مقالات وآراء سياسية

وقف الحرب في السُودان كرت إنتخابي أمريكي

نضال عبدالوهاب
كنت من حوالي شهرين قد كتبت رسالة وجهتها للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والإدارة الأمريكية من الديمُقراطيين طالباً وحاثاً إياهم بالعمل علي وقف الحرب في السُودان ومحاولة تذكيرهم أن فشل الإدارة الأمريكية الحالية في إيقاف الحرب والمآساة والكارثة الإنسانية بسببها ومع إستمرار تزويد الإمارات بالسلاح الأمريكي المُستخدم في الحرب لصالح مليشيا الدعم السريع ، بأن هذا الفشل في وقف الحرب وإستمرارها سيكون له تأثيره عن إحجام الناخبين من الأصول السُودانية والمُتعاطفين معهم من الأصول الأفريقية والعربية وحتي مُحبي السلام من التصويت لصالح جو بايدين “قبل إنسحابه الرسمي الحالي” والديمُقراطيين في الإنتخابات الرئياسية القادمة في نوفمبر من هذا العام ٢٠٢٤م ، وعلي العكس إن نجحت إدارة بايدن في الضغط علي طرفي الحرب ومن يدعمهم وأخذت قرار وقف الحرب بجدية فإن ذلك سيُسهم في رفع أسهم مُرشح الحزب الديمُقراطي وحزبه في تلك الإنتخابات الهامة وحشد مزيد من التأييد.
ومعلوم الموقف الصعب الحالي للحزب الديمُقراطي ، في مُقابل إرتفاع نسبة فوز دونالد ترامب المُنافس من الحزب الجمهوري وفق قياسات الرأي العام ، خاصة بعد المُناظرة التي جرت بينهما في السابع والعشرون من يونيو المُنقضي بولاية جورجيا ، وأظهرت جو بايدن أقلّ حيوية ومقدرة في مُقارعة ترامب ، مما دفع العديدين داخل الحزب الديمُقراطي ومن أنصاره للمُطالبة بإنسحابه وترشيح آخر يُمثل الحزب ، وهذا ما حدث فعلاً بترشيح كاملا هاريس نائبة الرئيس الحالية كمُرشح الحزب الديمُقراطي الأمريكي للرئياسة في نوفمبر القادم ، وهذا ما أعاد بعض التوازن والأمل للديمُقراطيين في كسب هذه الإنتخابات والفوز بها ، وخاصة أيضاً بعد أن كاد اليأس يتسرب إليهم جراء الدعم الذي وجده دونالد ترامب بعد محاولة إغتياله الفاشلة أثناء قيامه بمخاطبة لأنصاره في بنسلفانيا هذا الشهر ، و كان لنجاته والطريقة التي تم تأمينه بها أثر كبير في إرتفاع شعبيته وإظهاره بمظهر الرجل القوي في مُقابل جو بايدن قبل إنسحابه الرسمي من الترشُح.
ضاعفت الإدارة الأمريكية جهودها لأجل التوصل لوقف لأطلاق النار والحرب في السُودان والسماح لعمليات الإغاثة بالعمل والعون الإنساني لإنقاذ الملايين من مُتضرري الحرب ، وفي هذا الإتجاه وعلي مستوي وزارة الخارجية الأمريكية و وزيرها أنتوني بلينكن قامت بتقديم دعوات رسمية لطرفي الحرب في الجيش ومليشيا الدعم السريع بالجلوس المُباشر في جلسة مفاوضات بسويسرا في الرابع عشر من أغسطس القادم ، في حضور وزيري الخارجية الأمريكي والسعودي أضافة لمُمثلين آخرين من دول مؤثرة  والمؤسسات الدولية والإقليمية في المُجتمع الدولي ، وهذا الإهتمام الأمريكي يُعتبر إستشعاراً لأهمية التوقيت بالنسبة للإدارة الأمريكية والحزب الديمُقراطي ومرشحتهم كاملا هاريس في السباق الإنتخابي القادم علي الأبواب.
وفي الإتجاه الآخر ومن خلال المُخاطبة التي أجراها بالأمس دونالد ترامب لأنصاره بولاية منيسوتا أعلن أنه في حال فوزه سيعمل علي أن يسود السلام العالم ، وهذا يعني توقف الحروب به ، وعلي رأسها تأتي الحرب الإسرائيلية الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية إضافة لحرب السُودان ، وهذا الإعلان من ترامب لاشك سيُحفز الديمُقراطيين والإدارة الحالية بذل أقصي الجهود للنجاح علي الأقل في وقف حرب السُودان وإيجاد حل لوقف إطلاق النار في الحرب الأسرائلية الفلسطينية ، وهذا بالضرورة يتطلب إقناع قيادة الجيش والحكومة التي تمثلهم بالقبول بمفاوضات ١٤ أغسطس بين الجيش ومليشيا الدعم السريع ، وبذل كُل الجهود للنجاح في ذلك ، سواء بتقديم إغراءات أو التلويح بعقوبات وإستخدام كروت ضغط أخري وآليات في سبيل ذلك.
إذاً فإن الإنتخابات الأمريكية القادمة سيكون لها تأثير كبير في وقف الحرب في السُودان ووقف إطلاق دائم لإطلاق النار ، بعد أن تحولت إلي ورقة هامة وكرت إنتخابي يتصارع عليه الحزبان الديمُقراطي والجمهوري في أمريكا ومُرشحيهما للرئاسة.
و نستطيع أن نقول أن هذا في صالح السُودان والسُودانيون لاشك ، وعلي كُل القوي الرافضة للحرب في السُودان التوحد لأجل أن يكون صوتها حاضراً ومؤثراً في فرض إرادة السلام في السُودان ووضع حد لمُعاناة كُل السُودانيين الناتجة عن هذه الحرب وآثارها الكارثية ودعونا نتفآل بأن يتم وقف الحرب قريباً بالسُودان وأن يسود صوت العقل والحكمة في هذا من أطراف الحرب والجميّع.

‫3 تعليقات

  1. الشيوعي السوداني بامريكا بعد الطفرات الجينية من بلبوس إلى داعية إلى السلام، وهذه الطفرات -كعادة أي طفرة في علم النشوء والإرتقاء- مصحوبة بتمظهرات جنون عظمة مثل مخاطبة بايدن، وهي طفرة إيجابية. وطفرات سالبة مثل عنوان مقاله هذا! هذه طفرة تم حزف من جين 🧬 فيها مما يشير إلى خلل عقلي. مثلاً لو كان العنوان (وقف حرب غزة كرت إنتخابي) لقلنا صحيح وطفرة متماشية مع قوانين التطور الإيجابي. أما العنوان بشكله الحالي فهو ينم عن طفرة تقهقر مما ينتج عنها نقصان مناعة لكتابة مزيد من الخبل والأوهام.
    السيد الشيوعي السوداني في أمريكا صدقني لا أحد حيث تقيم يعرف أو يهتم عن أو بالسودان في الإنتخابات. لذا تواضع قليلا وإحترم نفسك إن كنت لا ترغب في إحترام القراء

  2. زول في أمريكا دي شغال بحرب السودان ما في
    فبطلوا الوهم وتواضعوا
    دا كان لقيت أمريكي عارف السودان في أي قارة
    أمريكا تنفذ في كل الدول العربية أستراتيجيات إسرائيل
    وبدون لف ودوران إنت عارف أستراتيجيات إسرائيل في السودان شنو

  3. الجهة الوحيدة التي تحاول بأقصى جهد وقف الحرب في السودان هي تنسيقية تقدم بس للاسف ليس لديها جزرة أو عصى تضغط بهما على طرفي القتال . لماذا نركض وراء امريكا او الغرب عموما ويتم تخديرنا بمعسول الكلام وتبويس اللحي. أما كان من الأجدر الجلوس مع تقدم ومناقشة سبل وقف الحرب وعدم تخوين منتسبيها ؟ اليست تقدم جهة مدنية سودانية ولا المدنيين ما عندهم قيمة عند العسكر ؟ اين هي الكرامة لشن حرب باسمها. لك الله يا سودان وشعب السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..