خِطابنا السياسِي الحالي يتمثل فقط في وقف الحرب

في مجموعة للدعم المادي للمُتضررين بسبب الحرب الحالية ، تمر عليا وآخرين فيه العشرات من البوستات وطلبات الدعم والاغاثات بشكل يومي ولكن إستوقفني اليوم بوستين منهم لطلب الدعم والحوجة ، الأول يطلب المُساهمة (لأكفان) لستر الموتي ، والآخر (لسفنجات) ينتعلها النازحون في منطقة سنجة وولاية سنار ، فأمام هذه المآسي لاتستطع إلا أن تزداد قناعةً بالوقف الفوري لهذه الحرب وبأي وسيلة ، وبالتالي وقف مُعاناة السُودانيين ، هذه الحرب التي جعلت الناس يموتون بالجوع وهم في منازلهم ومن نجوا من الموت جوعاً أو عطشاً ماتوا بالمرض أو الدانات والقصف العشوائي ، ولفحات الحر وضربات الشمس ، أو حتي بالقهر والصدمات النفسية ، ومن لم يموتون إقتاتوا وأكلوا *صفق* وأوراق الأشجار هذه الحرب التي شردت الملايين وقتلت الآلاف وجرحت حتي الاطفال وقطّعت أوصالهم والكثيرين فقدوا أطرافهم فيها أو تشوهوا ، هذه الحرب التي تُعرض بلادنا للتمزيق والتفكيك وإبادة جميّع الشعوب فيها وطردهم جميعاً من مواطنهم الأصليّة مع السيطرة عليها وعلي ارضها ومواردها وتعريض مستقبل أجيال للفناء والمجهول وضياع مستقبل الملايين في سن التعليّم للضياع ، هذه الحرب ومع كُل كوارثها لن تكون هنالك مصلحة لجميّع السُودانيين وجميع شعوبنا السُودانية أهمّ وأولي من توقفها واغاثة الناس وتأمينهم وإعادتهم لديارهم سالمين مُستقرين ، تلك هي أولوياتنا ، ومن لايراها ويعمل لها لايجدر به الحديث عن مصالح البلاد ولاحتي العمل السياسِي أو الثوري ، فلاثورة بلا أرض وشعب ، ولا تغيير بلا عوامل له وعلي رأسها شعوب مُستقرة وآمنة وليست مُطاردة وذليلة في معسكرات نزوح أو دول أخري ، فالذين يتم بهم التغيير هم هؤلاء الشعوب والذين أيضاً من أجلهم وبلادنا سنظل نعمل.

لاخطاب سياسِي يتم تمريره الآن أجدّي وأنفع من إيقاف هذه الحرب والعمل الجماعي لذلك من كُل أصحاب المصلحة والمؤمنين بذلك ، أي قضايا أخري تعتبر (قضايا ومعارك مؤجلة) ، فمسيرة التغيير لن تتوقف ولكنها تمضي بالأولويات ، إمعان العقل يقودنا إلي الفهم الصحيح لواقعنا والتعامل معه والعمل لتغييره للأفضل ، لاحديث الآن عن عملية سياسية تقود إلي سُلطة وإنما خطوات ومهام تقود لإيقاف هذه الحرب.

#معاً جميعاً لإيقاف الحرب

#معاً جميعاً لإغاثة السُودانيين

#معاً جميعاً لوقف مُعاناة السُودانين

#معاً جميعاً لعودة النازحين واللاجئين وإستقرارهم في بيوتهم

#معاً جميعاً لخروج العسكريين والمليشيات من المدن والقري ومنازل المدنيين.