مقالات وآراء

الصفقة الخاسرة!!

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
هناك في ركن الهزيمة
نغم يعزف للأحلام المتساقطة تلك التي تابعت المضي في انتظار حلمها الكاذب فاستأصلها مشرط الحقيقة !!

وفشل الاتحاد الأفريقي في تحقيق أهداف مؤتمره في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بالرغم من انعقاده الذي جاء بهدف على توحيد مواقف القوى السياسية والمسلحة لدعم جهود وقف الحرب.
وأقرت قيادات أفريقية بأن غياب تقدم وحزب البعث والشيوعي كجهات سياسية مهمة أفرغت المؤتمر من محتواه الهادف للتوصل إلى صيغة توافقية تدعم الجهود الإقليمية والدولية في إنهاء النزاع المستمر.
ومعلوم أن السبب المباشر في فشل المؤتمر هو أن ثمة توجه أفريقي تبنته شخصيات بعينها لإعادة حزب فلول النظام البائد للمشهد السياسي مرة أخرى بالرغم من أن الحزب تسببت قياداته في إشعال الحرب الكارثية التي دمرت البلاد والتي أشعلها لأجل ذات السبب (العودة إلى السلطة) إلا أنه أصبح يبحث عنها بطرق أخرى عندما عجز عن تحقيق ذلك بالسلاح.. وشكل المؤتمر لجنة لمناقشة إمكانية إعادة حزب البشير إلى الواجهة السياسية وخرجت بقرار صدم قياداته وعضويته حيث حظر مشاركته في العملية السياسية المستقبلية بعد انتهاء الحرب.
وبالمقابل أصدر حزب المؤتمر الوطني المحلول بيانا شديد اللهجة (شتم) فيه القوى السياسية المشاركة ودمغها بالمتاجرة بالقضايا الوطنية، وقال إنها ترتهن للخارج تحت مظلة المؤتمرات الممولة والتي ظلت تتهافت على موائد التفاوض المدعومة من الخارج، واستنكر الحزب الحديث عن مناقشة العملية السياسية قبل وقف الحرب، وتباهى بمشاركته في الحرب بجانب القوات المسلحة في زمن تتهافت فيه الأحزاب على المنابر الخارجية!! على حد اعتقاده.
لكن الغريب في الأمر أن المؤتمر الوطني كان يعلق كل آماله وينسج خيوط أحلامه على هذا المؤتمر تحديدا، والذي شارك فيه من المنتمين للحزب ومن يتبنون فكرته وطرحه ويرغبون في عودته، ومن أرسلهم إلى هناك على نفقته الخاصة. ولوجاءت توصية المؤتمر بالسماح للحزب المحلول بالمشاركة في العملية السياسية مستقبلا، لخرج ببيان يرحب فيه بالنتائج ونسي الحرب وويلاتها!! لكنه غاضب لصفقتة الخاسرة.
أما قبل، فالمؤتمر الوطني هو من إجتهد وسعى لقيام مؤتمر أديس أبابا وساهم في رسم خطته ومهد له الطريق ولعب الاتحاد الدور المصنوع والمعهود.
وبعدما (باظت) الطبخة وخسر المؤتمر الوطني آخر بطاقة محاولة للعودة، خرج بالبيان الغاضب الذي هاجم فيه الجميع!!
والاتحاد الأفريقي فيه من الشخصيات الرمادية التي سبق وأن كشفت عن نفسها عندما لعبت دورا سلبيا في تقويض عملية التحول الديمقراطي في السودان عقب ثورة ديسمبر المجيدة، مرورا بخدعة الوثيقة الدستورية وما شهدته الفترة الانتقالية من علاقات مصالح بينه والقيادات العسكرية وقيادات من حزب المخلوع،
والفشل الذي خيم على هذا المؤتمر كشف عن حجم التلاعب بعقلية قيادات حزب المخلوع واستغلال شغفها للحكم مرة ثانية، وأثبت لها أن عُملتها القديمة للشراء والبيع غير قابلة للتداول في السوق السياسية،
فهذا المؤتمر يُعد من أكبر فرص القبول التي ضاعت على الحزب في المحافل الدولية، لا سيما أن الحزب حديث صدمة وخارج من أزمة ثقيلة على قلبه وهي خسارته لمصر بصفتها أهم حليف استراتيجي، والتي أدارت ظهرها بعد أن خدعها بإسم المؤسسة العسكرية، ولكن كشفت مصر البئر وغطاها، وأفلتت يدها من الفلول والبرهان.
لهذا كان مؤتمر أديس أبابا آخر محطات العشم التي أتت بحصيلة ( زيرو)، فبدلا من أن يكون طوق النجاة كان هو الثقب الذي أغرق المركب.
وقال المؤتمر الوطني في بيانه أمس: ليس هناك جهة تمنعه من المشاركة في العملية السياسية وهو يعلم أنه أشعل حربا من أجل العودة للحكم ولم يستطع، فإن كان الأمر بيده و ليس هناك قوة تثنيه عن العودة… فلماذا فشل فيها !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
ذات النظرة الباهتة التي ترى بها (غاضبون العسكرية) القوى السياسية الداعية للسلام… تُرى بها، لطالما أنها شاركت في حرب كتائب البراء التي أكد الإسلاميون أنها اندلعت للقضاء على الثورة!!، فلسان القوى السياسية، ربما يقول: كما تراني أراك!!

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. استاذة صباح بعد التحية، حظر المؤتمر الوطني عن المشاركة هو خبر غير صحيح، فالتوصيات اشتملت على عدم مشاركة من صدرت في حقهم أحكام جنائية فقط. اذا بالعكس فإن المؤتمر مهد لمشاركة المؤتمر الوطني. اتمنى التوعية لهذا الأمر.

  2. نستنتج أن آبي أحمد استطاع أن يضحك على برهان , فكما تسير الامور يبدو أن آبي أحمد اتفق مع برهان في زيارته الاخيرة بدعم وجود الفلول الفاسدين في هذا المؤتمر وهو أي آبي أحمد يعلم بأن المحصلة سوف تكون فشل المؤتمر و بالمقابل يحصل آبي أحمد على ما يرغب فيه من المصالح و لا يكسب برهان شيئا
    ههههههههههههههههه
    شر البلية ما يضحك
    الكل يضحك على برهان و الشعب يبكي من أفاعيله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..