الحياة الأبدية لأبي الهول

إدوارد كورنيليو
في ليلةٍ مظلمة ،
عندما يكون القمر مختفيًا خلف السحب ،
انفجرت الحياة في تمثال أبو الهول .
.
كانت الصخور تهتز والرمال تتحرك كأنها ترقص على أنغام قديمة.
.
أبو الهول ، الذي كان ينام في سكونه الحجري ،
استيقظ فجأة. عيناه الحجريتان أصبحت حية ،
ورأسه الإنساني انفصل عن جسده الأسدي .
.
تحركت قدماه الأماميتين ،
وكأنه يستعد للخروج من قبره الحجري.
.
تجمعت الأرواح القديمة حول أبو الهول.
كانوا يرقصون ويغنون بأصوات مهزوزة ،
يحيون اللحظة التي طال انتظارها.
كانوا يعلنون قيامة أبو الهول ،
الحارس الأبدي للأهرامات.
.
أبو الهول انفصل عن قاعدته الحجرية وانطلق نحو السماء.
.
كانت أجنحته تتلألأ بألوان الفجر ،
ووجهه يشع بالحكمة والقوة.
.
ارتفع أبو الهول فوق الأهرامات ،
وكأنه يحمل أسرار العالم والزمن.
.
وفي لحظةٍ غامضة ،
اندمج أبو الهول مع السماء.
أصبح جزءًا من النجوم، يراقب الأرض من بعيد.