مقالات وآراء

محاولة اغتيال البرهان : ما بعدها من تغييرات على المشهد السياسي والعسكري

زهير عثمان حمد

 

في خضم الصراع المحتدم في السودان ، تعرض رئيس مجلس السيادة الانتقالي ، الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، لمحاولة اغتيال في منطقة جبيت. هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه ، بل جاء في سلسلة من الهجمات التي تستهدف الجيش السوداني في مختلف المناطق التي يسيطر عليها. ورغم شح المعلومات الرسمية ، فإن هذه الأحداث تثير تساؤلات جدية حول تداعياتها على المشهد السياسي والعسكري في البلاد.

خلفية الأحداث :
أعلن الجيش السوداني أن قائده الأعلى الفريق أول عبدالفتاح البرهان نجا من هجوم بطائرتين مسيرتين استهدفتا مراسم تخرج عسكرية في بلدة جبيت بشرق السودان. أسفر الهجوم عن مقتل 5 أشخاص. وأكد المقدم حسن إبراهيم من مكتب المتحدث العسكري أن رئيس الأركان كان حاضراً أيضاً لكنه لم يُصب بأذى.

في تصريح لوكالة “رويترز”، نفى مستشار بقوات الدعم السريع أي صلة لهذه القوات بالهجوم. وأشار إلى أن الدعم السريع لا علاقة له بالحادث الذي وقع أثناء زيارة قائد الجيش للقاعدة العسكرية.

تداعيات محاولة الاغتيال
تعزيز التدابير الأمنية :
من المتوقع أن تشهد المؤسسات العسكرية تعزيزًا كبيرًا في التدابير الأمنية ، خاصة فيما يتعلق بتحركات القادة العسكريين ومواقع التجمعات الكبرى. هذا قد يشمل تحسين الدفاعات الجوية وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا لمراقبة وكشف التهديدات.

تغيير استراتيجيات المواجهة:
قد تؤدي هذه الأحداث إلى إعادة النظر في استراتيجيات الجيش لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية. يمكن أن تشمل هذه التغييرات تعزيز التعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التهديدات المشتركة.

تأثير على المفاوضات السياسية:
يأتي هذا الهجوم في وقت حساس تتزايد فيه التكهنات حول التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع. الهجمات المتكررة قد تؤدي إلى تأخير هذه المفاوضات أو تغيير شروطها ، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

 

تأجيج التوترات الداخلية :
الهجمات المسيرة التي تزامنت مع الأنباء عن التفاوض مع قوات الدعم السريع تزيد من التوترات الداخلية. يمكن أن يستغل المتطرفون هذه الأوضاع لتصعيد العمليات الانتحارية والاستشهادية ، مما يهدد بزيادة العنف وعدم الاستقرار.

تعزيز المواقف المتطرفة :
الهجمات قد تعزز مواقف العناصر الأكثر تطرفًا داخل التيارات السياسية والعسكرية ، الذين يرون في التسوية مع الدعم السريع تهديدًا لمصالحهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في التصريحات العدائية والتحركات العنيفة.

تأثير محاولة الاغتيال على المشهد السياسي
الهجوم على البرهان يأتي بعد نحو أسبوع من إعلان قائد قوات الدعم السريع ، الفريق محمد حمدان دقلو ، عن نيته حضور محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا ، التي نظمتها واشنطن والرياض. وأكد دقلو أن المحادثات تمثل “خطوة كبيرة” نحو السلام والاستقرار في السودان.

في المقابل ، ردت الخارجية السودانية بالإيجاب على دعوة الولايات المتحدة للمشاركة في محادثات جنيف ، مع التأكيد على أن أي مفاوضات يجب أن تلتزم بتنفيذ إعلان جدة ، الذي نص على حماية المدنيين وإنهاء الصراع.

دور الفصائل الإسلامية
تلعب الفصائل الإسلامية، وخاصة لواء البراء العسكري ، دورًا كبيرًا في تعقيد المشهد السياسي والعسكري في السودان. فهذه الفصائل تعلن صراحةً عن معارضتها لأي مفاوضات مع قوات الدعم السريع. وظهرت تهديدات علنية باغتيال القادة العسكريين والسياسيين الذين يشاركون في هذه المفاوضات على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهذه الفصائل.

محاولة اغتيال البرهان في جبيت تمثل منعطفًا خطيرًا في الصراع السوداني. يجب على القيادة السودانية أن تتعامل مع هذه التحديات بجدية ، من خلال تعزيز التدابير الأمنية ، وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التهديدات ، وإيجاد حلول سياسية تضمن الاستقرار. في ظل هذه الظروف يتعين على جميع الأطراف المعنية العمل معًا لتحقيق سلام دائم يضمن أمن واستقرار السودان.

إن تعزيز الوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات الداخلية يعتبران السبيل الأمثل لمواجهة هذه التحديات. علينا أن نتعلم من الماضي ونعمل بجد لبناء مستقبل أفضل لجميع السودانيين .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..