مقالات وآراء

استهبال سياسي

 

عصب الشارع
صفاء الفحل

 

بأسلوب أطفال المدارس عندما كنا صغارا (خاصمني وأخاصمك.. وأنا زعلان منك) رفض وفد مجموعة الحركات المتمردة الداعمة للانقلاب البرهاني الكيزاني وبالتالي لاستمرار هذه الحرب العبثية حركة تحرير السودان (مناوي) وحركة العدل والمساواة (جبريل) بالإضافة لعقار مصافحة وفد القوى الوطنية المدنية (تقدم) وسط دهشة واستهجان الشخصيات القومية والضيوف المشاركين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وأروبا وغيرها ممن يحدوهم الأمل في مساعدة الشعب السوداني لتخطي هذه المرحلة الصعبة.
وقد وضح منذ اللحظة الأولى أن وفد بورتسودان المشارك جاء فقط لتسميم الأجواء وصناعة بعض الغبار لتغطية (خجلهم) الواضح ولا يحملون الرغبة في حوار جاد وإجراء تفاهمات لإيقاف هذه الحرب اللعينة، حيث وجه مناوي حديثا جارحا لبعض أعضاء وفد القوى الوطنية ووصفهم بأنهم عملاء جاءوا لتمثيل القتلة والمغتصبين ضاربا بالدبلوماسية والأخلاق السودانية السمحاء عرض الحائط، ثم لحق به جبريل بالتصريح بأنه لن يجلس في قاعة واحدة مع وفد القوى الوطنية (تقدم) وكأنما تصور عندما وافق على المشاركة بأنه سيجلس ليحاور نفسه ويشتم ويسب كل من يقول (لا للحرب) ليعود مزهوا لمن ينتظرونه في (برتوكوز) ليتندر معهم ويضحك متصورا أنه قد حقق انتصارا دبلوماسيا عظيما بالاستهزاء بالوفود المشاركة وممارسات الاستهبال السياسي ولكن رغم ذلك فقد حقق المؤتمر أهدافه ووصل لغايته وأعلن الجميع وقوفهم خلف لا للحرب وخاب سعيهم.
الوفد القادم من بورتسودان لم يكن يحمل أجندة واضحة منذ البداية لإنهاء الحرب والبحث عن سبل لتدارك تداعياتها الكارثية، كما كان يحلم كل الشعب السوداني، بل جاء الوفد يحمل هدفًا واحدًا، وهو إدانة الدعم السريع دون أن يتحدث أحد عن فظائع (طرفي النزاع) أو مستقبل العملية السياسية التي يودون التخطيط لها وحدهم دون مشاركة أحد، إلا أن اهتزاز القاعة بالهتاف للحرية والسلام والعدالة و(لا للحرب) أو هذه الأشياء التي لا علاقة لهم بها قد أدخلت الاحباط في نفوسهم فأخذوا يتخبطون بأساليب طفولية وأحاديث بعيدة تماما عما جاء عن هذا الجمع الغفير من كافة الأطياف السياسية وممثلين من المجتمع الدولي، ليحولوا القاعة إلى عبث واستهبال سياسي مضحك أهانوا فيه أنفسهم قبل إهانتهم للآخرين، وأيضا خاب سعيهم.
ولا يسعنا الا أن نقدم الشكر والتحية والتقدير لحكومة مصر التي حاولت إنقاذ ما تبقى من الانقلاب البرهاني ومساعدة الشعب السوداني للخروج من عنق تلك الزجاجة فضاعت جهودها وسط الأفعال (الطفولية) لوفده ونقلت لكل وفود العالم (ضحالة) تفكير حكومة برتوكوز وأجندتها الواضحة لحل الأزمة على أجساد ودماء الشعب السوداني ولا ندري هل ستواصل مصر جهودها أم أنها وصلت إلى قناعة بما لها من تأثير بإقناع البرهان على التنحي وتسليم السلطة للمدنيين (العقلاء) فالصورة قد أصبحت أمامها واضحة الآن.. وما زلنا نتوقع أن يكون لمؤتمر القاهرة الذي تخطى عراقيل الطفولة ونجح ما بعده.

والثورة لن تتوقف ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود لشهداء الثورة ..

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. انتم عندكم عشم في جبرين ومناوي وعقار في ايقاف الحربي الكلب لايشهد ضنبوا ويحترف ان الضنب معوج دي كلاب خلاء ما تاكل الا الفطيس

  2. (ضاربا بالدبلوماسية والأخلاق السودانية السمحاء عرض الحائط)
    سبحان الله
    كون واحدة حرمة تخلع حذاءها في لقاء صحفي فكري تنويري جامع لتضرب به احد لمشاركين لأنه يخالفها الرأي هل هذه هي الاخلاق السودانية (السمحاء)؟
    ام تفتري على احدى المؤسسات السودانية الرسمية وهي سفارة السودان بمصر كذبا وزورا وبلادة بأنها تقوم بالفحص والتدقيق في عذرية البنات اللائي يتقدمن للقبول بالجامعات المصرية وبذلك تتحول السفارة الى مركز للطب الشرعي.
    والله المشاطة دي مشكنبة جنس شكنبة!!
    سحلبة فوق المتوقع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..