مقالات وآراء

الشاب الخلوق المُعز أبو سوار يلقى حتفه في معتقلات الشرطة في بورتسودان

أحمد الملك

فُجعت اسرتنا بنبأ وفاة الشاب معز أبو سوار ، حفيد العم الراحل عبد الله حمد الزبير الملك ، كان خبر رحيله صاعقا لكل من عرفه وخبر طباعه الكريمة ونقاء سريرته ومحبته لكل أهله وجيرانه ومعارفه ، وسعيه الدائم في خدمتهم وقضاء حوائجهم.

كان المرحوم يدير وكالة للسفر والسياحة في الخرطوم ، انتقلت بسبب ظروف الحرب الى بورتسودان ، كان يساعد بعض عملاء الوكالة في الحصول على تأشيرات دخول الى مصر ، إثر بلاغ كيدي من بعض الجهات بأنه قام بتزوير تأشيرة دخول ، قامت الشرطة بإلقاء القبض عليه ، ولم تطلق سراحه حتى بعد ان ثبت أنّ البلاغ كان كاذبا ، وان صاحب التأشيرة سافر بالفعل الى وجهته.

هناك شكوك قوية بأنه تعرض للتعذيب ، وحُرم من الحصول على العلاج حين ساءت حالته ولم يتم نقله الى المستشفى الا في اللحظات الأخيرة ، وبعد ان تدهورت حالته بشدة ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وبرغم تشريح الجثة الا انّه لم يتم تسليم تقرير التشريح حتى اللحظة ، واضطرت الاسرة الى القيام بإجراءات الدفن دون تسلم التقرير.

كان المرحوم أبو سوار شيخ عووضة والد المرحوم المعز ، ضابطا في جهاز الشرطة ، أفنى عمره في خدمة الشرطة السودانية وعُرف عنه الإخلاص الشديد لعمله والانضباط والصدق والاحترام في تعامله مع زملائه ومرؤوسيه ومع كل المواطنين. ومن المحزن ان مثل هذا الرجل يموت ابنه في معتقلات نفس الشرطة التي أفني عمره في خدمتها.

الشرطة السودانية التي كانت مضرب الامثال في الانضباط وفي قضاء حوائج الناس ، وفي حرصها على حفظ الأمن وانفاذ القوانين ، انتهى بها الحال لانتهاك القانون ، وأخذ الناس بالشبهات.

انه الانهيار الشامل الذي طال كل مناحي الحياة في هذه البلاد المنكوبة طوال عقود من الإفساد والتدمير وإحلال أهل الولاء مكان ذوي الخبرة والإخلاص والكفاءة. انهيار ستكون مالاته وخيمة ان لم يتدارك المخلصون من اهل هذه البلاد الأمر ، ويسعون في تنقية وإعادة هيكلة الأجهزة العدلية ، وإرساء وانفاذ القوانين التي تحقق العدالة للضحايا ، وتضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم البشعة.

نسأل الله أن يتقبل الفقيد المعز في واسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ، وأن يربط على قلوب أهله وكل أصدقائه وعارفي فضله ، ويلهمهم الصبر والسلوان.

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. الاخ احمد الملك
    رحم الله الفقيد واسكنة فسيح جناتة والهمكم الصبر الجميل
    يا عزيزي الشرطة والجيش والامن والمخابرات والحركات المسلحة كلهم تربوا على اكل الاموال بالباطل سرقوا ونهبوا وجنبوا واكلوا السحت فامتلكلوا العمارات والشقق والمزارع والشركات لايهمهم انفاذ القانون بل الجوازات والمرور مرتشين يستخرجوا الجواز في يومين بسعر ثلاثون الف والرخصة تسليم المنزل دون كشف واختبار قيادة بلدٍ منكوب في نياباتة و قضاتة وعدلة العسكرية مدرسة الغباء

  2. الشرطة والجيش وحركات الانبطاح وكتايب الارهاب كلهم كيزان ارهابين فلا فايدة من الكتابة عن جراءيمهم.

  3. 1/ لم يتعرض المعز لاي تعذيب
    2/ تم الإطلاع علي تقرير التشريح وتمت معاينة الجثة قبل الدفن
    3/ لا داعي لاي مزايدة سياسية في الحادثة وببساطة هذه هي حالة الانهيار الشامل في القيم والاخلاق والمبادئ السودانية عموما دا المجتمع السوداني
    4/ اولاياء الدم يعرفون كيف ياخذون حقوقهم سواء بالقانون او بغير القانون َولا تحتاج لاي تعاطف……
    الله غالب يا أبوحميد لك العتبى

    1. لمعلوماتك حتى الطب الشرعي يمكن ان يزور في سبب الوفاة وما تقرير الطب الشرعي في حادثة الشهيد احمد الخير الذي ذكر لواء شرطة ومدير ولاية باكملها بانه مات مسموما وقس على ذلك اين انت ياراجل نايم على ودانك قل خيرا او اصمت

      1. عليك الله…. جبت الرايحة يعني….. خليك من صمتي أو بوحي علاقة سعااااااااااااااااادتك عصومي يا تفتيحيا بالمواضيع الحاشر أنفك فيها سنو؟؟؟
        الحردلو كلامه كل يوم بتجدد فينا (ملعوووون أبوك بلد)

    2. ضربت مقال الرحل في مقتل وقصفت جبهته وانت تتكلم بهذه الثقة والمعرفة المتناهية عكس الكاتب الذي ادعى زورا المامه بحوانب الموضوع وحاول توظيفه سياسيا مع تاكيدنا فساد جهاز الشرطة دي مافيها غلاط
      رحم الله المعز وتغمد روحه والجنة

  4. كيف عرفت ان المعز لم يتعرض لاي تعذيب؟ وهذا ديدن الكيزان القتلة المجرمين حيث بدء اجرامهم بقتل الشهيد الطبيب الانسان بدق مسمار في راسه وقالوا زورا انه مات بالملاريا، ولولا شجاعة الدكتور الضخم علي الكوباني رحمه الله لماكنا عرفنا ان الشهيد مات تعذيبا في بيوت الاشباح وقبل ان يقبرهم شباب وكنداكات ثورة ديسمبر العظيمة الى مكب النفايات الذي يليق بهم قتلوا الشهيد المعلم احمد الخير اغتصابا بسيخة في دبره وكذب اللواء الكوز على الهواء بان سبب الوفاة فول مسموم، وبينهما خلال اسوء تلاتين سنة في تاريخ السودان قتلوا اللالالف لاتفه الاسباب حسب اعتراف المخلوع، بل قام المجرم القاتل الطيب سيخة بقتل اخيه في التنظيم الاجرامي الكوز داؤود يحيي بولاد في دارفور حرقا، وقد قتلوا واغتصبوا الرجال والنساء في بيوت الاشباح، لعنة الله على كل كوز وكل من ناصرهم ولو بشق كلمة وركمهم الله جميعا في الدرك الأسفل من النار.

  5. الرحمة والمغفرة للشاب الخلوق المعز أبوسوار إبن الأسرة الكريمة والمحترمة التي تشرفنا بالتعرف عليها، أجرهم الله في مصيبتهم، واخلف عليهم خيرآ .. ولن يضيع حقُّ خاص أو عام في هذه القضية .. هذا في دنيانا، أما في آخرتنا – فإلى الديان يوم الحشر نمضي وعند الله تجتمع الخصوم ..!
    وانا لله وانا اليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..