مقالات وآراء

أماني الشباب ومستقبل الحركة الإسلامية في السودان – هل يمكن تحقيق التوافق والدولة المدنية؟”

زهير عثمان حمد

 

التحليل الشامل لوضعية الحركة الإسلامية السودانية والدولة المدنية
الوضعية الحالية للحركة الإسلامية السودانية
السياق السياسي والأمني
تواجه الحركة الإسلامية السودانية تحديات متعددة ناتجة عن الصراعات المسلحة المستمرة في البلاد والانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية. في هذا السياق ، تحاول الحركة إعادة صياغة دورها في المشهد السياسي والتكيف مع التغيرات الحاصلة ، خاصة مع التوجه نحو التحول الديمقراطي.

الأهداف الحالية للحركة
تهدف الحركة الإسلامية إلى : استعادة النفوذ السياسي : محاولة استعادة مكانتها السابقة في السياسة السودانية.
تقديم رؤية جديدة : تطوير خطاب سياسي يتماشى مع التغيرات الحالية ويؤكد التزامها بالديمقراطية وسيادة الشعب.
معالجة التحديات القانونية : مواجهة التهم والمساءلات القانونية المتعلقة بدورها في النزاعات والانتهاكات.
السّيادة عند الجماعة الإسلامية
تعتبر الحركة الإسلامية أن السّيادة مفهوم محوري لأسباب تشمل :
الشرعية السياسية : السلطة تنبع من إرادة الشعب ، مما يتماشى مع مبادئ الشورى في الإسلام.
العدالة الاجتماعية : تحقيق السّيادة يتطلب سياسات تضمن العدالة وتكافؤ الفرص.
الاستقلال الوطني : الحفاظ على استقلال وسيادة السودان.
لماذا تمنح السّيادة كلّ هذه الأولوية؟
استعادة الثقة : تعزيز الثقة بين الشعب والحركة من خلال التركيز على حقوق وسيادة الشعب.
تحقيق التحول الديمقراطي : التأكيد على دور الشعب في اتخاذ القرارات السياسية.
تجنب العزلة الدولية : تحسين صورة الحركة دولياً وتجنب الاتهامات بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
التحديات أمام الحركة الإسلامية
الانقسامات الداخلية : انقسامات وصراعات داخلية تعيق تقديم رؤية موحدة.
المساءلة القانونية : ضغوطات قانونية ومساءلات دولية بشأن دورها في الجرائم والانتهاكات.
المنافسة السياسية : التنافس مع قوى أخرى تسعى للتحول الديمقراطي.
الوضع الراهن لكتائب الحركة الإسلامية المقاتلة
تلعب كتائب الحركة الإسلامية دوراً عسكرياً وسياسياً وتُتهم بتأجيج الصراعات والمشاركة في الجرائم. هدفها الأساسي هو الحفاظ على نفوذ الحركة ومنع أي تحول ديمقراطي يهدد مصالحها.

الدولة المدنية وأراء الحركة الإسلامية
تأييد الدولة المدنية
يقينا، الإسلاميون الذين يتبنّون شعار “الدولة المدنية” يبحثون عن “مشترك ما” مع الأطراف الوطنية الأخرى ويقطعون نحوهم مسافة ، وهم يمدون اليد بصدق وودّ. الهدف من تبني هذا الشعار هو:

إضعاف الاستبداد : المشكلة التاريخية للأمة والسعي للقضاء عليه.
بناء الوطن بنَفَسٍ توافقي : العمل بشكل جماعي مع كافة الأطراف الوطنية لبناء السودان.
التخوف من الدولة المدنية
بعض الإسلاميين يتخوّفون من خيار “الدولة المدنية” باعتباره : تنكّر لبعض مبادئ الشريعة : يرون فيه تنكراً لمبادئ الشريعة الإسلامية.
إعطاء أقليّة سياسية فوق ما تستحق : يخشون من إعطاء الأقليات السياسية سلطة ونفوذاً أكبر مما تستحق.
دروس التاريخ
التاريخ القريب جداً يحذر الإسلاميين من خطورة محاولة الانفراد بمسؤولية إدارة الشأن العام وإقصاء مقترحات الآخرين أو التعامل معها بنوع من الاستعلاء. يُذكرهم بأن هذا النهج سيؤدي إلى الفشل وتحميلهم مسؤولية الخراب.

في نهاية القول ما أريد طرحه أن تواجه الحركة الإسلامية السودانية تحديات كبيرة في ظل السعي لتحقيق التحول الديمقراطي. من الضروري أن تعيد الحركة النظر في استراتيجياتها وأهدافها لتتوافق مع تطلعات الشعب السوداني نحو الحرية والديمقراطية. تبني شعار “سيادة الشعب” واستخدامه كأداة لتحقيق التحول الديمقراطي يمكن أن يكون خطوة إيجابية ، ولكن يتطلب تغييرات جوهرية في هيكل وأهداف الحركة. كذلك ، تأييد فكرة الدولة المدنية بشكل صادق يمكن أن يساعد الحركة في بناء جسور الثقة مع الأطراف الوطنية الأخرى والمساهمة في بناء السودان بنَفَسٍ توافقي.

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. الحركه الاسلاميه يا استاذ هي حركه سمكه تعيش في مياه الجيش اي تحت كنف الجيش فتستخدم الجيش للسيطره على الدوله والسلطه ، فانها مقتنعه ان ليس لها وزن سياسي وسط الشعب السوداني وذلك لاستبدادهم وتسلطهم على الشعب منذ انقلابهم ١٩٨٩ ، كذلك فسادهم الاداري في مؤسسات الدوله من اختلاس، تزوير، ربا ، نهب، اكل اموال الناس بالباطل، رشاوي، حيث انهم احالوا كل من كان ضدهم للصالح العام، التعذيب والمعامله اللانسانيه في المعتقلات ضد المعارضين، السياسيات العنصريه وسياسات الابادات الجماعيه ضد العناصر الافريقيه في دارفور وجبال النوبا، اكل اموال الناس بالباطل، التعامل بالربا في التمويل المالي؛ كل هذه السرديات السيئه على الكيزان الفسده الفشله لاتسمح لهم بان يدخلوا في انتخابات حره نزيهه بالتالي هم يكفرون بالديمقراطيه والحكومه المدنيه ويؤمنون بالنظام المطلق…

    1. شوف يا زهير
      لا يمكن التوفيق بين أهداف الحركة المسيلمية وأحلام الشباب وكل الشعب السوداني والمعركة بيننا وبين المسيلميين معركة صفرية وستستمر حتى يقتلعوا من فوق الأرض إقتلاعاً……. فتخيَّر مع أي صف ستقف.

      1. تحية طيبة،

        أود أن أبدأ بتقديرك لموقفك وشغفك في الدفاع عن حقوق الشباب والشعب السوداني. من الواضح أنك تحمل في قلبك الكثير من الأمل والتطلع لمستقبل أفضل للسودان. ومع ذلك، أرغب في مناقشة بعض النقاط التي أثرتها بأسلوب يساهم في بناء حوار بنَّاء ومثمر.

        أهمية الحوار واحترام الخيارات
        في الديمقراطية والمجتمعات المتقدمة، الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق التفاهم والتقدم. تقديم خيارات صارمة أو المطالبة باتخاذ موقف محدد بطريقة لا تترك مجالًا للحوار والتفاهم لا يساعد في بناء مجتمع متماسك. من المهم أن نتذكر أن التغيير الحقيقي يأتي من خلال الحوار المستمر، والاستماع إلى جميع الأطراف، وفهم وجهات النظر المختلفة.

        التوفيق بين الأهداف والأحلام
        لا يمكن إنكار أن هناك اختلافات كبيرة بين أهداف الحركة الإسلامية وطموحات الشباب والشعب السوداني. ومع ذلك، الوصول إلى التفاهم وحل النزاعات يتطلب منا أن نبحث عن نقاط الالتقاء والتعاون. بدلاً من رؤية المعركة على أنها معركة صفرية، يجب أن نسعى لإيجاد حلول تُرضي الأطراف المختلفة بقدر الإمكان.

        قوة الحوار والاحترام المتبادل
        ليس هناك قوة على الأرض يمكنها أن تفرض على كاتب أو مفكر خياراته بهذه الطريقة القاطعة. الحوار والاحترام المتبادل هما الأساس لبناء مجتمع يمكن فيه لجميع الأفراد التعبير عن آرائهم والمساهمة في مستقبل البلاد. تقديم خيارات متطرفة قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام والصراع، وهو ما لا يخدم مصلحة السودان على المدى الطويل.

        دعوة للتفاهم والعمل المشترك
        أدعو الجميع إلى تبني نهج الحوار والعمل المشترك لتحقيق أهدافنا المشتركة. قد نختلف في الرؤى والأهداف، ولكن بالإمكان أن نجد طرقًا للتعاون والتعايش لتحقيق مستقبل أفضل للسودان. التفاهم والاحترام المتبادل هما المفتاح للتغلب على التحديات التي تواجهنا.

        أشكر لك حماسك وحرصك على مستقبل السودان. دعونا نعمل معًا، بحوار بناء ونقاش مستمر، لتحقيق طموحاتنا المشتركة وبناء سودان أفضل لنا وللأجيال القادمة.

        مع خالص التحية والتقدير،

        1. مافي حوار ولا حتى مفاوضات مع الحركة المسيلمية.
          دي معركة صفرية.
          وجودكم في الفضاء العام حد ذاته يجب أن ينتع وبقوة القانون.
          مجرد وجودكم يعني أن لا مستقبل لهذا البلد بغض النظر عن أي جيل.

    2. الأستاذ الحسن،

      تحية طيبة،

      أود أن أشكرك على مشاركتك وجهة نظرك حول الحركة الإسلامية ودورها في السياسة السودانية. النقاط التي أثرتها تعبر عن وجهة نظر مهمة وتحمل الكثير من الاهتمام والجدل حول تأثير هذه الحركة على المجتمع السوداني والسياسة فيه.

      الحركة الإسلامية وعلاقتها بالجيش
      من المعروف أن الحركة الإسلامية في السودان، منذ انقلاب 1989، قد اعتمدت بشكل كبير على الجيش كأداة للسيطرة على الدولة والسلطة. استخدام الجيش لتحقيق أهدافها السياسية يعكس قناعة الحركة بضعف نفوذها السياسي في الشارع السوداني، وهذا يرتبط بسمعتها الناتجة عن استبدادها وتسلطها وفسادها خلال فترة حكمها.

      استبداد وفساد
      لا شك أن الفساد الإداري والمالي، من اختلاس وتزوير وربا ونهب ورشاوي، بالإضافة إلى التعذيب والمعاملة اللاإنسانية في المعتقلات، كلها ممارسات أساءت إلى سمعة الحركة الإسلامية وجعلتها غير مقبولة لدى شريحة واسعة من الشعب السوداني. هذه الممارسات لا تتماشى مع مبادئ الحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية، مما أضعف مصداقيتها بشكل كبير.

      سياسات التهميش والإبادة
      سياسات العنصرية والإبادة الجماعية التي تمت في دارفور وجبال النوبة قد زادت من عزلة الحركة الإسلامية داخليًا وخارجيًا، وأدت إلى نفور العديد من السودانيين منها. هذه السياسات أساءت إلى النسيج الاجتماعي السوداني وأحدثت جروحًا عميقة لا تزال آثارها واضحة حتى اليوم.

      الديمقراطية والحكومة المدنية
      استنادًا إلى تجربتها السابقة، يبدو أن الحركة الإسلامية ترى في النظام المطلق وسيلة للبقاء في السلطة، نظرًا لفقدانها الثقة في قدرتها على الفوز في انتخابات حرة ونزيهة. هذا الموقف يعكس عدم إيمانها بالديمقراطية الحقيقية والحكومة المدنية، وهو ما يتناقض مع تطلعات الكثير من السودانيين الذين ينشدون نظامًا ديمقراطيًا يحترم حقوق الإنسان والعدالة والمساواة.

      في الختام، أتفهم وجهة نظرك وأحترمها، وأتفق على أن الحركة الإسلامية قد أضرت كثيرًا بالسودان من خلال سياساتها وممارساتها. من الضروري أن نستمر في الحوار البناء والنقد الموضوعي لنتمكن من بناء مستقبل أفضل لسوداننا الحبيب، مستقبل قائم على الديمقراطية والعدالة والمساواة.

      مع خالص التحية والتقدير،

  2. ي ابو شنب
    الزول ده معروف واقف وين
    لكن لو يحكمنا الشيطان نفسه لنا يحكمنا الكيزان مره اخري..
    والشعب قال كلمتو من ٢٠١٩
    اما زهير ده بيكون لسه راتبو الشهري مستمر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..