مقالات سياسية

مؤامرة ضد الجيش 

يوسف السندي
الانقاذ علمت السودانيين صفة بائسة وهي اتهام العالم كله بانه متربص بالسودان ، ويريد له السوء ، ولا يريد له ان ينهض ويتقدم والخ من الاوهام المتعلقة بنظرية وجود مؤامرة دولية او كونية ضد السودان.
هذا الوهم اختفي مع ثورة الوعي في ديسمبر ، ولكن الكيزان اعادوا انتاجه بصورة ضخمة مع هذه الحرب ، ووجدوا في جوقة البلابسة بيئة جاهزة لتبنيه والعزف الكورالي عليه ، فتحول لحالة مرضية ، وهياج عاطفي مدمر ، قاد لاعتبار اي جهد دولي لإيقاف الحرب هو جهد مشكوك فيه ابتداءا.
مع ان هذا العالم وهذه الدول التي تتوسط من أجل ايقاف الحرب ، ليست في حاجة للسودان ، ولا يمكن للسودان ان ينافسها دعك من ان يسبقها في المئة عام القادمة ، وهي إنما تتدخل بواعز من الجوار والمسؤولية الإقليمية والدولية ، تماما كما تدخل السودان في حل أزمة اليمن في الستينيات وتوسط السودان في حل أزمة جنوب السودان في السنوات الماضية ، ووساطة السودان في أزمة تشاد وليبيا وغيرها.
هذا النوع من الوهم بوجود مؤامرة دولية ، منتشر في معظم الدول المنحطة ، اذ يصور لها قادتها واعلامها الفاسد ان انهيار البلد ليس بسبب الحكومة ولا فسادها ولا حروبها ولا ظلمها للشعب ، وانما بسبب وجود عدو خارجي دولي ، يريد ان يسيطر على موارد البلد ، وهو اسلوب ينجح في ترويض السذج والبسطاء والفاقد التربوي ويجعلهم يخضعون للدكتاتورية المحلية مخافة شر دولي ضخم متوهم.
وأفضل من فضح هذا الأسلوب البائس في تبرير انحطاط الدول ، هو الدكتور أحمد زويل رائد علم الفيمتو كيمياء ، واول عربي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء، اذ سخر في كتابه عصر العلم ، من حديث بعض العرب بتبرير تخلفهم عن ركب العلم والتكنولوجيا بوجود مؤامرة أمريكية او دولية او كونية عليهم ، وسمى حديثهم هذا بالعجز اليأسي ، ودعا العرب للخروج من هذا المفهوم اذا ارادوا النهوض ، كما خرجت النمور الاسيوية كاليابان وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية التي صعدت من الحضيض للقمة خلال سنوات وجيزة لا تتعدي ال ١٠ سنوات في بعضها ، مذكرا لهم بأنهم نهضوا تاريخيا من قبل ويمكنهم تكرار ذلك.
بفعل الحرب أصبح السودان أسوأ بقعة للعيش في العالم ، ان يساعدك العالم المتحضر بالاجتماع في جنيف على ايقاف الحرب ، والخروج من هذا المستنقع القذر ، فهذا يستلزم شكرهم ، لا اتهامهم ، او نكن كما قال المثل (جوا يساعدوه في دفن ابوه قام دس المحافير).

‫6 تعليقات

  1. صدقت القول استاذ يوسف
    فقد وجد الكيزان ضالتهم فى جمهور غفير من البسطاء والجهلاء وأصحاب الذمم المهترئة والضمير ألذى دُفن تحت أكوام الدولارات والذهب لتمرير نظرية المؤامره المدعومه بكم هائل من الأكاذيب والأوهام لتبرير وجودهم فى السلطه كحمايه اللاهيه ضد أعداء الدين المتربصين بالسودان ريب الدمار والخراب طمعاً فى ثرواته و حسداً من عند أنفسهم. كم هائل من أنصاف المثقفين ومن الصحفيين اصحاب الضمائر المُغيبه المنتفعين من وجود هذا السرطان الكيزانى يعملون بجهد كبير من أجل إعادة انتاج وهم نظرية المؤامره وهم يعلمون علم اليقين أن منتجاتهم الأعلاميه منتهية الصلاحيه ستجد من يشتريها فى سوق الجهل ألذى يتحكم فيه سماسرة الصحافه وأباطرة الكذب والتدليس مثل عثمان ميرغنى وخالد الاعيسر ومزمل والهندى .

  2. كلامك صاح يا كاتب المقال .. للاسف ده واقع السودان ..
    السودان بلد منكوب بالحكام الجهلة !!! وحتى المتعلمين فيهم اسؤ من الناس الجهلة الاساسا لا اتعلمو و ولا خشوا مدارس.
    الانقاذ والكيزان مع مليشيا الجيش للاسف قدرت تلعب فى عقول 90% من الشعب السودانى كن جهلة ولا متعلمين .
    معيشيين الشعب فى حكاية مؤامرة ضد السودان والدين والهوية والعروبة !! مع انو هم ناس الانقاذ المؤمرات البقولو فيها دى هم العملوها فى السودان من حروب قبلية وتكوين مليشيات تحارب الشعب السودانى.. فصل الجنوب .. تهريب الثروات.. التجارة بالدين.. فساد فى جميع مناحى الحياة.
    وطبعا ده كلو بفضلة جيش كبير من الانتهازين والاعلاميين الرخيصين زى ماقلتا مثل مزمل ابو القاسم والاعيسر والقائمة تطول بامثال الانجاس ديل.
    اى زول يعلق على عكس الكلام المكتوب فى المقال ده بكون اما جاهل وحتى لو متعلم عندو دكتوراة من ارقى جامعة فى ىالعالم و سايقنو زى الغنماية او بكون زول واطى حقير وحرامى وانتهازى وطيفلى .. وديل طبعا حسى هم الغالبية العظمى الموجدين فى المشهد العام من البرهان الوسخان وكل العفن والرمم الشغاليين معاو من وزراء وحركات مسلحة وكتاب معرصيين و لايفاتية وقونات وشواذ جنسيا زى الكيزان

  3. طيب ابو الجاهبذة ممكن تورينا لماذا تجاهلت أمريكا تفاهمات جدة؟ و لماذا أخذ الوسطاء ما يعجبهم من جدة ( الوفد ممثل للجيش ) و ليس الحكومة و تغاضوا الطرف عن بنود في جدة لو تم تنفيذها لتوقفت الحرب و في الأساس لماذا منبر تفاوضي آخر خلاف منبر جدة ؟… من ضمن ما كشفته هذه الحرب جهل من يزعمون انهم اعلاميين و كشفت كم هو الانسان السوداني رخيص ممكن يبيع وطنه و اهله و من الاشياء السيئة عدم التفريق بين معارضة الوطن و معارضة نظام زايل و الباقي هو الوطن…

  4. الواحد لم يكون غبي وتيس معفن ساي ليس له نصيب من ألفهم ألفهم ومع ذلك يُصر على تقديم نفسه وكأنه قد اخذ بقرني السياسه يصارع مجاهلها فيصرعها لتدين له بمفاتيحها فيشرع فى اقتحام معارجها ومنعطفاتها ثم يخرج بسؤال (و لماذا أخذ الوسطاء ما يعجبهم من جدة ( الوفد ممثل للجيش ) و ليس الحكومة)
    يا ابو عفنه ايها التيس ألذى نشفق عليه من فرط هطله وعواره. أنا أخبرك الاجابه ان كنت جاهل بما لا تعلم
    ببساطه لانه لا توجد حكومه، وببساطه تانى لان برهانك الأهطل وفى لحظه غباء انقلب على الشرعيه و ألغى العمل بالوثيقة الدستوريه التى على اساسها يتم تشكيل الحكومه وتستمد مشروعيتها من بنوده، فكيف تكون هناك حكومه دون ان يكون هناك دستور ( الوثيقه فى هذه الحاله)
    ولكنك زول بسيط ومسكين ساي تخوض مع الخائضين مغيّب الوعى خاسراً و أنت تظن أنك تُحسن صنعا

    1. الجهلول المدعو ودالباوقة إذا كنت انا تيس فأنت الغنماية… الوثيقة التي تتحدث عنها احد بنودها يقول تكوين حكومة فترة انتقالية من كفاءات ( مستقلة ) فهل مريم الصادق و الدقير و خالد سلك و ولاء البوشي مستقلين ؟ إذا كنت معترض علي الانقلاب علي الوثيقة فكان الأجدي تعترض علي انتهاكها من قبل افندية قحت المركزية هذا إذا كان لك مبادئ… و إذا كان الحكومة غير معترف بها فلماذا تمت دعوتها للأمم المتحدة ؟ و لماذا السفراء يقدمون اوراق اعتمادهم للفريق البرهان ؟
      الجهل مصيبة…

  5. صفة ثانية لم تذكرها يا سندى وهى متلازمة الكذب الصراحفساسة السودان جلهم الا من رحم ربه يميلون او يكذبون على رؤوس الإشهاد مثلما كان يكذب المخلوع الرقاص وبالأمس خرج احد ساس حكومة بورسودان قائلا انه لا مجاعة فى السودان نقيضا لكل التقارير الواردة من السودان ًووهم ثالث ان العالم يطمع فى مواردنا فاقتصاد الموارد لم يعد موجودا عدا المورد البشرى اذا تم إعداده جيدا فدول مثل سويسرا واليابانوسنغافورة بل وفى جوارنا القريب رواندا التى تذهل القارة لم تكن الموارد الطبيعية سببا فى نموها المذهل..كذبة رابعة صدقناها مفادها اننا طورنا غيرنا فلماذا لم نطور بلدنا ًًلقد كنا فعلا ترسا فى آلة ضخمة وقوية فى تلك البلدان لانها تملك البدائل وعلى قفا من يشيل مهندسين أطباء خبرات أخرى بل يمتاز الآخرون علينا بالمثابرة والتحمل البنغلاديشية مثالاًًلنخرج من أوهامنا مثل جيشنا الذى يعمل على فرض شروطه متوهما انه منتصر والعالم كله يتفرج عليه يتهاوى كما قطع الدومينو……رحماك يا رب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..