الجنرال عطعوط … الحماية أعيت من يداويها

إسماعيل التاج

من ديزني لانـد بولاية فلوريدا إلى ديظني بورزودان، تتشابه الشخصيات الكرتونية.
من ذكريات مجلة ميكي من منا لا يتذكر واحدة من أشهر شخصيات والت ديزني الكرتونية دونالد دَك (Donald Duck) الشهيرة في ترجمتها العربية بـ (بطـوط). تلك الشخصية الحمقاء، سريعة الغضب، ذات الصوت البطي العجيب، والمثيرة للشفقة وتواضع قدراتها مما يؤثر سلباً على المواقف التي تمر بها. وتمتاز شخصية بطوط بسوء الحظ وأحلامها الزلوطية التي لا تتحقق.

صديق قادم حديثاً جداً من بورسودان وصف المدينة بأنها اشبه بالسيرك الكبير، يكثر بها المهرجون. ولكن اعتقد انها تشبه مدينة البط.

استمتعنا ونحن صغار بمجلة ميكي وشخصياتها الكرتونية مثل بطوط، والجدة بطة، والعم دهب، وزيزي، وبندق، وعصابة القناع الأسود، ومحظوظ، وعبقرينو، واللص دنجل، والمفتش سرور، والأطفال توتو ولولو وسوسو الخ القائمة. وشاهد بعضنا ميكي ماوس في ديزني لاند. لكن لم نكن نتوقع ابداً أن تظهر شخصية تماثل شخصية بطوط الشهيرة إلا عند ظهور الجنرال عطعوط بحماقة تصريحاته وسوء حظ أحلامه الكذوب في واقع الحرب العبثية وبلكنته التي تشبه لكنة البط: ازبوع/ازبوعين.

إذا كان الجنـرال اللمبي حالة عابرة في تاريخ قوات دفاع البلد (وقصة البتاعة جات طافية البتاع وضربت في البتاع والدفاع بالنظر – ورشقـتـني عيونو من أول نظرة)، فإن شخصية الجنرال عطـعـوط بـَـزَّت الجميع لجمعه بين الحماقة وتضارب المواقف والتصريحات الهوجاء المثيرة للشفقة على شاكلة اخلاء البيوت حيطة حيطتين، و (أظبوع/أظبوعين) ويـنـتهي الموضوع، وللآن (شهر، شهرين والتالت مَــرَّ) والواقع يكذب الجنرال عـطـعوط. وتحولت تصريحات الجنرال عـطـعوط الأزبوعية في حسم المعركة إلى مئوية عدييل كدا، كما جاء في تصريحاته الحمقاء في 15 يوليو 2024 بعدم التفاوض حتى لو استمرت الحرب مائة عام. الجنرال عطعوط عاوز الشعب ينتظر في الشتات والمهاجر مائة عام انتصاراً لحماقاته. وتظهر حماقة الجنرال عطعوط مرة أخرى في التصريحات الأخيرة في اليوم التالي مباشرة في 16 يوليو في إطار هجومه على الإمارات ودول الجوار الأفريقي بلغة تشبه البط تماماً: (كاكا وباكا وشنو وقنابل). حقـاً لغة الطير في الباقير، ولكنها لغة تناسب هذا الجنرال العطعوط.

الجنرال عـطـعـوط يعشق الأحلام، من إنتصارات وهمية إلى تصريحات ضاعت معها هيبة (الكاكي الممزوج بالعرق)، إلى ارسال الشتائم إلى دول الجوار والمحيط العربي. فخسر السياسة، ولم يكسب الحرب.

خسر السياسة وهو يعتقد أنَّ الحلول التفاوضية لإيقاف الحرب العبثية تعني (الدخول في مشاكل أمنية وسياسية)، بينما الحلول المتفاوض عليها هي في الأساس لترتيب الأوضاع الامنية المختلة والمتردية ولوضع اسس سياسية على قمتها حظر وابتعاد القوات العسكرية والأمنية عن ممارسة السياسة والاقتصاد. ولم يكسب الجنرال عطعوط الحرب وهو يعدد المدن التي سقطت مدينة/مدينة وحامية/حامية وفريق/فريق ولم يستطع الجنرال عطعوط الدفاع عنها. فلا أستطاع أنْ يكون سياسياً محترماً وهو يكيل السب والشتائم على المستوى الداخلي والإقليمي، ولا بـرع في أداء مهام هي من صميم وصفه الوظيفي. ولكنها الحماقة التي أعيت من يداويها. حماقة التناول والطرح. والحماقة صفة ضد العقـل والتعـقـل وضبط المصطلحات وإرسال الحديث على عواهنه دون تـثبت وتحقـق. وليس للحماقة دواء كما في قول المتـنـبي: لكل داءٍ دواء يُـستـطب به/ إلا الحماقة أعيت من يداويها. يا لها من حكمة خالدة. هل سمع بها الجنرال عـطـعـوط؟؟

ظلت حماقات الجنرال عطعوط سيدة الموقف منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل من العام الماضي وجعلت تصريحاته الحمقاء كلَّ مَنْ حوله من جنرالات مدينة البط ببورزودان اقرب إلى حكمة الجدة بطة. حماقات الجنرال عطعوط وتصريحاته الكارثية واضحة في توزيعه اتهامات جزافية ضد دول الجوار وضد القوى المدنية الواقفة ضد الحرب. إذاً نحن أمام شخصية كرتونية حقيقية يمكن اضافتها لشخصيات والت ديزني تحت إسم الجنرال عـطعوط، جنباً إلى جنب مع شخصية بطوط الحمقاء نسبة للتشابه البائن بينهما، هذا إذا وافق ورضي بطوط بذلك.

إضافة للجنرال عطعوط، تمتليء مدينة البط في بورزودان – من جهة الحكومةً والمناصرين – بشخصيات كرتونية ميكي-ماوسية، بعضها سلف وما زال يمانع الإبعاد أردلةً منه ساكت كـدا، وبعضها ما زال ممسكـاً بحلم المعراج إلى السماء ذات البروج على جوادٍ من ذهب، وبعضها يحلم بالعودة من ازطمبول مُـتـزيـيـاً (لبسة الطرحة الغيرت بالتوب)، وثالث تعسر عليه الوصول إعيسراً شديداً، ورابعـاً وخامساً وسادساً تـبــطـطـوا بطـطـاً بـطـطـا، ولم ينالوا. يا حليل دسيس مان. ولا اعتقد أنَّ صورة اللص الكرتوني الشرير(دنجل) وعصابته بعيدة عن الأذهان كأحد الشخصيات الكرتونية الديزنية التي شغلت حيزاً مسروقاً من مجلة ميكي، فهو ولسخرية الأقدار حاضر في مدينة البط ببورزودان ومثيله النجفة رايح جاي من بورزودان لي موزكو للقاء الزعيم الروسي بُوطِن بحثاً عن حماية وسلام بعيداً عن الزعودية ومنبرها وجدادها – ذلك الجداد والذي ويا للمفارقة هو إبن عم البط لزم. ما لكم كيف تبططون؟ ولأن بـط بورزودان يبيض ذهباً، يعيش دنجلنا ويلقطُ البيض الذهبي. يا للسخرية. حليل الحكمة الأزلية: دجاجي يلقط الحبَ ويجري وهو فرحان. آه من دهب بورزودان الذي يجعل من دنجل دونجوان. لكن نقول شنو في (البزيرة بت حمد) الجابت ضقل الجيش يكركب وصار جيشها مرتع خصب للدناجل (الدناجل هي جمع لص ظاهر للعيان ببورزودان). واضح أن حالة (البزيرة بت حمد) متلبسة الجميع في مدينة البط في بورزودان، حيث لا بصيرة ولا تـبصُـر. قال إيه؟ (لا جدة، ولا جدادة)، متنكراً بذلك لوشائج الدم التي تربط بين الجداد والبط. ليه كدا؟ ديل نحن أولاد عم. يا له من دنحل دجال بـ ياقة بيضاء. يا لها من شخصية تلتقي مع حماقات الجنرال عطعوط في هوج تصريحاتهما حيث يتنافس الأحمقان. ولا حل سلمي يحملان. صارا كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.

المهم، مدينة البط في بورزودان، هي مدينة الفوضى والتخبط واللصوصية والـ hopelessness والـ helplessness والـ haplessness والذهب المهرب بطائرات واضحة وما فاضحة إلى دبي – المحصنة عطعوطياً ضد الشتائم والتخوين وكأنها تقع جغرافياً خارج دولة الإمارات التي يكيل لها الجنرال عطعوط السباب والشتائم. اوليس كذلك أيها الجنرال عطعوط المنتفخ حماقةً وتـهويشاً؟

غايتو، حماقات الجنرال عطعوط غير المحسوبة النتائج والعواقب ستؤدي حتماً وقريبـاً بالجنرال عطعوط وبمدينة البط إلى (مظبلة) (الطاريخ).

المهم، نحن وراك وراك، أيها الجنرال عطعوط، الأحمق الدعي.
يا من حولتم الوطن إلى ملهاة كرتونية.

//يتبع//
البقية في العدد القادم بعد (أظبوع) (أظبوعين)، و قد لا تأتي.