الى الحكم نعود او الى التفتيت نقود

عثمان بابكر محجوب

الي عالم الجريمة ، بعد تحريات كثيفة أو بصدفة ما يكشف عن قاتل متسلسل زرع الرعب بين الناس بجرائمه الغامضة وبعد افتضاح أمره من الممكن ان يندم هذا الوحش البشري على ما فعلته يداه بحق ضحاياه الابرياء ونتيجة مقارنة بسيطة يبدو واضحا ان من حكم السودان بعد اغتصاب الاسلام السياسي للسلطة ما هو الا قاتل متسلسل . فما الفرق بين البشير واي قاتل متسلسل ؟ ما الفرق بين البرهان الذي يلتهم جيشه اجساد ضحاياه واي قاتل متسلل فعل ذلك ؟ صحيح ان النميري حلل الخمرة لنفسه وحرمها على غيره لكن جرائمه ليست سوى قطرة صغيرة في بحر جرائم البشير والبرهان اللذان يعتبران ان الحياة حلال لهما حرام على اي سوداني اخر. لقد قتل البشير الملايين في حرب الجنوب واليوم يقتل خليفته البرهان الالاف ويشرد الملايين. وما يميزهما عن القاتل المتسلل هو انهما يرتكبا جرائهما علنا ولا حاجة لاية تحريات لمعرفة ذلك ولا يندمان على ما ارتكباه من فظائع بل على العكس يتباهان بها كانجازات لم يسبقهم احد اليها .
ان هذا الصدأ وهذا العفن الذي تربع على رأس السلطة في السودان لعشرات السنين في طريقه الى جعل بلادنا ، بلاد اشباح خصوصا بعد فرار سكانها نتيجة الحرب المعلنة ضدهم من طرفان نبعهما واحد .
واذا ما بقي البرهان على تعنته عبر اطلاق خطابات بهلوانية فارغة تعويضا عن هزائمه في الميدان ، هو بذلك يعبد الطريق لانهيار الجيش وبالتالي يصبح حل الجيش وضمه الى الدعم السريع أكثر احتمالا وليس العكس .
وكي يعود البرهان الى رشده لا بد من ان تتوفر عنده القناعة بان عودة الاخونج الى الحكم من المستحيلات لان ثوار ديسمبر ورغم كل المحاولات لاجهاض ثورتهم حققوا نتيجة واحدة ثابتة وهي انهم رموا حكم الاسلام السياسي الى مزبلة التاريخ .لكن هل هناك خلاص للبرهان من التنويم المغنطيسي الذي يتعرض له في عيادة علي كرتي الاجرامية ؟ هل يدرك البرهان ان تمدد الدعم السريع وسيطرتهم على الولايات والمراكز العسكرية لن يخولهم اطلاقا حيازة حكم البلاد نتيجة سقوطهم الاخلاقي المريع ودليله ما مارسوه من جرائم فظيعة بحق سكان المناطق التي اجتاحتها جحافلهم القادمة من القرون الوسطى بل سيتفتت السودان الى بؤر يقتطعها امراء حرب من مختلف القبائل وستسود لغة الثأر على ما عداها من لغات التعايش بين مختلف مكونات الشعب السوداني . ومما لا شك فيه ان الاخونج يدركون ذلك تماما بحيث ان ربحوا عادوا الى الحكم وان خسروا ولى السودان ادراج الريا ح وهذا مطلبهم ايضا في حال فقدهم السلطة وهذا ما يفسر سبب رفضهم اي مبادرة سلام برفع شعار هزائمهم “بل بس”. لذلك لا نرى ان قابل الايام سيحمل لنا املا في نهاية قريبة لهذه المحنة حتى انه لو توافق الوفدان في جنيف على تمرير المساعدات الانسانية فهي لن تصل الى اصحابها لانها ان تخلصت من عصابات النهب ستقع حتما فريسة عصابات الاحتيال ولا شك في ان عصابات البرهان وعصابات حميدتي خبراء في هذين المضمارين معا . لذلك  سيكون لسان حال المشردين والنازحين : هذا حصرم رأيته في حلب .

[email protected]