يريد ضمان مصالحه.. خبراء يحللون موقف مناوي من مفاوضات جنيف

تقرير: رشا حسن

بعد أن قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعوة لطرفي الصراع في السودان لمحادثات في سويسرا لوقف الحرب في البلاد، اعترض قائد حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، على عدم تلقيه دعوة للمشاركة، مشروطاً نجاح محادثات جنيف المقبلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بإشراكه والقوى المشتركة للحركات المسلحة في المفاوضات.

وقد لفت هذا الاعتراض الأنظار، خاصة وأنه قد قُدمت دعوات من قبل لطرفي الصراع ولم يعرب مناوي عن أي اعتراض أو يطالب بإشراكه، مما يثير العديد من التساؤلات حول الخطوة التي قام بها مني أركو مناوي في هذا التوقيت بالذات.

مكاسب سياسية

في هذا الجانب يقول المتحدث باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، د. بكري الجاك، إن طلب مناوي بأن يكون طرفاً في مفاوضات جنيف هو محاولة للحصول على مكاسب سياسية مقابل مشاركتهم مع الجيش في القتال.

وأشار الجاك في تصريح لـ”الراكوبة” إلى أن انخراط مناوي في الدفاع عن مؤسسات الدولة هو محاولة لإضفاء شيء من المشروعية الأخلاقية على حركة أصبحت جزءاً من السلطة بواسطة اتفاق سلام وقع مع حكومة الثورة. وأضاف أن الخطير في هذا التوجه هو أن هذه الخطوة ستفتح الباب لمشاركة كل من قاتل في صف القوات المسلحة.

وأوضح أن الطبيعي هو أن يتم تمثيلهم مع القوات المسلحة طالما أنهم يقاتلون تحت رايتها، وهذا ضمنياً يعني المنافسة مع الجيش وبقية حلفائه للحصول على مكاسب سياسية نتيجة لمشاركتهم في القتال. واعتبره أمراً يخلق تعقيدات جديدة حول السيطرة والقيادة في معسكر الجيش ويمكن أن يصعب من مهمة وقف إطلاق النار والوصول إلى سلام، بالإضافة إلى تحويل العمل السياسي إلى مجرد جهد عسكري وليس بناء منظومة سياسية جماهيرية وقواعد.

مطالب بالدمج

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، مصعب محمد، فيقول إنه منذ أن شاركت القوات المشتركة إلى جانب الجيش في الحرب الدائرة بينه وبين قوات الدعم السريع، أصبح لها دور كبير في العمليات العسكرية بجانب الجيش، وهي مكونة من حركات موقعة على اتفاق سلام جوبا.

واستبعد محمد في تصريح لـ”الراكوبة” أن مناوي بهذا الطلب يعني أنه غير معترف بالجيش، بل يريد أن يكون جزءاً من الاتفاق القادم لضمان مصالحه وجعل عملية الدمج في الجيش مرتبطة بالمفاوضات القادمة. لأن بناءً عليها يمكن أن تكون هناك ترتيبات أمنية، لافتاً إلى أن انحيازه للجيش لا يعني أنه مندمج معه لأن الدمج لم يتم بعد. بل طلبه الدخول في المفاوضات لأنه يخوض معارك أيضاً في الفاشر ضد الدعم السريع.

وتابع محمد: “أعتقد أن طلبه بالانضمام للمفاوضات طبيعي وحتمي في ظل الأوضاع الحالية التي يشهدها إقليم دارفور”.

تمثيل ومشاركة

وذهب المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الأسبق، الصحفي فايز السليك، إلى أن المفاوضات ستكون بين الطرفين المتقاتلين، ومناوي يقاتل إلى جانب الجيش، لذلك فالجيش يمثله، وإلا ستطالب كتيبة البراء بالمشاركة وقوات طمبور وعقار وجبريل أيضاً بالمشاركة في التفاوض.

وقال السليك في تصريح لـ”الراكوبة” إنه ليس هناك سبب لمشاركة أي قوى مسلحة أخرى في المفاوضات المقبلة، ويمكن لمناوي طرح رؤاه لوقف الحرب على مفاوضي الجيش باعتبارهم طرفاً واحداً. لافتاً إلى أن المفاوضات بين الجيش والدعم السريع، وكلاهما لا يمثلان الدولة.