أخبار مختارة

هل تنسف محاولة اغتيال البرهان مفاوضات جنيف المرتقبة؟

تقرير: سعاد الخضر

خرج قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عقب محاولة اغتياله التي تعرض لها في منطقة جبيت العسكرية، ليؤكد عدم المشاركة في اي مفاوضات إلا بعد الاستجابة لعدد من الشروط، ما يفتح الباب أمام نسف المفاوضات المرتقبة في العاصمة السويسرية جنيف.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد دعت كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لبدء حول محادثات حول وقف اطلاق النار، في سويسرا يوم 14 من شهر أغسطس الجاري، وهي الدعوة التي استجابة لها قوات الدعم السريع بينما لم يعلن الجيش موقفه منها حتى اليوم.

وقال البرهان فى خطاب القاه في جبيت عقب حادثة المسيرة التي ضربت حفل تخريج الضباط الذي كان يحضره، “خرجنا جميعا للانتصار أو الموت؛ ولن نضع البندقية ما لم ننظف البلاد من كل متآمر ولن نتفاوض مع الدعم السريع ولن نخشى الطائرات بدون طيار”.

وأضاف أن “السودان يتعرض لمؤامرة كبيرة وليس لدينا مفر من خوض المعركة، ولن نتراجع وسنقاتل ورأسنا مرفوع ومافي مفاوضات في اي مكان، ومن لديه مبادرة عليه باخراج العدو من منازل المواطنين”.

وشدد على ضرورة مشاورتهم قبل أن تكون هناك أي مفاوضات، وخاطب البرهان المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، قائلا “إذا عايز تمشي صاح تعال وأسالنا وما تتبنى رؤية للمتمردين”.

تأويلات

وفي تعليقه على محاولة اغتيال البرهان، قال المحلل السياسي عبد القيوم كنب، لـ(الراكوبة) إن “الحادثة تحتمل عدة تأويلات بما أنها في سياق العمل العسكري الاستخباراتي، بمعنى أنها لم تقع في ميدان معركة بالتالي هي عملية استخباراتية من جهة، الملاحظة الأولى أن البرهان حضر  لمكان الاحتفال وهو يرتدي زي عمليات وعلى كتفه بندقية قنص وهذا له دلالات محددة وهي أن أجهزة حماية  البرهان كان لديها معلومة مسبقة عن احتمال الاستهداف لذلك لم تكتفي مثلا بالسترة الواقية تحت الزي البروتكولي في هذه الحالات وهي بدلة القائد العام”.

وأضاف “هذا يعني أن صح هذا الافتراض أن هناك تباين مواقف داخل كابينة قيادة القوات المسلحة وينسحب هذا على بقية الأجهزة الأمنية وهذا بالضرورة يجعلنا ندرج هذه التباينات ضمن المسار السياسي وليس العسكري”.

وأكد كنب، أن الحادثة تدلل علي ضعف في أداء الأجهزة الاستخباراتية إلا أنه استدرك قائلا “هذا طبيعي جدا ولا يعني بأي حال أن هناك قصورا، فالاختراقات الأمنية شيء طبيعي جدا، ودلل على ذلك بحادثة محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق ترامب قبل أيام أو حادثة اغتيال إسماعيل هنية فجر الأربعاء على الرغم من أنه كان في مبني خاص وفي منطقة تتبع للحرس الثوري عالية التأمين حسب الخبراء”.

عرقلة المفاوضات

وأضاف أن “من يقف وراء محاولة الاغتيال قد  تكون جهة لا ترغب في المضي قدمًا في ملف إيقاف الحرب والوصول لاتفاق سلام وليس بالضرورة أن تكون هذه الجهة هي الاسلاميين فهناك عدة جهات ليس من مصلحتها إيقاف الحرب على الأقل الآن، ومن بينها الدول التي تدعم الحرب وتشارك فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة لأنها ترى مثلا أن الحرب لم تحقق أهدافها بعد والتي تضمن مصالحها”.

واستبعد كنب، أن تدفع هذه الحادثة المؤسسة العسكرية لعدم المضىي قدمًا في مباحثات سلام، قائلًا “بحسب تقديري أن عملية السلام أو حتى التفاوض للوصول للسلام عملية استراتيجية من الناحية الأمنية تتداخل فيها عدة عوامل ولا تقتصر على الشخوص فقط ايا كان تأثيرهم”.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان المؤسسة العسكرية ستقوم بإجراء تغييرات تطال الاستخبارات والحرس الرئاسي، قال: “مؤكد ستعكف الاجهزة الاستخباراتية  على إجراء تحقيق في هذه الحادثة وهي عملية روتينية عادية ومن الممكن أن يتوصل التحقيق إلى تحميل المسؤولية  لأفراد محددين”.

وقلل كنب من فرضية وجود طرف ثالث بقول “الحديث عن طرف ثالث يفترض أن الطرف الثاني هو الدعم السريع ولا اعتقد ان هكذا عملية متاحة لهذه القوات لأسباب كثيرة يطول شرحها ولا اظن ان الدعم السريع بحاجة لبيان نفي التهمة عنه لأسباب موضوعية وبالتالي الحديث عن طرف ثالث شكلانيا مفهوم ومن يجزم بذلك هو لجان التحقيق”.

وأشارت سهام الاتهامات للاسلاميين بالتورط في محاولة الاغتيال خاصة بعد إعلان صحفي محسوب عليهم في احدى مجموعات التواصل الاجتماعي عن أن قيادي كبير سيموت خلال (72).

ونقلت قناة الشرق عن مصدر في الخارجية الأميركية قوله: “نحن على علم بالتقارير عن هجوم بالمُسيرات في السودان ونؤكد أننا نعارض العنف”.

صراع داخلي

وقال  المحلل السياسي د احمد بابكر أن  الإدارة الأمريكية قدمت الدعوة  لطرفي الحرب في السودان “قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع”، حيث رحب الأخير بالدعوة بينما نفى الجيش بياناً يتحدث عن موافقته بالدعوة.

وفسر بابكر في تصريح لـ(الراكوبة) تأخر موقف قيادة الجيش من الدعوة عبر التصريحات المتناقضة للداعمين للجيش، بجانب وجود عدم وحدة في التعامل مع القضايا داخل قيادة الجيش، موضحًا أن ذلك مفهوم لارتباط قيادة الجيش بتنظيم الحركة الإسلامية، وفق قوله.

وقال بابكر: “المؤكد ان هناك صراع داخل معسكر الجيش، بين من يرى الذهاب لهذه المفاوضات بحكم ان الواقع يقول ان تداعيات استمرار الحرب وعدم وقفها خطير على الجيش وعلى وحدة وسلامة البلاد، وبين من يرى عدم الذهاب للتفاوض بحجة انه يجب  سحق الدعم السريع اولا حتى يتم التفاوض حول الاستسلام فقط”.

وأوضح أن “الموقف المتشدد يقوده الاسلاميين المتشددين الذين كل همهم التواجد في اي معادلة سياسية او معادلة حكم في الفترة القادمة، خاصة ان مفاوضات جنيف كما حدد اطارها الامريكان تتحدث عن وقف العدائيات ومسار القضايا الإنسانية، ولا تشمل المفاوضات الجانب السياسي وان يتم ترك العملية السياسية للقوى المدنية دون طرفي الحرب، وهذا ما يرفضه الاسلاميون حيث يريدون ان يكون الجيش جزء من العملية السياسية لأنهم يعتمدون عليه في وجودهم وتأثيرهم في المشهد السياسي”.

وتابع “لذلك يتم الحديث بأنه قبل المفاوضات يجب ان يتفق الامريكان مع قيادة الجيش على إطار للمفاوضات يرون انه يمكنهم طرح اجندتهم لتكون جزء من عملية التفاوض”.

ضغوط أمريكية

ورجح بابكر ان تتم ضغوط مكثفة من الامريكان على قيادة الجيش والتي استبقت اي شئ بحديث مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا، عن شروطهم للمفاوضات، ورأى أن  هذا الأمر يعكس ان تيار استمرار الحرب يحاول فرملة اي جهود لإقناع قيادة الجيش بالذهاب للمفاوضات في جنيف.

وأضاف أن “اوضح مثال لذلك وجود تيارات داخل معسكر الجيش هم الصحفيين الداعمين له حيث نجد تباين واضح في مواقفهم من الذهاب لجنيف وهذا يعكس تمثيل كل مجموعة لتيار معين”.

وحول السيناريوهات المتوقعة حال تعنت قيادة الجيش بعدم الذهاب للمفاوضات، توقع تصاعد حدة الصراع داخل معسكر الحرب وبشكل مكشوف، وذكر من  المعلوم كيف يتعامل الفاعلين في هذا المعسكر مع خلافاتهم.

وتوقع زيادة الضغوط الدولية على قيادة الجيش في سبيل الذهاب للمفاوضات، ورجح انها قد تصل للتلويح باستخدام الفصل السابع.

وتوقع  حدوث  انفجار داخلي حتى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش نسبة لتصاعد المعاناة غير المسبوقة التي تزيد بشكل يومي خاصة مع موسم الأمطار.

وذكر “ستظل كل الاحتمالات مفتوحة في ظل تغليب البعض  المصالح الذاتية على المصالح الوطنية.

‫6 تعليقات

  1. العنبح الرعديد وصلته الرسالة من اسياده الكيزان مغلفة بمسيرات فأسرع فى الرضوخ لرغبتهم كألعادة استمرار الحرب ولا تفاوض الا بألاستسلام الكامل للدعم السريع فلما التفاوض .

    1. المفاوضات شمه الشجعان وبرحان جابان زي وزي اي شمالي بيقالتوا بالوكاله بدا من الجنجويد وصولا لعقار وحركات دارفور ومترتزقه نجيريا وبوكوا حرام النيجر ….وجعله اكثر جبنا ابناءه الفي تركيا في قبضه الكيزان والاستخبارات التركيه وخاصه بعد قتل الاكبر بحادث مفتعل ……جيش مقادر يامن اسره برهان كيف يامن الشعب بعدين مقالوا الدعم بدأ الحرب كيف برهان اولاده في تركيا وعندوا منزل ومجنسين اتراك مع الشي مجهز معد مصبقا ….بس في ناس مسيوقه بالخلاء

  2. والله بعد العملية الارهابيه العملوها الجنجويد باستهدافهم البرهان بالمسيرات
    مافي تفاوض مافي تفاوض زي ما قال قاهر الجنجويد ياسر ود العطا المعط ريش الجنجويد وزعطه حتي لو استمرت الحرب 100سنه
    وقد ثبت أن استعمال الجنجا للمسيرات لها ابعاد عميقه ليس هو تمرد داخلي وتقليدي فحسب إنما هي مؤامرة خارجيه يجب سحقها والقضاء عليها

  3. نعم ايها الهطلة السودان يتعرض لمؤامرة كبرى.
    يا ترى هل نحن مغفلين للدرجة والتي يضحك بها علينا
    أمثال البرهان الكلب. من الذي تسبب في تلك المؤامرة؟ من الذي استجلب مرتزقة اجانب من الذي قبض من المؤامرات المختلفة الإمارات والسعودية ثمن جنود باسم الجيش السوداني من الذي منح حميتي رتبة الفريق وزاد عليها نائب الرئيس فأصبح حميتي التشادي و(بالغانون) يقابل الرؤساء ويوقع الاتفاقات واصدر ميثاق جوبا المعيب.
    انهم القحاطة ايها القطيع
    المؤامرة هي من جانب المؤتمر اللاوطني جناح علي كرتي وتوابعه من مليشيا سميت زورا وبهتانا بجيش السودان والمؤتمر اللاوطني جناح حميتي التشادي
    المؤامرة في أسوأ صورها هو تصدر الحركة الإسلامية البغيضة المشهد
    لا للمؤتمر اللاوطني جناح علي كرتي لا للمؤتمر اللاوطني جناح حميتي التشادي المولد والجنسية

  4. سبب البلاوي اللي حاصل في السودان هم الجيش منذ استقلال السودان الجيش اهلك البلاد من انقلابات ورااء انقلابات , ياخي نحن بحاجة الي تفكييك قوات المسلحة للاعادة هيكلتها من اول وجديد وذات عقيدة قتالية , وابعاده من السياسة نهائيا , ووضع قانون اي ضباط محاولة الانقلاب اعدام فورا , والان الحلمان ما يسمي البرهان حلم قال ابقي رئيس جمهورية زول ما عندو شهادة سودانية ولا شاف الجامعة وليس مؤهل ان يكون رئيس لزريبة الحيوان ناهيك ان يكون رئيس جمهورية ,صراحة نحن بحاجة الي قوات جيش وطني وليس جيش لي حزب , والان اللي بجري في السودان هم لصوص ما عندو اي اخلاق ولا ضمير ولا وطنية همهم السرقة , ياخي 30 سنة شلة حرامية ما يسمي بالاسلاميين بقيادة الوسخ الحرامي عمر البشير سرق ونهب وارتكب ابشع المجازر في حق الشعب السوداني , نناشد الشعب السوداني ان يتحدو من اجل ازالة هذة الجرثومة واقتلاها من جذورها ونظافنها هؤلاء سقطوا اخلاقية ومنبوذين من كل دول العالم , نجب وضع قانون محاربة الارهاب تحت قيادة وزارة العدل , عاش كفاح الثورة السودانية وباذن الله السودان الجديد علي الابواب والتحية لكل شهيد سالت دمها الطاهرة من اجل تراب الوطن .

  5. أنا يا طير محل ما تطير بشوفك….هذا واقع استهداف البرهان بالمسيرات….فمن يرسل هذه المسيرات قادر على ضرب البرهان في أى مكان… في شندي اوعطبرة اوكوستى وحتى بورتسودان….فهل اغتيال البرهان قد يؤدي الي تغيير مسار الحرب من حيث المفاوضات والقتال….اغتيال البرهان يعني سيطرة الكيزان بشكل مطلق على الجيش…فليس هناك من يعمل على التخلص من البرهان غير الكيزان…والبرهان كثير التحول من موقف لاخر وغالبا ما يقبل للتفاوض…فان لم يرسى البرهان على راي الكيزان تطبق عليه أنا ياطير بشوفك محل ماتطير بشوفك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..