المستشار يوسف عزّت .. “هل فرق كتير” إقالة أم استقالة؟

إبراهيم سليمان

لا شك أن السيد يوسف إبراهيم عزت ، مثّل واجهة مشرفة لقوات الدعم السريع ، حتى قبل اندلاع حرب 15 أبريل 2023م ويعتبر أبرز مستشاري الفريق محمد حمدان دقلو، زعيم الجاهزية ، وفيما يبدو الأقرب إليه بحكم الانتماء الجغرافي والطفولة المشتركة حسبما أفصح عنه السيد عزت مؤخرا. وليس هنالك جدال أنه قد أبلى بلاءً حسنا ، في التصدي للهجمات الشرسة من الآلة الإعلامية للدولة العميقة ، طيلة الفترة العصيبة التي تلت اندلاع الحرب الحالية.
لذا شكّل إعفائه المفاجئ من منصبه كمستشار للفريق حميدتي ، دهشة للمشهد السياسي السوداني والإقليمي ، وربما أحدثت ربكة لمؤيدي قوات الدعم السريع في حربها مع الجيش السوداني.
ما يفهم من وراء حيثيات الإعفاء ، أنه جاء بناءً على طلبه ، وهو ما أكده في خطابه التوضيحي الذي تلى صدوره خطاب إعفائه، الأمر الذي خفف من صدمة الخطوة ، رغم أنه أشار إلى انزعاجه من العمل تحت قيادة عبدالرحيم دقلو ، كقائد عسكري ، يعتمد قيادته على الأوامر.
ورغم أن السيد عزت ، أسّر لعض خواصه ، أن إعفائه ، جاء تمهيدً لتأسيس جناح مدني ــ سياسي لقوات الدعم السريع ، لكن يبدو كان من الأولى ، أن يأتي الإعفاء والتكليف متزامنين إن كان مرشحاً لمنصب يناسب تجربته ويتماهى مع ميوله المدني، لتفادي الإرباك ، وتجنب ردة الفعل السالبة حيث أن المستشار السابق يوسف عزت ذا ثقل رمزي وليس شخصية عادية، كفارس النور الذي لم يعرفه أحد، قبل تأسيس منبر جده التفاوضي.
الخطوة تبدو استقالة مسببة ، وليس إعفاء مباغت دون علمه ، وهنا “بفرق”، ويتوقع أن يكلف السيد عزت بمهام يليق بحنكته الإعلامية المتزنة، وتجربته السياسية الناضجة، وربما كُلف بتولي رئاسة الكيان السياسي المرتقب ، بدلاً عن عبدالرحيم دقلو.

[email protected]