مقالات وآراء سياسية

الجبهة المدنية أم التطهرية السياسية والانهيار

عبدالغفار سعيد

 

تقول الحقائق الموضوعية ان الجيش يتهاوى وسينهار قريبا ، وإن لم يقبل البرهان بالمفاوضات خلال الفترة القريبة القادمة ، سيري الناس خلال شهرين البلاد تتساقط في ايدي المليشيا. قبول السيدة سناء حمد بان يتفاوض حزبها المؤتمر الوطني مع المليشيا مؤشر واضح للتراجع عن شعارهم (بل بس). وحتى الان لا تعي بعض القوي المدنية حجم الكارثة ، ويتبدى غياب الوعي هذا في تمنعها بحجج واهية عن الاصطفاف في جبهة واسعة من اجل إيقاف الحرب وفتح الممرات الآمنة . اعتقد ان الاصطفاف في جبهة واسعة من اجل إيقاف الحرب وفتح الممرات الامنة (بدون اي مزايدات) ، هو اهم هدف وطني لهذه المرحلة الحرجة من التاريخ السوداني، ذلك انه من اجل استعادة مسار الثورة لابد من ايقاف الحرب وعودة النازحين واطعام الجائعين ، التهاون او التماطل باي حجة كانت عن هذا الهدف ، يجعل من يقف متفرجا مسئولا امام الاجيال القادمة والتاريخ عن التفريط في وجود البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.
إن الوقوف بعيدا عن العمل السياسي الجبهوي خوفا من ارتكاب الأخطاء ، موقف غير عقلاني وغير منطقي ، ففي الحياة عموما والسياسية خصوصا تخوض القوي المختلفة تجارب النضال من اجل إنقاذ الوطن وترتكب الاخطاء وتتعلم منها وتنتقد اخطائها وتعمل علي تجويد ادائها. لكن يبدو ان هناك بعض القوي السودانية والتي تتمتع بتاريخ نضالي مشرف منذ ان شاركت في مقاومة الاستعمار والمساهمة تاريخيا في النضال الوطني وقدمت الكثير من التضحيات من اجل السودان وساهمت في إعلاء شأن المثاقفة الوطنية وساهمت في تطوير الأدب السياسي السوداني ، الان ويا للعجب تبدو كأنها قررت اعتناق مذهب التطهرية السياسي.
يبدوا ذلك من موقفهم الحالي فهم وتمسكا بذرائع غير مقنعة (يقفون متفرجين علي الاحداث الخطرة التي تجري في البلد وبذلك لا يرتكبون الأخطاء لانهم ببساطة لا يفعلون شيئا)..
ان التطهيرية في السياسة موقف خاطئ جدا وغير منتج ، بل يسئ للقوي التي تتخذه كموقف من ما يجري في البلاد ، ذلك ان البلاد تنهار سريعا نتاج الهزائم التي تلحقها مليشيا الدعم السريع بالجيش المختطف من قبل الكيزان ، وعند دخول مليشيا الدعم السريع لاي مدينة او قرية تقوم قواتها باستباحة المكان واذلال المواطنين ونهبهم وتهجيرهم قسرا ، وقريبا ستصير معظم أقاليم البلاد ، حضرها وريفها مناطق منزوعة من سكانها حيث ينحصر المواطنين في مناطق محددة يعانون في الحصول علي المسكن والمأكل ، وإن لم تتوحد القوي المدنية السودانية حول هدف ايقاف الحرب وفتح الممرات الآمنة من الان ، وتضغط علي المجتمع الدولي حتي يساهم في ايقاف الحرب ، فسينهار الوضع تماما و تدخل البلاد في الفوضى العارمة عندها لن يستطيع احد التحدث عن ايقاف الحرب ، عندها لن يكون للقوي المدنية اي تأثير علي ما يجري في الارض ، لذلك وقبل فوات الأوان يجب علي كل القوي تأجيل كل خلافاتها و الالتفاف حول شعار ايقاف الحرب بأسرع ما يمكن ودون شروط مسبقة .
——————
التطهيرية السياسية : تتمثل في الهرب من العمل السياسي الجمعي (الجبهوى) خوفا من ارتكاب الاخطاء او عجزا عن امتلاك رؤية حقيقية حول ما يجري في البلاد وكيفية معالجته و التمحور حول مواقف مثاليةٍ تساوي بين كل الأطراف في الساحة بادعاء ان الجميع مذنبون ، لذلك الطاهر الوحيد هو من ابتعد عن المشهد ، واكتفى بانتقاده بحكمة ، مع الإحالة إلى كيان غامض اسمه “الشعب”، يتم التعامل معه كأنه قيمة نظرية مجردة ، كأن الشعب مستقر وليس نازح ، منتظم في أعماله وليس مشرد ومطارد ومطرود من بيته ومكان عمله ، مزرعته مدينته وقريته يبحث عن ماوي و لقمة خبز ، كان هذا الشعب يستطيع الانتظار حتي تجمع هذه القوي اطرافها وتعمل علي تنظيمه وتحريكه.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. في واقع الأمر
    الشيوعيون لم يقفوا موقفا تطهريا
    بل موقف معادي للثورة والعمل علي أسقاط حكوماتها
    في تحالف غير معلن مع الكيزان
    يبدو أن الحزب الشيوعي مخترق من أيام دخولهم برلمان الكيزان في أعقاب نيفاشا
    لذلك عملوا علي تصفية الحزب من الناس الفاهمين والمستوعبين
    لمصلحة الخطيب وشلته

  2. العمل الجبهوى السياسى فى السودان فاشل لانه لايدار بذهنيه وطنيه صرفه وانما يدار بذهنيه حزبيه ضيقه ومصالح ذاتيه ………..انهيار الجيش المنهار اصلا امام قوات الدعم السريع بات قاب قوسين وخطاب الاستاذه السفيره سناء مضمره عجز الحركه الاسلاميه على هزيمه الدعم السريع وتنفيذ مشروع صفريه الدعم السريع ——–القوى المدنيه من احزاب سياسيه هرمه واحزاب سياسيه مستحدثه كلها ضعيفه ووتتصارع حول مصالح حزبيه ضيقه واغلبها واقع فى فخ الارتزاق والعماله وتنفيذ اجندات خارجيه ودا واضح فى بند التمويل ………زواحزاب اخرى كهله تمارس الاستاذيه والدعاره السياسيه على الاخر وتحاول فرض رؤيتها بالقوة ومن ثم فشلت فى اشعال حرب عبر حركه الحلو وعبدالواحد واصبحت تشاهد المشهد السياسى كفريجه ومنظراتيه ……………غردونيين فشلو فى التجمع الوطنى الديمقراطى ولم يفيقو من صدمه نيفاشا التى قادها د. جون قرنق ومهدت الى تحرر دوله جنوب السودان من الجلابه مندكورات شكل منقه وظلت هذه الشرازم متموضوعه فى حاله الصدمه ان د. جون قرنق باعهم ففشلو فى انزال مخرجات اسمره الى الواقع من ثورة شعبيه معززه بالسلاح :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    بلاش عمل جبهوى وقوى مدنيه بلاش عفن
    الحل فى يد الامير حميدتى قائد الدعم السريع المنتصر ميدانيا عسكريا سياسيا اجتماعيا اعلاميا اقليميا دوليا بان يمشى فى خط التفاوض او يعلن دولته التى تمثل الهامش والمهمشين وهامش المدن والمظلوميين والمضطهدين من المركزالنيلى الاسلاموعروبى العنصرى —————————-مفتاح وقف الحرب بيد الامير حميدتى الذى ظل يقاتل ويدعو لوقف الحرب ————-خطاب الكوزه سناء يعنى انكسار الكيزان وانتهاء الحركه الاسلاميه التى هى فى اضعف وضعياتها —————لا تقدم لا قرف::::::::::::::::::::::::::::::::مفتاح الحل عند الامير حميدتى الذى برز دوره الفاعل وستبرز ادواره الفاعله لاحقا عبر قرارات استراتجيه ……………………وفى تقديرى الخاص ان الكيزان ادركو ان البرهان شغال تصفيه الكيزان داخل الجيش عبر معارك خاسره وهزائم مخجله وان البرهان شغال باجنده محوريه خاصه———————————

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..