مقالات وآراء سياسية

لا للحرب كقيمة ديسمبرية مجيدة !!

حيدر الشيخ هلال

ليس مستغربا حملة الاعتقالات الشعواء التي يواجهها ثوار ونشطاء ديسمبر .. فما قامت هذه الحرب الا لتحارب ثورة ديسمبر المجيدة، فاطرافها هم نفسهم من قامت الثورة لاستئضالهم من جسد هذا الوطن المكلوم ، الكيزان .. الجنجويد قادة الجيش المؤدلجين!! .
ان في اطلاق فكرة اعتقال المتعاونين من المدنيين مع الجنجويد هدف اساسي هو اعتقال كل من له صلة من الثوار والنشطاء بثورة ديسمبر . وهي حملة معروف من اطلقها ، ويتم تنفيذها عبر مؤسسات الجيش التي يفترض انها مسؤولة عن حماية هؤلاء المدنيين وليس ترويعهم! .

الفزع الذي سببته ثورة ديسمبر لهؤلاء المجرمين مرده انها وحدت السودانيين على كلمة سواء فهبوا لاقتلاع الشر من جذوره. والنجاح الباهر الذي حققته في هذا الصدد كان ملمح لسودان جديد تذوب فيه كل الضغائن المتوارثة منذ فجر الدولة السودانية! .

لم تكن ثورة ديسمبر سوى تأسيس لوطن يسمى السودان حلمنا به جميعا وفشلنا كأجيال في تحقيقه بسياسينا ومفكرينا ومؤسساتنا المختلفة. فجاء هؤلاء الثوار الشباب بعنفوانهم وصدق نواياهم التي لم تلوثها شبهة مصلحة ولم تخنع لولاء حزبي أو حتى أبوي فرأينا كيف ان ابناء الكيزان انفسهم قد شاركو فيها وهذا دليل على مبدأ الخلاص الذي حققته هذه الثورة المجيدة ، خلاص من التبعية ، خلاص من الموروث الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي كرست له كبرى الاحزاب السياسية عندما اولت الولاء للحزب على الاساس الابوي جل اهتمامها فأنشأت اجيال من السياسيين والمثقفين خانعين لفكرة الحزب (الابوي). الخلاص والانعتاق الذي تعلمناه من هؤلاء الشباب قيم انسانية ومثل سامية عملت على رتق ذواتنا الخائرة واعتقت خوفنا من قول كلمة لا..!! فلا قيمة ديسمبرية يجب ان نحتفي بها أيما احتفاء .. انهاء .. لا للخونة والعملاء .. لا لتمزيقنا وتمزيق وطننا. لا لهذه الحرب التي تحاول نشر الخوف والهلع بيننا .. لا لهذه الحرب التي تريد ان تفت عضدنا وتمزق وحدتنا!! .

درجت بعض الصفحات المشبوهة والداعمة للحرب في الآونة الاخيرة وبشكل ملفت الى نشر بوستات وصور مسيئة لثورة وثوار ديسمبر والاستهزاء بهم ، تزامنا مع حملة اعتقالات استهدفت عدد من رموز الثورة المدنيين!! . والملاحظ لهذه البوستات المشبوهة تصويرها ثورة ديسمبر ككارثة ألمت بالشعب السوداني وتسببت في اندلاع الحرب!! وكل ذلك هدفه هو كسر ايقونة الثورة كمخلص للشعب من الظلم والاستبداد وغرس كراهيتها وكل ما ومن يمت لها بصلة داخل قلوب الناس!! فمفاهيم مثل الوحدة ونبذ العنصرية وتقبل الاخر ونشر ثقافة السلام والتآخي كلها قيم خير استمدتها ثورة ديمسبر من الخير الموجود في نفوس السودانيين وخصوصا هؤلاء الشباب الذين قادوها!! .

لهذا كسر هذه القيم فينا من جديد هو وقود لاستمرار هذه الحرب فالتكريس الجهوي لفكرة الحرب مستهدف به ضرب المجتمعات بعضها ببعض!! وبالتالي نشر ثقافة الاقصاء ومحاكمة الكل بخطأ الفرد والتوجس والشك في الاخر وتصنيفه كعدو لمجرد عدم انتمائه لمكونك ونشر الحقد والكراهية والبغضاء!! .

لهذا! لزم علينا التمسك بمبادئ ديسمبر للخروج من مأزق الكراهية كثقافة يحاول مشعلو الحرب فرضها علينا لعرقلة أي مساعي للسلام حتى اذا ما اقتنع طرفيها به ضمنو استمرارها على أيدينا نحن!! .
كما علينا ان لا نسمح المساس بأيقوناتها الثورية من شباب تجلد في يوم ما ووقف بصدر عار امام اعتى آلات القتل لم يرفع سوى السلمية شعار له ، فنكل به وقتل من اجل ان نعيش وتعيش قيمنا الجميلة!! .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. اولا مايسمى بثوره ديسمبر صناعه مخابرات اجنبيه. ثانيا من أخطاء البشير رضى الله عنه وأرضاه لم يعدم العملاء مثل سلك والاصم وطه الحسين ومنقه . نحن الايه فى ولايه البحر الأحمر نرصد كل تحركات العملاء بلجان شعبيه وهى مصدر للاجهزه الامنيه وكل من يثبت تورطه عمالته لن يرى الشمس مره اخرى. ونحن الذين اسقطناحكومه السكران حمدوك. اتحداك ان تأتى الى بورتسودان وتقول لا للحرب سوف ينتقم منك المواطنين وليس الدوله والتجربه خير برهان

  2. هيكل اوهاج هيكل عظمي. …..لا فائدة منك سوي ان يضعوك علي طاولة ليتدرب عليك طلاب كلية طب البحر الأحمر يا هيكل يا عظمي…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..