مقالات وآراء

صحافة بني قنبور وتلميع بوت الجيش!

رشا عوض
يجتهد متصوحفو التيار العسكركيزاني في اقناع السودانيين ان هذه الحرب يجب ان تكون رافعة سياسية للجيش والكيزان ووسبب لتفويضهم لحكم السودان دون قيد او شرط!! .
صحافة بني قمبور هي ضرب من ضروب الصحافة الصفراء التي اجتذبت عتاة صحفيي النظام البائد ، تستحق هذا الوصف” بني قمبور” لانها اغرقت الفضاء الاعلامي بسرديات واكاذيب يستحيل تصديقها الا من اناس لهم قنابير، وصاحب القنبور (ضفيرة طويلة وسط الرأس) في الثقافة الشعبية هو شخص مخبول ساذج لا يستخدم عقله ويسهل خداعه دون ادنى مجهود ! .
حسب صحافة بني قنبور ممنوع منعا باتا ان تسأل لماذا يجب ان تكون هذه الحرب رافعة سياسية للجيش ومن ورائه الكيزان؟ .
ولكن يجب ان نسأل ونلح في السؤال لاننا ببساطة لا ننتمي الى بني قنبور! .
هل السبب هو انتهاكات الدعم السريع؟
حسنا ، هذا سبب وجيه جدا لاشهار كرت احمر في وجه الدعم السريع ليخرج من الملعب السياسي ويجب ان لا يأتمنه احد على ان يكون جيشا بديلا للسودان ، لان انتهاكاته اظهرت استخفافه بحياة المواطنين واستباحته للممتلكاتهم واعراضهم واستسهال تشريدهم من ديارهم ، فجيش المستقبل الذي نريده يتم تقييمه في المقام الاول بنوع علاقته بالشعب قبل اي تفاصيل في القدرات القتالية التي تفقد قيمتها تماما اذا وظفت في قهر الشعب لا في حمايته والحفاظ على كرامته.
ولكن نفس الكرت الاحمر الذي نشهره في وجه الدعم السريع يجب ان نشهره في وجه الجيش للاسباب التالية:
اولا : الخلل البنيوي في هذا الجيش هو ما افرز الحاجة لوجود الدعم السريع ، وسيظل هذا الجيش في حاجة دائمة الى دعم سريع اخر اذا لم تتم اعادة بنائه واصلاح عيوبه المزمنة! فالجيش حتى في حربه هذه يتوكأ على مليشيات الكيزان ومليشيات جبريل ومناوي ، بمعنى ان جنجويد المستقبل حاضرين الان في صفوفه.
ثانيا : تاريخ الجيش حافل بانتهاكات مماثلة لانتهاكات الدعم السريع في جنوب السودان ودارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وكان الجيش راعيا لانتهاكات الجنجويد عندما كانت في حدها الاقصى والابشع ايام موسى هلال في بداية الالفية ، وحتى في هذه الحرب الجيش يقصف مرافق مدنية بالطيران واستخباراته وما يسمى قوات العمل الخاص تقتل المواطنين على الهوية العرقية والشبهة فما هو المنطق في ان تكون الانتهاكات سببا لطرد الدعم السريع من الملعب السياسي ولكن انتهاكات الجيش لا تترتب عليها اي عقوبة بل تترتب عليها مكافأة وهي التصعيد السياسي ؟ هل السبب ان الدعم السريع نقل بعض الانتهاكات الى الخرطوم ومدني وسنار وسنجة فكان من بين ضحاياها شماليون اهل مركز بينما انتهاكات الجيش قتلت وشردت جنوبيين ودارفوريين واهل هامش ؟ هل نؤرخ للانتهاكات في السودان بحرب الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣م ونمحو كل تاريخ الانتهاكات السابقة التي تضمنت الابادات الجماعية والاغتصابات الجماعية واقتلاع الملايين من ديارهم لمجرد ان ضحايا انتهاكات الماضي ليسو من سكان المدن والحواضر؟! هل بمثل هذا يمكن ان ننجح في بناء وطن موحد وعادل؟!.
ثالثا : فيما يتعلق بالسلب والنهب فكما توجد اسواق دقلو لبيع مسروقات الدعم السريع ، توجد اسواق صابرين لبيع مسروقات الجيش ، فضلا عن نهب الموارد على مر تاريخ السودان بواسطة هذه المؤسسة العسكرية ، ابتداء من الشاف والطلح والفحم مرورا بالمحاصيل والماشية وصولا لتهريب الذهب ، الجيش ناهب للثروة القومية على مدى سبعين عاما والدعم السريع انضم اليه في السنوات العشرة الاخيرة وشاركه النهب ، وحتى الان الجيش والدعم السريع في خندق قتالي واحد في السعودية ، والبزنس المشترك بينهما في نهب الموارد ما زال مستمرا حتى اثناء الحرب.
رابعا : ما هو المنطق في عدم محاسبة او حتى مجرد عتاب الجيش على فشله في حماية المواطنين وعلى هزائمه العسكرية النكراء ، من جعل البندقية وسيلة صعود للسلطة فيجب ان يرضخ لمنطقها وهو منطق القوة الذي لا يسمح بتتويج المهزوم عسكريا حاكما مطلقا يلغي وجود الاخرين! .
خامسا : الكيزان الملتصقون بالجيش كالقراد ، ويستخدمونه كحصان طروادة يختبؤون داخله يستحيل ان تكون هذه الحرب رافعة سياسية لهم الا في حالة واحدة فقط هي ان يكون الشعب السوداني اصابه مرض إدمان الحروب! ويرغب في سلسلة حروب قادمة لا محالة! .
فالكيزان ما زالوا يؤمنون بان وسيلة حيازة السلطة السياسية هي القوة العسكرية ، وما زالوا متمادين في صناعة المليشيات والتحالف مع المليشيات ، وازدادوا شراسة في معارضة اصلاح المنظومة الامنية والعسكرية ، بمعنى انهم يرغبون في استدامة العقلية والمؤسسات التي افرزت واقع تعدد الجيوش وافرزت مشروعية اغتصاب السلطة بالقوة! . وهذا معناه استدامة حالة الحرب.
هذه الحرب يجب ان تكون رافعة لوعي سياسي جديد ، ومشروع تأسيسي للدولة السودانية ينقلها الى خانة القطيعة التاريخية مع الافكار والمؤسسات التي تمثل الاسباب الجذرية للازمة الوطنية التي انتهت الى هذه الحرب الاجرامية .
ومثل هذا يستحيل نقاشه مع صحافة بني قنبور لانها غير مؤهلة للنقاش العقلاني ، واستثمارها الوحيد هو قنبرة الشعب السوداني بالمثابرة على التضليل وتزييف الوعي ، وعدوها اللدود هو العقول اليقظة والضمائر الحية وهي بالتأكيد كامنة في هذا الشعب.
الوعي المستخلص من هذه الحرب يجب ان يكون التماس المخرج من الازمة الكارثية الراهنة عبر بناء الدولة المدنية الديمقراطية واهم شرط للنجاح في ذلك هو اعادة بناء المنظومة الامنية والعسكرية على اسس جديدة.
حتى الان لا احد يعلم على وجه اليقين ماهية الترتيبات السياسية والعسكرية التي ستنتهي هذه الحرب على اساسها، وماذا سيكون دور الجيش والكيزان والدعم السريع في المستقبل القريب ، ولكن استخلاص الوعي السياسي الصحيح ضروري لان معناه امتلاك الشعب لبوصلة اخلاقية وفكرية وسياسية ناضجة تعصمه من الاستسلام لاي استبداد ارعن تفرزه هذه الحرب ، سواء استبداد عسكركيزاني، او استبداد بقيادة الدعم السريع ، وكذلك تمكنه من التصدي الصارم بالوسائل الديمقراطية المشروعة لاي فساد او انحراف عن مصالح الشعب في الامن والتنمية حتى في ظل الحكم المدني الذي بطبيعته ليس معصوما من الرقابة والمساءلة الشعبية.
تحديات الشعب السوداني لن تنتهي بايقاف هذه الحرب ، ولكن التحدي الاكبر الان هو ايقافها لان هذا هو مفتاح دخولنا الى اي باب من ابواب النهوض ببلادنا وتضميد جراحها المزمنة.
الد الاعداء لنا الان هم من يعرقلون ايقاف الحرب تبا لهم .

‫10 تعليقات

  1. لم أجد اي من صحافيي القمبره او البلابسه او الماجورين هنا ليقارع المفكره الراقيه رشا عوض
    فعلا وحقا الد اعداء السودان وشعبه الان هم من ينادون باستمرار الحرب .!!!!

    1. مع احترامي للسودان و شعبه، مكتوب الذل و العار عليهم. ألم تمر عليك عبارة ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث. ضع مكان الضمير السودان او الفرد السوداني ينطبق بابا رفراف

  2. الاخوان تفكيرهم ميتافيزك يعتقدون وهما ان الله سينصرهم فى هذه الحرب بلا اسباب فيما يعرف وهما بالمعجزات لانهم اهل العقيدة الصحيحة وكانت الملائكة والقرود تحارب معهم فى معارك جنوب السودان بالرغم من هزيمتهم الساحقة وكانوا يؤلفون القصص من خيال معارك الميل اربعين وبطولات صائدى الدبابات ولا اظن ان الجنوبيون يعرفون منطقة بهذا الاسم دعك من المعارك التى دارت فيها . يعتمدون على معارك الفيسبوك بديلا للميل اربعين وعلى دعوات ونصائح عبدالحى يوسف اللص الهارب وعصام احمد البشير النصاب بالصبر والثبات وما النصر الا صبر ساعة ويكتسحون الجنجويد بعد ان يقذف الله فى قلوبهم الرعب لانهم اهل باطل كما حدث فى معركة جبل كذا مع الكفار قبل الف وخمسمائة سنة .

  3. تحياتي استاذة رشا ، شكرا على الكتابة الجميلة والعاقلة رغم ان الكيزان وجيش المخانيث لا يستحقوم نقطة حبر من يراعك الجميل ، ماساتنا يا استاذة رشا في ديننا وكيفية تطبيقنا له في المقام الاول وثانيا لمن ياخذ تعليماته من هذا الدين سواء الاسلاميين ام جيش الاسلاميين ،وماساتنا في مثقفينا وكتابنا يسكتون ويصمون افواههم خوفا ورعبا من حملة سيوف التكفير والردة ، منذ مقتل الاستاذ الشهيد محمود محمد طه لم يظهر مفكر في العلن يقول للمخطئ انت مخطئ، فتركناهم يعيثون فسادا في ارضنا وقتلا في شعبنا ، وصولا لهذه الايام السوداء الذي يعشه شعبنا ووطننا الجريح

  4. قالوا شكار نفسو ابليس
    كل المعلقين يشكروا في الكاتبة وهذه الكاتبة وكل المعلقين يعلمون علم اليقين بين نواياهم وانفسهم التي بين جوانحهم انهم يكذبون
    لكن هذا هو ديدن اليسار الكذب ثم الكذب
    دايما يأتي الخير من بين البلايا وهذه الحرب بلاء لكن بإذن الله بعدها يتعافي الوطن من دنس الخونة والماجورين ويعود الأمن والأمان وانتم يا قحاته الا تشوفوا لكم بلد تاني السودان تاني ما بيشيلكم

    1. و لا بشيلك انت لأن الفحاطة هم الهاربون حيث يصرفون محصود فسادهم و ما سرقوه من دم الشعوب بالقهر و الكرباج و هو في انتظاركم حين تخمد القنابل

  5. انت باغرباوى،، حقو يسموك خراياوى ( من اصل كلمة خرا البطلع من مؤخرة الكيزان العفنة وبقعد الزيك كده يلحسا ).
    الزولة دى اتكلمت عن حقايق فى واقع السودان المنهار ده .. و واحد كن كوارثو الصحافة الماجؤرة البتزبن الباطل لانظمة العسكر من ما ربنا ابتلا السودان بحكم الجيش والعسكر الانجاس !!
    وحقو الكاتبة كان تتكلم عن الوهم والكرور الزيك البصدقوا كتابة الصحفيين المجؤريين ديل … لانكم جزء من البلا النحن فيهو النحن فيهو حسى.. سايقينك والزيك زى الغنم والنعاج !! وده طبعا لانو الكيزان نجحوا فى اللعب فى امخاخ الزيكم ديل وختو ليهم مخاتة واسهال محل عقولم !!!

  6. صحافة شنوا التي تتكلمي عنها وكانك اصدق الواردين… قومي شوفي ليك صاج كسرة واستري نفسك… بلاش لعب وهطرقة فارغة… ولعمري كم من مطبل وكساري التلج وكم من كثرتهم… يراع مين وابليس مين … انتو سبب الاذية وخليتوا الكيزان راكبننا ٣٠ سنة وبعديخا جاء حميرتي محشى لينا لحدي الان والبقية للدلهان ما معروف كم سنة حايركبنا… وكووووووولوا منكم
    اما الاخ الكاره للدين فراجع نفسك سريع
    ف فكها سيرة الدين و الاسلام والاسلاميين… يا حبيب ديل لا علاقة لهم بهذا الدين الطيب.. هولاء سفلة حرامية سميهم اتفهه الاسماء ولك الحق لكن ابعد الدين منهم… اكره كما تشاء لكن افرز الكيمان..
    المراء الشمطاء كاتبة المقال شوفي ليك شغلة تانية تنفعك كان دا مستوي كتابتك ولغتك وسردك وتعليلك… ولدي في سنة خامسة ممكن يكتب أنشأ احسن منك..
    انتوا قايلين انوا الكيزان حكمونا ٣٠ سنة من فراغ….
    ولا قايلين انوا الحرب دي قامت سااااكت كدا….
    ما اهوا من افعالنا السوده دي
    شعب ٩٠ في ١٠٠ منه راشي ومرتشي
    ٩٩ في ال ١٠٠ من الشعب كذاب واثم
    ١٠٠×١٠٠ من الشعب جاهل ولا اعني الكتابة والخطابة
    ٦٠ % مصاصي دماء ولا نفع منهم
    وقس علي كدا
    الضغط قام علي كفاي

  7. أعيد و أكرر العلة ليست في الكيزان
    ( وحدهم ) و إنما العلة في العقلية السودانية و عقلية النكب السياسية و من يتصدرون المشهد السياسي و مثال لذلك ( مبارك اردول و افندية قحت المركزية ) عارضوا الكيزان و قالوا الكيزان فاسدين و حرامية و إقصائيين و كانوا يرددون شعارات الديمقراطية و حرية الرأي والتعبير و دارت الايام و السنين فأصبح جزء منهم مكان الكيزان و فعلوا ما فعلوه الكيزان من سرقة و إقصاء للآخرين و لا ننسي التوم هجو و رفعه لشعارات الديمقراطية و الحكم المدني فهتف هتافه الشهير ( ما بنرجع إلا البيان يطلع ) داعياً البرهان للإنقلاب علي حكومة الفترة الانتقالية…( جميعهم نفس الزول )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..