أخبار السودان

مفاوضات جنيف.. هل تؤدي إلى عودة الدعم السريع للمشهد السياسي؟

 

تقرير: النعيم عبدالغني
على الرغم من التفاؤل المتزايد التي تبذله الجهود الأمريكية من اجل انجاح مفاوضات جنيف بين الجيش والدعم السريع، وتدعوا للوقف الفوري لإطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية وحماية المدنيين وإيجاد آلية دولية وإقليمية لتنفيذ هذه الالتزامات؛ الا ان مفاوضات جنيف ما زالت تحيط بها الشكوك من ان تواجه نفس مصير المفاوضات السابقة التي لم تفضي لأي نتيجة تذكر، أو أن تتوج بسلام غير مكتمل الاركان، و تبقي الوضع على ما هو عليه.
وما بين تردد القوات المسلحة بين القبول والرفض وفي الجانب الآخر حرص الدعم السريع لمفاوضات جنيف،
يرى محللون سياسيون ان قبول الدعم السريع لمفاوضات جنيف دون تردد هو محاولة للسعي لإيجاد موطئ قدم في الساحة السياسية بعد أن فقدها من جراء جرائم الحرب التي ارتكبها منذ إبريل ٢٠٢٣م.
ووفقاً لبيان صحفي صادر عن مكتب المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان رمطان العمامرة أكد أن “أحد الطرفين” قد أعلن التزامه بتعزيز المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين، دون الكشف عن هويته. ووصف لعمامرة المناقشات في جنيف بأنها “خطوة أولية مشجعة” في إطار عملية أكبر وأكثر تعقيداً.
وأعرب لعمامرة، وفقاً للبيان، عن ترحيبه بالتزامات الطرف الذي لم يسمه، وتعهد بمتابعة تنفيذ هذه التزامات والتواصل المستمر مع قيادتي الطرفين. وأكد استعداده للعمل معهما من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان وضمان مستقبل أفضل للبلاد.
وعلى الرغم من عدم كشف لعمامرة عن الطرف الذي أظهر التزامًا أحاديًا، إلا أن وفد “قوات الدعم السريع” المفاوض أكد في بيان منفصل بنهاية المفاوضات أنه قد سلم مبعوث الأمين العام رمطان لعمامرة خطابًا رسميًا من قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو. وقد تضمن الخطاب التزام “قوات الدعم السريع” بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع “الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية”، بالإضافة إلى التزامات بتعزيز حماية المدنيين وتنفيذ عدد من المطالب العاجلة والملحة المقدمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وعلى حسابه في منصة اكس اعتبر المحلل السياسي ورئيس تحرير جريدة المجهر السياسي الهندي عزالدين، ان تواصل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مع الإمارات، وبدأت تفاهمات بين بورتسودان وأبو ظبي تأخذ مسارها وتؤتي أُكلها، سارعت أميركا إلى دعوة جديدة للمفاوضات على نمط جدة في سويسرا من دون أن تخبر العالم ماذا حقق “إعلان جدة” على الأرض.
وسيكون طريق مفاوضات سويسرا وعرا ومعقدا ونتيجته ستكون عودة “حميدتي” للحياة السياسية في السودان وعدم تحقيق سلام دائم وعادل، كما جرى بعد نيفاشا وأبوجا وجدة، لأن الاستراتيجية الأميركية واحدة ولا تتغير.
وفي سياق متصل يقول الناشط السياسي مجتبى سليمان، انه بغض النظر عن الشائعات والمبالغات، يمكن القول إن حميدتي قد حصل على حصة من السلطة في البلاد. وبالتالي، “سواء كنا راضين أم لا، فإن المجتمع الدولي يتعامل مع حميدتي والبرهان كحكومتين فعليتين، مما يعني أن كليهما يفتقران إلى الشرعية. ومع ذلك، فإنهما موجودان في المشهد السياسي في هذه المرحلة الحرجة”.
واوضح سليمان انه من الضروري الآن العمل على إنهاء الحرب ووقف ونزيف الدم، حيث عانى الشعب السوداني كثيرًا من التشريد والصراعات، ولا يمكن أن تثمر هذه الأوضاع عن أي خير. إذا استمرت الظروف على ما هي عليه، فإن الوضع سيكون أسوأ مما نتخيل.
الا ان المحلل السياسي حسام الدين ذو النون يرى
إن وجود حميدتي من عدمه، أو قدرته على ممارسة أي دور سواء أن كان عسكري أو سياسي، لأن غيابه عن قيادة قواته بصورة مباشرة كان عامل أساسي في تحول قوات الدعم السريع الى مجموعة من أمراء الحرب ذوي الأهداف متعددة والمتعارضة في بعد الاحيان.
ويضيف أن مفاوضات جنيف المقترحة على الرغم من توسيعها لرعاة إتفاق جدة، إلا أن قدرتها على تحقيق إختراق ضئيلة للغاية للأسباب التالية:
اولا: إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية هما الطرفان الرئيسيان في منبر جدة وجنيف القادم، وهما قد فشلا بصورة كبيرة في تحقيق معظم شروط إتفاق جدة الموقع في مايو من العام الماضي، وذلك لعدم وجود آليات فاعلة لتنفيذ الإتفاق.
ثانيا: بات واضحاً للمراقب بأن قوات الدعم السريع ليس لديها القدرة على إجبار مقاتليها لتنفيذ شروط أي إتفاق لا يتوافق مع أجندتهم الثانوية، خاصة شرط إخلاء الأعيان المدنية ومنازل المواطنين، فذلك الشرط يحرمهم من مصادر رئيس للأمداد المالي والغذائي عبر عمليات النهب والسرقة والاستهداف الممنهج للمواطنين العزل وممتلكاتهم.
ثالثا: الرأي السوداني العام الرافض لوجود الدعم السريع كقوة نظامية وسياسية بالدولة في المستقبل، وذلك بسبب الانتهاكات والجرائم التى كان ضحيتها المباشرة هو المواطن، مما جعلت المواطنين لا يشعرون بالأمان في وجود مثل هكذا قوات.
رابعا: الرأي العام الداخلي الرافض للدعم السريع يشكل عامل ضغط كبير على الحكومة في محاولاتها لقبول إتفاق لا يضمن متطلبات الرأي العام، وهو أمر يجعلها في موقف عرضه لانفلات الاوضاع الامنية وتحولها الى حرب أهلية لا يمكن التحكم فيها مطلقا، بسبب هشاشة النسيج الاجتماعي والغبن.
خامسا: على الرغم من عدم وجود تعريف محدد ووضح لهذه الحرب لدي الحكومة وقيادة الدولة، على النقيض من ذلك إن المزاج العام السوداني وحركات الكفاح المسلح يمتلكان تعريف أكثر وضوحا لما يجري منذ الخامس عشر من أبريل.
وأضاف ذو النون ان الرفض التام لأي اتفاق يقود الى ابقاء الدعم السريع ويحافظ على وجوده ضمن هياكل الدولة، ولا يضمن المحاسبة والتعويض، وهذه المتطلبات مقرؤة مع النقطة السابقة تجعل من أي عمليات تفاوضية تصل الى اتفاق لا ينهي وجود الدعم السريع، هو بمثابة اعلان حرب جديدة، فقط يحدث فيها تبادل للادوار بين الفاعلين.
وفي المقابل يرى المحلل السياسي إن مفاوضات جنيف ليس لديها القدرة على إعادة حميدتي او الدعم السريع الى المشهد السياسي بأي شكل من الاشكال، أو إيجاد وضع مستقر يوقف الحرب.
لكن في وجود دولة الامارات بصفة المراقب قد يكون خطوة متقدمة لمعالجة قضية الحرب، من خلال ايجاد مخرج يقلل خسائر دولة الامارات العربية الحالية والمستقبلية، بسبب مساندتها لقوات الدعم السريع والدعم المباشر للقتال ضد الدولة السودانية ما جعلها شريك أساسي للدعم السريع في كل جرائم الحرب والجرائم ضد الانساني.
وفض تحالف الامارات والدعم السريع هو أمر ممكن بضمان بعض المصالح الاقتصادية المركزة بشرق السودان بصفة رئيسة، ومثل هكذا مخرج قد يدفع بالأمارات لكف يدها عن تمويل الحرب وترك الدعم السريع ليواجه مصيره.
وأردف قائلا إن مفاوضات جنيف نفسها في رأي الشخصي، هي محاولة لايجاد مخرج للدول الراعية لاتفاق جدة بسبب قبولها بتضمين شروط اخلاء الاعيان المدنية ومنازل المواطنين، ثم اكتشفتا متأخرتين بأن تلك الشروط وفرت للحكومة السودانية مخرج لا يمكن ضحده لرفض أي عملية تفاوضية، لأن الدعم السريع ليس لديه القدرة على التنفيذ ما يتم الإتفاق عليه ايا كان!
فلذا إن أهمية مفاوضات جنيف تتمثل في قدرتها على تجاوز شرط اخلاء الاعيان للمدنية والمنازل وتجاوز إتفاق جدة، حتى يتمكن المجتمع الدولي من ممارسة الضغوط على الحكومة لايقاف الحرب، وفرض شروط تبقى على الدعم السريع ضمن هياكل الدولة السودانية.

‫3 تعليقات

  1. حسام ذو النون

    سبحان الله عثمان ذو النون ووحسام ذوالنون فوله وانقسمت م عندهم اي قدرة للتحلبل ولكن الكيزان كالبغبغاوات يستفرغون نفس الاستفراغ

    مين قال ليك الدعم السريع فقد رغبة الشعب اشراكه في اي عمليه سياسيه وهل الجيش فرع الكيزان لم يكسب عداء الشعب له بعد بغر البطون والاغتصاب

    مقابل الطعام وسرقة م تركه الشفشافه خلو عندكم اخلاق من واحد الي خمسه كلو كلام فارغ وتحليل اما رجل ساذج ولاغبار عليك اما لو كنت كوز وهذا

    المرجح اقعد حلل زي م عايز مافي واحد بشتغل بيك الشغله والميدان يا حميدان هو الذي يحكم وليس بتحليل راغبوي كما يقول مصعب الضي.

    1. فقد رغبة الشعب في اشراك الدعم دي عبارة مخففة جدا جدا
      الجنجا اعداء الله والوطن والشعب واكيد الشعب يفضل استمرار الحزب 3 قرون ولا يعود الجنجا للمشهد ولو بعشر كيكة راي الشعب بل بس

      1. فعلا الجنجا اسوء من سار على سطح البسيطة، ولكن السؤال اذا انتصر جيش المخانيث الهزيل والمهزوم والمنحدر، اذا انتصر، وهذا من المستحيلات السبع،، ما الضمان ان يصنع مليشيات اسوء من الجنجا؟؟
        هذا السؤال الصعب لن تجد له اجابة عند الاسلاميين كسؤال من الاكثر شرا الشيطان ام صانع الشيطان؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..