حملات نقابية ومدنية في السودان لوقف الحرب وإنهاء كارثة الجوع

يشهد السودان حملات واسعة لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية والتحذير من مخاطر المجاعة، دعت إليها منظمات مدنية ومهنية ونقابية.
وأطلقت نقابة الصحافيين السودانيين حملة كبرى تحت شعار “لا تنسوا السودان”، تتضمن ندوات وكتابات وفعاليات فنية وثقافية يشارك فيها الصحافيون داخل البلاد وخارجها، للتنديد باستمرار الحرب والأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشها المواطنون في مناطق الحرب والنزوح واللجوء، بما في ذلك المناطق الخارجة عن نطاق العمليات الحربية.
وحذّرت الأمم المتحدة الجمعة من أن الكارثة الإنسانية التي يشهدها السودان الغارق في الحرب تتهدّد المنطقة بأسرها، وذلك غداة تقرير أممي خلص إلى تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دافور.
وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدخلت مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر المحاصرة، في المجاعة.
وحضّت المفوضية العليا للاجئين الجهات المانحة الدولية على زيادة مساعداتها للسودان حيث الحرب مندلعة منذ أبريل 2023 وأوقعت عشرات آلاف القتلى، وفق الأمم المتحدة.
وقالت النقابة، في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك إنها “قررت تنظيم حملة إعلامية لوقف الحرب الطاحنة وتسليط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها السودانيون”.
وأشارت إلى أن الحملة، التي تُنظم تحت شعار “لا تنسوا السودان”، تهدف إلى لفت الانتباه لمعاناة السودانيين جراء النزاع والضغط من أجل استعادة حياتهم الكريمة.
ودعت النقابة أطراف النزاع إلى وقف الأعمال القتالية فورًا والسعي لإيجاد حلول سلمية لمنع وقوع المزيد من الضحايا والتشرد، إضافة إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات.
وقال نقيب الصحافيين السودانيين عبدالمنعم أبوإدريس “كان لزامًا على النقابة أن تلعب دورا في تنبيه ضمير العالم الحي إلى هذه المأساة الإنسانية التي يغطيها النسيان. فلننتبه جميعًا حتى لا نشاهد آلاف الضحايا يموتون جراء الجوع”.
وأرسل نداءً إلى أطراف النزاع بالكف عن القتال، داعيًا ما أطلق عليه ضمير العالم الحي إلى عدم نسيان السودان “استيقظوا وانظروا إلى هذه المأساة التي تتمدد كل يوم وتضيف إلى ضحاياها أناسًا جددًا”.
وكان نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي قد استهلوا حملات مناهضة للحرب والداعية لوقفها تحت شعار “نحن الشعب تعبنا من الحرب… يا جيش أمشي التفاوض“، سرعان ما تلقفتها قوى اجتماعية ومدنية ومهنية، وحولتها لـ”ترند” سوداني، لقي تفاعلا واسعا من المتضررين بالحرب ودعاة التفاوض لوقفها، ولحث الجيش للاستجابة للمبادرة الأميركية السعودية لبدء مباحثات بينه وبين قوات الدعم السريع بجنيف السويسرية في 14 أغسطس الحالي.
ويواجه نحو 26 مليون شخص في السودان مستويات مرتفعة من “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، في البلاد، وفق ما أفاد تقرير أوردته الأمم المتحدة الخميس.
وكانت لجنة المعلمين السودانيين، وهي تجمع نقابي مهني، قد أعلنت إطلاق المرحلة الثانية من حملتها الرامية لإيقاف الحرب، بالعمل على حشد الرافضين للحرب والتنظيمات التي ناصرت الحملة، وتوحيد جهودهم في مظلة واحدة رافضة للحرب ومؤيدة للسلام، وهي الحملة التي وجدت تضامناً كبيراً من تنظيمات المهنيين والقوى السياسية والمدنية، وأعلنت نقابة الصحافيين تضامنها معها.
وتوقفت العملية التعليمية بالبلاد منذ اندلاع الحرب في معظم أنحاء البلاد، بما فيها العاصمة الخرطوم، بل ومعظم المناطق خارج نطاق العمليات القتالية، التي تحولت مدارسها ومنشآتها التعليمية لدور إيواء للنازحين الفارين من الحرب.
وتوقفت معظم وسائل الإعلام من صحف وإذاعات مرئية ومسموعة في معظم أنحاء البلاد، عن الصدور، وتشرد آلاف الصحافيين والإعلاميين وفقدوا وظائفهم ودخولهم، وتدمرت دور الصحف والإذاعات والتلفزيون، بل وازدادت حملات القمع، وتحول الصحافيون إلى هدف يطلق عليه أطراف الحرب الرصاص وتوجيه اتهامات الخيانة والعمالة.
وقال السكرتير العام لنقابة الصحافيين، محمد عبدالعزيز، في مؤتمر صحافي الشهر الماضي بالعاصمة اليوغندية كمبالا تحت عنوان “صحفي السودان تحت خط النار : البحث عن الحماية ووفقا للقانون الدولي الإنساني والقرارات الاممية، إن 10 صحافيين قتلوا خلال الحرب، وإن الصحافيين تعرضوا لشتى ضروب الانتهاكات، بما في ذلك فقدان المأوى والتشرد، مع توقف 90 في المائة من المؤسسات الإعلامية عن العمل.
العرب