محمد فضل ابوفراس
ارتبط النوبيين ارتباطا وثيقا بالنيل دينيا واجتماعيا فكانت معظم الطقوس تقام علي النيل من زواج وختان وعند بلوغ المولود اليوم السابع من عمره (السبوع) واحتفالات عاشوراء الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذه المادة ويمسي عند النوبيين (هيّووب) وعاشوراء نسبة لليوم العاشر من شهر محرم وكما ذكر في الحديث الشريف هو يوم نجي الله في النبي موسي عليه السلام من فرعون عندما لحق به في النيل فأمرنا رسولنا الكريم بصيامه وقال نحن احق بموسي منهم ، ويحتسب تكفير ذنوب عام مضي من صيام عاشوراء ويستحب صيام يوم قبله او بعده مخالفة لصيام اليهود واسم النيل اصلها (نوبى) من الفعل (ني) بصيغة الامر بمعنى (اشرب) والمصدر (نيل) ومنها اتى الاسم لنهر النيل وهنالك بعض الاجتهادات بأن اسم النيل من المفردة اليونانية (نيلوس) والارجح انها مفردة نوبية ،، شهدنا ونحن صغار كيف كان يتم الاحتفال بيوم عاشوراء في منطقتنا وبنفس الطريقة في المنطقة النوبية عامة وكما ذكرنا ارتباط معظم الطقوس الدينية بالنيل الكل ينزل علي طرف النيل للاحتفال ويحملون النار في شبه العاب نارية واذكر يتم وضح بعض مخلفات الحمير أكرمكم الله ونسميه بالنوبية (هنون هوسي) ويوضع داخل علبة صلصة فارغة يتم ثقبها بالمسمار عدد من الثقوب من أجل دخول الهواء الي العلبة ويربط بسلك في اعلي العلبة بعد ثقبين علي طرف العلبة لتثبيت السلك ليساعد في حمل العلبة ولفها لفاً بسرعة فائقة لتساعد في الاشتعال ويتطاير منها الشرر وبهذا يصبح كل ساحل النيل دخان وشرار متطاير والصغار مبتهجون بهذه الالعاب ويهتم الكبار باعداد طعاما لهذه الليلة باعتقادهم أنه لايجب ان يبيت شخص جائعا ليلة عاشوراء وان من يبيت جائعا ستملأ معدته بالتبن ولذا كانت تنحر الذبائح في تلك الليلة المميزة
،،كانت هي عاداتنا منذ أن تفتح أعيننا علي الدنيا ومازالت عالقة بالذاكرة رغم اندثارها مع مرور الزمن مثلها مثل كثير من العادات النوبية التي توارثتها الاجيال و البعض يرجح ارتباط النوييين بيوم عاشوراء والاحتفال به لانه يرتبط بسيدنا موسي عليه السلام الذي هو من المنطقة النوبية كما دلت علي ذلك كثير من الدلائل والبراهين سبق أن ذكرناها في مقالات سابقة،، بلغ من تعظيم النوبيين لهذا اليوم أن احد بنات عمنا سميت عاشوراء لها الرحمة والمغفرة وغالبا مايسمي بعض المواليد بمناسبة ما او اسم منطقة معظمة مثل ماعندنا من اسم حجة لارتباطها بالحج او موسمه واسم عرفة وعرفات ومني ومذدلفة ،،،الخ، اندثرت تلك العادات وتغير الزمان واهله بالرغم من ان بعض العادات منافية للاسلام مثلا عند الوفيات تمكث النساء في بيت العزاء لمدة ٤٠ يوما ويرقدن علي الارض ويمتنعون عن الاستحمام ودهن شعرهن او التطييب حيث تكون الواحدة منهن مراقبة من اصحاب العزاء اذا قامت بأي شي من هذه الممنوعات حتي الحناء تحرم منها وكانت المرأة المتوفية عنها زوجها تقاسي كثيرا حتي أن الطعام التي تأكلها يكون فيه كثير من التقشف حدادا علي زوجها !!وجاء الاسلام وحرم الحداد علي الميت والنياحة ،، واندثرت نهائيا احتفالات عاشوراء بطقوسها القديمة حيث فقط سن فيه الصيام ولا شئ غير ذلك !! كثير من مشاهد واحداث عاشوراء غائبة عني لانني اكتب مارايته بعيني وعايشته وعمري خمس سنوات فعلي القارئ الكريم إضافة بعض ماغاب عني الاشارة اليه ،، نسأل الله في هذا اليوم المبارك أن ينجي بلادنا من كيد الاعداء والمتربصين كما نجي موسي عليه السلام ،،،
أخبرني أحد اهلنا النوبيين أنهم كانوا يجلدون بعضهم بحبال من العشميق أحد طرفيها عليه شعلة من نار.
أظن أن هذا طقس شيعي بإمتياز حيث ظل النوبيون علي ولائهم للفاطميين الشيعة الذين حكموا مصر وبعض مناطق النوبة إلى ما بعد سقوط دولتهم وقد حكى التاريخ عن حملات صلاح الدين الأيوبي وخلفائه للسيطرة على النوبة وتحويلهم إلى المذهب السني.
ذلك والله أعلم.
صحيح استاذنا ويشعلون النار علي حبل يسمي ألس ويطفون به حول النيل والبعض أكد أن هذه الطقوس دخلت الي السودان في عهد الدولة الفاطمية والبعض يجلد الاخر بسعف النخيل كما يفعله الشيعة الان والحمد لله اندثرت هذه العادات
نعم استاذنا وتاكيدا لما ذهبت اليه أعتقد أن نهاية هذه العادات والطقوس كانت في فترة السبعينات حيث شهدنا جزء منها وقد ذهب بعص المؤرخين الى تفسير معنى كلمة ( هييوبا ) بمعني حي ووب ولا اعرف صحة ذلك ، تلك فترة مضت وفيها الكثير من الطقوس الفرعونية والشيعية وغيرها
ولكن لم نجد من يوثق لهذه العادات والطقوس من المهتمين في المنطقة النوبية.
مع الشكر والتقدير