تعدد المنابر الداعية لإيقاف الحرب في السودان.. هل ساهمت في انعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة؟

تقرير: النعيم عبدالغني
تعددت المنابر الداعية لإيقاف الحرب في السودان مع الاهتمام الدولي الذي انحصر مؤخرا في إصدار بعض المواقف الداعية لإنهاء النزاع، دون أن يكون لتلك المواقف أيّ أثر حقيقي على الطرفين المتحاربين، وهو ما نتج عنه انعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة من جهة والقوي السياسية الداعية لإيقاف من طرف آخر الأمر الذي رجحه مراقبون يروا أن الحراك الجاري في السودان من شأنه أن يفتح كوة في الأزمة السودانية، لكن فرص نجاحه تبقى ضئيلة، طالما أنه لا تتوفر إرادة ثقة لوقف القتال لدى الطرفين، فضلا عن استمرار تحريض فلول النظام السابق، التي لن تقبل بأن تستعيد القوى المدنية توازنها، وأن تعيد إليها زمام المبادرة.
وما نشر عن صحيفة اندنبدت عربية عن مدني عبداللطيف، المتخصص في العلوم السياسية، أن تعدد المبادرات في السودان أدى إلى تنافس سلبي بينها، مما أثر على الأوضاع الداخلية وزاد من التأثيرات الخارجية، مما ينذر بنقل أجندات الصراعات الدولية والإقليمية إلى السودان.
كما زادت هذه الحالة من رغبة بعض الفاعلين في التدخل، مما أدى إلى ظهور وساطات تحمل مطامع غير بريئة. وأشار إلى أن التوترات في العلاقات السياسية والدبلوماسية عطلت المبادرات الرامية لوقف الحرب، مثل مبادرة دول الجوار التي تأثرت بتوتر العلاقات مع إثيوبيا وتشاد. كما أن إريتريا بدأت تتحرك بشكل منفرد لتنظيم مشاورات سياسية، بينما تصاعد التوتر مع تشاد بسبب اتهامات بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع.
ويعتقد شريف محمد عثمان، الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني وعضو تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم”، أن هناك عاملين رئيسيين وراء الفشل في تحقيق السلام: الأول هو عدم وجود جدية ورغبة حقيقية في الوصول إلى السلام، والثاني هو تعدد المنابر.
وفي حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، يوضح عثمان أن العديد من المبادرات التي أُطلقت منذ بداية الحرب كانت تهدف إلى إنهائها، لكن التجربة أثبتت عدم وجود جدية في التعامل مع هذه المبادرات أو إنهاء النزاع.
ويحمّل عثمان الجيش المسؤولية الأكبر عن عدم نجاح هذه المبادرات، مشيرًا إلى أن قادة الجيش يستمرون في تقديم أعذار متعددة لعدم العودة إلى الحرب، بينما يتحدثون عن الحسم العسكري الذي أثبت فشله، حيث لا يزال بعيد المنال، ويعاني السودانيون من تداعيات الحرب من قتل ونزوح وجوع.
كما يشير عثمان إلى مسألة تعدد المنابر، قائلاً إن هذا التعدد لا يسهم في إنهاء الحرب، لذا دعا منذ وقت مبكر إلى توحيد الجهود الدولية والإقليمية، وإشراك ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والإيغاد ودول الجوار في منبر جدة لزيادة الفاعلين والمؤثرين في هذا السياق.
اماالكاتب الصحفي والمحلل السياسي الهضيبي يس فيرى أن تعدد المبادرات الرامية لحل الأزمة السودانية تسببت في العديد من الشكوك حول التحالفات والتنظيمات التي لطالما ظلت تدفع بهذه المبادرات.
سيما وأن اكتساب هذه الصفة يظل نتاج لحاله الخلافات التي كثيرا ما نشبت بين تلك التحالفات وافقدت المواطن السوداني الثقة انها قادره على توفير اي نوع من أنواع الحلول.
كذلك أيضا كثرة المبادرات أدى إلى تضارب مواقف السياسية ناحية نوايا حل الأزمة أبرمتها. فضلا عن تعدد المبادرات رغبة في طرح حلول سياسية لا تكاد تخلو من مساومة على فكرة السلطة، وهو ما افرز ما يعرف بالاحتقان السياسي مما عطل دور التنظيمات السياسية السودانية في توفير اي حل للازمة.
ونقلت صحيفة القاهرة الإخبارية عن الباحث في المركز المصري للدراسات محمد عبد الرازق، قوله إنَّ المبادرة التي أعلنت عنها “إيغاد”، تواجهها عدة تحديات، أبرزها حاجز الثقة المفقود بين الطرفين، بالإضافة إلى إصرار الطرفين على الحسم العسكري، فضلًا عن بدئهما مرحلة جديدة من الاشتباكات، وظهر ذلك في تنفيذ ميليشيا الدعم السريع خطة حرب الشوارع والمدن والاستيلاء على سيارات حكومية وإلصاق بعض الجرائم التي ترتكبها بالقوات المسلحة السودانية، من أجل نشر حالة الفوضى بين الشارع السوداني، فيما بدأ الجيش السوداني مرحلة ثانية من المواجهة، أطلق عليها مرحلة تنظيف السودان من ميليشيا الدعم السريع، للسيطرة على بعض المواقع التي تتحفظ عليها.