانج معارك من المد والجزر مع القوانين الدولية ليس مع أمريكا التي دخل مخدعها وفضح أسرارها فحسب بل مع حكومة بلاده منذ عام 1996م بتهمة التجسس على أمنها القومي الا انه أبرم اتفاقية للبراءة بشطب الاتهام في 24 تهمة وكان عمرها وقتها لا يتجاوز 25 عاما ولكن وعلى منوال نفس هذه الصفقة توصل أسانج الى اتفاقية جديدة مع أمريكا التي أصدرت محاكمها قرارها عام 2019م بالعقوبة القصوى capital punishment متهما في 18 قضية عقوبتها السجن 175 عاما بالتجسس والهكر تم شطب 17 منها وتقليص المدة الى سبعة سنوات وهي المدة التي قضاها في مبني سفارة الاكوادور في لندن .
(3)
لكن جرائم أسانج لا تقتصر على استراليا والولايات المتحدة بل تمتد الى السويد التي اتهمته باغتصاب سيدة والتحرش بأخرى ولكن وبعد 14 عاما وتحديدا عام 2019م تم شطب القضية لضعف الأدلة .. وكان أسانج (52 عاما) قد خسر استئنافه في القضية الجنسية أمام القضاء السويدي عام 2012م فطار الى لندن خلسة ولجأ الى سفارة الاكوادور في نفس العام حيث ظل غارقا حتى أذنيه في صراع قانوني فوق العادة لمنع تسليمه للحكومة الأمريكية من داخل مبنى السفارة حكومة الاكوادور التي طلب اللجوء السياسي اليها .
(4)
أكثر مشاهد الدراما اثارة في صراع أسانج القانوني فوق العادة للإفلات من أنياب المطاردة الأمريكية الحامية كان داخل مبنى السفارة .. فقد كان برنامجه اليومي على مدار سبع سنوات قضاها داخل أسوارها منتظرا الموافقة على اللجوء هو خطاباته النارية التي كان يلقيها على مسمع المحيطين منهم صحفيين واعلاميين وفنانين ورجال مجتمع وثلة من شرطة سكوتلاند يارد كانت تحيط بالمبني احاطة السوار بالمعصم تنتظر خروجه ولكن الرجل الساخر والخطيب المفوه طويل القامة لم يترك شاردة وواردة من الدنايا مسلحا بالحصانة الدبلوماسية diplomatic immunity الا والحقها بأمريكا وبريطانيا بانتهاك مبادئ حقوق الانسان وحرية التعبير والسويد بافتعال تهمة الاغتصاب الا كتكئة لتسليمه الى أمريكا دولة الشر .
(5)
تحدياته لشرطة سكوتلاند يارد سارت به الركبان فقد كان لسان حال الشرطة التي يلسع حكومتها يوميا بعبارات السم (لو انت راجل ابن راجل أمرق لينا بره ) ويرد (لو انتو رجال أولاد ناس أدخلوا) .. وكأنه كان يتقمص شخصية روبرت هيس النازي الوحيد الذي نجا من الإعدام و الانتحار حيث قضى ما تبقى من عمره قبل الانتحار في سجن (شبا نداو) وهو ينعل ويسب سنسفيل الحلفاء ويقول (قدمنا للعالم باخ وفاجنر وبيتهوفن ولم يقدم هؤلاء سوى صوت ارتطام الأحذية على الأرضيات الصلبة كناية عن العسكري الذي كان يحرسه .. وكانت سفارة الاكوادور قد حذرته مرارا وتكرارا بلم لسانه احتراما لأعراف الحصانة بعد أن أحدث ضجة إعلامية كبرى سيما بزيارة المشاهير له لسماع محاضراته وكان منهم المغنية لادي جاجا والممثلة باميلا اندرسون ولكن بسبب تماديه سحبت منه الحصانة فغادر السفارة مكرها فالتقطته الشرطة البريطانية وأودعته أحد السجون جنوب شرق لندن حيث مكث فيه 5 سنوات يقاوم تسليمه الى أمريكا .
(6)
أخيرا وبعد لقاءات كثيفة كانت تطبخ منذ مارس الماضي على نيران هادئة في العاصمة كانبيرا تمكن رئيس الوزراء الأسترالي وقتها أنطوني البانيس الذي فاز بانتخابات عام 2022م من تأمين إطلاق سراحه بسبب المدة الطويلة التي قضاها وراء القضبان.
(7)
صدقوني إذا زار أسانج السودان لوجد أذرعا مفتوحة من الضحايا والحيارى تنتظره للدخول في ملفات السودان والأمارات وتشاد وأوغندا كشفا عن أطنان الذهب التي تدخل شهريا الخزانة الاماراتية من عائدات جبل عامر وغيرها التي وضعت عصابات الدعم السريع يدها عليه .. وتتوالى الأسئلة ما الذي جعل الأمير الابن عاقا على والده ويقلب ظهر المجن على البلد الذي كان وراء نهضته سواعد الكفاءات السودانية؟ ألم يسمع كلمات مناشدة والده تسقط على أذن كمال حمزة (عايزك تعمل لي دبي مثل الخرطوم) ثم كم تحصل كل من تشاد وأوغندا من الشحنات الإماراتية التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .. وأخيرا لماذا لعب البرهان دورا محوريا في صنع فريق أول خلا (حميدتي) .. لماذا خرج على الوثيقة الدستورية وتبرع عليه برتبة النائب الأول لمجلس السيادة ثم سلمه كل الوزارات السيادية والمرافق الهامة والقواعد العسكرية قبل أن يعلن عليه الحرب الضروس ويطلقه حية رقطاء تغرس السماء في جسد أبناء السودان؟ .
(8)
نحن في انتظارك على أحر من الجمر في سودان المليون ميل مربع والذي حولته الصراعات العبثية الصفرية المجنونة الى أضيق من قد الابرة فلا تخذلنا يا جوليان أسانج .
اللف والدوران ده كلو عشان تقول نهضه الإمارات قامت على عقول السودانين ومال الإمارات من جبل عامر ياراجل بطل هبل ،انتو لو عندكم الإمكانية العقليه كان عملتو حاله لبلدك ٦٨ سنه وانتو من حرب داخليه إلى أخرى وحلي في الاخير ترميى مصايبكم وفشلكم،على ااامارات
الصادق حمدون ما انت غير كاذب مذموم روح عدي أرقد للزوامل اللي يزملوا في طاقتك يازامل ينقالك عطاي وزامل ياوش القحبة ياشوارب الكس ياموسخ ياخامج عايش كيف القحبة تبيع طاقتك ليل ونهار.
تعرف يا الصادق الزول دا كان دبلوماسى فى خارجية السودان؟!! كل ما اقرا لمثله تتضح لى اكثر اسباب مانحن فيه الان!!!
أين الخطأ فى كلام السيد / حسن أبو زينب عمر ووين اللف والدوران
انتو اى زول ما يجي معكم كلامه خطأ
طيب تقدر تقول لنا لماذا تدعم دويلة الأمارات مليشيا ال دقلو بالمال والرجال والسلاح
ما تقول لى كذب فالأمم المتحدة اكدت ذلك
تصحيح يا استاذنا حسن أبو زينب عمر لقد جانبكم الصواب في توصيف قضية جوليان آسانج فهو ليس هاكر ولا ينبغي له لكنه ناشر لمحتوي لم يتم الحصول عليه بالقرصنة الاكترونية ولكن ناشر لتسريبات ارسلت له من اصحاب ضمير انساني قرروا فضح المؤسسات الاستخباراتية التي يعملون فيها …
والشاهد والدليل في اسم الموقع تسريبات سريعة “ويكي – لييكس” …
وكلمة وويكي مستوحاة ومقتبسة من عامية لغة سكان جزيرة هاواي وتعني سريع.
كل ما قام به آسانج هو انه نشر في الموقع ما سربه له ضباط مخابرات امريكان من ملفات تحتوي علي جرائم حرب ارتكبت في العراق مثلاً مقطع تصفية مدنيين عراقيين وصحفيان تابعين لرويترز برشاشات هيلكوبتر اباتشي ..
هؤلاء ضباط مخابرات من داخل اجهزة استخبارات البنتاغون والسي اي ايه هالهم حجم التجاوزات والانتهاكات وقرروا كشف الفضائح …
مثلهم مثل ضابط آخر -استيقظ ضميره- عميل الاستخبارات ادوارد سنودان -محلل في وكالة الامن القومي الامريكية- الذي قام بتسريبات ممثالة لعدد هائل من الملفات السريه وفضح فيها جرائم مماثلة.
وهذا هو مختصر الامر !!
وليس هناك اي جهد هاكرز او فنيات وحرفنة قرصنة عملاء رسميين حاصلين علي كافة امكانيات التصريح الامني الرسمي للدخول الي انظمة حفظ المعلومات وبعضهم من مهاهم حماية هذه المعلومات من الهاكرز قاموا انفسهم بالتسريب !!
بعد ١٤ عاما ضائعة للرجل ، ابوزينب يغريه بالاكواسوهوك!!
اعتقد ان المقال اكثر حزنا و الما من الذي تناول فيه شعرية ادروب القبانى من قبل.
ولا اشك للحظة بأنه سيعذب روح اسانج الذي صام طول هذه المدة لينتهى به المطاف على طز ضرار لصاحبه البرهان. و ربما اغتصاب اسانج كذلك ..
هل هناك اكثر تراجيدية و ظلاما من ذلك !!
من الواضح ان الكاتب يمتلك طريقة تفكير سوداوية قد تنتهى به و قارئيه للأنتحار..