تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (١)

محمد الصادق
تشكيل المصحف قضية معروفة ، ويكفنا هنا أن نذكر أن المصحف في صدر الإسلام كان من غير تنقيط ولا تشكيل ، ويوجد الآن مصحف عثمان بدار الوثائق بالقاهرة غير منقوط ولا مشكول وقد تم نسخه عام ٢٥ هجري. ومعروف أن الناس كانوا يعتمدون في حفظ القرآن وتناقل العلم والأدب علي السماع.
القرآن يفسر بعضه بعضا ، وبه آيات مكررة تارة باللفظ وتارة بالمعني ، ولكن تشكيل القرآن لم يراع هذا في بعض الآيات، وأوضح مثال علي ذلك هو الآية ٢٠ الأعراف :
{وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلِكَیۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ} ففي مصاحفنا اليوم تشكيل اللام بالفتح وهو خطأ فادح ويؤدي إلي معني محرّف تماما.
وكان ابن عباس ويحيى بن أبي كثير والضحاك يقرؤون : {إلا أن تكونا ملِكين} بكسر اللام .
جاء في تفسير الطبري:
“حدثني أحمد بن يوسف قال ، حدثني القاسم بن سلام قال ، حدثنا حجاج عن هارون قال ، حدثنا يعلى بن حكيم عن يحيى بن أبي كثير أنه قرأها : {مَلِكَيْنِ} بكسر اللام”.
وفي الطبري ايضا :
“وكأنَّ ابن عباس ويحيى وجَّها تأويل الكلام إلى أن الشيطان قال لهما : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملِكين من الملوك ، وأنهما تأوّلا في ذلك قول الله في موضع آخر: {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [سورة طه: 120]”.
وفي تفسير القرطبي :
“قال ابن عباس : أتاهما الملعون من جهة المُلك ، ولهذا قال : {هل أدلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى}. وزعم أبو عبيد أن احتجاج يحيى بن أبي كثير بقوله : وملك لا يبلى حجة بينة” .
> ونقول أن هذه فعلا حجة بينة ، ولم نجد -من خلال بحثنا- رداً علي هذه الحجة ، ولم نجد كذلك حجة أوضح منها لأنها تعتمد علي آية اخري تحمل نفس المعني ، لأن الآيتين تحكيان قصة واحدة.
فتشكيل كلمة (ملكين) بفتح اللام يناقض معني آية [طه] ولذلك تفسير آية الأعراف أن الشيطان اغري النبي آدم بأن يكون ملَكا من الملائكة ، هو تحريف للمعني لأن سورة طه تبين بوضوح أنه أغراه بالخلود ، وبأن يكون ملِكا من الملوك.
وهذا يؤدي إلي معاني اخري مختلفة عن المعاني الصحيحة ، فإبن عباس والزجاج وكثير من العلماء يرون تفضيل المؤمنين على الملائكة ، بعكس آخرين اوهمتهم القراءة الخاطئة لآية الأعراف.
أيضا القراءة الخاطئة لا تؤدي إلي الفهم الصحيح لقصة آدم والتوهم بأن القصة بها متناقضات ، فمثلا يدّعون أنه من غير المفهوم التقاء آدم بإبليس بعد طرده من الجنة حينما خدعه ، لكن بإعتبار أن آدم خُدع بالمُلك نفهم أنه كان مع إبليس علي الأرض ، لأن آدم جعله الله خليفة عليها ، فأغراه إبليس بأن يكون ملكا علي الأرض ، وهذا يبدو جليا حينما نقارن ورود العبارات : (هذه الشجرة) مرة في كلام الله تعالي ومرة بلسان ابليس ، وعبارة (تلكما الشجرة) في كلام الله:
– {وَنَادَاٰهُمَا رَبُّهُمَاۤ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ}
– {وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ}
– {وَقَالَ مَا نَهَاٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ}
والمسألة تتضح في سورة الأنبياء:
{أَوَلَمۡ یَرَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقࣰا فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ}
حيث نفهم أنه حينما حدثت الخديعة كانت السموات والأرض ملتصقتين ، وكان إبليس قد طرد من الجنان في السماوات لكن آدم كان يتنقل بين السماوات والأرض ، والله حينما قال لآدم {وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ} كان آدم علي الأرض -بعد خلقه ، والشجرة علي الأرض ، ولذلك قيل له اسكن الجنة .. يعني اسكن فوق في الجنة، فلا يعقل أن يكون هو في الجنة ويقال له اسكن الجنة ، وآية الأنبياء توضح ايضا أن آدم وحواء وإبليس لم يهبطوا إلي الأرض الحالية وإنما انفصلوا مع إنفصالها عن السماء..
وسنعرض لقصة آدم في موضوع منفصل -إن شاء الله.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نرجو من كل من فهم المعلومة أن يساهم بنشرها وبشرحها حتي تعم الفائدة ، لا سيما وأن كل طبعات المصحف حاليا ترد فيها كلمة (ملكين) بفتح اللام ، فهذه إذن نصيحة ، والنصيحة كما في الحديث : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
انت تحرف الحقائق أيضا مصحف عثمان ضاع وليس صحيحا أنه في القاهرة والاغلب أنه لم يجمع عثمان المصحف بدليل أن وزير البترول السعودي أحمد زكي اليماني رأى أية من القرآن في الفاتيكان تعود إلى زمن عثمان وكتب مقالا عن الموضوع وسأل اذا كان صحيحا أن عثمان جمع القران بنسخة واحدة فمن أين وصلت هذه الآية إلى الفاتيكان
أحصيت واحداً وأربعين اختلافاً بين القراء العشر في كتاب النسر في القراءات العشر لابن الجزري لم يرد بينها اختلافاً في قراءة ملكين بالفتح
أما قراءة ابن عباس رضي الله عنهما فهي ضمن نقل الآحاد وبالتاجماع لا يؤخذ به في القرآن مثل فراءة ابن عباس : (وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا) (وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا)
أما الاستشهاد بالآية (…….. وملك لا يبلى ) فعند البعض تسند قراءة ملكين بالفتح لجهة أن الملك المعروف لم يوجد قبل آدم وحواء ولا يوجد في الأرض من يحكمانه وأنهما في مقام الملكين في إدارة ذريتهما . ومن جهة أخرى الملك الذى لا يبلى هو خلود الملائكة .
أولآ : القراءة الصحيحة هي مَلَكين ، بفتح اللام ويستحيل على العقل أن تكون بكسر اللام ، وذلك ببساطه لأن الخليقة يومها كانت الملائكة والجن وآدم وحواء ولم يكن من البشر سوى آدم وحواء ولم يكن هنالك ملِك غير الله الملِك المطلق ، فكيف يغوي إبليس آدم وحواء بغواية أن يكونا ملِكين ولم يكن هنالك ملوك من البشر؟ القراءة الصحيحة هي مَلَكين.
ثانيآ فهمك خاطيء جدآ أنت يا كاتب المقال للآية :
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)
حيث تقول أعلاه:
(والمسألة تتضح في سورة الأنبياء:
{أَوَلَمۡ یَرَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقࣰا فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ}
حيث نفهم أنه حينما حدثت الخديعة كانت السموات والأرض ملتصقتين ، وكان إبليس قد طرد من الجنان في السماوات لكن آدم كان يتنقل بين السماوات والأرض ، والله حينما قال لآدم {وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ} كان آدم علي الأرض -بعد خلقه ، والشجرة علي الأرض ، ولذلك قيل له اسكن الجنة .. يعني اسكن فوق في الجنة، فلا يعقل أن يكون هو في الجنة ويقال له اسكن الجنة ، وآية الأنبياء توضح ايضا أن آدم وحواء وإبليس لم يهبطوا إلي الأرض الحالية وإنما انفصلوا مع إنفصالها عن السماء..)
وحديثكوهذا أعلاه خطأ. والمقصود من الآية والله أعلى وأعلم ، أنه قبل خلق الأكوان بما فيها كوكب الأرض (السموات والأرض) وبديهيآ قبل خلق آدم وحواء ، كانت السموات والأرض ، (الأكوان المتطابقة) كانت جسيمآ واحدآ ، فإنفجر ، وهذا هو الرتق والفتق والرتق الذي إنفتق والذي منه توالدت ذرات عناصر الطبيعة ومن هذه الذارت للعناصر تكون الغبار الكوني الذي تكونت منه النجوم أو الشموس (الشمس والنجم شيء واحد) وحول هذه النجوم تجاذبت سحب الغاز وشظايا ذرات عناصر تكونت منها صخور وهذه بفعل الجاذبية الكونية للأجسام في الأكوان تجاذبت نحو الشموس ودارت في أفلاكها ثم تصاهرت وكونت التوابع الكوكبية للنجوم التي منها الكواكب الصخرية والكواكب الغازية والمائية بل وهنالك كواكب بأكملها تكونت من الألماس (الكربون المضغوط) وكواكب من الذهب الخالص وأخرة مكونة من مختلف عناصر الطبيعة المعروفة اليوم في جدول عناصر الطبيعة.
عمومآ ، هذه الأكوان ظلت في إتساع وخلق وإعادة خلق. وإتساع جديد وتمدد وخلق نجوم/شموس جديدة يدور حول بعضها كواكب ، تجمعت النجوم أي الشموس في مجرات عظمى ، ومازال الكون في حالة تمدد وإتساع بعد مليارات السنين التي يقدرها العلم الإنساني ب ١٤ مليار سنة ….
كوكب الأرض أحد ثمانية كواكب كبرى إضافة إلى خمس كواكب قزمية أخرى تتبع نجم مجموعتنا الشمسية ، ونجم مجموعتنا النجمية هذه هي الشمس التي نشهدها كل يوم وهي تكونت من تصاهر كم غازي في أحد الأذرع اللولبية لمجرة درب التبانة التي هي مجرة متوسطة الحجم تحتوي على ٤٥٠ بليون شمس/نجم وعدد غير معروف من الكواكب. شمسنا هذه هي نجم وسطي الحجم تصنيفه نجم قزمي أصفر وتصنيف توهجه هو تصنيف وهجي وسطي ضعيف بمقاييس التوهج النجومي ، وشمسنا هذه تكونت قبل ٤,٥ بليون سنة أربعة بليون سنة ونصف وحولها تصاهرت بالتجاذب الكوني وتجاءب الأجسام الكونية والطاقة الحرارية الكونية تصاهرت صخور وغازات فكونت ثمانية كواكب كبرى هي : ونبدأ بتسمية الأقرب إلى الشمس
:Mercury, Venus, Earth, Mars,Jupiter,Saturn
, Uranus, and Neptune
عطارد ، فينوس(الزهرة) ، الأرض ،المريخ ، المشترى ، زحل ، أورانوس ، ونبتيون
ثم خمس كواكب قزمية بعيدة جدآ عن الشمس وتسمى الكواكب الخارحية ، هي:
Pluto, Haumea, Makemake, and Eris
بلوتو ، هاوميا ،ميكميك ، إيريس
كوكب الأرض تكون قبل أربعة بليون وأربعمائة مليون سنة وكان كويكب صخري ناري يتكون من الصخور السيلكانية السائلة المشتعلة بفعل الحرارة ، وكان نصف حجمه الحالي ، ثم إرتطم به كويكب آخر صغير مكون من معدن الحديد الخالص المصهور فغاص الحديد إلى جوف الأرض: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وتضاعف حجم الأرض وصارت مائلة قليلآ عن محورها ، وأعطاها الحديد الجديد في جوفها مجال مغنطيسي. وبفعل هذا الإرتطام تتطايرت كمية هائلة من الصخور إنشقت عن الأرض وظلت تدور حول الأرض بفعل جاذبية الأرض ، ثم تصاهرت هذه الصخور خلال مليون سنة وكونت تابع أرضي صخري ترابي لكوكب الأرض هو القمر (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) ثم بردت الأرض خلال عشرات الملايين من السنوات وكانت جرداء خالية من الماء والحياة ، فظلت ترتطم بها نيازك ثلجية حاملة للماء وهكذا نزل الماء إلى الأرض (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون) وهكذا تكونت المحيطات وتكون الغلاف الجوي لكوكب الأرض ، ثم بردت وخلق الله فيها الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وتطورت خليقة الأحياء على الأرض ومرت بعصور وحقب مئآت الملايبن من السنين عاشت خلالها سلالات نباتية وأخرى حيوانية ، حتى قدر الله أن الأرض جهزت للإستعمار بالإنسان ، فخلق الله آدم ثم أهبط الله آدم وحواء إلى الأرض. والله أعلم
مصحف المشهد الحسينى بالقاهرة يعود للقرن التاسع الميلادى العهد العباسى . لانه مكتوب بالخط الكوفى غير المنقط الذى يعود لذلك الوقت . هكذا يقول علم المخطوطات . ولو كان يعود لسنة ٢٣ هجرية لكتب بالخط الحجازى المائل كما فى نقش زهير فى الطائف الذى كتب سنة ٢٤ هجريه .
قبل ان يرميني احد بالكفر أريد أن أسال بعض الأسئلة للمتعمقين في الدراسات الاسلامية أولا هل من المعقول أن الها عالما خبيرا واسع المعرفة أن ياتي باخر كتاب البشرية بطريقة قال وقل واقرأ واتلو مع العلم بانها اقل السبل التعليمية لنشر المعرفة ،،ثانيا في تلك العهود أي في القرن الخامس كانت هناك اكثر من خمس حضارات كتبت ثقافتها ومعرفتها على الصخور في بابل وفي الاوراق في الصين وفي لفافات البردي وعلى الصخور في مصر ووصلت الينا هذه الكتابات قبل الاسلام بالاف السنين وما زالت موجودة بيننا ، وهي توضح كل شي حصل في تلك الازمان والحقب وبحرفية يحسد عليها و السؤال هل عجز اله الاسلام بتوفير الورق اللازم لكتابة آخر كتاب له للبشرية،السؤال الثالث تاريخ كتابة القرآن وحفظه لا يعرفه مسلم ولا يعرف كيف جمع وكيف كتب وكيف حفظ اي أن وصول القرآن إلى المسلمين غير واضحة ومشكوك في رواياتها ، إذا كتب في عهد النبي فكل الروايات التى توكذ مقتل الحفاظ في الحروب هو محض كذب ، واذا صحت رواية أن ابوبكر كان بكتب القرآن ويجمعه من الحفاظ ، فكتابة القرآن في عهد النبي يصبح محض كذب ايضا، والسؤال الرابع لماذا يبذل هذا الاله كل هذا المجهود في محاولة الدفاع عن كتاب لم بكتب ولم يحفظ الا في الصدور
وفي نفس الوقت يثير الشكوك حول صحته وصحة انه من لدنه ، في حين حفظ بشر أقل منه مرتبة تاريخا وعملا ثقافيا ضخما حتى بمقياس هذا الزمان مكتوبا على الاوراق والصخور التي لا تزول واقرأ حتى الان
وشكرا على كل من حاول الإجابة بدون سخرية
مامن شخص سوف يرميك بالكفر ، وحتى إن كفرت بالله كفرآ صراحآ ، فهذا شأنك بينك وبين الله ، والقرآن واضح جدآ في شأن خيار الإيمان والله يقول لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام: ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) ويقول أيضآ :( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ودعنا نتفق أيضآ أن نحترم خيارتنا وإن لم نؤمن بخيار الآخر.
إختلف بناة المشاريع الفلسفية الكبرى على تقريبآ كل شيء تمت معرفته عبر الحصيلة المعرفية للإنسان عبر التأريخ ، إلا أنهم إتفقوا منذ عهود القدم وقبل الثورة العلمية الكوبرنيكية ، مرورآ بعهود التنوير ، ثم الحداثة وإلى يومنا هذا ، إتفقوا على أن الإيمان لايمكن تعليله بالمنطق ، يعني مثلآ ، إن آمنت أنت أن السيد المسيح ثلاث أقانيم كاملة تتحد في إله واحد ، فمن وجهة نظر فلسفية من من قوة منطقية تخضع هذا الإيمان أن يستقل بقناعة المنطق عن جذوره ، مالم يكون خيارك أنت المؤمن أن تخضع إيمانك الداخلي للفحص المنطقي النابع من إيمانك نفسه. الرياضايات تقول بالمنطق الرياضي أن ثلاث كاملة تساوي ثلاثة كاملة غير مستحدثة من عدم ومستوفية لكمالية ثلاثيتها بالمنطق الرياضي ، ومع ذلك فأنا بنا أنني خارج حيزك الإيماني الداخلي ، لا أستطيع أن أدحض إيمانك الداخلي وأبطله بالمنطق.
الآن ، الدين الإسلامي يقوم على الإيمانيات الغيبية ، التي يعلل دخول الفرد إلى حيزها إستكمال شروط الإيمان المفروصة على الإنسان ، مثلآ ، أنا أؤمن بالله ولم أرى الله ، وأؤمن بجميع الرسل ورسالاتهم بالرغم من أنني لم ألتقي أحد منهم ، وأؤمن بالملائكة مع إنني لم ألتق ملكآ في حياتي. التحدي للإيمان من وجهة نظر إسلامية لاينبعث من منطلق كيف وأين ولماذا كُتب القرآن ، أو كيف نزل ، أم هل نزل دفعة واحدة أو على مراحل ، فهذه جدليات قشرية ، ولكن التحدي الذي يطرحه القرآن هو الإيمان المطلق بغيبياته الطبقية المتطابقة ، فعلى السطح مثلآ هنالك الفرائض المأمور بها والنواهي الممنوعة والإيمانيات الخمس ، وكل هذه الأشياء نجدها واضحة للطفل وللعاقل وللجاهل وللمتعلم سواء ، وذلك لكي لايكون للناس على الله حجة في وصول بيان هذه تلفرائص والممنوعات. ولكن بالغوص في المعنى المقصدي لآيات القرآن من تيار إدراكي أعمق ، نجد أن الغيب المفترض أن يؤمن به الشخص المسلم ، هو نفسه عدة طبقات ركامية من الغيب. فهنالك الغيب المطلق الذي لايعلم كنهه إلا الله ، نحو متى تقوم الساعة؟ وهل أنا -من وجهة نظر الإله – هل أنا شقي أم سعيد في الحياة الأبدية. وهنالك الغيب المحجوب كنهه عن البعض والكشوف عنه الحجاب للبعض بإرادة الله ، مثلآ في سورة الكهف نجد أن الله كشف أسرار الغيب للعبد الصالح وعلمه الله علمآ من لدن الله ، بينما لم يكشف الله ذلك الغيب للنبي الكريم موسى. ثم هنالك الغيب المشروط علمه بالفتح الإلهي عبر الزمن على الإنسان ليس إلا لأن هذا الإنسان إجتهد وفك شفيرة مفهوم هذا الغيب ثم فتح عليه الله بهذا الجهد مفاتح هذا الغيب بغض النظر عن إبمان ذلك الشخص من عدمه. مثلآ نحن المسلمون نؤمن أن الله أسرى ليلآ بالنبي الرسول الكريم من مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس ، وفي ذلك الزمن كانت هذه الرحلة تستغرق بضعة أسابيع ، ولكن الله يوميء للإنسان بأن ذلك هين على الله ومان لزامآ على المؤمنين في ذلك العهد أن يدخلوا فقاعة الإيمان اللامنطقي ويؤمنون بهذا الحدث. ثم عبر الزمن يفتح الله على الإنسان حجب ذلك الغيب فيخترع الإنسان اليوم طائرة تسافر هذه الرحلة عشرة مرات في الليلة الواحدة ، ولكن جموع المؤمنين في ذلك العهد لم يروا وسيلة لهذه السفرية وكان الإيمان لزامآ. ثم في تيار أعمق طبقة في السرد القرآني نجد الإلزام للمؤمن بالإيمان بغيب يعد ضرب من ضروب المستحيل لو نوقش بالمنطق. مثلآ قصة ملكة سبأ وإنتقال عرشها المادي آنيآ ولحظيآ وفوريآ في نفس وذات لحظة الزمن والمكان – الزمكان – عبر مسحات شاسعة ، حتى أن النبي الملك المصطفى المطهر وعائه والمخلص من الخطيئة والذي حباه الله قدرات إعجازية خارقة للطبيعة البشرية ، إندهش هذا النبي وأقر بفضل علو علم الله وشكر الله ، اليوم الإنسان مازال يحبو على عتبات المعرفة لفك شفيرة الإنتقال الآني ، وسوف يتوصل الإنسان إلى فهم هذا العلم الذي مازال غيبيآ فقط بالفتح الإلهي المشروط بالجهد والإجتهاد الإنساني ، وعلى طبقات ذات تيارات أعمق في الفهم القرآني نجد الآيات الكونية التي تحث الإنسان وتحفزه وتستفز عقله على التفكر في خلق السموات والأرض ، بيضاوية كوكب الأرض ، إنشقاق القمر عن الأرض ، إنزال معدن الحديد إلى الأرض ، إنزال الماء إلى كوكب الأرض ، جريان الشمس حول مسارها حول مركز المجرة ، مواقع النجوم في الكون ، إنفجاران النجوم ، أنواع النجوم ،إتساع الكون. تخليق الكون من موجودات الكون ، كينونة الكون نفسه في رتق صغير جسيم مظلم لا يمكن تصور كثافته ثم فتفه وإنفجاره ، ثم كيف كان الكون غبار دخاني ، ثم الدعوة القرآنية الإلهية للإنسان أن يتفكر ويتمحص خلق الله وقدرته في خلق جزيئآت وخلايا الذات الإنسانية الفيزيائية ، ثم منحه نعمة التعقل والتفكير ثم منحه القوى النفسية المختلفة والمشحونة بالمتضادات من نزعات الخير والشر وتمليك الإنسان المقدرة على السيطرة التامة على مكونات هذه النفس ….. أعتقد أن المقاصد القرآنية إذا نظرنا إليها بتجرد تتعدى الجدليات التأريخية نحو من كتب القرآن ومتى وكيف ولماذا …. آسف على الإطالة مع تحياتي. والله أعلم.
1.ماذا تقصد بقولك ( قال وقل واقرأ واتلو مع العلم بانها اقل السبل التعليمية لنشر المعرفة ) ؟
من المعروف ان القراءة و السماع هي أهم وسائل المعرفة حتى يومنا هذا و بالتالي فان تساؤلك ينم عن جهل بوسائل المعرفة .
على ماذا يعتمد التعليم في المدارس و الجامعات ؟ بكل تأكيد يعتمد على قول الاستاذ او المحاضر اي ما يقوله لتلامذته و ما يكتبه سواء على السبورة او البروجكتر او اي شاشة حديثة
2. أنت ذكرت ( ، وهي توضح كل شي حصل في تلك الازمان والحقب وبحرفية يحسد عليها و السؤال هل عجز اله الاسلام بتوفير الورق اللازم لكتابة آخر ) المشكلة ليست في توفير الورق و لكن كما قالوا العلم في الراس و ليس في القرطاس . على سبيل المثال في العهد القديم أي التوراة و هو قبل المصحف ( القرءان الكريم ) قصة أن نوح عليه السلام سكر و تعرى و …. الى ذلك من الخزعبلات , فهل منعت الكتابة الكذب و التحريف ؟؟؟؟؟؟
و بالمناسبة نهاية هذه القصة الواضحة الافتراء هي ان نوح عليه السلام لعن ابنه حام أبو االسود و بالتالي ذريته و تؤسس للعنصرية
3. انت قلت ( تاريخ كتابة القرآن وحفظه لا يعرفه مسلم ولا يعرف كيف جمع وكيف كتب وكيف حفظ ) قولك هذا محض كذب أو جهل و لا يستحق الرد
4. أنت ذكرت ( والسؤال الرابع لماذا يبذل هذا الاله كل هذا المجهود في محاولة الدفاع عن كتاب لم بكتب ولم يحفظ الا في الصدور )
قولك ( كتاب لم يكتب ) فيه تناقض , فاذا لم يكتب كيف يكون كتابا ؟؟ ثانيا : لا يوجد ( دفاع من الاله ) حسب قولك و لكن اذا كنت تقصد مثل قوله تعالى ( و انه لتنزيل رب العالمين ) او قوله ( انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون ) فهذا بيان للناس لكي تتم محاججتهم به يوم القيامة اذا أنكروا .
أخيرا : لا يوجد الان اي كتاب في العالم يحفظه عن ظهر قلب مئة شخص , بينما تجد الملايين أو على اقل تقدير مئات الالاف الان من حفظة القرءان الكريم و لا اختلاف بينهم .
و من المعروف ان الكتب في الديانات الاخرى المعتنقة الان يتم تحديثها كل فترة و انت الان اذا اتيت مثلا بكتابات شكسبير حسب نصها تجد قليل جدا ممن يستطيع قراءتها بسلاسة من الانجليز , فضلا عن معرفة مفرداتها بينما تجد الملايين من غير العرب ممن يجيدون قراءة القرءان الكريم
قبل ان اناقش بعض ما ورد في المقال أود ان ابين أن الاحاديث التي تتحدث عن بعض القراءات في القرءان الكريم لا ترقى و لو احتمالا الى مستوى القرءات المعتمدة و ذلك لأن القرءات المعتمدة و هي القراءات العشر المتواترة هي متواترة سندا اي أخذها جمع من الناس عن جمع حتى يومنا هذا بينما لا يوجد اي حديث متعلق بالقراءات تصل درجته الى التواتر المتصفة به اي من القراءات العشر و بالتالي فلا يمكن الحكم بنص اقل تواترا على نص اكثر منه تواترا و اجماعا
بعض الاخوة الكرام بارك الله فيهم وضحوا الاخطاء التي وقع فيها كاتب المقال و لكن أهم خطأ وقع فيه كاتب المقال هو تناقضه الواضح مع ما صرح به فهو ذكر ( ومعروف أن الناس كانوا يعتمدون في حفظ القرآن وتناقل العلم والأدب علي السماع. ) ثم ناقض قوله الأول و قال ( فتشكيل كلمة (ملكين) بفتح اللام يناقض معني آية [طه])
اذا كان كاتب المقال مقتنعا بأن الاعتماد كان على السماع فان التشكيل في هذه الحال حدث بناءا على السماع و بالتالي لا حجة للتشكيل هنا .
أما قراءة ملك ( بكسر اللام ) فهي يمكن تفسيرها بنفس تفسير قوله تعالى ” إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ” فكلمة ملوك هنا تعني سادة أو رغدا في العيش و بكل تأكيد لا يمكن أن يكون كل فرد في القوم ملكا على راسه تاج !!!
الأمر الاخر هو ان الحوار حول هل الملائكة افضل من بني آدم أو العكس لا علاقة له باغراء ابليس لآدم , لأن اغراء ابليس كان متعلقا بالماديات و لا شك في ان الملائكة أقوى من البشر و حتى في حياتنا اليومية ربما تجد شخصا كافرا شديد الكفر او ملحدا و لكنه اقوى جسديا من كثير من المؤمنين
ثانيا : قصة آدم عليه السلام المذكورة في سورة البقرة تبين بوضوح ان الاغراء تم و آدم عليه السلام و حواء في الجنة قبل نزولهما الى الأرض
قال الله تعالى : ” وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) ”
اما قوله تعالى ( اسكن انت و زوجك الجنة ) فلا يعني ان آدم و حواء كانا خارج الجنة لأن كلمة ( اسكن ) تعني كما هو معروف الاقامة في مكان ما ( أي ابق هنا أو اقم ) و هذا لا يشترط ان يكون الانسان خارج ذلك المكان ( لو قال ” اذهب أو سافر ” الى الجنة لكان استنتاج كاتب المقال صحيحا
ثالثا : لا يوجد اي نص من القرءان الكريم يمكن ان تستنبط منه أن آدم عليه السلام ( آ كان يتنقل بين السماوات والأرض ) و لا أدري من اين أتى كاتب المقال بهذا الاستنتاج