مقالات وآراء سياسية

منشار ماشاكوس !!

محمد الصادق

تذكرون من قبل ماسورة (منشار) ماشاكوس ، التي أدت إلي إنفصال الجنوب ، هي نفس الماسورة تظهر الآن بجنيف ، فالآن بعد انحشار أمريكا في الموضوع ستنجلي حيرة الناس لماذا كانت الحرب اصلا! .
كان الناس محتارين : لماذا الهجوم علي العاصمة القديمة وتشتيت سكانها بهذا الشكل الفظيع ، وتدمير الأبنية ونهب الممتلكات بل وحتي تشليع الأسقف والأبواب والنوافذ؟! .
عقيدة أمريكا أن السودان مساحة شاسعة جدا أقرب إلي القارة ، وأنه أكبر من إن يكون دولة واحدة أو دولتين ، وحتي قبل إنفصال الجنوب كان هناك حديث عن أربعة خمسة دول وعن مثلث حمدي ، ومثلثات ومربعات اخري ، والمحزن أننا دخلنا في دائرة خبيثة من الانتهازية السياسية وقلة وعي الشعب وتخلف الخدمات.
دعونا ننتقل مباشرة للحديث عن الأسس التي سيتم عليها التقسيم .
أولها طبعا الجيوش ومناطق سيطرتها وحواضنها ، ثم الأراضي الزراعية وعدد السكان ، مع مراعاة انتشار القبائل لتجنب احتكاكاتها ما أمكن.
أشرنا من قبل إلي نزوح غالبية السكان إلي الخرطوم في العقود الأخيرة بسبب الحروب والنزاعات ، وبسبب مشاكل التنمية في الريف والولايات ، فتكدس بالخرطوم قرابة ثلثي السكان  وأدي ذلك إلي ظهور مشاكل عويصة في الخدمات خاصة المياه والكهرباء ، ونذكر أن إحصاءات تقول أن بين اربعة إلي خمسة ملايين انتقلوا للعيش بجمهورية مصر خرجوا (قبل الحرب) معظمهم في الفترة بين ٢٠١٨م و٢٠٢٢م.
والآن وبعد ١٦ شهر من القتال هلك فيها الحرث والنسل نقولها بكل صراحة أن الغرب وأمريكا معهم حق في فكرة التقسيم ، والدليل واضح هو ما تتمتع به دولة الجنوب من استقرار ، فتقسيم البلاد ولو إلي ١٨ دويلة أفضل من هلاك الحرث والنسل بقتال عبثي بربري لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد.
أفضل ما في التقسيم أنه يوفر فرصا كثيرة لصف طويل جدا من السياسيين ليتعينوا في مناصب دستورية كوزراء ومدراء مؤسسات ونواب وولاة ووزراء دولة ووزراء ولائيين ومعتمدين ، وبالتالي يتحقق اكتفاء ذاتي من المناصب ، وكل الناس تكون (حكومة) وتنتهي المعارضة وينتهي التمرد !! .
كمرحلة اولي يمكن بالطبع التقسيم إلي ثلاثة دول ، لأن التقسيم لدولتين لا يزال لن يحل مشكلة ، فقد تشعر إحدى الدولتين انها تستطيع استعادة الأخري.
من حسن الحظ ان الفواصل والحدود بين المناطق واضحة جدا ، فالسودان تحول من ٦ اقاليم إلي ٢٨ ولاية وتقسمت الولايات إلي مئات المحليات، والمحليات إلي آلاف الوحدات الإدارية.
لو أخذنا في الأعتبار عامل المساحة نجد أن الشمالية وشمال كردفان وشمال دارفور .. هذه الثلاث ولايات تأخذ مساحة شاسعة تقترب من نصف مساحة السودان الحالي ، قد يقول قائل إن هذه الثلاث ولايات كدولة محرومة من مناطق زراعية خصبة كالجزيرة والقضارف لكن هذه المساحة الضخمة مجتمعة ليست أقل منها . ثم أن هذه الولايات الثلاث بها موارد معدنية (معتبرة).
ولذلك اذا أخذنا في الإعتبار عامل الأراضي الزراعية فلا ينبغي أن تكون الجزيرة والقضارف في دولة واحدة خاصة اذا كان التقسيم لثلاثة دول أو أكثر . عموما يمكن أن نفترض تقسيم اولي -كشكل تقريبي- كالآتي :
دولة الشرق وتضم :
البحر الأحمر ، نهر النيل ، كسلا ، القضارف ، سنار ، النيل الازرق + امدرمان
دولة الشمال ، وتضم :
الشمالية ، شمال دارفور ، وسط دارفور، شمال كردفان.
دولة الجنوب (الجديد) :
الخرطوم (الخرطوم ، بحري) ، الجزيرة النيل الأبيض ، جنوب كردفان ، غرب كردفان ،شرق دارفور ، جنوب دارفور ، غرب دارفور.

المهم أن يحقق التقسيم شيء من التوازن حتي يحدث (استقرار) للجميع وبالتالي تنتهي الحروب إلي الأبد ، وكذلك يجب التماشي (ما أمكن) مع رغبات المانحين عسي أن يوفوا بوعودهم هذه المرة ، لا سيما وأن هذه المرة الخراب كثير والإعمار سيكلف أموال طائلة.

□■□■□■□■

>>> تذكرة متكررة<<<

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
– قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا ..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك :
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. رمى اللوم على الغرب والأرض والجغرافيا وتبني نظرية المؤامرة لا يصح والعاقل من يحرس بيته جيداً ولا يترك مساحة او ثغرة ينفذ منها الاعداء والمخربين واللصوص الى داخل البيت للعبث والسرقة وترويع أهل البيت.. لكن للأسف خربنا بيوتنا بأيدينا من أجل سلطة زائلة وفش غبينة مكتومة لدي بعض السياسيين وللأسف تبني وظهور نظرية تقسيم السودان من بعض النخب لحل مشاكلنا هو العجز الفكري والسياسي لحل مشكلة سببها اطماع شخصية وعرقية وايدولوجية… كل طرف سواء عسكري او مدني او جهوي مسلح او انتهازي يتمنى تحقيق توجهاته على حساب الوطن والشعب المغيب والمشرد عن إتخاذ القرار. وحتماً الحق يعلو ولا يعلى عليه والظلم مهزوم وزائل

    1. شعاع وعي… اتفق معك 100% إذا حرسنا الوطن جيداً لن يجد الاعداء منفذ للوطن و لكن للأسف الشديد النكب السياسية دائماً يخفقون و يهربون للأمام و الشماعة جاهزة و مثال لذلك دائماً النكب السياسية و بعض المثقفين حين التطرق لمشكلة الجنوب كانوا يقولون الانجليز هم سبب مشكلة الجنوب في حين الانجليز خرجوا من السودان عام 1956م و اصبحنا شعب واحد في دولتين عام 2011م أي 55 عام قبل الانفصال و القلم وطني في أيدي النكب السياسية فماذا فعلوا لإفشال مخطط الانجليز ؟؟؟

  2. واضح انك فاهم اللعبه السياسيه مضبوط وانك ملم بمشروع لويس برناردو للتقسيم ومشروع الشرق الاوسط كما نريده ومشروع وثيقه قريش لتجمع القبائل العربيه …………………….. نتوق للتفاوض فى جنيف لايقاف هذه الحرب اللعينه وليس لدين خيار غير جنيف ولا سيما ان الجيش السودانى عجز فى هزيمه الدعم السري وهزم هزائم مخجله لا تليق بالميرى مع تسليم مدن تسليم مفتاح —————— ومن ثم اصبحت خيار السودانيين لوقف الحرب والتوق لوقف الحرب تطلع بغض النظر عن الثمن ———-ما اظهرته هذه الحرب فظيع جدا واملنا كبير فى جنيف بغض النظر عن الثمن

  3. اذا كان تقسيم السودان سيوقف حروب الجيش منذ 1955 وحتى اليوم ضد المواطن السودانى الذي يطالب بحقوقة التاريخية وعدم التعدى عليها فمرحبا بالتقسيم! واذا كان تقسيم السودان سيريح اصحاب الارض من معاشيى الجيش والخدمة المدنية والراسمالية الطفيلية والذين يسلبون ارض الغبش بالديون الفاسدة الهالكة من البنوك الفاسدة وتحت حماية الحكومة المفسدة، ثم يستخدمون اصحاب الارض جنقو مسامير ارض ويذهبون بالناتج الى المدينة لمواصلة الفساد والافساد بدلا عن تنمية مناطق الانتاج، فتستمر دائرة الاغنياء الفسدة اتساعا ويزداد بؤس الفقراء بؤسا اكبر، فالف مرحب بالتقسيم ولتصبح كل ولاية دولة بعيدة عن نزع الحقوق والقهر الثقافى والدينى ووصاية النخب الحاكمة منذ (الاستغلال)!!!

  4. مشاكل السودان السياسية و الاقتصادية و الأمنية و الإجتماعية و….الخ تتمثل في شيئين الأول هو النكب السياسية و احزابهم المتخلفة و الثاني هو النظام المركزي فإذا رسمنا شجرة لمشاكل السودان نجد الأحزاب السياسية المنكوبة هي جذور الشجرة و النظام المركزي يمثل ساق الشجرة و منه تتفرع مشاكل السودان و لحلحلة تلك المشاكل لا بد من إصلاح الأحزاب لنفسها و تفكيك النظام المركزي و الاستعانة بنظام فيدرالي يعطي الأقاليم حقوقها في السلطة و الثروة علي ان ينتخب كل اقليم حاكم الاقليم و المجلس التشريعي و مجالس البلدية و كل اقليم يأخذ 70% من موارده و 30% للخزانة العامة لتسيير الوزارات السيادية…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..