تحليل سياسي لمحادثة رئيس الإمارات مع قائد الجيش السوداني وتأثير الوساطة الإثيوبية

زهير عثمان حمد
في ظل الصراع المستمر في السودان ، برزت محاولات عديدة لتهدئة الوضع وتحييد الدول الإقليمية من الانخراط في هذا النزاع. من بين هذه المحاولات ، تأتي المحادثة بين رئيس الإمارات ، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وقائد الجيش السوداني ، الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، والتي يُعتقد أن الرئيس الإثيوبي سهل ورق زودي ، لعب دورًا في تسهيلها بهدف تقليل التوتر الإقليمي ومنع دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو ، المعروف بـ”حميدتي”.
السياق العام
تجري الأحداث في إطار صراع داخلي معقد في السودان ، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، حيث تسعى كل من القوى الإقليمية والدولية إلى دعم مصالحها في المنطقة. الإمارات العربية المتحدة لديها مصالح استراتيجية في السودان ، بما في ذلك الاستثمار في الزراعة والموانئ ، وهي تعتبر دعمها لأحد الأطراف في النزاع أمرًا حساسًا قد يؤثر على توازن القوى في المنطقة.
الوساطة الإثيوبية
تشير التقارير إلى أن الرئيس الإثيوبي قد قام بدعوة قائد الجيش السوداني لإجراء محادثات مع رئيس الإمارات بهدف :
تحييد الإمارات : إثيوبيا تسعى لتقليل تأثير الدول الخارجية في النزاع السوداني ، لضمان أن الحلول تأتي من الداخل السوداني بدلاً من التأثيرات الخارجية.
تقليل الدعم لحميدتي : محاولة الرئيس الإثيوبي تهدف إلى تقليل الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي ، مما قد يؤدي إلى توازن أكبر بين الأطراف المتصارعة ويخفف من حدة الصراع .
التحديات الإثيوبية الداخلية
إثيوبيا تواجه تحديات داخلية كبيرة ، حيث أن انشغال جزء هام من قوات المعارضة الإثيوبية ضد حكومة أبي أحمد بالصراع في الشمال يشكل هاجسًا للقيادة الإثيوبية. هذه التحديات الداخلية تؤثر على قدرة إثيوبيا على التركيز على قضايا إقليمية مهمة مثل مياه النيل والحدود مع السودان. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إثيوبيا إلى الوصول إلى اتفاقيات تعاونية مع السودان ، منها تأجير أراضٍ سودانية للزراعة مقابل توفير الكهرباء.
الأهداف الإماراتية
من جانب الإمارات ، فإنها تسعى إلى :
الحفاظ على الاستقرار الإقليمي : يعتبر الاستقرار في السودان مهمًا للإمارات نظرًا لموقعه الاستراتيجي وتأثيره على المنطقة.
حماية استثماراتها : الإمارات لديها استثمارات كبيرة في السودان ، والاستقرار الداخلي ضروري لحماية هذه الاستثمارات وضمان استمرارها.
تأثير المحادثات
إذا نجحت المحادثات في تحقيق أهدافها ، يمكن أن تؤدي إلى :
تقليل التدخلات الخارجية: بإقناع الإمارات بتبني موقف محايد أو تقليل دعمها لأحد الأطراف ، يمكن أن يقلل من التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراع.
تعزيز الحلول الدبلوماسية: نجاح هذه الوساطة قد يفتح المجال لحلول دبلوماسية أخرى من قبل أطراف إقليمية ودولية تسعى لتهدئة الوضع.
إضعاف قوات الدعم السريع : تقليل الدعم الخارجي لحميدتي يمكن أن يؤدي إلى إضعاف قواته ، مما قد يجبره على قبول الحلول التفاوضية بدلاً من الاستمرار في الصراع المسلح.
الجهود الدبلوماسية التي تقودها إثيوبيا بتنسيق محادثات بين الإمارات والسودان تعكس محاولات حثيثة لتحقيق استقرار إقليمي وتقليل تأثير النزاعات الداخلية على الدول المجاورة. نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى التزام الأطراف بالحلول السلمية واستعدادهم للتفاوض والتعاون من أجل مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.
مقال دقيق ومتوازن ووطنى، شكرا جزيلا استاذ زهير فليكتب على نهجك العقلاني الآخرون من اجل الوطن وليس من أجل مصالحهم الشخصية
استاذ زهير تحيه طيبه ذكرت فى تحليلك ما يلى
“إضعاف قوات الدعم السريع : تقليل الدعم الخارجي لحميدتي يمكن أن يؤدي إلى إضعاف قواته ، مما قد يجبره على قبول الحلول التفاوضية بدلاً من الاستمرار في الصراع المسلح”
والسؤال هو هل رفض حميدتى فى أى مرحله من مراحل الحرب أن يجلس للتفاوض وإيجاد حلول لوقف هذه الحرب؟؟؟ الأجابه معلومه بالضروره للجميع وهى انه لم يرفض حميدتى اى دعوه للتفاوض ، لا بل بالعكس حميدتى كان هو السباق إلى دعوات الحوار من اجل وقف الحرب منذ مفاوضات جده والى مفاوضات جنيف تحت إشراف الامم المتحده، اما الطرف الأخر هو ألذى أبدى تعنت وصلف فى مواقفه تجاه اى مفاوضات بل اعلن رفضه صراحه للحوار فى اكثر من مناسبه وأخرها كان تصريح الأراجوز المهرج ياسر ألذى أكد على عدم التفاوض ولو استمرّت الحرب مئة عام. اما ما ذهبت اليه من ان الدافع الأساسي لهذه المكالمه هو محاوله اقناع الامارات بوقف الدعم العسكرى لحميدتى فهو يجافى منهجية الكيزان وجناحهم العسكرى فى التفكير حيث رفضهم التام للمفاوضات ومحاولاتهم الظهور بمظهر القوى المنتصر ألذى يمكن ان يفرض اجندته، هذا من جانب ومن جانب آخر فلنفترض جدلا ان ذلك كان هو الدافع اما كان من باب أولى ان تكون هذه المكالمه موجهه إلى قائد الدعم السريع بدلاً من الإمارات والتى حتماً لن تعترف بدعم حميدتى وبالتالى لن يكون هناك ما يمكن مناقشته؟
اياً كان دافع هذه المكالمه فنتائجها ستكون وبال على البرهان، ألذى خرج عن النهج المرسوم له من قبل على كرتى ،،، اما بالعزل او بالاغتيال وستكون بداية النهايه لهذا السرطان وحينها ستتحقق نبؤة الشهيد المفكر محمود محمد طه.
بأمانة أخ وليد تفوقت على الاستاذ زهير عثمان فى التحليل المنطقى والموضوعى.