مقالات وآراء

مطر الحصو .. والموت جوعاً

عادل محجوب بابكر

 

• رغم ما يلازمنا من ألم وطأة الحرب القذرة يجب أن لا تتلاشى الآمال في غد أفضل .
• ورغم أن بروق خريف هذا العام النازف ، قد أمطرت فعلا حصو ، بمساحات شاسعة من ارض الزراعة المطرية بولايات سنار ودارفور وكردفان والنيل الأزرق كما وعد دقلو حينها ، وهو نائبا لرئيس مجلس السيادة رغم انف الوثيقة الدستورية .
•وهذا يعنى أنه باستثناء ولايتا القضارف والنيل الأبيض ، التى توجد الحرب على مشارفهما ، كل مناطق الزراعة المطرية بالسودان أضحت مهددة بعدم الزراعة .
•وكان قد سبقها خروج أكبر مشروع للزراعة المروية فى أفريقيا مشروع الجزيرة عن دائرة الإنتاج حتى إن لم يكن كليا ..
•وكذلك مناطق الزراعة المروية بولاية الخرطوم خاصة المشاريع الزراعية التى كانت منتجة فعلا بشمال بحرى ومشروع سوبا غرب ومشاريع شرق النيل وغرب ام درمان والجموعية فهذه صار حالها وحال مزارعيها لعدم وجود الأمن والكهرباء والجازولين يمثل كارثة إنسانية واضحة .
• والمخزون الاستراتيجي. للمنظمات ، ومخزون الأفراد والمخزون العام , بكل الولايات المذكورة حسب الإفادات الموثقة تعرض للحرق والنهب بواسطة الدعم السريع ، وربما يكون جزء كبير منه عبر حدود الوطن إلى دول الجوار الإفريقى
• ومصانع المواد الغذائية بما فيها مطاحن الغلال الكبرى والتى كان ٩٠٪ منها بولاية الخرطوم تدمرت تماما وخرجت من دائرة الإنتاج ونهبت أو دمرت أصولها ومخزونها.
• وصارت الكارثة مزدوجة بالانهيار المتسارع لقيمة الحنيه السودانى والذى كان متوقعا ، مثل توقع المجاعة الراهن ورغم ذلك لم يتم تحريك ساكن ، فتدنى قيمة الجنيه فى ظل الاعتماد الكامل على الاستيراد تعنى انخفاض مقدرة المواطنيين المقيمين واللاجئين على الشراء لكميات السلع والخدمات بنفس معدل الانخفاض والذى هو فى طريقة ليتجاوز الستة أضعاف قيمته قبل الحرب هذا لمن له دخل ويقدر على الشراء رغم الغلاء ، وجل الناس ليس لهم حتى مصدر للدخل .
• هذا هو المشهد القاتم ، الذى يجب أن لا ندفن رؤوسنا منه فى الرمال ، بتخيل أن لا يرى عورتنا العالم.. !! ، أو تماهيا مع إدعاءات جوفاء ظلت تورد الوطن موارد الهلاك ، والعالم ومنظماته المعنية والتى يفترض أن لا تعرف اكثر منا بحال وطننا وأن لاتكون أكثر عطفا علينا من انفسنا ، ظلت تقاريرها الكثيرة ، تحذر من نذر مجاعة وشيكة بالسودان ، وتدعو لتداركها .
•رغم ذلك يحب أن لا نتوقف عن المراهنة على الخروج من هذا المأزق عبر الضغط لوقف الحرب وإحلال السلام وهو الحل المتفق عليه من القوى الوطنية السواداتية التى اجتمعت بمؤتمر القاهرة الأخير تحت شعار معا لوقف الحرب ، وهو الحل الأسرع للنجاة من القادم الأبشع .
• ولن يتم السلام المنشود  إلا عبر جهد مسنود يعبد الطريق لعودة الوعى للتمترسين حول شعارات هلامية ، وخيالات وهمية وأمنيات مخبولة تسوق حطب حريق الوطن من كل الأطراف للمزيد من التأجيج والضياع , وذلك دفعا من تعصب لإنتماء ، أو جهل بحقائق الأشياء ، أو من دافع نزوة عودة لحكم أو إستمرار مصلحة ذاتية متاحة ، أو متوقعة ، ولو فكت عنهم سكرة وغشاوة الدوافع لحظة ، لعرفوا أن كل هذه الأطماع الأنانية لن تتحقق إذا ساروا فى هذا الطريق الذى يؤدى إلى المزيد من الحريق , قبل سقوطهم مع الوطن فى هاوية سحيقة ، وحينها سيعلمون أنه كان يقف من خلف البل وركوبا فوقه جوقة الطامعين فى صيد الوطن ، وحينها لا ينفع الندم .
• فيجب أن لا تححب غوغائية هياج الحرب وجعجعة الأسلحة ، وبلوغ الوجع مداه ، عن بصائرنا وبصرنا رؤية طريق سيرنا نحو جب الهاوية.

• ويحب أن لا نمل من السعى الجاد لإيجاد مخرج من هذا الهياج العبثيّ عبر كل الطرق لننهي هذه الحرب اللعينة التي تمتد تداعياتها للقتل جوعا بعد أن شبعت من القتل بالسلاح إذا لم نكترث ، لما يلوح من إشارات .
تبا لهياج الحرب
والموت من قصف الرماة
فالجوع أقبل كالحا قال الرواة
يا وعينا المخبوء فى وهج الضياء
أنثر كنانتك المليئة بالحياة
أرحم انين الأرض من ثقل الرفاة
انزع مآقى الحزن من جوف البكاة .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لن تتوقف الحرب الا بأفلاس الاخوان المسلمين على الحديدة وصرف جميع مليارات البترول المسروقة ( فى سبيل الله ) على الذخائر من السوق السوداء والوقود والاسلحة والنقل الجوى والبرى باهظ الثمن والغذاء والدواء والاعلام الكاذب وشراء الساسة والصحفيين واللايفاتيه ولن نعلق على الخسائر البشرية فهم بلا قيمة عند اسيادهم ونذكر بفطائس الميل اربعين . فالحرب ليست نزهة وعنتريات فى الخطابة . وكلفة الحرب المالية مهولة وثقيلة ومخيفة وقد تبخرت المليارات من اموال التنظيم الحرام واحترقت والنار تصرخ هل من مزيد ؟؟؟ والنتيجة بعد 15 شهرا صفر كبير وسقوط وهزيمة ساحقة ماحقة للكهنة . فمن يؤازر الاخوان فى محنتهم وورطتهم؟؟؟

    1. الكيزان وصلوا لقناعة ان هذه الحرب هي اخر محاولاتهم للتسلط علي رقاب الناس ولكن الان اتضح لهم ان كل الذي جري كان ضدهم بداية بتخويف الناس بمصير سوريا والصومال وان الشعب ليس له اختيارات كثيرة اما نحكمكم او نقتلكم فماذا حدث اصبحت الكارثة للجميع وهم ضمن الضحايا واكاد اجزم بان الحركة الاسلامية في هذه الحرب قد صرفت اموالا لا حد لها في سبيل الانتصار العسكري الذي لم ولن ياتي طالما ان الوعي الشعبي وصل لقناعة ان الاسلاميين في السودان لن ياتي من وراءهم خير للبلاد وان خيرو بين الفناء وبين ان يحكمهم الاسلاميين مرة اخرة فسيكون خيارهم هو اللجوء الي بلاد اخري وضياع البلاد افضل لهم من عودة الكيزان
      الراي عندي ان الكيزان الان في حيرة ودوامة اكبر من دوامة الشعب فهم يريدون بعد تدمير البلاد ونهاية الحرب ان يكون هناك عفو من المساءلة وخروج اامن وان كان لدي راي فهو مصادرة كل مايملكونه من مشاريع وعقارات واموال وذهب وان يكون خروجهم بعد سحب الجنسية السودانية منهم وتركهم يسرحون في بلاد الله ليكون مصيرهم كمصير الشعب السوداني في فترة حكمهم واخيرا ان يوضع في الدستور الدائم للسودان ان الدين لله والوطن للجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..