مقالات وآراء سياسية

هل ستنجح الديمقراطية في السودان هذه المرة ؟

ياسر عبد الكريم
قال جورج طرابيشي : هو عالم سوري في الفلسفة الوجودية والتحليل النفسي توفي في ٢٠١٦م قال الديمقراطية تحتكم الى صناديق الجمجمة وليس الى صناديق الاقتراع .. انها تعتمد على الوعي .

اذا حاولت الطبقة المثقفة والسياسية السودانية التي تتسيد المشهد السياسي اليوم نقل الديمقراطية كما عاشوها ويعيشها الانسان الاوروبي والامريكي . نقول انهم لا يريدون ان بتعلموا من التاريخ لانها ستنتج نفس الاحزاب ونفس البرلمان ونفس الوزير الذي فشل في ادارة الدولة والنائب الذي فشل في الدفاع عن منتخبيه مما نتح عنه كل مرة تسليم السلطة للعساكر ونعود لنفس الذين يستعطفون المواطن بالدين ونرجع الى مربع الاستبداد مرة اخرى . يجب صناعة ديمقراطية خاصة بنا تراعي القبلية والطائفية الدينة والادارات الاهلية . مهما كان وجهة نظرك فيها طريقة التخلص منها ليست بالطريقة التي حاولتها في المرات الماضية لانها فشلت فلا تعيد ما قمت به وتنتظر نتيجة مخالفة. العملية ليست قابلة للتجربة والمغامرة كفانا تجارب ومغامرات اضعتم بها حقوقنا وحقوق اجيال لن ترحمنا نتيجة مغامراتكم وتجاربكم الفاشلة فكثرت تجاربكم انم لم تجنون منها دروس اذن تستحقون الذي جرى لكم .. يجب الجلوس من الان لصناعة ديمقراطية خاصة بنا كما فعلت الهند وايران والبرازيل فيها كل عناصر الديمقراطية الاساسية والمهمة كالتبادل السلمي للسلطة والعسكر لمهمامهم التي خلقوا اليها .

الديمقراطية فكر يا سادة والافكار لا تاخد الصفة الكونية . البذرة التي تنبت في اوروبا وامريكا واستراليا وتريد زراعتها في السودان قد لا تصلح لاختلاف البئية الا في حال اصلاح البيئة المناسبة لانباتها . بعكس الروشتة الطبية البنسلين والبندول والانسولين هو نفسه ما يتم استعماله في السودان ونبجيريا وامريكا وفرنسا بعكس الافكار .. والافكار ليست روشتة طبية فهي بذرة .

اذا اخذنا فشل الحزب الشيوعي في استقطاب اعداد كبيرة من العضوية في السودان وعمره لا يقل عن خمسين عاما لانه اراد تطبيق شعار ماركس كما هو الذي يقول ياعمال العالم اتحدوا فالعامل في الاتحاد السوفيتي يخرج مطالبا بالاجر .. اما العامل في السودان او في الدول النامية عموما يبحث عن الرزق ياخد اجره ويحب عليها .

طه حسين قالها قبل مائة عام : الديمقراطية نجحت في اليونان لحضارة العقل وفشلت في عالمنا لاننا مجتمع بدوي ومازال عندنا حضارة الفقه .. اكبر الاحزاب لا تمارس الديمقراطية وزعيمها له السمع والطاعة باعتباره الفقيه لو طلب ترشبح رجل بسيط مقابل دكتور متخصص في الاقتصاد سيطيعون زعيمهم بغض النظر عن حوجتهم للدكتور .

ارسطو قال : الشعوب الشرقية شعوب بربرية لا تنجح فيها الديمقراطية . هو مخطي تصلح لكن ان تكون مفصلة حسب بئتنا وتقاليدنا .

محمد عبده قال : لا يصلح في الشرق الا مستبد عادل .. وقال هذه الشعوب تعشق الاستبداد والحكم المركزي ..
محمد عبدو ناغم علي الديمقراطية في الشرق الاوسط ولكنه وضع الحلول التعجيزية والاسوأ لانه لا يوجد مستبد عادل والاستبداد في ذاته ظلم فكيف يكون المستبد عادل .

عموما اذا استنسخنا الديمقراطية كما هي في الغرب وامريكا فلن تنجح مرة اخرى او عشرين مرة .. فلابد ان يعكف اصحاب الاختصاص من الان والسودان ملئ بالموهلين في هذا الاختصاص لصناعة دستور وديمقراطية خاصة بنا تراعي القبلية والدين والتقاليد والادارة الاهلية والطائفية الدينية .

‫10 تعليقات

    1. مقال متواضع . اي واحد أثناء حياته الدراسية يستطيع كتابة مقال عن الموضوع دة احسن من كدة. من منكم لقى إضافة

  1. بكل اسف لن يكون هناك دولة اسمها السودان بعد اليوم . عصابات الاخوان المسلحة ستحكم مناطق نفوذها وفقا لما تسميه الشريعة وهى عقوبات قاسية تطبق على الضعفاء لارهاب المجتمع والسطو على الموارد على قلتها . وعصابات الدعم السريع ستكون عصابات قبائل كل قبيلة تحكم مناطق سيطرتها . وسيكون مجتمع الجريمة والانحراف واللاقانون هو السائد . وسيكون ملاذا لكل الهاربين وتجار المخدرات والجنس والمجرمين والمشردين من انحاء العالم ومرتعا للفقر والامراض والعدم . امة بلا اخلاق ولا قيم انتشر الفساد ونهب الموارد واصبحت الدولة فى جيوب كهنة الجبهة الاسلامية . حتى حدائق الاطفال سطوا عليها وبنوا مكانها مساجد للنفاق والكذب والدعاية لتخدير القطيع وقيادته . والنتيجة فقدوا السيطرة وانطلق قطيع الافتراس الذى لا يرحم .

  2. قد نحتاج الى متطوعين مؤهلين ولهم كامل الاستعداد للتحرر من العبودية القديمة وتحمل مسؤولية التغيير نحو الديمقراطية بعيدا عن نزوات السلطة والمال والجاه ليصبحوا قادة ملهمين وأمثلة عملية للاخرين بديلا لاصحاب التنظير والفشل في التطبيق الذين اوردونا الهلاك اليوم .
    من منا مستعد لهذا الدور العظيم ؟؟؟؟
    دور صناعة الديمقراطية من الصفر

  3. ومن منا غير مستعد لصناعة الديمقراطيه سوي الظلاميين الذين يتدثرون بعبائات الفقيه والمرشد والمُلا والشيخ هؤلاء الذين يهابون الحريه لا لشئ سوي انها ستعرى وتفضح زيفهم وضلالهم ومتاجرتهم بكل شى الدين الاخلاق الثروات التاريخ المُثل السلاح والأرواح.
    اتفق مع الكاتب فى ضروره انتاج ديمقراطيه تراعى الأختلافات الثقافيه والتعددية الدينيه والتنوع العرقى
    ديمقراطيه تضع نصب عينيها إخفاقات الماضى حتى لا تتعثر فيها مره اخرى، والبدايه هى ازالة الحواجز عن الطريق ألذى يؤدى إلى هذه الديمقراطيه وأول تلك الحواجز هى الاحزاب الدينيه بكل مسمياتها وفى مقدمتها حزب اخوان الشيطان، ثم كنس احزاب اليمين القائمه على الاعتقاد الروحى فى السيد والإمام وتقديس الشخصيات التاريخيه
    ويقينى ان الاليه الوحيده لإزالة هذه العراقيل هى الوعى ولا يمكن للوعى ان ينمو إلا فى جو يتيح الحريات الكامله للمواطن ولا يمكن إتاحة هذه الحريات فى ظل حكم شمولى عسكرى يتخذ من القمع والترهيب وسيله لإستدامة تسلطه ويرفع شعارات دينيه ليسهل عليه حشد العوام والبسطاء ليستخدمهم فى تنفيذ مخططاته ضد الشعب كما حدث مع ( الفطايس) فى حرب الجنوب
    اذاً البدايه الصحيحه للوصول إلى هذه الديمقرطيه السودانيه هو العوده إلى شعارات ثورة ديسمبر المجيده
    بعد إزاله هذا الكابوس القابع على صدر السودان والسودانيين منذ عام الشؤم سنه ٨٩. على ان يكون التفكير فى صناعه الديمقراطيه التى تلائم السودان متزامناً مع الفعل الثورى لإزاله هذه العراقيل.

    1. المدعو ودالباوقة… كل النكب السياسية و احزابها المنكوبة من اقصي اليمين الي اقصي اليسار و ليس من يتدثرون بعبائات الفقيه و المرشد فقط غير مستعدين لصناعة الديمقراطية و تسليم حزب الأمة السلطة للفريق عبود و إنقلاب الحزب الشيوعي في مايو 69 و محاولة افندية قحت المركزية تبديل تمكين الكيزان بتمكين أنفسهم خير مثال و دليل…

  4. احسنت يا رجل ……….مقال رائع جدا ……… اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ……….
    لكن ممكن اكون اهل السياسة دايرين يستمر الحال هذا لانهم ليسو جديرين بان يصبحو قادة حقيقين لهذا الشعب مطلبهم ان يستمر هذا الصراع لشيء في نفس يعقوب العساكر عموما ما دخلو السياسة الا بإيعاز من السياسيين تاريخيا ( عبدالله خليل ( رئيس وزراء حزب الامة) سلم البلد لعبود تصفية لخصومة سياسية ….. نميري عمل انقلاب لصالح الشيوعيون انذاك ……… البشير انقلابه لصالح الجماعة وهكذا من ادخل العساكر في امر السياسة هم السياسيون انفسهم ……… ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم …
    عموما فكرة رائعة ان يبحث الناس عن طريق لكفية ادارة البلد بعيد عن انماط الغربيين بعد فشل تجربتها في الشرق عموما وفي السودان على وجه الخصوص ……… شكرا ايها الكاتب الرائع ………

  5. “اذا اخذنا فشل الحزب الشيوعي في استقطاب اعداد كبيرة من العضوية في السودان وعمره لا يقل عن خمسين عاما لانه اراد تطبيق شعار ماركس كما هو الذي يقول ياعمال العالم اتحدوا فالعامل في الاتحاد السوفيتي يخرج مطالبا بالاجر….”
    كنت أعتقد أنك رجلا عميق التفكير وتحلل وتنظر في كل شيئ بإمعان المفكر الجاد غير المتسرع للإستنتاجات المتسرعة الضعيفة
    ولكن هنا نسمع كلام فطير ونقد ضعيف
    اذا قلت مثلا أنه لا توجد في السودان اساسا طبقة عاملة يمكن أن تبنى عليها نظرية ماركسية أو غيرها لقلنا أن الرجل ربما يمكن أن يتناول الموضوع بنظرة أعمق وأقرب للواقع .
    فهل كل احفاقات الحزب الشيوعي ذو الخمسين عاما أنه “اراد” تطبيق هذا الشعار؟ …. الحزب الشيوعي له مسيرة عامرة بالسياسة والانقلاب والتحالفات يمكن أن تلقي بظلالها على هذا “الاخفاق” . وشعار يا عمال العالم لا يملك إلا الصفة الدعائية لكل محلل يستبطن النقد الجاد وعليه أن يتجاهله لآن التاريخ الحقيقي للحزب ليس في الشعارات ولكن فيما مارسه الحزب عمليا خلال الخمسين عاما …. وهو نفس المستوى الضعيف من النقد حينما نتكلم عن تجربة الإخوان فقط من منظور سيد قطب وحسن البنا لآن التجربة السودانية لها خصوصياتها التي لم تمر بمخيلتهم ولا حتى بمخيلة معاصريهم من العرب .

  6. ودالباوقة لا يجيد غير الاساءة للمقدسات الاسلامية بالتدثر خلف القول الفج ديل كيزان و ديل حركة اسلامية
    ياريت تفهم انه لا توجد علاقة مابين الاسلام الحق و الكيزان و أن القران الكريم انزل على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم و لم ينزل على سيد قطب أو الترابي أو البشير تلك الفزاعات التي يستخدمها اعداء الدين الاسلامي لكسب ضعاف النفوس الذين لايستطيعون للقيام لصلاة الصبح حاضراً لثقلها على المنافقين دعك عن اليساريين و القحاتة الذين هبطوا بالأخلاق و عبثوا بمقدراتنا الدينية فقط خلال ثلاثة سنوات من حكمهم وما حمدوك و نصر الدين عبدالباري و حنان أم نخرة عنكم ببعيد فكل منهم عادى الدين الاسلامي و لم يستطيعوا محاكمة واحد من الكيزان المفسدين وعلى رأسهم المخلوع البشير و حميدتي المجرم حرامي الحمير بل اتجهوا لتعديل قانون الاسرة و الطفل و ختان الاناث و شرعنة المريسة بإعتبارها غذاء أي خواء و هيافه و تفاهه أكثر من ذلك الشعب السوداني لن ينسى مافعله الكيزان بهم و لن يسمحوا للقحاتة بالجلوس على سدة الحكم و الجنجويد سيتم دحرهم و قتلهم فرداً فرداً و ستعلق المشانق في الميادين لكل الخونة ونراه قريباً و ترونه بعيداً و على الظالم تدور الدوائر .

    1. اتفق مع ود الباوقة في ان اخطرشي على الديمقراطية هو الإسلام يجب من استخدام الدين في السياسة ويمنع تكوين أحزاب دينية واثنية ، المعلوم بالضرورة في الدولة الديمقراطية هي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..