الشعر
آخر الليل

بدرالدين محمد
في اخر الليل
لم اشعل سيجارتي كالعادة
في اخر الليل
لم اضع راسي في الوسادة
جلست وحيداً
سرحت بعيداً
وعدت الي سليماً كما العادة
في اخر الليل
سافر شوقي لمدن بعيدة
لشوارع مشتني ومشيتها
أغرقتها في يوم السعادة
لم اشرب الماء رغم وجوده
ورغم عطشي
احن لماء يحن الي
وتراباً له ذكرة في خدودي
وصوت يغرد في الفجر
ينادي علي
العبادة ، العبادة
في اخر الليل
استكنت قليلاً
برغم الظروف
وروحت عن نفسي
بقلم شغوف
ونمت في صحوي
بدون وسادة
في اخر الليل
الليل هذا كَليلٌ مثله
مر علي سنيناً طوال
عشرون عاماً يقال
والحمدلله يمر سريعاً
بلا ما يقال
سوى في الدفاتر
في اخر الليل
الليل هذا
ليس ليلاً كاخر السنوات
بل من شدة شوقي طال
وغداً قد انام
في اخر الليل
في اخر الليل هذا
الليل الفخيم هذا
ساحلم اني نمت
ولو لدقائق
وسيكون كرسي هو الوسادة