سمح الكلامً في خشم سيدو : محاورة واستماع مع ناظر رفاعةً الهوي سعادة اللواء مالك ابو روف

د. احمد التيجاني سيد احمد
مقدمة
@ ضمتنا ورشة العدالة الانتقالية في كمبالا . كان من المتحدثين وكنت حوارا مرهف السمع . وتمطت لنا سويعات الورشةً بحنو لتوفر لنا بعض حديث وبعض تعارف .
@ فانا الذي هجر البلاد عندما احتلته سقط الناس من عسكر نميري .. وانغمس في ردهات العلم والبحث والأكاديميات في بلاد بعيدة ؛ لكنه عاد لينخرط في الاستشارات التنموية والعمل السياسي عندما حرر الشباب والشابات البلاد من قبضة الكيزان الي حين .
@ وهو ناظر قبيلة رفاعة الهوي بولايتي سنار والنيل الأزرق اللواء (شرطةً) معاش مالك الحسن ابوروف.
@توافقنا تقريبا علي كل القضايا لكنني اود منه بسطها كرجل ادارة اهلية وضابط شرطي ومهتم بالعام والخاص من اسس العدالة والتوافق ومجابهة الأزمات .
@اسئلة محددة تخلط بين الرؤية والواقع والتمني
– ***الادارة الاهلية : هل هي تراث مجتمعي ام سيطرة راسمالية مجتمعية?.
*ان مصطلح الإدارة الأهلية هو اقدم نظام حكم عرفته البشرية وبعد فتح مكة قام المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه بتكليف بعض الرموز القبلية ليكونوا أمراء وقادة لاهلهم ومجتمعاتهم ونفس الشيء تم تطبيقه بدولة المدينة خاصة وان القبائل البدوية كانت مضاربها بعيدة عن مركز المدينة وظل زعماء العشائر هم من يفصلون بين الخصماء ويشرفون علي عقد المصالحات وعقد الاتفاقيات والمواثيق مع القبائل الاخري وتطور الأمر الي ان شهدنا في منطقة الخليج العربي مشيخات وإمارات دانت لها السلطة واصبحت الان دول ذات سيادة يتولي أمر قيادتها زعماء العشائر بكل دول الخليج وفي تقديري ان الخليج استطاع من خلال هذا النظام ان يرسي قواعد حكم راشد استطاع ان ينهض بتلك الدول خاصة فيما يتعلق بحالة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والامني الذي نسأل الله أن يديمه عليهم وعلي كل الأمة العربية الإسلامية.
*بالنسبة للسودان فإنني اري ان الإدارة الأهلية لعبت دورا كبيرا في استباب الأمن والمحافظة علي تماسك النسيج الاجتماعي ولولا الهزات والتخريب والتدجين الذي تعرضت له في العهدين المايوي والعهد الإسلاموي الكيزاني البائد لكان بامكانها ان تكون حائط وسد منيع يحول دون الانزلاق في مستنقع هذه الحرب الذميمة
– **هل من الضروري ان يكون في المجتمع البدوي الريفي كبير وصغير ؟ وهل المال مؤشر طبقي في المجتمع القبلي؟ .
*في اعتقادي ان الإدارة الأهلية في الأرياف والبوادي وجودها تحتمه ضرورات كثيرة اولها تدني نسبة الوعي والتعليم وبالتالي يحتاج اهل الريف والبادية لمنظومة تخاطب قضاياهم يفهمونها وتفهمهم لانهم اهل بيئة وتقاليد وقيم واحدة.
قبل تصفية الإدارة الأهلية عام ١٩٧٠م -ذلك القرار الجائر والمتعجل- كانت الإدارة الأهلية تقوم بادوار فشلت كل مؤسسات الدولة ان تنهض بأداءها وكمثال لذلكً المحافظة علي البيئة بمنع قطع الأشجار خاصة الأشجار ذات القيمة الاقتصادية العالية كشجرة الهشاب وشجرة الطلح وغيرها ، بالإضافة إلى المساهمة في جباية ضريبة القطعان والمساعدة في استباب الأمن. فالادارة الأهلية كانت هي عين السلطة ويدها في حفظ الأمن وتنفيذ القانون. للأسف تضاءل هذا الدور نتيجة لما تم من تسييس وتدجين للإدارة الأهلية في العهد الاسلاموي الكيزاني البائد .
اما سوالك عن المال وهل هو مؤثر طبقي في المجتمعات القبلية ، فإني اري بان المال هو عصب الحياة. فمعظم المجتمعات السودانية سواء كانت رعوية ام زراعية تتعامل مع المال باعتباره ركيزة من ركائز القوة والبناء والنماء. لذلك نجد حرص معظم قيادات الادارات الأهلية علي تقوية مركزها المالي و الاقتصادي باعتبارها هي قبلة كل محتاج او زائر او ضيف عابر. وبطبيعة الحال روساء الادارات الاهلية دايما في حالة استقبال للضيوف والحشود لكافة الأغراض والمناسبات. بل يتحتم علي قيادة الإدارة الأهلية ان تسعي مع جهات الاختصاص في توفير سبل أسباب العيش الكريم لكل منتسبيها وهذا يقودنا الي مساهمة الادارات الاهلية في انشاء وإقامة مشاريع التنموية والاقتصادية التي توفر لقمة عيشه وتشعر المواطن بالطمأنينة والاستقرار.
– **هل هنالكً مستقبل للادارة الاهليةً في الديمقراطية المدنية وفي مستقبل السودان الموحد؟ .
*فيما يتعلق بمستقبل الإدارة الأهلية اري ان الإدارة الأهلية قد تعرضت للتدمير والتدجين والتسييس . ولذلك تحتاج الأداره الاهلية لإعادة نظر تشمل التشريعات وسن قوانين تواكب متطلبات المرحلة وتتوافق مع شعارات ثورة ديسمبر المجيدة في الحرية والسلام والعدالة. كما يجب علي الإدارة الأهلية ان تلعب دورها الهام والمحوري في رتق النسيج الاجتماعي خاصة بعد انتهاء هذه الحرب الكارثية التي خلفت تداعيات خطيرة واحدثت شروخا عميقة في علاقات الشعب السوداني حتي داخل الأسرة الواحدة . هذا الوضع المتدني يضع عبئا ثقيلا علي كاهل الإدارة الأهلية ومشايخ الطرق الصوفية بحكم تغلغلهم في المجتمع السوداني.
– **كيف تري هذه الحرب : عبثية ام ضرورة طال انتظارها؟ كيف ومتي ستنتهي الحرب ؟ .
*فيما يتعلق بهذه الحرب فإن توصيفها عبثية غير دقيق. اري انها حرب انتقامية بالدرجة الاولي. أراد من خلالها تنظيم الحركة الإسلامية استعادة فردوس سلطتهم المفقود. وهنالك ادلة وبراهين لايحتاج اي احد ان يبذل جهدا لتاكيدها . فمنذ مجزرة فض الاعتصام ومحاولة انقلاب الفريق هاشم عبدالمنطلب مرورا بانقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م كانت نوايا الكيزان ومؤامراتهم لاستعادة السلطة واضحة كالشمس في رابعة النهار . **ولعل ما شاهدناه وسمعناه من افادات الكوزة سناء حمد في الفيديو مع الطاهر حسن التوم , وافادتها الأخيرة في برنامج الجزيرة مباشر مع الاستاذ احمد طه يؤكد ان هذه الحرب الذميمة هي ملكية حصرية للحركة الإسلامية تخطيطا وتحريضا وتمويلا وتنفيذا وتحريضا علي استمرارها .
خاتمة
@ بعد كل الذي عايشه الشعب السوداني من قتل وجراح ودمار وتشريد ونزوح ولجوء واذلال وقهر وعنت لم يألفه الشعب السوداني منذ تأسيس الدولة السودانية. بعد كل ذلك فإنني أتوجه بنداء لمن ألقى السمع وهو شهيد بأن يضع الجميع نصب أعينهم بأن الله الذي لاتخفي عليه خافيه قيوم السموات والارضين سيسألنا جميعا عن ماجري وان تفاوتت الأدوار. ويقع العبء الأكبر علي من أشعل ثقاب هذه الفتنة العمياء وعلي الذين ظلوا يحرضون علي استمرارها ونسأل الله الفرج العاجل لاهلنا في السودان انه ولي ذلك والقادر عليه .
**انتهي**
كسرة:
@هنالك فروع كثيرة ينتمون لقبيلة رفاعة الكبري منهم العبدلاب والحلاويين والعسيلات والعوامرة والشبارقة والبشاقرة واللحويين وبني حسين بشمال دارفور والعتمن أبناء عثمان بن عبدالله جماع ويقال أيضا الحمر والمعاليا بغرب السودان ينتمون لشجرة رفاعة الكبري وتعتبر قبيلة رفاعة من اكبر المجموعات العربية التي دخلت السودان منذ القرن السادس الميلادي وينتهي نسب الرفاعيين الي ابو عبدالله الشهيد الحسين بن علي وهنالك شجرة نسب توضح ذلك .
@الشكر للقائد الناظر اللواء مالكً ابوروف علي التصدي لهذه المواضيع. الهامة .
إذا كان ممكنا الرجاء وضع صورة الناظر اللواء معاش مالك ابوروف مع المقال https://share.icloud.com/photos/02cP76i0tc2ikOrYUVr5rQ01Q
إجابة على سؤالك:
ليست سيطرة (رأس مالية) بل هي نموذج متخلف بمصالح معادية بطبيعة تكوينها لأي تطور مجتمعي مبقية على ثالوث الجهل والفقر والمرض وليس في مصلحتها أي تطور حقيقي يقضي على اعداء الإنسانية الثلاثة.
أستغرب الحديث عن العروش الكرتونية الخليجية وطرحها كنموذج مثالي وحديث للدولة. بل هي دول (وظيفية) من أول اسباب وجودها وإستمراريتها هو رعاية مصالح محاور أجنبية.
شكرا الاستاذ ابوشنب . افة السودان الكبري هي (الجهل) الذي استشري كالسرطان مدعوما بهيمنة الاحزاب و التنظيمات العقائدية الشمولية علي شعب مغلوب علي امره . ولسوء حظ السودان المنكوب انه صار مرتعا للاسلاميين لاكثر من ثلاثون عاما قضوا فيه قضاءا ممنهجا علي بوادر اي امل في علم نافع او تربية مجتمعية. و ظل اهل البلد يهينون كشعب (مزرعة الحيوانً) بلا تفكير او بصيرة .
اخونا مدعي الدكتوراة ده الدرب رايح ليهو كل مرة يطلع لينا واحد من المومياوات المتعفنة من جنرال الابادة الابادة الجماعية برمة ناصر الي مدعي النظارة والزعامة المتلولو ناظر رفاعة وما عارفين الجهة الاجنبية البتدفع ليه زي رشا عوض عشان يبحت في القديم. …سودان 56 انتهي يا دكيتير ونحن مع الديمقراطية الشاملو لزعيمنا الامير. ود حمدان