اخر العِلاج الكّي – حظر الطيران

محمود الدقم

فرصة اكثر من ذهبية طارت من بين يدي الاسلامونجية والبلابسة والفلولية بجنيف ، كان بامكانهم الذهاب والجلوس مع الوفود الدبلوماسية الرفيعة ، مع راس الخارجية الاميريكية ، مع ممثلة الولايات المتحدة الامريكية لدي جنيف ، مع المعبوث الاميركي ، وممثلي دول الاتحاد الاوروبي ، والايغاد ، والوفد السعودي ، ووفد الاتحاد الافريقي ، كان بامكانهم اقناع العالم بوجهة نظر جيشهم ، وماذا يريد وماذا ما لا يريد ، ثم يقلبون الطاولة علي من فيها ويرجع وفد الجيش للخرطوم ظافرا منتصرا لكن مرمي الله عمرو ما بترفع.

طارت الفرصة الذهبية من بين اديهم ، كما طارت القيادة العامة وكما طارت الفرقة الاولي مشاة مدني ، والفرقة العسكرية بنيالا ، والضعين ، والدندر ، وسنجا ، وجبل موية ، والفولة ، والميرم ، ومصفاة البترول ، وثلاث ارباع الجسور الحيوية بعاصمة البلاد وغيرها كثير.

كنّا سنتفهم موقف الجيش لو انه حقق انتصارات علي الارض ، واستعاد مناطق حيوية ، وكنا سنقول الجيش معه حق بان لا يذهب لجنيف ، لانه جيش وطني خالي من ورم الكتائب الارهابية الدواعشية ، وكنّا سنقول ما شاءالله تبارك الله ها هو الجنرال البرهان “رب الفور” كما كان يطلق علي نفسه في السابق عندما كان يحارب الفلنقة من شاكلة مناوي وجبرين وغيرهم قبل اكثر من سبعة عشرة عاما ، كنّا سنتنفهم موقفه لو كان يقاتل مثل رئيس وزراء اثيوبيا الذي ترك القصر وحمل البندقية واصبح يقاتل ويطارد التغراي من خندق الي خندق ، حتي انتصر ابي احمد ، لكن الرجل اي البرهان هرب الي بورتسودان حيث قبالة شواطي جدة علي مقربة منه باللنش في حال جاطت الامور ووصل الاشاوس لبورتسودان.

البرهان عزيزي القاريء لا يريد ان يذهب الي جنيف، لانه يعلم جيدا بان الوفود المشاركة لحل مصيبة السودان بانهم سيقولون له خروج الدعامة وجماعة عقار وعصابات النيقرز هي مهمة جيشك الذي صرفت عليه ثمانون في المائة من ميزانية شعب الله المحتار، وليس مهمة جدة او الايغاد والمجتمع الدولي ، لاننا هنا بجنيف لا نناقش خروج ودخول الدعامة للبيوت ، بل نناقش كيفية توصيل الاغاثة لاكثر من عشرة مليون مواطن سوداني “يحاحي الضبُان” يا مستر برهان ، والبعوض، البرهان كان سيطلب منه توضيح طبيعة العلاقات الايرانية والروسية مع شواطيء بورتسودان ، وعن دور المليشيات الاسلامية الاخونجية علي شاكلة كتائب البراء والعبط الخاص والدواعش والفواحش قاطعي الرؤوس وماضغي الاكباد وسيطلبون منه تفسيرا منطقيا وواقعيا لكل هذا الهبل الذي حدث وسيلزمونه بالعودة للاتفاق الاطاريء وتكريس الحكم الديمقراطي والتحول المدني وهي عبارات كافية ان تجعله هو والاسلامنجوية ان يصاب بالانهيار.

البرهان وفرقة الزار بقيادة سناء حمد يعلمون كل ذلك ولذلك الرجل حرد ولم يذهب ، ولم يترك للامم المتحدة والولايات المتحدة والاوروبيين غير اصدار قرار بحظر طيران الجيش في التحليق فوق سماء السودان كله ، وهذا يعني ان حواضن الدعم السريع وحواضن قبائل شرق النيل ابناء عمومة قبائل نهر النيل سيرتاحون قليلا من البراميل المتفجرة ، وهذا يعني ان الدعامة سوف يجدون الطرق سالكة لبورتسودان والولايات الثلاث المقدسة.

ولا اعتقد ان الروس سوف يضحّون بمصالحهم مع الغرب لاجل عيون برهانكو في ظل الهجمات الاوكرانية التي جعلت بعض المدن الروسية قد تحولت الي شاورما وبوفتيك ، بالمقابل لا يمكننا الا ان نبتسم للجنرال محمد حمدان دقلوا حيث استطاع بصبر وجلد ان يصرخ في وجه صنم 56 بعبارة كِش ملك- قيم اوفر.

[email protected]