مقالات وآراء سياسية

السودان : دولة 56 وإيماءاتها الرمزية

أحمد إبراهيم أبوشوك

(1) تمهيد
يفرق علماء السياسة بين مفهومي “الدولة” و”الحكومة”، ويرون أن الدولة أكثر شمولاً من الحكومة؛ لأن منصَّة تأسيسها تستند إلى الأرض (الحيز الجغرافي)، والشعب، والسلطة العامة، ويغلب الثبات على ركنها الجغرافي، والتغير النسبي، الذي تفرضه الظروف الموضوعية المحيطة، على ركنيها الآخرين (الشعب والسلطة). وبما أن الحكومة (السلطة العامة) جزء من تركيبتها البنيوية، فدورها الأساس يتجسَّد في تنفيذ المهام الوظيفية للدولة عبر سلطاتها المنصوص عليها دستوراً، أو المتعارف عليها سياسياً. ويُستخدم أحياناً مفهوم الدولة تناوباً مع مفهوم الحكومة، لذلك نلحظ أن بعض الساسة السودانيين والصحافيين قد أسقط الحواجز الهيكلية القائمة بين الدولة السودانية الحديثة التي أسسها المستعمر الإنجليزية-المصري (1898-1956) والحكومات الوطنية التي تعاقبت على سدة الحكم بعد الاستقلال. وكُتبت في هذا الشأن العديد من المقالات الصحافية المهمة، ونذكر منها على سبيل المثال: عبد الله علي إبراهيم “دولة 56 والسردية الوطنية السودانية”؛ ومحمد جميل أحمد “ماذا بقي من جمهورية 56 في السودان”، ومحمد فائق يوسف “ما أدراك ما دولة 56″، ومنصور الصويم “السودان: سيميولوجيا الحرب ودولة 56″؛ وزين العابدين صالح عبد الرحمن “دولة 56 فرية العقل الخامل”، وحسن أركو مناوي “خديعة دولة 56، الفخ المميت”. وتقودنا خلاصات هذه المقالات إلى طرح جملة من الأسئلة الجوهرية: من أين جاء مصطلح دولة 56؟ وما أصل منشأ الانطباع الناتج عنه؟ ومن المستفيد من الترويج له؟ ولصالح من يكون القضاء على “دولة 56” شكلاً ومضموناً؟ .

(2) من أين جاء هذا التوصيف (دولة 56)؟ .
ورد هذا التوصيف ضمناً في البيان التأسيسي (منفستو) للحركة الشعبية لتحرير السودان ، والذي روَّج لمشروع “السودان الجديد” ، الذي “يقوم على مبادئ الحرية والعدالة والمساواة ، ويهدف إلى تحقيق الوحدة الطوعية ، وبناء الدولة العلمانية الديمقراطية ، وانهاء التهميش” بأشكاله المختلفة (الأثنية ، والدينية ، والاقتصادية ، والجهوية ، والجندرية) ، وذلك بخلاف دولة السودان القديمة (المنعوتة بدولة 56) ، التي سيطرت عليها الأقلية النخبوية الشمالية-النيلية (الجلابة) ، مستأثرة بالسلطة ومستحوذة على الثروة ، بفضل الامتيازات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية ، التي حظيت بها في عهد الدولة الاستعمارية الحديثة (1898م – 1956م) والحكومات الوطنية المتعاقبة ، وبفعل الآثار السالبة لإرث العبودية وتجارة الرقيق. وصف منصور الصويم هذا التوصيف (أو السودان الجديد) بالشعار السياسي ، الذي ظل أيقونة في أدبيات الحركة الشعبية لتحرير السودان ، ومنها انتقل إلى الحركات المسلحة في دارفور ، وجنوب كردفان ، وجنوب النيل الأزرق ، وأخيراً إلى قوات الدعم السريع المتمردة على القوات المسلحة ، والتي كان يُنظر إليها عندما كانت جزءاً من نظام الإنقاذ (1989م – 2019م) بأنها أحد الأدوات الخادمة والمطيعة لسدنة “دولة 56”. وتحفَّظ محمد فائق يوسف على استخدام مصطلح “دولة 56″، واعتبره استخدام غير دقيق ؛ لأن المستعمر ، من وجهة نظره ، هو الذي وضع لبنات دولة السودان الحديثة عام 1898م ، وأدارها وفق نظام حكم له منطلقاته السياسية واجندته الإمبريالية وآلياته الفاعلة في توظيف النخب المجتمعية في المركز والهامش لخدمة هذه المنطلقات والأجندات بوعي أو دون وعي . ويبدو أن هذا الواقع قد دفع محمد فائق إلى اجماع القول بأن الذين أسسوا دولة السودان الحديثة بإيجابياتها وسلبياتها لم يكونوا من النخبة الشمالية النيلية ، بل أن أفراد هذه النخبة وغيرهم من النخب المجتمعية الأخرى في المركز والهامش قد ساهموا في إنجاح المشروع الاستعماري بنسب متفاوتةً ، كل حسب طاقاته ومهاراته المتاحة . وإن فشل الحكومات الوطنية الخالفة للنظام الاستعماري في تجاوز الإخفاقات البنيوية لمؤسسات الدولة الاستعمارية ورؤيها ورسالته تجاه تنمية البناء الوطني ومعالجة جذور مشكلاتها الهيكلية ، يُعزى إلى غياب “الرؤية الاستراتيجية”، وضعف الكفاءة السياسية في إدارة سودان من بعد الاستقلال ، لإن شأن دولة السودان كان أشبه بشؤون الدول المستعمرة الأخرى، التي استطاع قادتها الوطنيون أن يعيدوا بناءها على الأسس الإيجابية التي ورثوها من المستعمر ، ويتجاوزوا سلبياتها التي تعيق انطلاق مشروعهم الوطني الجامع.

(3) الدولة السودانية الحديثة : إرث المنشأ المجتمعي والمؤسسي
نلحظ أن إرث منشأ دولة السودان الحديثة يرتبط في المقام الأول بتركيبتها السكانية المتباينة إثنياً ، ودينياً ، وثقافياً ، واقتصادياً ، والتي رسخت لأنماط تباينها إسقاطات مؤسس الرق والعبودية ، وفلسفة الحكومة الاستعماريَّة – الاستثماريَّة (1898م – 1956م) التي ركزت مشروعاتها الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية المساندة لها في المناطق ذات الرّي المستدام (أو مثلث حمدي) ؛ لأنها كانت ذات عوائد ربحية أكبر مقارنة مع مناطق الزراعة المطرية والأنشطة الرعوية . فضلاً عن ذلك الحواجز الهيكلية التي فرضها المستعمر عبر سياسة المناطق المقفولة ومؤسسات الإرساليات المسيحية والتنصيرية التي سُمح لها بالعمل في المناطق التي تقطنها أغلبية غير مسلمة . ونتج عن ذلك بروز شريحة مجتمعية مؤثرة في صناعة القرار المركزي ؛ لأنها استفادت من مشروعات المستعمر التنموية ، التي لم تكن متوفرة في المديريات التي تعرضت لجرعات تحديث أقل. وعندما خرج المستعمر وجدت هذه النخبة النيلية حظاً أوفر في شغل المناصب المفتاحية في الدولة ، واستطاعت شريحة منها أن تؤسس لوضع اقتصادي أفضل مقارنة بالشرائج المجتمعية الأخرى في المناطق الطرفية. نظر محمد جميل أحمد إلى هذا التباين المجتمعي والمؤسسي الذي أنجب أزمة حقيقية ، اختزلها بعض السياسيين والناشطين المجتمعيين في “دولة 56” بإيماءاتها الرمزية عبر عدسة منصور خالد ، الذي يرى أن الأزمة “ليست أزمة حكم أو هوية فحسب ، وإنما هي قبل هذا أزمة رؤية. المأزوم ليس هو المواطن أوهاج الذي يهيم على سفوح التاكا في شرق السودان ، ولا المواطن تيه الذي أكدى يديه الحفر في هضاب جبال النوبة بغرب السودان ، ولا المواطن سر الختم الذي لا يزال يستمسك بقليل من أرض صلعاء على حفافي النيل بشمال السودان … المأزوم هو تلك الأقلية الاستراتيجية من صفوة المثقفين ، أو بالأحرى المتعلمين ، التي افترضت لنفسها التعبير وصنع القرار وتقرير المصير باسم هؤلاء جميعاً بحكم سيطرتها على الحكم والمال والتعليم ووسائل الإعلام الحديث”. وغياب الرؤية الاستراتيجية من وجهة نظره قد أفرز صراعاً مصلحياً وحزبياً داخل بنية النخبة النيلية نفسها ، فجعلها تتشظى داخلياً ويتقاتل رموزها على “الثريد الأعفر” في الفضاء السياسي العام. ومن الجانب الآخر فجَّرت الأزمة نداءات مطلبية في جنوب السودان ، وشرق السودان ، وجبال النوبة ، ودارفور ، والمناطق التي بدأت تعي طبيعة مظالمها التاريخية وتشعر بالحرمان النسبي مقارنة بالآخرين في الولايات النيلية الوسطى ؛ لكن استجابات المركز الحاكم كانت أقل من توقعات أصحاب المطالب والمنادين بإصلاح الحال في الهامش . وعند هذا المنعطف تصاعدت حدة الرفض في شكل حركات مسلحة ومصطلحات ترميزية ، مثل الدعوة إلى بناء “سودان جديد” ، أو القضاء على دولة 56. ودعاة القضاء على دولة 56 لم يقدموا أطروحات موضوعية لمعالجة جذور الأزمة المجتمعية والهيكلية ، بل روجوا لمعادلة تقوم على ثنائية “الجلاد” و”الضحية”، حسب رؤية عبد الله علي إبراهيم ، وإن رموز الضحايا ، من وجهة نظره ، كانوا شركاء في فشل الحكومات الوطنية ، التي أعقبت الاستقلال بنسب متفاوتة. والزعم بأن إدارة الدولة كان حكراً صرفاً لرموز النخبة النيلية يجافي الصواب المطلق ؛ لأن بعض قادة الحركات المطلبية أو المسلحة اشتركوا بمعايير مختلفة في إدارة “دولة 56″، ولم يكن أداؤهم أفضل من أداء رصفائهم الآخرين ، بل أن بعض الذين تولوا إدارة المناطق المهمشة منهم كانوا أكثر فساداً من غيرهم . إذاً الأزمة في جوهرها ترتبط بغياب الرؤية الاستراتيجية لإدارة الدولة ، وفي حدودها المهنية بغياب موظف الدولة الكفوء ، الذي يمتلك قيماً أخلاقية والتزامات وطنية ، تؤهله لخدمة قضايا المواطن السوداني ، التي يرتكز عمودها الفقري على ثلاثية الفقر والتعليم والصحة.

(4) خاتمة
بعد انفصال جنوب السودان عام 2011م فقدت دولة السودان الحديثة، التي أسسها المستعمر ، ربع مساحتها الجغرافية ، وفقدت أيضاً مكوناً مهماً من مواردها الطبيعية والبشرية ؛ بالرغم من هذا الفقد تضاعفت تركيبتها الديمغرافية من حيث الكم ، وضاقت فجوة التباين الثقافي والاجتماعي والديني من حيث الكيف ؛ إلا أنَّ مشكلة الضلع الثالث (السلطة العامة) ، وإحيائها في الدعوة إلى قسمة السلطة والثروة ، ظلت قائمة . وإن حلها المستدام ربما لا يتحقق بالقضاء على “دولة 56” من زاوية أنها دولة “جلابة”، كما يروج لذلك قادة الدعم السريع وزعماء الحركات المسلحة ، الترويج الذي نعته زين العابدين صالح بـ”فرية العقل الخامل”. بل يحتاج الأمر إلى معالجة كلية ، يستند شقها الرئيس إلى الإجابة الموضوعية عن سؤال : كيف يُحكم السودان بعد حرب الخامس عشر من أبريل 2023م؟ فالإجابة عن هذا السؤال تقع خارج نطاق هذا المقال؛ بيد أنها تحتاج إلى جلوس كل أصحاب المصلحة حول مائدة مستديرة ؛ لتحليل ما تبقي من دولة السودان الحديثة من ناحية عناصر قوتها وضعفها ، ومهددات بقائها على أديم ، والفرص المتاحة لإعادة بنائها وفق أسس جديد ، تقوم على المواطنة المتساوية في توزيع الحقوق والواجبات ، والديمقراطية أداة لتداول السلطة السلمي ؛ لأن الركون إلى قوة السلاح على مستوى المركز والأطراف لم يحقق أي نجاحات مستدامة ، بل قاد إلى حرب ضروس ، روعت المواطنين العزل ، وشردت قطاعاً واسعاً من مساكنهم الآمنة إلى متاهات النزوح واللجوء المرهقة .

 

[email protected]

‫13 تعليقات

  1. تحليل صادق وعقلاني وسرد حقائق لكن يابروف تسيد المشهد السياسي نخب الغفلة والارزقية وشحنوا الجهله لصب الزيت على النار اليوم اي زول جالس يحلب ناقة بقرة قارع موية راكب اي دابه حيوان عربية جلسة سوق يطلع تلفونه وينشر مادة عن جهل عن عمد لحريق الوطن والمجتمع لذلك على جميع النخب النزيهه العفيفه اي كان توجهها السياسي الفكري امامهم مسؤولية تهدئه الوضع وربط اللحمة الوطنية

  2. دجال كبير ومزور تاريخي مثلك مثل ابوسليم والقدال وع ع إبراهيم. تلوون السنتكم بالحديث عن التاريخ وماهو بتاريخ بل أكاذيب تنشرونها وأنتم تعلمون

    رحم الله دكتور مكي شبكة والمعلم بابكر بدري.
    من قالوا لا في وجه من قالوا نعم.

    1. الاستاذ ابو شنب لك التحية . ما أورده البروفسر أحمد ابو شوك هو تاريخ عامي منقول عن وثائق . انه ليس بمزور أو كاذب . اراد تشيد بالبروفسر مكي شبيكة. هل تعرف أ، مكي شبيكة قد تعرض امحاولة قتل بواسطة بعض اهل دارفور الذين كان يأتي بهم حزب الامة بالآلاف لقتل البوليس والمشاركين في التظاهرات . ما يوقوم به ابو شوك هو ما قام به مكي شبيكة . اما بابكر بدريفكلما استشهد بما سطر من تاريخ عاشه الرجل، الا واجد الشتم لبابكر بدري ويصفونه بكل قبيح . يكفي أنه عندما عرض تعليم الاولاد ضرب وحثوا فمه بالتراب. في وسط اهله الرباطاب عندما عرض عليهم تعليم الاولاد اضطر الى المغادرة والا فتكوا به .اليوم يتهمون احفاده بسرق دخل الجامعة .للجامعة مجلس امناء يسيرها .
      ما هو دليلك على كذب وتزوير ابو شوك ؟؟
      اليوم تتباكون وتهاجمون دولة 56 وتطالبون بالفدرالية . اول من طالب بالفدرالية هو ابرهيم بدري الذيلا يزال يوصف بالعمالة لاستعمار……. اقتباس
      في اعظم كتب الدكتور منصور خالد اهوال الحرب . وطموحات السلام قصة بلدين، يكتب منصور في اهدائه الكتاب الي ابراهيم بدري و ستانسلاوس عبد الله بياساما ومحمود محمد طه . ابرهيم بدري الذي لم يصانع في النصيحة خداعا للنفس او ارتكانا للعنجهية . قال لاهله خذوا الذي لكم . واعطوا ما عليكم ان اردتم ان لا يفسد تدبيركم . او يختل اختياركم . عزفوا عن رأيه ونسبوا الرأي وصاحبه الي الاستعمار . ثم مضوا في خداع النفس فأغراهم بالآمال العواطل الباطلات . واليوم يعودون الي ما قال دون استحياء . ولا يذكرون الرجل ، وهم التابعون .
      بعد ستين سنة يتذكر منصور ,,الذي اعتبره احسمن من كتب باللغة العربية ,, ابراهيم بدري . والثلاثة من السودانيين الذين اخطأ اهلهم في حقهم . وسيقول البعض ان الاستاذ محمود كان يستحق القتل لانه اخطأ في حق الدين . هل اخطأ الاستاذ ام المهدي بإدعاءه المهدية والميرغني الكبير براتبه ام الاستاذ . ولقد ظلم العم عبد الله استانسلاوس من الجنوبيين لانه من الفور استرقه احد صائدي البشر من بني هلبة خلصه البريطانيون وتعلم من المبشرين وعاش في الجنوب ورفضه الشماليون . نحن نعرف جيدا كيف نضر بأنفسنا .
      في لجنة الدستور التي تكونت في 1951 قال ابراهيم بدري . يجب ان نراعي حقوق الجنوب والا ستكون هنالك حمامات دم . والجنوب لا يعني المديريات الجنوبية فقط . ولكن جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان ومنطقة ابيي . وان ما يربطنا بهذه المناطق هو الفتح التركي . وهذا ما اورده الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه في سفره التوثيقي الضخم . واخطأ ابراهيم بدري لانها ليست حمامات فقط بل شلالات الدم الذي لا يزال يتدفق .
      في تقرير حوادث الجنوب التي تكهن بها ابراهيم بدري كانت هنالك لجنة مكونة من القاضي قطران والاداري الجنوبي لادو لوليك والاداري الشمالي خليفة محجوب . ونجد فكرة الحكم الذاتي او الفدريشن التي دعي لها ابراهيم بدري رئيس الحزب الجمهوري الاشتراكي . ودعي لها الحزب الشيوعي السوداني كذالك . والفكرة كانت ان تتكون ثلاثة برلمانات محلية في اعالي النيل وفي بحر الغزال وفي جوبا . وان يكون لهم ممثلين في البرلمان القومي في العاصمة . واعالي النيل التي هي اصغر المديريات الثلاثة اكبر من غانا مساحة . وكان يمكن ان تكون سلة غذاء كل الجنوب .

      1. ابشوك منحاز لأهله الشايقية محملاً أهل الهامش الذين وعوا أن مصيبتهم الكبرى هي في مركزة السلطة في يد الجلابة محاولاً تحميل المهمشين بعض الذنب بأن بعض الفلنقايات الذين إشتراهم الكيزان عملوا كمساعدي حلة للمركز متهماً المهمشين إجتماعياً بأنهم خاملي العقل (بل ولم يكن أداؤهم أفضل من أداء بعض قادة الحركات المطلبية أو المسلحة اشتركوا بمعايير مختلفة في إدارة “دولة 56″ ، بل أن بعض الذين تولوا إدارة المناطق المهمشة منهم كانوا أكثر فساداً من غيرهم)
        وهكذا يجعل ابشوك الفلنقايات الذين تمت رشوتهم من النخبة النيلية شاهداً ودليلاً على أن الجميع مشتركون في الإثم.
        طبعاً لم يقدم حلاً معتبراً أن (أصحاب المصلحة) المزعومون هم من سيقترحَون الحل بل ويطبقونه وين ما عارف.
        الدليل على تزوير ابشوك لتاريخ السودان هو إنكاره لما فعله المتمهدي ود فحل بالخرطوم وأهلها صبيحة يوم ٢٦ يناير ١٨٨٥ من قتل وتعذيب للرجال وسبي للنساء وإعادة للإسترقاق لسابق عهده منكراً على من كتب عن تلك المأساة التي لم ينكرها حتي عبدالقادر الكردفاني الأنصاري بل أكدها.
        ابشوك هو خريج مدرسة التاريخ الرسمي الكاذب للسودان. وهي المدرسة التي أسس لها محمد إبراهيم ابوسليم ثم يوسف فضل والقدال وع ع إبراهيم مع حفظ الألقاب للكل.
        الغرض الأساسي لتلك المدرسة هو (التأسيس) لمشروع سياسي يقوم على أن السودان وطن واحد أسسته المصيبة المهدية وتجد أن كل هؤلاء يعزفون ذات اللحن الكذوب الأشتر.

        دكتور مكي شبيكة كان واضحاً ومضوعياً وعلمياً في كتابه السودان عبر القرون لذلك كاد أن يفتك به الأنصار لولا لطف الله به.

        بابكر بدري كان انصارياً متعصباً فتح الله بصيرته بعدما تم أسره في توشكي وأمضى عامين في مصر فعرف أهمية العلم والتعلم وأصر على أن البداية هي في التعليم وباتعليم وبدأ بأهل بيته وحارب كثير من العادات والتقاليد الضارة وأنت أعلم مني بما أقصد.
        بابكر بدري كان قامة وهامة وشامة.
        رجل بوزن أمة. كتب التاريخ الحقيقي لما حضر وشاهد ولكن أحمد إبنه وعبيد عبدالنور حزفا أربعة أخماس ما كتب.

  3. إعادة القراءة والهيكلة أمران مطلوبان بشدة بالسودان ما بعد الاستعمار لا يزال يحتفظ ببعض مؤسساته الخربة مثلا القبول للكليات العسكرية يخضع لمعايير فيها الكثير من التمييز…. والانفاق على التعليم أيضا وكذا مشاريع الخدمات والمرافق التى تقوم بها الحكومة المؤشرات العامة تدل على تخلف بعض مناطق السودان أكثر من غيرها لماذا لا يتم مبدأ التمييز الايجابى كما فعل نهرو عند استقلال الهند ١٩٤٨نخبنا مهمومة وطموحاتها الشخصية والحزبية ترى كم من مداد ارقناه لإثبات عروبة السودان أو إسلامه وكان نتاج ذلك فقد جزء عزيز جدا من الوطن لازالت اثاره تتفاعل ليوم الناس هذا. مثلث حمدى ليس كل السودان بل حتى هذا المثلث أنكر البشير انتماء بعض ثومياته للسودان وهم من وفد اجداهم منذ مائتى سنة أو تزيد. مشكلة السودان اليوم هى قبول الآخر كما هو وليس تنميطه كما نريد

  4. أكبر خطأ ارتكبه الرعيل الأول بعد الاستقلال عن بريطانية هو اعتمادهم للنظام المركزي هذا النظام + النكب السياسية هما السبب الرئيسي لفشل الدولة السودانية …..تفكيك النظام المركزي و الاستعانة بنظام فيدرالي يعطي الأقاليم حقوقها في السلطة و الثروة و كل اقليم ينتخب حكومته من حاكم الاقليم و المجلس التشريعي و مجالس البلدية و كل اقليم يأخذ 70% من موارده و 30% للخزانة العامة…ما لم يحدث هذا قريباً سوف نجد انفسنا شعب واحد في 4 أو 5 دويلات………….الفيدرالية هي الحل الأمثل و الجذري لكل مشاكل السودان السياسية و الاقتصادية و الأمنية و الإجتماعية و…الخ…

  5. فرق شاسع جداً بين الحركة الشعبية و حركات دارفور و بين مرتزقة آل دقلو فالحركات المسلحة و الحركة الشعبية شعارهم العدالة و المساواة و اجندتهم ( وطنية ) أما المرتزقة رفعوا شعار تفكيك دولة 56 كتكتيك و خطاب مرحلة و هدفهم الرئيسي تأسيس دولتهم علي انقاض الدولة السودانية لذلك لا تقارن بين الحركة الشعبية و حركات دارفور و بين مرتزقة عربان الشتات الافريقي و ترسيخ فكرة أن لآل دقلو حركة وطنية و مشروع وطني…

    1. بين الدكتور ابوسوك الفرق بين الدولة والحكومة,فدولة56التي اسسها الانجلير لاغبار عليها,لان من يملكون زمها كان الانجليز انفسهم,ولكن العلة اذا في الحكومات المتعاقبة بعد خروج المستعمر هي المتضلة,وهذا الشىي ماداير ليه درس عصر,الكتاب الاسود الذي صدر اول التسعينات بين ووسح الاربام كل شى,والمطلوب من نخب الشمال الاقرار والرجوع عن دفن للرؤس في الرمال دون مكابرة ولم يعد هناك يمكن اخفاءه,والمثل بيقول يمكنك ان تخدع بعض الناس لبعض الوقت ولكن لايمكنك ان تخدع كل الناس لك الوبت,مانحتاجه هو عقد اجتماعي وسياسي جديد علي اؤاس دولة المواطنة التي تساوي بين الجميع,ونترك اوهام العروبة والاسلام رحمة بالشعب السوداني,القس الامريكي مارتن لوثر كنج عنده مثل دائما مايردده للمريكان البيض يقول في-نحن حئنا من مناطق مختلفة بقوارب مختلفة,ولكننا الان في مركب واحد.يعني اي جنون ولا استمرار اوهام ستنقلب بنا المركب جميعا,الهم قد بلغنا فاشهد

    2. أبو عزو أنت جاهل كبير
      الحركة الشعبية كانت أشد تشددا من الدعم السريع فهي لم تستطيع الوصول حتى الى سنار فضلا عن الخرطوم و اجبرت الكيزان على تغيير القوانين و اختزال بعض المواد القانونية الشرعية استجابة لطلب الحركة الشعبية و اعطيت منصب نائب الرئيس و حق الانفصال و كمان التصويت فيه حصريا على الجنوبيين , يعني شيك على بياض
      قرنق قالها على اذاعة بي بي سي في اواخر الثمانينيات : الشريعة تعني الحرب Sharia means war
      يا اخي الدعامة الان لو وافق الكيزان من كيزان الجيش و كيزان الحوش على نصف هذه الامتيازات لما قامت هذه الحرب من الاساس

      انت لو مجنون , امشي التجاني الماحي أو حي الدوحة أو انقرة

  6. تحدث كاتب المقال عن الفرق بين الدولة و الحكومة و لكن لم يذكر لنا تعريف الدولة و نحن السودانيين غالبا ما نتجاهل تعريف امهات المواضيع فنترك ثغرة كبيرة للسواقة بالخلا
    هناك فرق بين مصطلح الدولة و مصطلح الحكومة و المجتمع
    تعريف الدولة هو أنها تنظيم سياسي للمجتمع أو هيئة سياسية أو تحديداً مؤسسات الحكومة – و ليس الحكومة – و هي مزيج من الهياكل التكتلات السياسية و الاجتماعية المعاصرة،
    و بالتالي فان المقصود في هذه الايام اي سنة 2024 بدولة 56 هو جوهر النظام السياسي و النخب السياسية التي انتجت او تشكلت بعد انتهاء الحقبة الاستعمارية بدءا من يناير 1956 الى سقوط نظام البشير بثورة 2018-2019. هذا هو باختصار ما يمكن تعريفه بأنه دولة 56

    الدولة ربما تطلق و يقصد منها البلد و ربما تطلق و يقصد منها الهيكل الاداري الذي يدير الدولة و ربما تطلق و يقصد بها حكم أسرة معينة مثل الدولة العباسية أو مجموعة مثل دولة المرابطين

  7. شكرا على التناول الموضوعى يا بروف.ولكن لقد قلت ان الحل فى المواطنة المتساوية اضافة لمرئيات اخرى . المواطنة المتساوية هو شعار أيضا من الشعارات التكتيكية للحركة الشعبية أو حركة جون قرنق وقد نقلة ربيب هذه الحركة ياسر عرمان لاعادة توظيفه بواسطة الحركات المسلحة ثم بواسطة مليشيا الدعم السريع، لاغراض حشد المؤيدين والمقاتلين وخلق عقيده لهؤلاء المقاتلين. وسؤالى لك يابروف. ولكل من يرفع شعار المواطنة المتساوية، من الذى اثبت، على نحو علمى مستقل، أن هناك مواطنة غير متساوية فى السودان ابتداءا حتى ندعو لتساوى المواطنة؟ انا بحثت ولم أجد دراسة علمية مستقلة، منشورة أو حتى غير منشورة، تثبت أن السودانيين غير متساوين فى المواطنة!! فالامم المتحدة وفى ترتيبها السنوى للدول حسب مستوى التنمية البشرية ترتب السودان كل الشعب السوداني سنويا فى زيل الدول ، راجع تقارير الأمم الخاصة بتنمية الموارد البشرية عليه هذا الشعار يوظف فقط لخلق الكراهية والفتنة والعنصرية والجهوية والتمرد والقتل فى السودان بقصد الوصول للسلطة بلا كد وجهد وعطاء وطنى وبلا منافسة.وبالفعل فقد اوصل الكثير من غير المؤهلين لكراسى السلطة ولم يقدموا الا الفشل للوطن . أيضا لقد ذكرت يابروف. شعار التهميش وهو أيضا من شعارات حركة جون قرنق ونقله عرمان إلى الحركات المسلحة ثم نقله لتمرد الدعم السريع ، وهو أيضا شعار تكتيكي للمتاجرة السياسية لصنع حيثيات ودوافع للتمرد، وذلك لاننى لم اجد اى دراسة علمية مستقلة منشورة أو حتى غير منشورة تثبت أن هناك مواقع مهمشة ومواقع غير مهمشة فى السودان. كما أنه ليس هنالك تعريف علمى متفق عليه للتهميش ، فإن كان المقصود بالتهميش ضعف أو غياب التنمية فلا توجد دراسة علمية مستقلة ترتب ولايات السودان ومناطقه المختلفة حسب مستوى التنمية البشرية والاقتصادية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية و مستوى المشاركة السياسية وغيرها. لا توجد فى حدود علمى دراسة علمية مستقلة، ومن لديه
    دراسة فليفيدنا بها ، تثبت علميا على ، سبيل المثال،أن ولايات وسط السودان اقل تهميشا من الولايات الشرقية أو أن ولايات غرب السودان أكثر تهميشا من ولاية النيل الأبيض أو ولايات شرق السودان إلى آخره. للاسف فى غياب الدراسات العلمية المستقلة تصبح كل هذه الشعارات مجرد ادعاءات جوفاء يعبئها كل من يشاء بالمضامين التى تحقق مصالحه الشخصية
    التى لا علاقة لها البتة بمصلحة الوطن. وفى هذا السياق يأتى شعار دولة 56 فهو أيضا ادعاء اجوف معبا بالحثيات والمضامين المغلوطة عن قصد لتصبح رأس مال سياسى للمتاجرة السياسية والوصول للسلطة بلا استحقاق، وان أدى ذلك للتمرد والقتل والدماء.

    1. انت لم تبحث و تكذب
      اذا اردت كتابا عن عدم المساواة في المواطنة فالواقع يكفيك او اقرأ الكتاب الاسود
      او خطة الترابي في الحكم الفدرالي و التي اجهضت بواسطة تلاميذه الكيزان

    2. الأستاذ نابه، لك التحية والود … وأشكرك على ملاحظاتك الموضوعية .. أرجو أن ترسل لي بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..