مقالات وآراء

قضاة ومحامو السودان .. ماذا تنتظرون؟ لماذا لاتطالبون بالفصل السابع ؟

د. محمد عطا مدنى

كفى الشعب السودانى تعذيبا وقتلا وتهجيرا وتشريدا وفقرا وتجويعا واغتصابا لحرائره ، كفاه مرضا ولجوءا وتسولا فى بلاد الناس ، ووطنه من أغنى أوطان العالم ، ماذا تنتظرون؟ أن ينتهى هذا الشعب ولا يبق منه أحد؟ والنتيجة الحتمية أن يتحول الوطن لأرض فراغ ، تغرى الذئاب والثعالب والضباع القريب منها والبعيد ، أن يتدافعوا عليها لاستغلال خيراتها ، ويصبح اسم السودان فى خبر كان؟
هل جفت منابع الوطنية من وجدان الآلاف من القضاة والمحامين الكبار الذى كان يشار إليهم بالبنان
ويهزون جنبات المحاكم ، ومنصات القضاء بأصواتهم المجلجلة ، وأصوات مطارقهم على مناضد العدالة ، باحثين عن الحق والعدل ونصرة المظلوم؟ ممسكين بأقدام الفساد إلى حيث ينفذ فيهم القضاء العاجل؟ .
هل لازلتم فى انتظار (الحرباء) أن تغير جلدها القمىء ، مدنيا كان أم عسكريا ، لتذهب إلى جنيف أو تأتى من جدة لتنقذ ما بقى من الشعب فى مفاوضات -إن حدثت أم لم تحدث- أو تهربوا منها كعادتهم ، ولا طائل من ورائها؟ وإن حدثت ، سيتفق علينا المجرمون بكل أنواعهم ومسمياتهم ، ويتم إعفائهم من تبعات جرائمهم ، ويعودوا ليواصلوا قتلنا وتشريدنا وتجويعنا واغتصابنا؟
لماذا صمتت أصواتكم؟ هل جف مداد أقلامكم؟ هل فقدتم أرواب العدالة ، نحن مستعدون لاستيراد أرواب جديدة لكم، فقط تجمعوا وكونوا هيئة شعبية مستقلة تسند (تقدم) قانونا ، واصدحوا بآرائنا أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحاكم الجنائية الدولية ، فقد مللنا الكتابة عن الحرية والخلاص من الاستبداد ، كتبنا حتى تكسرت أقلامنا لعدم الاستجابة ، لقد استبدلنا الحروف بالصراخ ، احملوا صدى صرخاتنا إلى مؤسسات العدالة فى العالم ، نحن نُقتل كل ساعة ، ونُغتصب كل دقيقة ، الاغتصاب الحقيقى الأكثر قسوة هو أن تشعر أن لا وطن لك ، وأن آخرين قد مزقوا جذورك فأصبحت هائما على وجهك لا تعرف إلى أين تذهب؟ (إلى من تكلونا ، إلى عدو بعيد يتربص بنا ، أم عدو قريب ملكناه أمرنا ، فنقض العهد ، وحاد عن الطريق ، وملك أمره لأعداء الله والوطن والشعب ، فخذلنا وشارك فى تعذيبنا وقتلنا وتجويعنا)؟
هل أنتم أقل كفاءة من قضاة ومحامي جنوب أفريقيا الذين هبوا يدافعون عن الفلسطينيين أمام المحاكم الدولية ، حاملين أدلة الإبادة الجماعية التى قام بها القتلة الصهاينة ضد الشعب الفلسطينى؟ ها نحن الآن نباد إبادة أكثر قسوة من إبادة الإسرائيليين للفلسطينيين ، فهؤلاء أعداء لهؤلاء دينا وعنصرا وثقافة..! أما نحن كمسلمين نباد الآن وأمس وغدا .. بيد من هم مسلمون مثلنا ، ولغتهم مثل لغتنا ، وعرقنا واحد فكلنا سودانيون..! .
كونوا هيئة قانونية الآن تحت أى مسمى، وطالبوا بتطبيق الفصل السابع، واطلبوا تفويضكم من الشعب تجدوا الملايين تفوضكم ، وهذه توقيعاتنا حاضرة منذ الآن..! .
لا تعتقدوا أن الحرباء ستغير جلدها وترتدى مسوح السلام .. شعار الحرباء كما تعلمون (فلترق كل الدماء)
وهى ترى أن هنالك دماءا لم تُرق بعد ، وتطمع أن ترى الدماء أنهارا وسيولا ، لأنها تنتشى وتسعد لرؤية الدماء ، لتوغل فيها حتى الثمالة..! .
لم تحل مشكلة الكونغو فى الستينات بالمفاوضات بين موبوتو وتشومبى ، ومات فى سبيل إيجاد السلام باتريس لومومبا ، قتله المجرمون من طرفى القتال لأنه كمحام كان يطالب بالدولة المدنية . وتدخلت جيوش 34 دولة تحت شعار الأمم المتحدة بقبعاتهم الزرق ، وكان من بينهم كتيبة سودانية عندما (كان) لدينا جيش وطنى..! وتم إيقاف الحرب بالقوة ، والقبض على المجرمين ، وإحالتهم إلى التحقيقات الدولية..! .
كوّنوا هيئة قانونية الآن ، وكونا وفدا مشتركا مع (تقدم) إذا أرادت ، أو وحدكم ، وخاطبوا مجلس الأمن وتقدموا بأدلتكم وبراهينكم الجنائية بالقتل والإبادة الجماعية والفردية إلى المحكمة الجنائية الدولية ، وطالبوا مجلس الأمن بتطبيق الفصل السابع ، الأدلة موجودة فى مئات من مقاطع الفيديو ، واطلبوا التفويض عبر الإنترنت ، فسيفوضكم الملايين من الشعب المظلوم الجائع المشرد داخليا وخارجيا.
فهل تستمعون إلى صرخاتنا الآن؟ أم أننا نصرخ فى واد تضيع فيه صدى الصرخات هباءا فلا يبقى منها أثر؟ (ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد)..! .

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. يا ما اسديت النصح يا دكتور و لكن هذه سنن الحياة و هي أن الشعب يدفع اثمان باهظة كي يكون هناك مستقبل لهذه البلاد. و لكن هذا الثمن ما كان من طوع اختياره إنما سببه هو ان من يظل نائما مثل اهل الكهف لا يجد من الدهر ما ينتظره او يأمل فيه و إنما يجد نفسه اكثر شعوب الكرة الأرضية ذل و هوان

    1. مصيبة الشعب السوداني في النجب، ولقد ابدع دكتور منصور جالد في كتابه النخب السودانية وادمان الفشل، تلقى الواحد عائش في بريطانيا أكثر من أربعين سنة، ولسة كل سنة بزسلو ليه الابريه والحلو مر والشرموط في رمضان، همه الوحيد الدكتورة والوظيقة والمرتب الكبير، اما السودان فاليذهب إلى الجحيم

      1. حياك الله دكتور محمد عطا لقد صدقت القول والروية والنصح،حقيقة قد طفح الكيل وبلدنا وشعبنا السودانى فى طريق الضياع والتدمير الكامل بسبب مجرمين غير مؤهلين اصلا لقيادة هذا البلد بعد أن ثبت ذالك عمليا وبكل الأدلة والبراهين بعد أكثر من ثلاثين عاما عاشور فيها فساداً فى الارض واقعدوا الوطن وشوهوا أخلاقه وعبثوا بل كذبوا بدين غالبية شعبه الاسلأم واساو إليه كما فصلوا جنوب الوطن العزيز وأشعلوا الفتن بين أهل السودان وقتلوا الأنفس بغير الحق كما لم يأمر الله بل نهى عن ذالك وعملوا كل ما نهى عنه فى كل الأعراف والشرائع السماوية والإنسانية واخيرها إشعال حرب ضروس فى الوطن وكل ذالك من أجل أن يستمروا فى سرقة حكم البلد والشعب عنوة عنه بل على النقيض من إرادته الحرة من أجل الاستمرار فى نهب أموال وثروات السودان وشعبه وواد ثورته عليهم والتى شهد العالم بها ولا ينكرها الا هم الكيزان وحلفاؤهم من الطفيلين والحرامية وفاقدى الضمير والأخلاق والدين اى دين والمجرمين أمثالهم الذين يعيشون لعدم كفاتهم النفسية والعقلية والأخلاقية فى ظل حكم الطاغوت والمجرمين،وعليه مع احترامنا وتاميننا على كل الفعل الثورى المدنى فى حراك الشارع وغيره من النضال المدنى بل نناشد باستمراره باقوى مما كان فى ثورة ديسمبر المجيدة بل تطويره بكل الإبتكارات الثورية فى داخل الوطن وخارجه،وبعد تجريبه ونجاحه الجزءى فى إسقاط راس نظام المجرمين الكذابين ولكن، لم يستطيعوا إلى الأن من اقتلاع النظام برمته واستاصاله من جسم الوطن لكى يتعافى وهذا بسبب،فقدان الجماهير الثورية لأداة التغير الحاسمة والمضادة لقوة نظام المجرمين الكذبة الا وهى القوات المسلحة التى يمكن أن تنتزع السلطة حقيقة وتفرض إرادة الشعب وجماهيره الثورية،وهذا ما حال دون إنتصار الثورة السودانية فى ديسمبر وحتى الأن ،علما بأن تكتيك المجرمين الكذبة وايدلوحبتهم عبر تاريخهم السياسى فى السودان منذ ظهورهم فى الساحة السياسية السودانية يعتنقون العنف المسلح بل يومنون قناعة راسخة فى تفكيرهم الإجرامي بأنها الوسيلة التى تمكنهم من الوصول لحكم السودان والاستمرار فيه بقهر غالبية شعبه وارهابه بل قتل كل من يعارضهم فى الاستمرار فى إفساد البلاد ونهب ثروتها لصالح جماعتهم الفاسدة والمفسدة،وعليه لقد استبشر الكثير من شرفاء السودان وثوريه حتى بالدعم السريع فى كسر بندقية المجرمين الكذبة وهذا يعنى نهايتهم وخلاص شعبنا والسودان منهم وبداية استنشاق هواء التعافى واللحاق بالامم المتقدمة بل بداية الطريق لحياة طبيعية متطورةنحو الافضل،وذالك رغم علمهم بأنهم كانوا حلفاء الامس فى قتل وتدمير ونهب الشعب وسلطته وبلده ولكن،قد عزا البعض هذا قد يكون اختلافهم الأخير هدية السماء لاهل السودان،هذا بجانب فشل انتزاع السلطة بواسطة الشعب بعد ثورته كما قلنا لافتقاده للقوة المسلحة التى تنتزع فعلا السلطة من ايدى المجرمين الكذبة بالقوة المسلحة وكما أثبتت تطور الأحداث هذا لا بد منه بل ضربة لازب لنجاح حقيقة التغير واستلام شعب السودان فى غالبيته سلطة بلده هذا ،بجانب أنه استراجتهم فى الاستمرار فى حكم البلد عبر القمع العسكرى وتحت سطوة السلاح،وعليه لإمكانية التغير حقيقة شرط أساسى وجود قوة مسلحة على أرض السودان اقوى من القوة المسلحة للمجرمين الكذبة وتنزل الهزيمة بهم عبر صراع مسلح اى حرب كما حادث الأن بين قوات الدعم السريع وقوات مليشيا الحركة الإسلامية والتى سميت الجيش السودانى وتوابعها من مليشيات اصغر ذات مسميات عدة ككتببة البراءة والسانفار الشعبى وحلفاؤهم من المليشيات العسكرية المشتراءة أو المدفوع لها من أموال الشعب لكى تقاتل من أجل استمرارهم فى الحكم قهرا لشعب السودان فى غالبيتهم والاستمرار فى تدمير البلد لأطول مدة ممكنة يضمنوا هم وحلفاؤهم الدوليين مصدر نهب مصلح لهم ومنصة عالمية للاجرام والفساد فى الأرض بكل أشكاله وطبعا تحت غطاء كل الكذب بالدين تارة وبالوطنية وغيرهم من الطلس والتدليس،ولذا من أجل وقف هذه الكوارث وقبل أن نفقد بلدنا السودان فيما تبقى منه جغرافيا وشعبيا يجب استكمال ثورتنا والوصول بها إلى غاياتها وهذا لن يحدث كما قلنا الا عبر القوة المسلحة التى تنتزع فعلا السلطة وتحمى سلطة الشعب فيما بعد النقيضة لسلطة المجرمين الكذبة،نحمد الله على انسلاخ القوة العسكرية للدعم السريع عن القوة العسكرية للحركة الإسلامية أو الكيزان أو نظام الثلاثين من يونيو،هذا يمكن أن يكون رصيد لقوة الثورة فى كسر بندقية المجرمين الكذبة والى الأن رغم الماسة التى مرت وتمر بها بلادنا وشعبنا لكن،كما قلنا هذا هو سلوك الكيزان وايدلوجيتهم بل انانيتهم المفرطة فى الا أخلاقية .وعليه اقتراح دكتور محمد عطا للقانونيون من محامين وقضاء ومنظماتهم ،بل أضف لكل القوى المدنية فى منظماتها المختلفة،والنقابات السودانية المختلفة وكل تجمعات ومنظمات السودانيين فى داخل السودان وخارجه وشخصياته الوطنية بحب أن تتضامن وتبتدع الوسائل المختلفة التى تطالب بها فعلا مجلس الأمن والأمم المتحدة لوضع السودان تحت البند السابع والتدخل العاجل عسكريا لإنقاذ الشعب والبلد من الضياع والمجاعة والموت بفرض وقف الحرب عسكريا ودبلوماسيا بوجود قوات أمنية على أرض السودان لتوقف الحرب وتعيد بناء الموسيقية فى السودان واولها بناء كويسة عسكرية وأمنية قومية سودانية مطهرة من عناصر ما سموا أنفسهم كذبا إسلاميين.نسال الله القدير أن تقف هذه الحرب قريبا ويفرض هذا على من يرفض وقفها بغرض الاستمرار فى حكم البلد واعنى ما يسموا بالاسلامين أو الكيزان طاعون السودان وشعبه وان الله لقادر على نصر الحق وإيقاع الهزيمة بالمكذبين بدينه المجرمين.

  2. للأسف الأخ المصرى الذى قال شعب ذليل اقرأ التاريخ القديم لمصر والسودان كى تعرف من الشعب القوى الحر ومن هو الشعب الذليل، وقد لايكون مصريا، قد يكون كوزا متخفيا، فإذا كنت كوز فأنت تخاف من التدخل الأجنبى الذى سيقبض على كل المجرمين من الأطراف الثلاثة، الدعم وجيش الكيزان ورئاسة المؤتمر اللاوطنى الذى أشعل الحرب. وإن كنت مصريا فأنتم خضعتم لأى استعمار جاءكم أما الشعب السودانى فلا.. جاء الرومان واحتلوا مصر، وحاربناهم نحن ولم نمكنهم من احتلال السودان بل حاربتهم إ مرأة وهى أمانى ريناس ووقفت أمام أقوى جيش فى العالم . واضطر الامبراطور أسطس أن يعقد معها اتفاقية سلام ويبنى لها معبدا رومانيا هدية فى النقعة بالسودان. وجاء محمد على باشا تاجر الدخان واحتل مصر بسهولة ، وأرسل اسماعيل باشا ابنه لاحتلال السودان فتم قتله هو وجيشه فى شندى على يد الملك نمر ملك الجعليين. وجاء البريطانيون واحتلوا مصر بسهولة ولما حاربهم أحمد عرابة هزموه فى موقعة التل الكبير عام 1882 وحكموا عليه بالإعدام ثم خففوا الحكم الى النفى فى سيلان بجوار الهند. وبعد 3 سنوات عام 1883 جاء الانجليز لاحتلال السودان بقيادة الجنرال هكس باشا ومعه ضباطه الانجليز وجشكم جاء لمساعدته فى احتلال السودان وهاجمت قوات المهدى الحملة وقتلت الجنرال هكس باشا وكل جنوده وضباطه الانجليز والمصريين وغنمت اسلحتهم ومدلفعتهم وفى عام 1885 حاصرت قوات الامام محمد احمد المهدى الخرطوم وحررت الخرطوم وقتلت الحاكم العام الانجليزى الجنرال غوردون ومعظم ضباط جيشه المصريين وجنوده المصريين الذين جاءوا لمساعدة الأجنبى لاحتلال بلادهم. ولذلك لو أمكن لنا حمل السودان ليكون بجوار جنوب أفريقيا المسيحية لحملناه بعيدا عنكم لأن كل المصائب جاية لنا من الشمال.. نحكى تانى والا نزيد؟

  3. اصلاح خطاء طباعة أعلاه:على القوة العسكرية الأممية إعادة أو إنشاء الموسسية فى السودان اى وجود مؤسسات الدولة الحديثة من جهاز تشريعى ديمقراطى ومثله تشريعى و تنفيذي وطبعا هذا بتمكين ممثلى قوى التغير الشعبية والتى هى مناط بها تحقيق ذالك تحت حماية القوة الأممية،وعلى راس المهمات بعد وقف الحرب تكوين موسسة عسكرية قومية تعبر عن كل شعب السودان وإعادة هيكلة كل الأجهزة الأمنية بما فيها البوليس والمخابرات وغيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..