“بدون استجابة عالمية فورية واسعة النطاق ومنسّقة، فإننا نخاطر بأن نكون شاهدين على عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها في الأشهر المقبلة في السودان. نحن عند نقطة الانهيار، نقطة انهيار كارثية”…هكذا صرّح يوم الإثنين في 12 آب/ أغسطس 2024 عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
أضاف بلبيسي أن الظروف الحالية في السودان ستستمر وتزداد سوءاً إذا استمر الصراع والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية.
ولا يكفي السودان الحرب التي مزّقته في ظل أكبر أزمة نزوح في العالم، بل يُضاف إليها تحديات كبرى كالمجاعة والفيضانات التي “زادت الطين بلة” بحسب المنظمة الأممية.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى.
وأظهرت الأرقام الأخيرة أنّ هناك أكثر من 10,7 مليون نازح داخلياً في السودان، وقد نزح العديد منهم عدّة مرّات. في الوقت نفسه، فرّ 2,3 مليون شخص عبر الحدود إلى الدول المجاورة.
الظروف الإنسانية في السودان من بين الأسوأ في العالم بحسب منظمة الهجرة الدولية
وأدّت الفيضانات إلى تشريد أكثر من 20 ألف شخص منذ حزيران/يونيو في 11 من ولايات السودان الثمانية عشرة، وتدمير البنية التحتية وتعطيل وصول الإمدادات الحيوية.
إزاء هذه الأوضاع، تقول منظمة الهجرة الدولية إنّ هناك حاجة إلى “تمويل عاجل… من أجل أولئك الذين ما زالوا في حاجة ماسّة إلى الغذاء والمأوى والمياه والخدمات الصحية والحماية المتخصّصة”.
بالمجمل، تضيف المنظمة، نزح أكثر من 45 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين، وفرّ أكثر من 38 ألفاً منهم عبر الحدود.
وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تعتمده الأمم المتحدة، فقد دفع الصراع مخيّم زمزم بالقرب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور إلى المجاعة.
وتعدّ الظروف الإنسانية والحماية في السودان “من بين الأسوأ في العالم” بحسب منظمة الهجرة التي ترى أن “تعذّر وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك العوائق التي فرضها طرفا النزاع، حدّت بشدّة من قدرة منظمات الإغاثة على توسيع نطاق عملها وإنقاذ الأرواح، خصوصاً خلال موسم الأمطار الحالي”.
مونتي كارلو الدولية
