أخبار السودان

هل تنجح واشنطن في تقريب الفرقاء المتحاربين بجنيف

وسط اشتداد حدّة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” وازدياد الأزمات التي تعصف بالشعب السوداني يوماً بعد يوم، تتوالى المبادرات السياسية والدعوات من أطراف إقليمية ودولية للتفاوض بين طرفي الصراع وإيجاد حل سياسي ينهي الصراع ويحقن الدماء. ولكن كما يُقال: “في السياسة لا يوجد عواطف إنما مصالح”، لذا فإن كل مبادرة سياسية لحل الأزمة السودانية تحمل في طياتها بالضرورة مصالح من اقترحها وتحقق له فائدة سياسية أو إستراتيجية أو عسكرية.

وفي هذا السياق، سلطت وسائل الإعلام والخبراء والمحللين الضوء على الدعوة الأمريكية الأخيرة لقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لإجراء محادثات في جنيف بهدف معلن وهو وقف إطلاق النار، ومن ثم لتمهيد لعملية سياسية لاحقة.

موقف البرهان وحميدتي من الدعوة الأمريكية:

أعلنت الخارجية الأميركية في 23 أغسطس، دعوة طرفي الحرب بالسودان إلى مفاوضات بجنيف في 14 أغسطس/آب المقبل بمشاركة السعودية كدولة مضيفة مع سويسرا، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات. رحب قائد قوات الدعم السريع “حميدتي” بالدعوة الأميركية وأعلن على الفور مشاركته فيها، بينما تريث البرهان قائد الجيش السوداني برده على الدعوة الأمريكية. لتعلن الحكومة السودانية في بيان لها الثلاثاء 30 يوليو، إنها ردت على دعوة الولايات المتحدة، مؤكدة على أن أي مفاوضات لن تكون مقبولة للشعب السوداني، قبل تنفيذ “إعلان جدة” الذي يبقى الأساس.

وشددت الحكومة في بيانها على ضرورة التشاور المسبق معها بشأن شكل وأجندة أي مفاوضات، وبشأن الأطراف المشاركة. وطلبت حكومة السودان عقد اجتماع مع المبعوث الأمريكي للتمهيد الجيد لمفاوضات السلام. مشيرة إلى أن “أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسيع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني الذي يتعرض للتشريد والقتل.

ويرى بعض الخبراء والمراقبين، بأن الدعوة الأميركية إلى مباحثات جنيف لم تكن نتاج تفاهمات أو تنسيق مع كل الأطراف المعنية، ولا حتى مع المدعوين، وإنما كانت أشبه بأمر صادر عن سلطة مختصة، تريد تنفيذ أجنة محددة تحقق مصالحها.

ماذا وراء جواب الخارجية السودانية حول التفاوض؟

في سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام نقلا عن مصادر محلية، إن البرهان نجا من محاولة اغتيال بعد هجوم بمسيرتين استهدف قاعدة عسكرية في شرق السودان أثناء زيارته لها للمشاركة في مهرجان تخريج طلاب الكلية الحربية بولاية البحر الأحمر. وأضافت المصادر أن البرهان لم يصب بأذى، وتم نقله إلى مدينة بورتسودان.

وبحسب مصادر سودانية، فإن محاولة اغتيال البرهان والتخلص منه في 31 يوليو أتت بعد قبول البرهان المفاوضات مع قوات الدعم السريع في جنيف ، وهو ما ترفضه الحركة الاسلامية السودانية التي تشاركه الحرب ضد قوات الدعم السريع، والتي يعتقد على نطاق واسع انها صاحبة نفوذ كبير داخل قيادة الجيش.
وفيما اتهمت مصادر مقربة للجيش قوات الدعم السريع بمحاولة اغتيال البرهان فان مصادر سودانية عديدة لم تستبعد تورط تيارات اسلامية تحارب بجانب الجيش في محاولة الاغتيال.

ورعت السعودية منذ مايو/أيار 2023 محادثات بين الجيش والدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في مدينة جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الطرفين، مما دفع الوسيطين لتعليق المفاوضات.

تعليق واحد

  1. أمريكا هى الشيطان الأكبر كماقال الإمام الخميني قدس الله سره الشريف . وهى تريد عوده عملاؤهم من تقدم للمشهد السياسى لتنفيذ اجندتهم الاستعماريه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..