حرب سودانية بلا نهاية بصراع الأيديولوجيات “تصريحات متضاربة تغذي حرباً لا تبقي ولا تذر” ..!!؟؟

د. عثمان الوجيه
في خضمّ الصراع الدامي الذي يمزّق السودان ، تتوالى التصريحات المتضاربة من كبار المسؤولين العسكريين ، لتزيد من تعقيد المشهد وتعمّق جراح الوطن ، ففي تناقض صارخ مع تصريحات سابقة ، تراجع مساعد القائد العام للجيش السوداني ، ياسر العطا ، عن ادعائه بأن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يرغب في التنحي ، فبعد أن أثار حديث العطا السابق حول رغبة البرهان في ترك السلطة وتسليمها لنائبه شمس الدين الكباشي ، موجة من التساؤلات حول مستقبل الصراع ، جاءت تصريحاته الجديدة لتدحض تلك الرواية ، وتؤكد على عزم القيادة العسكرية على مواصلة الحرب حتى تحقيق النصر ، مهما طال الزمن ، ففي خطاب ألقاه على قواته ، أكد العطا أن البرهان لن يتنحى طالما استمرت الحرب ، بل إنه على استعداد لمواصلة القتال لسنوات طويلة “قال : مئة سنة قال -نسيت عزرائيل- ؟؟!!” ووصف اتهامات البرهان بالتشبث بالسلطة بأنها محض افتراءات ، مؤكداً أن القائد العام تعرض لمحاولة إغتيال من قبل قوات الدعم السريع ، هذه التناقضات في التصريحات الرسمية تثير العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية للطرفين المتحاربين ، وحقيقة نواياهما في إنهاء الصراع ، ففي الوقت الذي يدعي فيه كل طرف أنه يدافع عن الوطن والمواطن ، تتواصل المعارك الدامية وتتزايد الخسائر في الأرواح والممتلكات ، وإن استمرار الحرب بهذا الشكل يهدد بتدمير السودان بالكامل ، ويدفع بالبلاد نحو مستقبل مجهول ، فالتصريحات المتضاربة والاتهامات المتبادلة لا تساهم في حل الأزمة ، بل تزيد من تعقيدها وتعميق الشرخ بين الأطراف السودانية ، وإن ما يحتاجه السودان في هذه المرحلة الحرجة هو الحوار الجاد والصادق بين جميع الأطراف السودانية ، بعيداً عن لغة التهديد والوعيد ، فالحل العسكري لا يمكن أن يكون حلاً مستداماً لأزمة سياسية ، بل هو طريق مسدود يقود إلى المزيد من الدمار والخراب ، هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في المساحة وبهذه العجالة وهي :- في خضمّ الصراع الدامي الذي يمزّق السودان ، والذي قضى على الأخضر واليابس وشرد الملايين ، برزت مساعٍ أمريكية جديدة لحل الأزمة ، فبعد طول انتظار، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا أشارت فيه إلى اتصال بين وزير الخارجية الأمريكي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ، شددت فيه على ضرورة مشاركة القوات المسلحة في محادثات سويسرا التي تسعى الولايات المتحدة جاهدة لعقدها ولكن ما لفت الانتباه في هذا البيان هو التغيير اللافت في توصيف عبد الفتاح البرهان ، فبدلاً من وصفه المعتاد بـ”قائد القوات المسلحة”، كما كانت تفعل الإدارة الأمريكية منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021م ، تم وصفه هذه المرة بـ”رئيس مجلس السيادة”، هذا التغيير الطفيف في التوصيف حمل في طياته دلالات عميقة ، فسره البعض على أنه تودد من قبل الإدارة الأمريكية لإقناع البرهان بالمشاركة في المحادثات التي تسعى جاهدة لعقدها ، قد يكون هذا التغيير في التوصيف مؤشرًا على اعتراف أمريكي ضمني بـ”مجلس السيادة” الذي يترأسه البرهان كجهة حاكمة شرعية في السودان ، على الأقل مؤقتًا ، وربما يكون الهدف من هذا التغيير هو زيادة الضغط على البرهان للمشاركة في المحادثات ، حيث أن مخاطبته بلقب “رئيس مجلس السيادة” يمنحه شرعية أكبر ويجعله أكثر انفتاحًا على الحوار ، وقد يعكس هذا التغيير تغيرًا في السياسة الأمريكية تجاه السودان ، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السودانية ، وتدرك أن البرهان يلعب دورًا حاسمًا في هذا الحل ، لكن ، هل سيستجيب البرهان لهذا التغيير في الموقف الأمريكي ويسعى للمشاركة في المحادثات؟ وهل ستقبل مليشيا الدعم السريع المتمردة ، بالمشاركة في هذه المحادثات ، أم أنها ستصر على شروطها الخاصة؟ وهل ستؤدي هذه المحادثات إلى إنهاء الصراع في السودان ، أم أنها ستكون مجرد محاولة يائسة لإيجاد حل مؤقت؟ فقد تمثل هذه المحادثات فرصة جديدة لتحقيق السلام في السودان ، إذا ما أبدت الأطراف السودانية جميعها جدية في الحوار والتفاوض ، وقد تؤدي هذه المحادثات إلى تعميق الانقسامات بين الأطراف السودانية ، إذا ما فشلت في تحقيق تقدم ملموس ، وقد تؤدي هذه المحادثات إلى تغيير في موازين القوى داخل السودان ، مما قد يؤثر على مستقبل البلاد ، وفي الختام ، يبقى السؤال المطروح : هل سيستغل السودانيون “نعومة بيان الخارجية الأمريكية” ويذهبون إلى جنيف لمفاوضات جادة لإنهاء الصراع؟ أم أن هذه المحادثات ستكون مجرد محاولة يائسة لإيجاد حل مؤقت؟ وإن نجاح هذه المحادثات يعتمد على العديد من العوامل ، من بينها إرادة الأطراف السودانية للسلام ، ودعم المجتمع الدولي ، والضغط الدولي على الأطراف المتحاربة للوصول إلى حل سلمي ، وإن السودان في أمس الحاجة إلى السلام والاستقرار ، فهل ستكون هذه المحادثات هي البداية لنهاية الصراع؟ وفي الختام ، يبقى السؤال المطروح : إلى متى سيستمر هذا الصراع الدامي؟ وهل ستتمكن الأطراف السودانية من تجاوز الخلافات والتوصل إلى حل سلمي يحفظ كرامة الوطن والمواطن
How long will this bloody conflict continue? Will the Sudanese parties be able to overcome their differences and reach a peaceful solution that preserves the dignity of the country and its citizens?
وعلى قول جدتي :- “دقي يا مزيكا !!”.
خروج :- رحلة اليأس في الصحراء ، ففي قلب الصحراء الشاسعة ، حيث تتلاقى حدود ليبيا والسودان ، تنسج خيوط المأساة حكايات مروعة ، ففي رحلة يائسة بحثًا عن الأمان ، يغرق الآلاف من السودانيين في بحر من المعاناة ، تاركين وراءهم ديارهم وأحلامهم ، وتحولت الصحراء إلى مقبرة جماعية ، حيث تبتلع رمالها أحلام الهجرة وتدفن آمال العبور ، حوادث انقلاب الحافلات ، والاعتقالات التعسفية ، والابتزاز المالي ، باتت جزءًا لا يتجزأ من رحلة اللاجئ السوداني ، ففي كل حادث مأساوي ، يفتح جرحًا نازفًا في قلوب الملايين ، ويكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السودانيون ، ومدينة الكفرة الليبية ، التي كانت يوماً ملاذاً آمناً ، تحولت إلى ساحة معارك جديدة ، ففي مستشفياتها ، تتوالى جثث الضحايا ، وتتراكم أعداد المصابين ، قصصهم تروي مأساة شعب بأكمله ، هرب من جحيم الحرب ليجد نفسه في جحيم آخر ، ولكن لماذا يختار السودانيون هذه الطريق الشاقة والمليئة بالمخاطر؟ الإجابة بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه: الحرب ، فالحرب في السودان دمرت كل شيء ، وحولت حياة الملايين إلى جحيم ، فالهروب من الموت المؤكد في الوطن ، أصبح بالنسبة للكثيرين أفضل من البقاء في ظل القصف والدمار ، وتتباين ردود الفعل الدولية إزاء هذه الأزمة ، فمنظمة الأمم المتحدة ، ومفوضية اللاجئين ، وغيرها من المنظمات الإنسانية ، تبذل جهودًا حثيثة لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السودانيين في ليبيا ، ولكن هذه الجهود تبقى قطرة في بحر ، أمام حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السودانيون ، وفي خضم هذه المعاناة ، يظل السؤال الأهم : متى ستنتهي هذه المأساة؟ ومتى يستطيع السودانيون العودة إلى ديارهم ، ويعيشون في سلام وأمان؟ وإن ما يحدث للسودانيين في ليبيا هو جريمة ضد الإنسانية ، تستدعي تكاتف الجهود الدولية لإنهاء الصراع في السودان ، وتوفير الحماية للاجئين ، وإعادة بناء البلاد، ونختم بالدعاء :- اللهم أسألك اللطف بالسودان والسودانيين في الداخل والخارج..
#أوقفوا الحرب ولن أزيد ،، والسلام ختام.
إذا لم يدحر الكيزان وجيشهم المؤدلج الي الأبد لن ينعم السودان بالأمن والاستقرار.
قلنا نقرأ المقال علشان نعرف ما هو صراع الايديولجيات ونفهم ما هي الايديولجيات زاتها لا لقينا ايدلوجيات ولا عرفنا معناها ….
امثالي من اصحاب الدرجات العلمية العالية جدا لا يمكنهم التدني لأصحاب العقول الضحلة
اعمل ليك شنو لو ما تقدر تفهم. عليّك الرجوع الي المدرسة
خليك منو قال عندو دكتوراة في علم الاجتماع والخلق من جامعة الإمام الازهري.
لله درك يا الشعب السوداني
صراع ايديلوجيات ، صراع حركات مسلحة ، صراع احزاب سياسية ، صراع قبلي واثني باطن ، صراع دولي ، صراع اقليمي , صراع جوار ، مجاعة ، نزوح ، لجوء ، سيول و فيضانات ، عقارب وثعابين ، ملاريا وكوريلا ، قتل وسلب ونهب واختطاف واعتقال ، كل هذا يتم باسم الشعب السوداني ومن أجله !!!!!
قمة النفاق من كل المجتمع الإنساني !!!!
ليس في مقالك لاصراع ايدلوجيات ولا التصريحات المتضاربه. كان تسمي مقالك هذا ضوء في اخرالنفق