أخبار السودان

بعد رفض “جنيف”.. ما دلالات مشاركة وفد البرهان في اجتماعات القاهرة؟

أعلن مجلس السيادة السوداني برئاسة قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، إرسال وفد من الحكومة إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء محادثات مع الوسطاء بشأن وقف الحرب.

وتأتي هذه الخطوة رغم مقاطعة الجيش لمحادثات تجري في مدينة جنيف السويسرية، والمستمرة منذ الـ14 من شهر آب/أغسطس الجاري، بمشاركة قوات الدعم السريع.

وأثارت خطوة إرسال وفد حكومي إلى العاصمة المصرية تساؤلات حول ما إذا كانت القاهرة ستمهد الطريق أمام الجيش السوداني للالتحاق بمحادثات جنيف.

محاولة إرضاء

وقال عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” صالح عمار، إن “رفض الجيش السوداني، الذهاب إلى طاولة الحوار أمر غريب ويضر به وبالسودانيين”.

وأضاف، لـ”إرم نيوز”، أن “عدم رفض التفاوض في عالم اليوم صار من الأعراف والمسلمات، وبعد المشاركة يمكنك قول ما تشاء والتمسك بمواقفك، ولهذا فالجيش تسبب في عزل نفسه عن العالم الذي يضغط من أجل الوصول إلى حل للكارثة الإنسانية المتصاعدة في السودان، والمتضرر الأكبر من فشل التفاوض بالطبع هم السودانيون”.

وبيّن عمار أن “ابتعاث الجيش السوداني وفدًا إلى القاهرة ربما محاولة لإرضاء المجتمع الدولي ومصر وفتح نافذة بإمكانية الوصول إلى حل”.

وحول جدوى إصرار الجيش السوداني على ضرورة التعامل معه كحكومة شرعية من خلال المطالبة بتقديم دعوات التفاوض باسم الحكومة وليس الجيش، أوضح عمار أنه “لا يمكن للجيش السوداني أن ينال اعتراف المجتمع الدولي كممثل للسودانيين، وذلك لأن هذه الشرعية سحبت منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وحتى عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي مجمدة منذ ذلك الوقت”.

ولفت إلى أن “الحرب خلقت واقعًا جديدًا سيطرت عبره قوات الدعم السريع على مساحة معتبرة من البلاد، وبالتالي فليس من الممكن أن يتعامل المجتمع الدولي مع حكومة بورتسودان كحكومة ممثلة للسودان، إلا في حال التوصل إلى السلام والتوافق حول حكومة مدنية”.

وذكر عمار أن “انخراط القوى المدنية السودانية في حراك جماهيري وسياسي كبير للضغط على الطرفين وتشجيعهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والآن أغلبية الشعب السوداني تقف معها وباتت ترفع صوتها عاليًا بالدعوة إلى وقف الحرب والجلوس إلى التفاوض”.

غير مباشرة

ومن جهته أكد المحلل السياسي، علي الدالي، أن “اجتماعات القاهرة لا تنفصل عن محادثات جنيف”، موضحًا أن البند الأول في المناقشات في المدينتين هو “إعلان جدة” الموقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شهر مايو/أيار من عام 2023.

وقال لـ”إرم نيوز” إن اتفاق إعلان جدة ليس محل خلاف بين طرفي الحرب، وإنما خلافهما حول آليات وتنفيذ الاتفاق والضمانات في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن ذلك هو سبب عرقلة جميع جولات التفاوض التي انطلقت خلال الفترة الماضية.

وأشار الدالي إلى أن البحث عن آليات تنفيذ إعلان جدة هي قضية تُشغل طرفي الصراع، مؤكدًا أن مباحثات القاهرة ستمهد الطريق أمام الجيش للالتحاق بمحادثات جنيف، أو قد تنطلق مفاوضات أخرى في القريب العاجل ولو بطريقة غير مباشرة برعاية ذات الوسطاء لتكملة بقية المحادثات بشأن الضمانات وآليات تنفيذ اتفاق جدة.

وحول إصرار الجيش على ابتعاث وفد يمثل الحكومة بدلًا عن الوفد العسكري، توقع الدالي أن ترفض قوات الدعم السريع مبدأ الجلوس مع وفد الحكومة رغم الاعتراف الأمريكي والتطمينات، التي قدمتها للبرهان.

ولفت إلى أن جميع جولات التفاوض السابقة كانت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وليس هناك وجود لحكومة، موضحًا أن “الدعم السريع” سبق ورفض وجود سفير من وزارة الخارجية ضمن وفد الجيش المفاوض في منبر جدة.

وذكر الدالي أن الشروط التي دفع بها الجيش السوداني وفق ما تسرب للإعلام تنص على خروج قوات الدعم السريع من المدن التي سيطرت عليها خلال الحرب، وتجميع مقاتليها في معسكرات محددة، وتسليم الأسلحة الثقيلة للجيش، مؤكدًا أن “الدعم السريع” سترفض هذه الشروط.

وبيّن أن شروط الجيش السوداني عبارة عن رفع سقف التفاوض فقط، وليس موقفاً إستراتيجيا، موضحًا أن طبيعة التفاوض أن تطلب أكثر مما تريد لتحصل على ما تريد، منوهًا إلى أن قوات الدعم السريع نفسها ستدفع بشروط تعجيزية للحصول على ما تريد بعد التنازلات.

البقاء في السلطة

من جهته قال المحلل السياسي، علاء الدين بابكر، إن جنرالات الحرب يريدون السلطة رغم الهزائم على الأرض، لذلك لن يذهبوا إلى محادثات جنيف لأنها ستستجيب لشروط المنتصر على الأرض.

وأضاف لـ”إرم نيوز” أن المعركة بالنسبة لجنرالات الجيش سياسية في المقام الأول للاستحواذ على السلطة، لذلك لن يذهبوا إلى المحادثات وسيستمرون في الحرب إلى حين ضمان البقاء في السلطة.

وأبدى بابكر استغرابه من رفض الجيش السوداني محادثات جنيف في الوقت الذي أظهرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية اللين تجاه البرهان، موضحًا أنه “ليس من المعقول أن يرفض الجيش الذهاب إلى منبر جنيف الذي تنظمه أمريكا، ويفتح منبراً جديداً.

ونوه بأنه “في النهاية سيذهب الجيش السوداني إلى جنيف لأنه ليس له خيار غير ذلك، كما لا يستطيع أن يجبر الوسطاء على قبول مشاركة وفد من حكومة بورتسودان؛ لأنه حينها ستنسحب قوات الدعم السريع من المفاوضات”.

إرم نيوز

‫2 تعليقات

  1. ، إرسال وفد من الحكومة إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء محادثات مع الوسطاء بشأن وقف الحرب…….. ؟؟؟؟؟؟؟
    سيكون الوفد تحت رعاية مخابرات عباس كامل
    ناس الكاسات و الدقارات تعالوا جاي

  2. معروف ان الجيش المصري لديه مقاتلات تقصف مدن سودانية ، وتساند برهان رغم علمهم بانه من الاسلاميين ، المصرييون يعلمون من اين تؤكل الكتف ، ولا يمكن ان يفرطو في السودان ولا ان يوافقو على ديمقراطية في السودان ، وعلى السودان وحكامه ان يكونو تحت احذية المصريين ،، حياة وموت المصريين بيد السودانيين المياه والطمي وكفى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..