
محمد حسن مصطفي
بعيداً عن جميع الإتهامات وفي محاولة لإيجاد الطريق لإنقاذ السودان الشعب أولاً فالدولة نكتب إلى من يهمه الأمر.
والكلام هنا ليس بالعموم فلا إحصائيات مُلِّكناها وأسفاً أنها لا توجد!.
فعلى الذين يُطيقون القراءة لنا الصبر معنا وإحتياطاً قد يُفيد الرجوع إلى بعض قديمنا.
*
يتفق الغالبيَّة “من شعب السودان” على ضرورة وقف الحرب. والإختلاف يبقى على شروط ذاك الوقف لا الكيفيَّة.
وأهم البنود سيبقى دائماً هو “مصير الجنجويد” أولاً ثم محاسبة قادة الجيش ثانياً فمن سيقود البلاد في مرحلة ما بعد وقف الحرب ثالثاً. ثم بعد ذلك أمور الحياة والبناء والحساب والمعاش .
*
والآن عودة سريعة -لأخذ العظة- إلى فترة شراكة العسكر ومدنيي السلطة حيث كان “الأغلبيَّة” يعلمون بأطماع حميدتي في السلطة ويُهادونه لأسباب تخص كل منهم إن كانوا من الساسة أو الحركات أو قادة الجيش أنفسهم . تلاعب “الغالبيَّة” على حبال الفترة الإنتقاليَّة الهشّة هو ما قادهم جميعاً وشعب السودان قبلهم ومعهم إلى حرب كانت “النيَّة لها” مُبيَّتة عند “البعض” .
علَّ ضعف قادة الجيش الأمنيّ والعسكريَّ و”انعدام” البصيرة “السياسيّة” لديهم كان من أهم عوامل سهولة أجتياح السودان والتنكيل بشعبه وجيشه .
لكن نفاق أغلبيّة القوى وقادة الأحزاب والحركات في تلك الفترة أيضاً كان بمثابة عنصر الإشعال الأول .
*
حقيقة مليشيات الجنجويد كانت معلومة عند “أغلبيّة” شعب السودان لكن سطوة نظام البشير أيام الثورة وعنفه ثم انتصار الثورة عليه وانحياز دقلو مع الجيش إليها شوش الرؤيا من طيبة أهل السودان أن علّ وعسى! .
لكن جريمة فض الإعتصام جاءت لتدق نواقيس الخطر كلها شاهدة تقسم على أن الأصل هو الغالب .
*
وللتاريخ نكتب أن الإشتباك بين الجيش ومليشياته من الجنجويد كان حتمي في نظر كل من كان قلبه مشغولاً خوفاً على السودان ومنذ زمن البشير صانعهم .
لكن لتكتمل الشهادة نسجل أن الأمر ما كان ليتحول إلى حرب يُستباح شعب السودان فيها ويُهزم جيشه “لو” كان الجيش يقوده رجال السودان الحق القادة .
نعم فالمستحيل أن يرضى ضابط في قوات الشعب المسلحة بمهزلة حقيقة تلك المليشيات وتاريخ نشأتها واستخدامها وتعظيم شأنها! ذاك في زمن الكيزان ونعم لم يتحرك الجيش للجمها ولنقل بسبب دفاع البشير وبرلمانه عنها وتخلصه من كل ضابط أعلن أو حذر منها! .
والتاريخ سيشهد على أن أمثال أولئك الضباط في خنوعهم وسكوتهم رغم علمهم بالخطر الذي يتربص بأهلهم وشعبهم وبلدهم قد خانوا العهود والأمانه! نعم تمت إقالتهم بسبب صراحتهم لكن هم كانوا وقتها من كبار القادة في الجيش وكانوا يعرفون كيف أن يتحركوا عندما يتوجب الأمر .
*
وجاءت الثورة وشارك من تسلقوا موجها إلى السلطة مع القتلة من العسكر ومليشياتهم الجنجويد .
كانوا يومها يعلنون للشعب مطمئنين لهم أنهم بشعاب السياسة ودهاليزها أدرى وأن حق الشهداء لن يضيع معهم وأن شراكتهم مع القتلة حنكة و”تكتيك” مرحلة! .
*
الحكمة ضالة السودان المنقذة له وقتها والتي أفتقدها في قيادة المدنيين والجيش بعدها! .
حتى لحظة أن دق لنا ناطق الجيش ناقوس الخطر مئذناً أن الدعم السريع المليشيا خرج عن السيطرة! .
كان “العالم” يعلم أن تلك القوات لم تكن يوماً خاضعة للجيش وقادته والسيطرة! .
*
ونترك “لو” وشيطانها ونأتي بكان ؛
فنقول :
كان على مدنيي السلطة انتهاج الحكمة في تعاملهم مع قيادات الجيش بأن يقودوهم هم لا أن يُقادوا خلفهم!
وكان على قادة الجيش تعلية حسهم الأمني والعسكري في تعاملهم مع وضع مليشياتهم الخطر ولجمهم في جحورهم وحميدتي معهم وبينهم .
*
اليوم والعالم في فرح جنازة السودان أن تزف رخيصة إليه ؛ مازال “الغالبيّة” مختلفين فيمن أطلق رصاصة الحرب الاولى وبينما فزاعة الكيزان نفخت حتى تكاد من الهواء الحار فيها أن تتفجر مازالت “حرب الخونة” تستعر في السودان وتطحن شعبه .
بينما ديوك الساسة والحركات والعسكر تنتفخ علينا تتشاكس وتتبختر! .
*
الحرب في السودان ستقف إن أمر الداعمين لها بوقفها .
هكذا بصريح العبارة وانتهى ؛ وبعدها :
هيهات فلا مكان لجنجويدي لا في الحياة ولا الممات بيننا
ولا لقادة الجيش إلا كأشباح لخونة تهيم التيه أرواحاً منبوذة في السماء .
نضمت والله
الكيزان ليسوا فزاعة.
الكيزان حقيقة قبيحة وجرح وقيح لم يتم تطهيره منذ تاريخ المهدوية اللئيمة الكارثية.
هي بعض السم الذي حقنت به الأساطير الدينية شرايين التاريخ السوداني.
أقول وللمرة الكم لا أعرف لو أننا ناقشنا وقبلنا الاعتراف بأن الدجال المتمهدي ود فحل هو سبب أذى السودان في القرن التاسع عشر لما حرب فينا وعلينا صهره حفيد أول من أدعى المهدية ذات المصيبة.
السودان مركب ع لله
يا حرقة يا غرقة.