مقالات وآراء

قائد الجيش السوداني – هل يجنح للسلم؟

إسماعيل عبد الله

 

كرأس للجيش ، أخيراً علم البرهان الخطر الحقيقي الداهم الذي يتهدد فناء المؤسسة العسكرية ، وأدرك الغرق الأكيد لسفينة الفلول المشعلين للحرب حفاظاً على ملكهم الزائل ، فما كان له من خيار سوى انتزاع الهاتف والاتصال برمز من رموز البلاد العربية ذات التأثير الدولي الكبير معتذراً عن الحماقة التي أرتكبها مساعده – المناصر الأكبر للإخوان المسلمين في هذا التوقيت الحرج الذي يتفاوض فيه وفدا الجيش والدعم السريع بجنيفا ، بغرض فتح الممرات الإنسانية وتسهيل انسياب الإغاثة ووصولها للمتضررين ، البرهان يعي قبل غيره عاقبة المستنقع الآسن الذي أوقع فيه قيادة الجيش ، بخضوعه لأوامر إصبع الجماعة المتطرفة وقيادته لحرب لم يجن منها السودانيون سوى الموت ، وخراب البيوت والنزوح الداخلي واللجوء إلى دول الجوار ، والمثل السوداني يقول بأن البلد يخربها ولدها ، ولكن ما تزال الحكمة تؤكد لنا أن هنالك فرصة لأن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، بعد مرور هذه الشهور الطوال من الحرب التي أشعلها شيطان الجماعة الاخوانية ، لقد حاصرت هذه الحرب قائد الجيش تحت قبو القيادة العامة أربعة أشهر ، ثم تم إخراجه بعد أن قضى هذه المدة الطويلة تحت الأنفاق هرباً من قذائف قوات الدعم السريع ، وكان الغرض من إخراجه هو الذهاب لمنبر جدة لوضع حد للمأساة التي أحدثها الأصوليون ، كما أخبر بذلك قائد قوات الدعم السريع في مؤتمره الصحفي ، المشترك بينه وبين الدكتور عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ، بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا قبل أشهر ، لقد أضاع الجنرال النازح إلى بورتسودان عاماً كاملاً من عمر السودان في المراوغة واستمراء استمرار نزيف الدم ، ومن المؤكد أنه قد اقتنع قناعة تامة ليس بعدها شك ، بأن هزيمة قوات الدعم السريع أصبحت غير ممكنة ، إن لم تكن مستحيلة ، وأن هرطقات مساعده الموالي للحزب الاخواني الحالم بالعودة لمنصات السلطة ، ما عادت تطعم دعاة مشروع النصر الزائف على القوة السريعة والجاهزة.

السلام يحققه المكتوون بنار الحرب من الدافعين لثمنها فلذة كبد أو صلة رحم، ولأول مرة في تاريخ الحروب السودانية تلحق فيها المأساة بيوت القادة العظام بالجيش ، لذلك سيهب من وطأ الجمر للخلاص من ويلاتها ، ويعتبر الجنرال البرهان من أوائل المكتوين بنارها ، ومعه المناصرين له من قادة الحركات المسلحة، لقد فقدوا فيها العزيز والأعز ، وهذا التساوي في استطعام المأساة لا محال سيدفع جميع أطراف الحرب للخضوع لأي منبر يعمل على اطلاق حمامة السلام ، والسلام لا يحققه المفسدون الكبار الذين نهبوا موارد الدولة وأخذوا من يهمه أمرهم وغادروا إلى العواصم العالمية والمراكز التجارية الباذخة ، فسكنوا القصور الفخمة ثم أداروا الحرب عن طريق تقنية التحكم من بعد ، ولا يحقق السلام النائمون على أرائك الفنادق الخارجية ، المغردون عبر صفحاتهم الالكترونية أن لا حل غير القتل ، إنهم لن يحققوا حلمهم وطموحهم المنحرف ، لأن القرار أخيراً سيكون بيد الواطئين الجمر ، وهنالك الكثيرون من الداعمين للحرب في مبتدئها من المتعاطفين مع فلول النظام القديم ، قد أيقنوا أن استمرار الحرب أسوأ من زوال ملك أسيادهم العضود ، لذلك رأينا كيف تحولت مواقف هؤلاء المحبطين بعد مرور عام ونيف لتجيء مستجيبة لنداء السلام ، بلا مكابرة ولا تماهي مع حلم يقظة مستحيل بتحقيق نصر متخيل على القوة الداعمة السريعة ، والسودانيون بفطرتهم ليسوا من ذوي النفس الطويل في تحمل مآسي الحرب ، لذلك رأيناهم قد أفرغوا البلاد في غضون شهرين من اندلاع الحرب ، ولجأوا شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ، ولم يبقى منهم داعم لطرفي الحرب سوى بضعة مستنفرات ومستنفرين مغشوشين ، زجت بهم آلة الإعلام الكذوب والمضلل لفلول النظام البائد في حرب ليسوا طرفاً فيها ، فتذوقوا طعم الموت الزؤام – قرية ود النورة مثالاً ، لقد حصدت هذه الحرب أرواح الضعفاء والمساكين في بقاع السودان كلها ، فأذعن قائد الجيش المهزوم لأمر الجنوح للسلم.

السودانيون وبعد أن تضع الحرب أوزارها سيحرصون على عدم ارتكاب نفس الأخطاء التي أدت لاندلاعها ، وأول هذه الأخطاء هي الانجرار وراء أجندة الساسة المنحرفين من رموز التنظيمات المتطرفة المتدثرة برداء الدين ، فالسودان ليس استثناءً من الشعوب المحيطة به ، لقد دخلت تجربة الحرب الشاملة كل من إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وارتريا ، وكانت المصالحات الوطنية هي الترياق المضاد لنزيف الدم الفوضوي الذي اكتسح تلك البلدان ، فهذه المأساة قد وضعت النخب السياسية والمؤسسة العسكرية بشقيها ، وقادة الحركات المسلحة وطلائع التنوير وجهابذة الفكر والمفكرين ، في محك لا يحسدون عليه ، ولم تدع لكل حالم بجدواها الفرصة لأن يستمر في حلمه ، بل أصبحت كابوس مزعج لمضجع الجميع ، وهمّاً وغمّاً للذين خاضوا غمارها قبل عشرين عاما وللداخلين في أتونها قبل عام ، وحينما يتوحد الوجدان حول ضرورة إيقاف الحرب ومنع تمدد ألسنة لهيبها المتوهج المحمر ، يكون النضج العام للعقل الجمعي قد أتم مسيرته الطويلة وترسخت قناعات المسالمين والمساندين للحرب ، وأكدت على أن لا مخرج سوى الجلوس حول طاولة التفاوض ، فقائد الجيش قد أتى متأخراً واستجاب للأصوات الكثيرة الناصحة، وهذا الإتيان المتأخر خير من أن يجد نفسه يوماً محاصراً في مدينة بورتسودان.

 

[email protected]

‫11 تعليقات

  1. اقتباس:
    ﴿ والمثل السوداني يقول بأن البلد يخربها ولدها ﴾

    ..لا يوجد أي مثل في بلاد النيلين بهذا النص،ربما يكون مثل دارفوري او عطاوي جنجويدي..

    … الكلمة الأخيرة بعد حرب طي الخرطوم في ،5 دقائق ستكون لشعب بلاد النيلين ،وليس للكيزان الملاعين المجرمين اوقادة الجيش المؤدلج ،المهلهل المهزوم،..
    لن يسمح ابناء بلاد النيلين بالوجود الاجنبي بين ظهرانيهم كما كان مسبقا،سيتم اعادة الدارفوريين والاثيوبيين والجنوبيين الي اوطانهم.بالتي هي احسن …

    …تقسيم السودان قادم لا محال ولا مفر منه،

    …تأسيس الاوطان وبناء الدول لا يتم بسفك الدماء والنهب والاغتصاب ،واشعار الحكامات التي تمجد اللصوص ،القتله ورقص ام قرون التي تزينت بالذهب المسروق من بلاد النيلين..

    ستذهب دارفور الي حالها كما كانت دولة مستقلة قبل ضمها قسرا الي بلاد النيلين، ومعها سيختفي قميص سيدنا عثمان او شماعة الجلابه العنصريبن ودولة 56 والشريط النيلي..

    …وستكون رسالتنا للدارفوريين ،ابقوا رجال واحكموا بلدكم وتاني الشريط النيلي دا الا تشوفوه في التلفزيونات المسروقة من بلاد النيلين.
    ..عليكم يسهل وعلينا يمهل.

    .. الانفصال سمح…

    1. سيف الغزل يبدو عليك الجهل المطبق بتاريخ السودان ويؤسفني ان يكون مثلك من يوجهون الرأي العام بالهوي والتضليل.

  2. سلم في عينك يا جنجا
    سلم مين يا عمك دا جغم وتنظيف وتطهير وغسيل ارض السودان بالديتول 7 مرات احداهن بالتراب

  3. الفلول من شدت ماعاملين ليكم مغص وكاوين قلوبكم ومكرفسين مشاعركم مخلينكم واقفين فى حتة واحدة غالبكم تتحركوا منها.
    لو كان اتجاوزتو نقطتهم كان يمكن عملتو حاجه، البتقولو عليهم فلول دايما سابقنكم بمسافات طويلة، انتو وسوستو للوسواس الخناس حميدتي انو الجيش فى اضعف حالتو وانو دول كتيرة وعدتكم بفرتيق الجيش فى الاخر خاب ظنكم والجيش طلع قوى وحميدتي مات ونفس الفلول اقنعوكم انو الدوبلير هو حميدتي زاتو وللاسف الشديد انتو صدقتو واقتنعتو وقعدتو منتظرين معجزاتو.
    وحميدتي الكان دايرين تريسو وتكيسو طلع فلولي ذكي كان متفق مع حسبو يرجع الكيزان للحكم مقابل يحكم هو والكيزان يكونو ليهو حاضنه سياسية والجيش فهم الحكاية واحبط محاولتو وبدل تقيفو مع الجيش ضدالكيزان فى المليشيا وقفتو مع الكيزان ضد الجيش والكيزان فى المليشيا اقنعوكم انو الجيش جيش الكيزان وانتو غلبكم تفرزو الكوز من الماكوز وبقيتو زيي الحمير لافين ساي وتوزعو اتهام الكوزنة على كل قومي يقول ليكم فى ريشة فى رسينكم.
    المهم يا ساده الحكاية دي محتاجة لمؤتمر قومي للاتفاق حول تعريف منطقي للكوز هل هو الجياشي الذى يقاتل الكيزان المتخفين خلف ستار مليشيا الدعم السريع ام هو زرقاء اليمامة الذى يقول ليكم اني ارى شجر يتحرك وانتو تعيطو فى وشو اسكت ياكوز!!

  4. سلام شنو مافي سلام في استسلام او بل بس و كل العصابة تلحق علي بعقوب و البيشي و الملعون حميدتي

  5. هههههههههه
    المبلول لا يبل
    منذ بدء الحرب لم يسترد جيش سناء حمد فرقة واحدة من الفرق المحتلة من الجنجويد ويجيك بلبوسي راسو سريع يقول ليك بل بس.
    المبلول لا يبل

  6. بل بس وانفصال بس . غورو من وشنا ياغربان الشؤم يااولاد الضيف مجهولي النسب, ماشفنا منكم غير الحقد والغدر والعنصريه . والمثل الكتبتو انو البلد بخربها ولدها ده مثل حقكم انتو براكم ونحن مابنعرف امثال جنجويديه زي دي لانكم اصلا حرامية وقطاع طرق وبتفتخرو بالنهب وبتعتبرو السرقه فروسيه والحكامات بغنو ليكم لما تسرقو وتقتلو وتنهبو . انتم لاتشبهون اخلاقنا ونحن كرهناكم وكرهنا اليوم اللمانا معاكم . طيرو بلدكم وامشو اتحاربو مع الزرقه والحركات المسلحه براحتكم هناك في دارفوركم ديك بعيد عننا. مع السلامه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..